المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة - جامع الأصول - جـ ٢

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف التاء

- ‌الكتاب الأول: في تفسير القرآن، وأسباب نزوله

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة حم: المؤمن

- ‌سورة حم: السجدة

- ‌سورة حم عسق

- ‌سورة حم: الزخرف

- ‌سورة حم: الدخان

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة عبس

- ‌سورة إذا الشمس كورت

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة سبح اسم ربك الأعلى

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة أقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

- ‌الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: في التلاوة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها

- ‌الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة

- ‌الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة

- ‌الفرع الخامس: في آداب متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

- ‌الكتاب الرابع: في التوبة

- ‌الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الكتاب السادس: في التفليس

- ‌الكتاب السابع: في تمني الموت

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌كتاب الثناء والشكر

- ‌حرف الجيم

- ‌الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم

- ‌الباب الأول: في الجهاد وما يختص به

- ‌الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آدابه

- ‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

- ‌الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو

- ‌الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة

- ‌الباب الثاني: في فروع الجهاد

- ‌الفصل الأول: في الأمانة والهدنة

- ‌الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان

- ‌الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها

- ‌الفصل الثالث: في الغنائم والفيء

- ‌الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين

- ‌الفرع الثاني: في النفل

- ‌الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه

- ‌الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الخامس: في الغلول

- ‌الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفي

- ‌الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء

- ‌الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم

الفصل: ‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

938 -

(م ط ت د س) عبد الرحمن بن عبد القارئ رحمه الله: قال: سمعتُ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نامَ عَنْ حِزْبِهِ من الليل، أو عن شيءٍ منه، فقرأَه ما بيْنَ صَلاةِ الفجرِ وصَلاة الظُّهرِ، كُتِبَ له كأنما قَرأَهُ من الليْلِ» . أخرجه الجماعة إلا البخاري.

إلا أنَّ في رواية الموطأ، «فقرأَهُ حين تَزُولُ الشَّمْسُ إلى صَلاةِ الظُّهرِ، فإنه لم يَفُتْهُ [أو] كَأنَّهُ أدْرَكَهُ» (1) .

(1) مسلم رقم (747) في صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، والموطأ 1 / 200 في القرآن، باب ما جاء في تحزيب القرآن، والترمذي رقم (581) في الصلاة، باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل، وأبو داود رقم (1313) في الصلاة، باب من نام عن حزبه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1 -

أخرجه أحمد (1/32)(2200)، و (1/53) (377) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، والدارمي (1485) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، ومسلم (2/171) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (1313) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان. (ح) وحدثنا سليمان بن داود ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: حدثنا ابن وهب.

وابن ماجة (1343) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، والترمذي (581 قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو صفوان، والنسائي (3/259)، وفي الكبرى (1371) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان. أربعتهم - ابن المبارك، والليث، وعبد الله بن وهب، وأبو صفوان - عن يونس، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة.

2 -

وأخرجه النسائي (3/259)، وفي الكبرى (1373) قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة.

ثلاثتهم - السائب، وعبيد الله، وعروة بن الزبير - عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.

* أخرجه النسائي (3/260)، وفي الكبرى (1374) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن داود بن الحصين، عن الأعرج، وفي (1372) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن ابن شهاب، أن السائب بن يزيد،وعبيد الله أخبراه.

ثلاثتهم - الأعرج، والسائب، وعبيد الله - عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أن عمر بن الخطاب قال: «من فاته حزبه

» فذكره، موقوفا.

ص: 477

‌الباب الثاني: في القراءات

، وفيه فصلان

‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

939 -

(خ م ط ت د س) عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قال: سمعتُ هِشامَ بنَ حكيم بنِ حِزامٍ يقرأُ سورة الفرقانِ، في حَياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاسْتمَعْتُ لقراءته، فإذا هو يقرأُ على حروفٍ كثيرة، لم يُقْرئْنيها

⦗ص: 478⦘

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصلاة، فَتَربصْتُ حتى سلَّم، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدائِهِ (1)، فَقُلْتُ: مَنْ أقْرأَكَ هذه السورة التي سَمِعْتُكَ تَقٍرَؤهَا؟ قال: أقْرَأنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ: كذْبتَ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد أقْرَأنيها على غَيْرِ ما قَرأْتَ، فانطلقْتُ به أقودُهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنِّي سَمِعتُ هذا يقْرَأُ سُورة الفرقان على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أَرْسِلْهُ، اقْرأْ يا هِشامُ» فقرأَ عليه القراءة التي كنْتُ سمعتُه يقرأُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«هَكَذا أُنْزِلتْ» ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأْ يا عمرُ» فقرأْتُ القراءةَ التي أقْرأَنِي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«هكذا أُنْزِلتْ، إنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سَبْعَةِ أحرُفٍ (2) ، فَاقرَؤوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» . أخرجه الجماعة (3) .

⦗ص: 479⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أُسَاورُهُ) أي: أُواثِبُهُ وأغالبه، ويقال للمعربد: سَوَّار.

(فتربصت) تربص فلان بفلان: أي: انتظره، وأخره إلى وقت ما.

(فَلَبَّبْتُه) يقال: أخذت بتلبيبه: إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه، وقبضت عليه تَجرُّه.

(سبعة أحرف) أراد بالحرف: اللغة، يعني: على سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه: أن يكون في الحرف [الواحد] سبعة أوجه، ولكن نقول: هذه اللغات السبع مُفَرَّقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن.

قال الخطابي: على أنَّ في القرآن ما قد قُرئَ بسبعة أوجه، وهو قوله:{وَعَبَدَ الطَّاغُوت} [المائدة: 60] وقوله: {أرسِلْهُ مَعَنا غداً يَرتَعْ ويَلْعَبْ} [يوسف: 12] وذكر وجوهاً، كأنه يذهب: إلى أن بعضه أنزل على سبعة أحرف، لا كله.

(1) قال الزركشي: أي: جررته، بتشديد الباء الأولى، وعليه اقتصر النووي، وحكى المنذري التخفيف، وقال: إنه أعرف، مأخوذ من اللبة بفتح اللام، ومعناه: جمعت الرداء في موضع لبته، أي: في عنقه، وأمسكته وجذبته به.

ووقع عند أبي داود " فلببته بردائي " فيمكن الجمع بأن التلبيب بالردائين جميعاً. وقال الحافظ: وكان عمر شديداً في الأمر بالمعروف، وفعل ذلك عن اجتهاد منه، لظنه أن هشاماً خالف الصواب، ولهذا لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

يراجع في بيان المراد من الأحرف السبعة بتفصيل " جامع البيان " 1 / 21، 67 و " النشر في القراءات العشر " 1 / 19 - 33 و " فتح الباري " 9 / 23 - 36.

(3)

البخاري 9 / 20، 21 في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وباب من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا، وفي الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض،

⦗ص: 479⦘

وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {فاقرؤوا ما تيسر منه} ، وأخرجه مسلم رقم (818) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وأبو داود رقم (1475) في الصلاة، باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف، والترمذي رقم (2944) في القراءات، باب ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، والنسائي 2 / 150 - 152 في الصلاة، باب جامع القرآن، والموطأ 1 / 201 في القرآن، باب ما جاء في القرآن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (142) . وأحمد (1/40)(277) قال: حدثنا عبد الرحمن، والبخاري (3/160) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم (2/202) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (1475) قال: حدثنا القعنبي، والنسائي (2/150)، وفي الكبرى (919) وفي فضائل القرآن (10) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع عن ابن القاسم.

خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، والقعنبي عبد الله بن مسلمة، وابن القاسم - عن مالك، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.

* وأخرجه أحمد (1/40)(278)، (1/42) (296) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/43)(297) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أنبأنا شعيب، وفي (1/263) (2375) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، والبخاري (276) قال: قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، وفي (6/239) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وفي (9/194) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، ومسلم (2/202) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والترمذي (2943) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وغير واحد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والنسائي (2/151) . وفي الكبرى (920) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.

خمستهم -معمر، وشعيب، وابن أخي ابن شهاب، وعقيل، ويونس - عن الزهري، قال: أخبرني عروة ابن الزبير، أن المِسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه، أنهما سمعا عمر بن الخطاب، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/24)(158) . والنسائي (2/150)، وفي الكبرى (918) فقال: أخبرنا نصر ابن علي.

كلاهما - أحمد بن حنبل، ونصر - عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، فذكره. ليس فيه (عبد الرحمن بن عبد القاري) .

ص: 477

940 -

(م ت د س) أبي بن كعب رضي الله عنه: قال: كنتُ في

⦗ص: 480⦘

المسجد، فدخل رجلٌ يُصَلِّي، فقرأ قِراءة أنْكَرْتُها، ثم دخل آخرُ، فقرأ قراءة سوىِ قراءةِ صَاحبه، فلمَّا قَضَيْنا الصلاةَ، دَخَلْنا جميعاً على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: إنَّ هذا قرأ قراءة أنكرتُها عليه، فدخل آخرُ فقرأ سِوى قراءةِ صَاحبهِ، فأمَرَهُما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَآ، فَحَسَّنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شأْنَهُما، فَسُقِطَ في نَفسيِ منَ التَّكْذيِبِ، ولا إذْ كُنْتُ في الجاهلية (1) ، فلما رأَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قد غَشِيَني، ضَرَبَ في صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقاً، وكأنما أنظرُ إلى الله عز وجل فَرَقاً، فقال لي: يا أُبيُّ، أُرْسِلَ إليَّ: أنْ اقرأ القُرْآن على حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إليه: أنْ هَوِّنْ علي أُمَّتي، فردَّ إلي الثانية: أن اقْرأْهُ على حرفين، فردَدْتُ إليه: أنْ هَوِّنْ على أمتي، فردَّ إليَّ الثالثة: أنِ اقْرَأْهُ على سَبْعَةِ أحرفٍ، وَلَكَ بكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَها (2) مَسْأَلَةٌ تسْألُنيِها، فقلتُ: اللهم اغْفِرْ لأُمَّتي، وأخَّرْتُ الثالثةَ ليومٍ يَرْغَبُ إليَّ الْخَلقُ كلُّهُمْ حتى إبراهيمُ.

وفي رواية أخرى قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان عندَ أَضاةِ بَنيِ غِفارٍ (3) ،

⦗ص: 481⦘

فأتاه جبريلُ عليه السلام، فقال: إنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أنْ تَقَرَأَ أُمَّتُكَ القرآن على حرفٍ، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم أتاه الثانية، فقال: إنَّ اللهَ يأْمُرَكَ أنْ تقرأ أمَّتُكَ القرآنَ على حرفين، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم جاء الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمَّتُكَ القرآن على ثلاثِة أَحرفٍ، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم جاءه الرابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتُك القرآن على سبعة أحرفٍ، فَأَيُّما حَرْفٍ قرَؤوا عليه فقد أصابُوا. هذه رواية مسلم.

وفي رواية أَبي داود مثل الرواية الثانية، إلى قوله في أول مرة:«لا تُطيقُ ذلك» ، وقال: ثم أتاه ثانية فذكر نحو هذا حتى بَلَغَ سبعةَ أحرفٍ، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أُمتك على سبعة أحرفٍ، فَأيُّمَا حرفٍ قرؤوا عليه فقد أصابُوا.

وفي أُخرى له قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أُبيُّ، إني أُقْرِئتُ القرآن» ، فقيل لي: على حرفٍ أو حرفين؟ فقال المَلكُ الذي معي: قل: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثٍ؟ فقال المَلكُ الذي معي: قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة، ثم قال: ليس منها إلا شَاف كافٍ، إنْ قلتَ: سَمِيعاً عَليماً، عزيزاً حكيماً، ما لم تَخْتِمْ آيَةَ عذابٍ برَحْمَةٍ أو آيةَ رَحْمَةٍ بِعَذابٍ.

وأخرج النسائي في الرواية الثانية من

⦗ص: 482⦘

روايتي مسلم.

وله في أخرى قال: أقْرأَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُورة، فَبَيْنا أنا في المسجد جالسٌ، إذْ سمعتُ رُجلاً يَقْرَؤها بخلاف قِراءتي، فقلتُ له من علَّمكَ هذه السورة؟ فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا تُفارِقُني حتى نَأْتَيَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا خالفَ قراءتي في السورةِ التي علَّمْتني، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اقْرأْها أُبيُّ، فقرأَتُها، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أحْسَنتَ، ثم قال للرَّجُلِ: اقْرَأْ، فَخالفَ قِراءتي، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أحْسَنتَ، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا أُبيُّ، أُنزلَ على سبعةِ أحرفٍ كُلُّها شافٍ كافٍ.

وفي أخرى له قال: مَا حاكَ في صدري مُنذُ أَسلمتُ، إلا أنِّي قرأْتُ آية، وقرأها آخرُ غيرَ قراءتي، فقلت، أقرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: أقرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ النبيَّ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أقرأْتَني آيةَ كذا، وكذا؟ قال: نعم، وقال الآخر: ألمْ تُقْرئِْني آية كذا وكذا؟ قال: نعم، إنَّ جبريل وميكائيل، أتياني، فقعد جبريل عن يميني، وميكائيل عن يَساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرفٍ، وقال ميكائيل: اسْتَزِدْهُ، حتى بلغَ سبعة أحرفٍ، وكلُّ حرفٍ شافٍ كافٍ.

وأخرج الترمذي عن أبيِّ بن كعبٍ هذا المعنى بغير هذا اللفظِ مخْتَصراً قال: لَقيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جبريلَ، فقال: يا جبريلُ، بُعِثتُ إلى أمَّة أمِّيِّينَ، فيهم العجوزُ والشيخُ الكبيرُ، والغلامُ والجاريةُ، والرجلُ الذي لم يقرأ

⦗ص: 483⦘

كتاباً قَطُّ، فقال: يا مُحَمَّدُ، إنَّ القرآن أُنزلَ على سبعةِ أَحرفٍ (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(شاف كاف) شاف: من الشفاء، وكاف: من الكفاية.

(فرقاً) الفرق: الفزغ.

(الأضاة) الغدير: وجمعها أَضَىً، مثل حَصَاة وحصى.

(أُمِّيِّينَ) الأُمِّيُّونَ: جمع أمي، وهو الذي لا يكتب، منسوب إلى ما عليه أمة العرب، وكانوا لا يكتبون. وقيل: الأمي: الذي على أصل ولادة أمه لم يتعلم الكتابة، فهو على جبلته التي ولد عليها.

(1) معناه: ووسوس لي الشيطان تكذيباً للنبوة، أشد مما كنت عليه في الجاهلية، لأنه في الجاهلية كان غافلاً أو متشككاً، فوسوس له الشيطان الجزم بالتكذيب.

(2)

قوله: " ولك بكل ردة رددتكها " هذا يدل على أنه سقط في الرواية الأولى ذكر بعض الروايات الثلاث. وقد جاءت مبينة في الرواية الثانية. وقوله: " ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها " معناه: مسألة مجابة قطعاً.

(3)

قال النووي: هي بفتح الهمزة، وبضاد معجمة مقصوراً، وهي الماء المستنقع كالغدير، وجمعها أضاً، كحصاة وحصى، وإضاء - بكسر الهمز والمد - كأكمة وإكام.

(4)

أخرجه مسلم رقم (820) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وأبو داود رقم (1477) و (1478) في الصلاة، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، والترمذي رقم (2945) في القراءات، باب ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وإسناده حسن. وأخرجه النسائي 2 / 152 و 154 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن، والرواية الثانية: سندها حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (5/127) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومسلم (2/202) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (2/203) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد ابن بشر، وعبد الله بن أحمد (5/128) قال: حدثني وهب بن بقية، قال: حدثنا خالد بن عبد الله.

أربعتهم - يحيى، وابن نُمير، وابن بشر، وخالد - عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثني عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.

- ورواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب:

1 -

أخرجه أحمد (5/127) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومسلم (2/203) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غُندر (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، وفي (2/204) قال: وحدثناه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، وأبو داود (1478) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن أحمد (5/128) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر، والنسائي (2/152) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، كلاهما - محمد بن جعفر، ومعاذ العنبري- عن شعبة.

وأخرجه أحمد (5/128) قال: حدثنا جعفر بن مهران السباك، قال: حدثنا عبد الوارث، عن محمد بن جحادة. كلاهما - شعبة، وابن جِحادة - عن الحكم، عن مجاهد.

2 -

وأخرجه أحمد (5/128) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأسدي «لو ين» ، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال: حدثنا عمر بن سالم الأفطس، عن أبيه، عن زبيد.

كلاهما - مجاهد، وزبيد - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.

- ورواه أيضا سليمان بن صرد عن أبي بن كعب:

أخرجه أحمد (5/124) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وفي (5/124) قال: حدثنا بهز، وأبو داود (1477) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وعبد الله بن أحمد (5/124) قال: حدثنا هدبة بن خالد.

أربعتهم - عبد الرحمن، وبهز، وأبو الوليد، وهدبة - عن همام، قال: حدثنا قتادة عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد، فذكره.

- ورواه سليمان بن صرد أيضا عن أبي بن كعب:

أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (670)، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا العوام. وعبد الله بن أحمد (5/125) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: أخبرنا شريك.

كلاهما - العوام، وشريك - عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صُرَد، فذكره.

- ورواه زر بن حبيش أيضا عن أبي بن كعب:

أخرجه أحمد (5/132) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، وفي (5/132) قال: حدثنا أبو سعيد موسى بن هاشم، قال: حدثنا زائدة، والترمذي (2944) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان.

كلاهما - زائدة، وشيبان - عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش فذكره.

- ورواه ابن عباس أيضا عن أبي بن كعب:

أخرجه النسائي (2/153) قال: أخبرني عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو جعفر بن نفيل، قال: قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره.

- ورواه أنس أيضا عن أبي بن كعب:

أخرجه أحمد (5/1114، 122) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد بن حميد (164) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وعبد الله بن أحمد (5/122) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا بشر بن المفضل، وفي (5/122) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا المعتمر، والنسائي (2/154) قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، وفي فضائل القرآن (11) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يزيد بن هارون.

أربعتهم - يحيى، ويزيد، وبشر، ومعتمر - عن حميد الطويل عن أنس فذكره.

ص: 479

941 -

(خ م) ابن عباس رضي الله عنهما: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأَني جبريلُ على حرفٍ، فراجَعْتُهُ فَزادني، فلم أزلْ أسْتَزِيدُه وَيَزيِدُني، حتى انتَهى إلى سبعه أحرفٍ» ، قال ابنُ شهابٍ: بلغني أنَّ تلكَ السبعةَ الأحرف: إنما هي في الأمْرِ الذي يكون واحداً، لا يختِلفُ في حلالٍ ولا حرام. أخرجه البخاري، ومسلم (1) .

(1) أخرجه البخاري 9 / 20، 21 في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (819) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وقوله في الحديث: قال ابن شهاب: هو من رواية مسلم فقط.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (1/263)(2375)، (1/299) (2717) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، وفي (1/313) (2860) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والبخاري (4/137) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني سليمان، عن يونس، وفي (6/227) قال: حدثنا سعيد ابن عُفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، ومسلم (2/202) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.

أربعتهم - ابن أخي ابن شهاب، ومعمر، ويونس، وعقيل - عن ابن شهاب، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.

ص: 483

942 -

(خ) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنهُ سَمِعَ رجلاً يقرأُ آية، سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقْرؤهَا على خِلافِ ذلك، قال: فأخذتُ بيَدِهِ، فاْنطَلَقْتُ بهِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكَرتُ ذلك له، فَعَرَفْتُ في وجْهِهِ الكراهِيَةَ وقال:«اقْرَآ، فَكِلاكُما مُحْسِنٌ، ولا تَخْتَلِفُوا، فإنَّ مَنْ كان قبلكم اختلفوا فَهَلَكُوا» . أخرجه البخاري (1) .

(1) البخاري 9 / 88 في فضائل القرآن، باب اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، وفي الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي الحديث الحض على الجماعة والألفة، والتحذير من الفرقة والاختلاف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (1/393)(3724) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (1/411) (3907) قال: حدثنا عفان، وفي (1/412) (3908) قال: حدثنا بهز. وفي (1/456)(4361) قال: حدثنا هاشم، والبخاري (3/158) قال: حدثنا أبو الوليد، وفي (4/213) قال: حدثنا آدم. وفي (6/245) قال: حدثنا سليمان بن حرب، والنسائي في فضائل القرآن (119) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد.

ستتهم - محمد بن جعفر، وعفان، وبهز، وهاشم، وأبو الوليد، وخالد بن الحارث - عن شعبة، قال: حدثنا عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة، فذكره.

* في رواية محمد بن جعفر، وعفان وهاشم، قال: شعبة، وحدثني مسعر عنه، ورفعه إلى عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«فلا تختلفوا» .

- ورواه أبو وائل أيضا عن عبد الله:

أخرجه أحمد (1/401)(3803) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن همام، عن عاصم، عن أبي وائل فذكره.

- ورواه زر أيضا عن ابن مسعود:

أخرجه أحمد (21/419)(3981)، (1/421) (3993) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر. وفي (1/421)(23992) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان، قالا: حدثنا حماد، وفي (1/452) (4322) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد بن سلمة.

كلاهما - أبو بكر بن عياش، وحماد - عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش فذكره.

ص: 484

943 -

(خ) ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر: أُبَىٌّ أقرأُنا وإنَّا لنَدَعُ مِنْ لَحْنِ أُبَي (1)، وأُبيٌّ يقول: أخَذْتُ مِنْ في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركُه لشيءٍ، وقال الله:{ما نَنْسخْ من آيةٍ أَو نُنْسِها} [البقرة: 106] . أخرجه البخاري (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(لَحْن أُبَيّ) : هو أبي بن كعب الأنصاري، ولَحْنهُ: لغته وقراءته

⦗ص: 485⦘

وطريقته التي يقرأ بها القرآن.

(1) أي: من قراءته، ولحن القول: فحواه ومعناه، والمراد به هنا: القول. قال الحافظ: وكان أبي بن كعب لا يرجع عما حفظه من القرآن الذي تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أخبره غيره أن تلاوته نسخت، لأنه إذا سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل عنده القطع به، فلا يزول عنه بإخبار غيره أن تلاوته نسخت، وقد استدل عليه عمر بالآية الدالة على النسخ وهو من أوضح الاستدلال في ذلك.

(2)

البخاري 9 / 49 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة البقرة، باب قول الله تعالى:{ما ننسخ من آية أو ننسها} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري [4481] قال: ثنا عمرو بن علي، وفي (5005) قال: ثنا صدقة بن الفضل. قالا: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

ص: 484