الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة سبأ
772 -
(ت د) - (فروةُ بن مُسيكٍ المرادي رضي الله عنه (1) : قال: أَتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا أُقاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ من قومي بمن أقبَلَ منهم؟ فأذِنَ لي في قتالهم وأمَّرَني، فلما خرجتُ من عنده، سأَل عني، ما فعل الغُطَيْفيُّ؟ فأُخبِرَ أني سِرْتُ، فأرسل في إثْري فرَدَّني، فأتيْتُهُ - وهو في نفرٍ من أصحابه - فقال: ادْعُ القوم، فمن أسلمَ منهم فاقْبَلْ منه، ومن لم يُسِلم فلا تَعْجَلْ حتى أُحَدِّث إليك، قال: وأُنزِلَ في سبأٍ ما أنزلَ، فقال رجل: يا رسولَ الله، وما سبَأ؟ أَرضٌ، أَو امرأة؟ قال:«ليس بأَرضٍ، ولا امرأة، ولكنه رجلٌ وَلدَ عشرة من العرب، فتَيَامَنَ منهم ستةٌ وتشاءمَ منهم أربعةٌ، فأما الذين تشاءموا: فلَخْمٌ، وجُذامٌ، وغسان، وعامِلةُ. وأما الذين تَيَامنُوا: فالأزدُ، والأشْعريون (2) ، وحِمَيرُ، وكِنْدَة، ومِذْحجُ، وأنمارُ» . فقال رجلٌ: وما أنمارُ؟ قال: «الذين منهم خَثْعَمُ وبَجيلةُ» . هذه رواية الترمذي.
وأخرجه أبو داود مختصراً في كتاب الحروف، وهذا لفظُهُ، قال: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث، ولم يذكر لفظه - فقال رجل من القومِ: يارسولَ الله،
⦗ص: 327⦘
أخبِرنا عن سبأٍ، ما هو: أرضٌ، أو امرأةٌ؟ قال:«ليس بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولكنه رجلٌ وَلدَ عشرة من العرب، فتيامَنَ ستةٌ، وتشاءمَ أربعةٌ» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فتيامن وتشاءم) تيامن، أي: قصد جهة اليمن، وتشاءم، أي: قصد جهة الشام.
(1) فروة بن مسيك - بضم الميم، مصغر - المرادي ثم الغطيفي أبو عمر له صحبة، أسلم سنة تسع وسكن الكوفة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه هانئ بن عروة، والشعبي، وأبو سبرة النخعي وغيرهم، قال ابن سعد: استعمله عمر رضي الله عنه على صدقات مذحج. ثم سكن الكوفة، وكان من وجوه قومه.
(2)
في الأصل والمطبوع: الأشعرون، والتصحيح من الترمذي.
(3)
الترمذي رقم (3220) في التفسير، باب ومن سورة سبأ، وأبو داود رقم (3978) في الحروف والقراءات، وفي سنده أبو سبرة النخعي الكوفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وأخرجه الحاكم 2 / 423 من طريق آخر، وله شاهد عنده من حديث ابن عباس 2 / 423 وصححه ووافقه الذهبي، ولذا قال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال، وأخرجه أحمد 3 / 451، وابن جرير الطبري 22 / 52، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 231 وزاد نسبته لعبد بن حميد، والبخاري في تاريخه، وابن المنذر، وابن مردويه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3988) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهارون بن عبد الله. و «الترمذي» 3222 قال: حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد وغير واحد. و «عبد الله بن أحمد» قال: حدثنا خلف ابن هشام. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد.
ستتهم - عثمان، وهارون، ومحمد بن العلاء أبو كريب، وعبد بن حميد، وخلف، وعبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شيبة - عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الحسن بن الحكم النخعي، قال: حدثناه أبو سيبرة النخعي، فذكره.
أخرجه أحمد. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان، قال: حدثنا الحسن بن الحكم، عن عبد الله ابن عايش، عن فروة بن مسيك، فذكره.
773 -
(خ ت) أبو هريرة رضي الله عنه: أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قضى اللهُ الأمرَ في السماءِ ضرَبت الملائكةُ بأجنحتها خُضْعاناً لقوله، كأنه سِلْسِلةٌ على صفوان، فإذا فُزِّعَ عن قلوبِهمْ قالوا: ماذا قال ربُّكُمْ؟ قالوا للذي قال: الحقَّ (1) ، وهو العليُّ الكبيرُ، فَيَسمعُها مُستَرِقُ السَّمْعِ، ومسترقُو السَّمع (2) هكذا، بعضُه فوق بعض - ووَصفَ سُفيانُ (3) بِكفِّهِ فحرَّفَها، وبدَّدَ بين أصابعه - فيَسْمعُ الكلمةَ
⦗ص: 328⦘
فَيُلْقيها إلى من هو تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيها على لِسانِ السَّاحِر أو الكاهِنِ، فرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أن يُلْقِيَها، وربما ألقَاهَا قَبْلَ أن يُدْرِكَهُ، فيَكْذِبُ معها مائَةَ كذْبةٍ، فيقال: أَليسَ قد قال لنا يومَ كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيُصَدَّقُ بتلك الكلمة التي سُمِعَتْ من السماء» . أخرجه البخاري.
وأخرجه الترمذي قال: إذا قَضَى اللهُ في السَّمَاءِ أَمْراً، ضَرَبتِ الملائكةُ بأجْنِحَتها خُضَّعاً لقوله، كأنها سِلْسِلةٌ على صفوان فإذا فُزِّعَ عن قلوبِهمْ قالوا: ماذا قال ربُّكُمْ؟ قالوا: الحقَّ، وهو العليُّ الكبيرُ، قال: والشَّيَاطين بعضُهم فوقَ بعضٍ (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فُزِّع) عن قلوبهم: كشف عنها الفزع.
(خُضَّعاً) جمع خاضع، وهو المنقاد المتطامن، وخضعاناً: مصدر، ويجوز أن يكون جمع خاضع.
(صفوان) الصفوان: الحجر الأملس، وجمعه: صُفِيٌّ، وقيل: هو جمع واحدته صفوانة والصفا أيضاً: جمع صفاة، وهي الحجر الأملس.
(1) أي للذي قال القول الحق، وهو الله سبحانه وتعالى.
(2)
قال الحافظ: في رواية علي عند أبي ذر: ومسترق السمع، بالإفراد، وهو فصيح.
(3)
هو سفيان بن عيينة.
(4)
البخاري 8 / 413، 414 في تفسير سورة سبأ، باب {حتى إذا فزع عن قلوبهم} ، وفي تفسير سورة الحجر، باب قوله:{إلا من استرق السمع} ، والترمذي رقم (3221) في التفسير، باب ومن سورة سبأ، وقال: حديث حسن صحيح.
774 -
(د) ابن مسعود رضي الله عنه: قال: إذا تكَلَّمَ الله بِالْوَحْيِ سَمِعَ أهلُ السماءِ صَلْصَلَة كجرّ السّلْسِلَةِ على الصَّفَا، فيَصْعَقُونَ، فلا يزالونَ
⦗ص: 329⦘
كذلك، حتَّى يأتِيَهُمْ جبريلُ، فإذا جاء فُزّع عن قُلوبهم، فيقولون: يا جبريلُ ماذا قال ربك (1) ؟ فيقول: الحقَّ، فيقولونَ: الحقَّ الحقَّ. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صلصلة) الصلصلة: صوت الأجرام الصلبة بعضها على بعض.
(1) في الأصل: ربكم، والتصحيح من أبي داود.
(2)
رقم (4738) وسنده حسن، وعلقه البخاري موقوفاً على ابن عباس في التوحيد 13 / 381، باب قول الله تعالى:{ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} . قال الحافظ في "الفتح ": وقد وصله البيهقي في " الأسماء والصفات " من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح وهو أبو الضحى عن مسروق، وهكذا أخرجه أحمد عن أبي معاوية، وأخرجه البخاري في كتاب " خلق أفعال العباد "، وابن أبي حاتم في كتاب " الرد على الجهمية "، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 236 وزاد نسبته لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ " في العظمة "، وابن مردويه، والبيهقي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4738) قال: ثنا أحمد بن أبي سريح الرازي، وعلي بن الحسين بن أبراهيم، علي ابن مسلم، قالوا: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، فذكره.