الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الجيم
ويشتمل على كتابين: كتاب الجهاد، وكتاب الجدال والمِرَاء
الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم
، وفيه بابان
الباب الأول: في الجهاد وما يختص به
، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه
1038 -
(د) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهادُ واِجبٌٌ عليكم مع كلِّ أمير: بَراً كانَ أو فاَجِراً، والصلاةُ واجبة عليكم خلفَ كل مسلم: براً كان أَو فاجراً، وإن عَمِلَ الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم: براً كان أو فاجراً، وإن عمل الكبائرَ»
⦗ص: 564⦘
أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(براً) البر: اسم جامع للخير كله، ومنه: رجل بار وبر، فجمع بار: بررة وجمع بر: أبرار.
(فاجراً) الفجور: الفسق والكذب، وبالجملة: فكل ما في البر من الخير. ففي الفجور من الشر.
(الكبائر) جمع كبيرة، وهي ما كبر من المعاصي، وعظم من الذنوب.
(1) رقم (2533) في الجهاد، باب الغزو مع أئمة الجور، من حديث ابن وهب عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن مكحول عن أبي هريرة، ورجاله ثقات، إلا أن العلاء بن الحارث كان قد اختلط، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة، لكن للجملة الأولى، وهي " الجهاد واجب عليكم مع كل أمير براً كان أو فاجراً " شاهد عند أبي داود رقم (2533) من حديث أنس تتقوى به بلفظ:" ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال: لا إله إلا الله، ولا تكفره بذنب، ولا تخرجه عن الإسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار "، وفي سنده يزيد بن أبي نشبة الراوي عن أنس، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2533) حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن العلاء ابن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة، فذكره.
1039 -
(د س) أنس بن مالك رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «جَاِهدُوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» (1) . أخرجه أبو داود والنسائي.
⦗ص: 565⦘
وفي أخرى للنسائي: «جاهدوا بأَيديكم وألسنتكم وأموالكم» (2) .
(1) قال المنذري: يحتمل أن يريد بقوله: " وألسنتكم " الهجاء، ويؤيده قوله " فلهو أسرع فيهم من نضح النبل "، ويحتمل أن يريد به حض الناس على الجهاد وترغيبهم فيه وبيان فضائله لهم.
(2)
أبو داود رقم (2504) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، والنسائي 6 / 7 في الجهاد، باب وجوب الجهاد، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 213 في الجهاد، باب جهاد المشركين باللسان واليد، وأحمد في مسنده 3 / 124 و 153 و 251، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان رقم (1618) موارد، والحاكم في " المستدرك " 2 / 81 وصححه ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً النووي في " رياض الصالحين " في آخر باب الجهاد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (3/124) قال: ثنا يزيد. وفي (3/153) قال: ثنا حسن. وفي (3/251) قال: ثنا عفان. و «الدارمي» (2436) قال: نا عمرو بن العاصم. و «أبو داود» (2504) قال: ثنا موسى ابن إسماعيل. و «النسائي» (6/7) قال: نا هارون بن عبد الله، ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، قالا: ثنا يزيد.
وفي (6/51) قال النسائي: نا عمرو بن علي، قال: ثنا عبد الرحمن.
ستتهم - يزيد بن هارون، وحسن بن موسى، وعفان، وعمرو، وموسى، وعبد الرحمن بن مهدي- عن حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره.
1040 -
(خ م ت د س) ابن عباس رضي الله عنهما: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جِهادٌ ونيّةٌ، وإذا اْستُنْفِرْتُم فاْنِفِرُوا» أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهجرة) : مفارقة الوطن إلى جهة أخرى بنية المقام فيها، وكان المهاجر في الشريعة: من فارق أهله ووطنه متوجهاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم رغبة في الإسلام.
(جهاد) الجهاد: محاربة الكفار.
(نية) النية: إخلاص الجهاد لله تعالى، يعني أنه لم يبق بعد الفتح هجرة، إنما هو الإخلاص في الجهاد وقتال الكفار.
(استنفرتم فانفروا) الاستنفار: الاستنجاد والاستنصار، أي: إذا طُلِب منكم النصرة فأجيبوه، أو انفروا خارجين إلى نصرته.
(1) البخاري 6 / 28، 29 في الجهاد، باب وجوب التنفير، وباب فضل الجهاد، وباب لا هجرة بعد الفتح، وباب إثم الغادر للبر والفاجر، وفي الحج، باب فضل الحرم، وباب لا يحل القتال بمكة، ومسلم رقم (1353) في الإمارة، باب المبايعة بعد فتح مكة، ورقم (1353) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها، وهو في جملة حديث طويل، والترمذي رقم (1590) في السير،
⦗ص: 566⦘
باب ما جاء في الهجرة، والنسائي 8 / 146 في الجهاد، باب الاختلاف في انقطاع الهجرة، وأبو داود رقم (2480) في الجهاد، باب في الهجرة هل انقطعت، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 239 في الجهاد، باب لا هجرة بعد الفتح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/226)(1991) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/ 259) (2353) قال: حدثنا عبيدة. وفي (1/315)(2898) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (1/355)(3335) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. و «الدارمي» (2515) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، و «البخاري» (2/، 180 4/127) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حثنا جرير بن الحميد. وفي (3/18) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4/17) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/28) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/92) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شيبان. و «مسلم» (4/109) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (6/28) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، وابن رافع، عن يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل (يعني ابن مهلهل)(ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. و «أبو داود» (2018، 2480) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير و «الترمذي» (1590) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله. و «النسائي» (5/203) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير وفي (5/204) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (7/146) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان.
سبعتهم - سفيان، وعبيدة، ومفضل، وإسرائيل، وجرير، وشيبان، وزياد بن عبد الله - عن منصور ابن المعتمر، عن مجاهد، عن طاووس، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/266)(2396) قال: حدثنا زياد بن عبد الله، قال: حدثنا منصور عن مجاهد عن ابن عباس فذكره. (ليس فيه طاووس) .
1041 -
(خ م) عائشة رضي الله عنها مثله - ولم تذكر: يوم الفتح. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
(1) البخاري 6 / 132 في الجهاد، باب لا هجرة بعد الفتح، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وفي المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، ومسلم رقم (1864) في الإمارة، باب المبايعة بعد فتح مكة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/92) قال: ثنا علي بن عبد الله. قال: ثنا سفيان قال: قال عمرو وابن جريج. وفي (5/72، 193) قال: ثنا إسحاق بن يزيد. قال: ثنا يحيى بن حمزة. قال: ثني الأوزاعي.
ثلاثتهم - عمرو بن دينار، وابن جريج، والأوزاعي - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. وبنحوه:.
* أخرجه مسلم (6/28) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ثنا أبي. قال: ثنا عبد الله بن حبيب ابن أبي ثابت، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء، فذكره.
1042 -
(س) صفوان بن أمية رضي الله عنه: قال: «قلت: يا رسولَ الله، يقولون: الجنَّةُ لا يدخلها إلا مَنْ هاجر؟ قال: لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن جهادٌ ونيةٌ، وإذا اسْتُنُفِرتُمْ فانفِرُوا» .أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 145 و 146 في البيعة، باب ذكر الاختلاف، في انقطاع الهجرة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/401، 6/465) قال: حدثنا عفان. و «النسائي» (7/145) قال: أخبرني محمد بن داود، قال: حدثنا معلى بن أسد. كلاهما (عفان، ومعلى) قالا: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاووس.
* وأخرجه النسائي (8/70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا، وذكر حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار.
كلاهما - ابن طاووس، وعمرو - عن طاووس، فذكره.
* رواية معلى بن أسد، عن وهيب بن خالد، مختصرة على آخر الحديث.
1043 -
(م د س) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغزُ، ولم يُحدِّثْ به نَفْسَهُ، مات على شُعْبَة من النفاق» .
قال ابن المبارك (1) فنرَى أنَّ ذلك كان على عهدِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. إلا أنَّ أبا داود قال: «شُعْبَةُ نِفاقٍ» (2) .
⦗ص: 567⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشعبة) : الطائفة من كل شيء، والقطعة منه.
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هذا الذي قاله ابن المبارك محتمل، وقد قال غيره: إنه عام، والمراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق. وفي هذا الحديث: أن من نوى فعل عبادة فمات قبل فعلها، لا يتوجه عليه من الذم ما يتوجه على من مات ولم ينوها.
(2)
مسلم رقم (1910) في الإمارة، باب ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، وأبو داود
⦗ص: 567⦘
رقم (2502) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، والنسائي 6 / 8 في الجهاد، باب التشديد في ترك الجهاد، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 374.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/374) قال: حدثنا إبراهيم. و «مسلم» (6/49) قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي. و «أبو داود» (2502) قال: حدثنا عبدة بن سليمان المروزي. و «النسائي» (6/8) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم. قال: حدثنا سلمة بن سليمان.
أربعتهم -إبراهيم بن إسحاق، ومحمد بن عبد الرحمن، وعبدة بن سليمان، وسلمة بن سليمان - عن عبد الله بن المبارك، عن وهيب بن الورد المكي. قال: أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر، عن سمي، عن أبي صالح، فذكره.
1044 -
(ت) أبو هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من لَقيَ الله تعالى بغير أَثرٍ من جهاد، لَقِيَ الله وفي إيمانهِ ثُلْمَةٌ» . أَخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (1666) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابط، وأخرجه ابن ماجة والحاكم، وفي سنده إسماعيل بن رافع ضعيف الحفظ، وفيه تدليس الوليد بن مسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1666) حدثنا علي بن حجر،حدثنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة فذكره.
قال أبو عيسى:هذا حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع، وإسماعيل بن رافع قد ضعفه بعض أصحاب الحديث قال وسمعت محمد يقول هو ثقة مقارب الحديث وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث سلمان إسناده ليس بمتصل، محمد بن المنكدر لم يدرك سلمان الفارسي وقد روى هذا الحديث عن أيوب بن موسى عن مكحول عن شرحبيل بن السمط عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم.
1045 -
(د) أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يَغْزُ، ولم يُجَهِّزْ غَازِياً، أَو يُخَلِّفْ غَازياً في أهله بِخَيْرٍ، أَصابه اللهُ بِقَارِعَةٍ» .
زاد في رواية: «قبل يوم القيامة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يجهز) التجهيز: التحميل وإعداد ما يحتاج الغازي إليه، وكذلك تجهيز الميت، وتجهيز العروس ونحو ذلك.
(يخلف) خلفت الرجل في أهله: إذا صرت له خليفة تقوم في شأنهم مقامه.
⦗ص: 568⦘
(بقارعة) القارعة العذاب والبلاء ينزل بالإنسان من الله تعالى.
(1) رقم (2503) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، وفيه تدليس الوليد بن مسلم، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الدارمي (2423) قال: نا محمد بن المبارك، و «أبو داود» (2503) قال: ثنا عمرو بن عثمان، وقرأته على يزيد بن عبد ربه الجرجي. و «ابن ماجة» (2762) قال: ثنا هشام بن عمار.
أربعتهم - ابن المبارك، وعمرو، ويزيد، وهشام - قالوا: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، فذكره.
قلت: فيه القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، صدوق يرسل كثيرا.
1046 -
(خ م د) أبو النصر سَالِمٌ (1) مَوْلَى عمر بن عبيد الله، وكان كاتباً لَه رضي الله عنه قال: كَتَبَ إليه عَبْدُ اللهِ بنُ أبي أوْفَى، فقرأتُه حين سَارَ إلى الحَرُوريَّةِ، يخبره: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعض أيَّامِهِ التي لَقيَ فيها الْعَدُوَّ انْتَظَرَ حتَّى إذا مالت الشَّمْسُ، قام فيهم فقال:«يا أيها الناس، لا تتمنَّوْا لقاءَ العدوِّ، واسألُوا اللهَ العافِية، فإذا لَقِيتُمُوُهمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أن الجنَّة تحتَ ظِلالِ السُّيُوفِ، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهمَّ مُنْزِلَ الكتاب، ومُجْريَ السحاب، وهازمَ الأحزاب، اهْزِمهُمْ وانْصُرْنا عليهم» ، أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. ولم يذكر أبو داود «انتِظارَهُ حتى مَالَتِ الشَّمْسُ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظلال السيوف) الظلال: جمع ظل، وهذا من باب الكناية والاستعارة، وهو حث على الجهاد، لأن الإنسان يميل إلى الظل طلباً للراحة،
⦗ص: 569⦘
فقيل له: إن الجنة تحت ظلال السيوف، فمن أرادها فليدخل تحت السيف، بأن يحمله ويقاتل به، ويصبر على ألم وقعه.
(الأحزاب) جمع حزب، وهم الذين يجتمعون من طوائف متفرقة، يتعاضدون على شيء.
(1) هو سالم بن أبي أمية التيمي أبو النضر المدني: مولى عمر بن عبيد الله التيمي، والد: بردان. قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة ثبت، مات في خلافة مروان بن محمد سنة تسع وعشرين ومائة. " تهذيب ".
(2)
البخاري 6 / 109 و 110 في الجهاد، باب لا تتمنوا لقاء العدو، وباب الجنة تحت ظلال السيوف، وباب الصبر عند القتال، وباب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، وفي التمني، باب كراهية تمني لقاء العدو، ومسلم رقم (1742) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو، وأبو داود رقم (2631) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/26، 30، 62) وفي (9/105) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو. وفي (4/77) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي. و «أبو داود» (2631) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى. ثلاثتهم - معاوية، وعاصم، ومحبوب - عن أبي إسحاق الفزاري.
* وأخرجه مسلم (5/143) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج.
كلاهما - أبو إسحاق، وابن جريج - عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/356) قال: حدثنا الحكم بن موسى (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم) قال: حدثنا ابن عياش، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن عبيد الله بن معمر، عن عبد الله بن أبي أوفى قال:«كان النبي صلى الله عليه وسلم، يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس» .
* ورواه أيضا عن عبد الله بن أبي أوفى شيخ بالمدينة: أخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن إبراهيم قال: حدثنا أبو حيان عن شيخ، فذكره.
ورواه أيضا عن عبد الله بن أبي أوفى إسماعيل بن أبي خالد:.
أخرجه الحميدي (719) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/353) قال: حدثنا وكيع، ويعلى - وهو ابن عبيد - وفي (4/355) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/381) قال: حدثنا يحيى. و «عبد بن حميد» (523) قال: حدثنا جعفر بن عون. و «البخاري» (4/53) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (5/142) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا الفزاري، وعبدة. وفي (8/104) قال: حدثنا ابن سلام قال: أخبرنا وكيع. وفي (9/174) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، وفي (9/174) قال البخاري: زاد الحميدي: حدثنا سفيان و «مسلم» (5/143) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد بن عبد الله (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (5/144) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عيينة. و «ابن ماجة» (2796) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يعلى بن عبيد. و «الترمذي» (1678) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (602) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. و «ابن خزيمة» (2775) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد -.
عشرتهم - سفيان، ووكيع، ويعلى، ويزيد، ويحيى، وجعفر، وعبد الله بن المبارك، ومروان بن معاوية الفزاري، وعبدة بن سليمان، وخالد - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره.
1047 -
(خ م) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَتمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وإذا لَقِيتُمُوهم فاصبروا» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
(1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب لا تتمنوا لقاء العدو، وفي التمني، باب كراهية تمني لقاء العدو، ومسلم رقم (1741) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/523) . و «مسلم» (5/143) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13874) عن أبي الجوزاء أحمد بن عثمان البصري.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، والحسن بن علي، وعبد بن حميد، وأحمد بن عثمان - عن أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، عن المغيرة، وهو ابن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وعن موسى بن يسار، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تمنوا لقاء العدو. فإنكم لا تدرون ما يكون في ذالك» .
* أخرجه أحمد (2/400) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، ختن سلمة الأبرش. قال: حثنا سلمة ابن الفضل. قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عمه موسى بن يسار، فذكره.
1048 -
(س) سلمة بن نفيل الكندي رضي الله عنه (1) : قال: كنتُ جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رَجُلٌ: يا رسولَ الله، أَذال الناسُ الخْيلَ، ووضَعوا السلاح، قالوا: لا جهادَ، قد وضَعَتِ الحربُ أوْزارَها، فأَقْبلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، وقال: «كذَبوا، الآنَ جاءَ القتالُ، ولا تزالُ من أُمَّتي أُمَّةٌ يقاتلون على الحق، ويُزيغُ الله لهم قلوب أقوام
⦗ص: 570⦘
ويرزُقُهم منهم، حتى تقوم الساَّعةُ، وحتى يأْتِي وعدُ اللهِ، الخْيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، وهو يُوحى إليَّ: إني مقبوضٌ غيرُ مُلَبَّث، وأَنتم تتَّبِعوني، أَلَا، فلا يضربْ بعضُكم رِقَابَ بعضٍ (2) ، وعُقْرُ دارِ المؤمنين الشامُ» . أخرجه النسائي (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أذال) الإذالة: الإهانة والابتذال.
(أوزراها) الأوزار: الأثقال، ومعنى «حتى تضع الحرب أوزارها» أي: ينقضي أمرها، وتخف أثقالها، ولا يبقى قتال.
(يزيغ) زاغ الشيء يزيغ: إذا مال.
(نواصي) جمع ناصية، وهو شعر مقدم الرأس.
(عقر الدار) أصلها بالفتح، وهو محلة القوم، وأهل المدينة يقولون: عقر الدار، بالضم.
(1) هو سلمة بن نفيل السكوني، ويقال: التراغمي من أهل حمص له صحبة. روى عنه جبير بن نفير وضمرة بن حبيب ويحيى بن جابر. والتراغمي: منسوب إلى التراغم، واسمه مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون، بطن من السكون. والسكون من كندة. " أسد الغابة ".
(2)
في النسائي: وأنتم تتبعوني أفناداً يضرب بعضكم رقاب بعض.
(3)
6 / 214 و 215 في الخيل، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " 4 / 214 و 215.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/104) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن سليمان، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. و «النسائي» (6/214) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا مروان (وهو ابن محمد) قال: حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. وفي الكبرى (تحفة الأشراف)(4563) عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي علقمة نصر بن علقمة.
كلاهما -الوليد، وأبو علقمة - عن جبير بن نفير، فذكره.