المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌حرف التاء

- ‌الكتاب الأول: في تفسير القرآن، وأسباب نزوله

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة حم: المؤمن

- ‌سورة حم: السجدة

- ‌سورة حم عسق

- ‌سورة حم: الزخرف

- ‌سورة حم: الدخان

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة عبس

- ‌سورة إذا الشمس كورت

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة سبح اسم ربك الأعلى

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة أقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

- ‌الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: في التلاوة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها

- ‌الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة

- ‌الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة

- ‌الفرع الخامس: في آداب متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

- ‌الكتاب الرابع: في التوبة

- ‌الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الكتاب السادس: في التفليس

- ‌الكتاب السابع: في تمني الموت

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌كتاب الثناء والشكر

- ‌حرف الجيم

- ‌الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم

- ‌الباب الأول: في الجهاد وما يختص به

- ‌الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آدابه

- ‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

- ‌الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو

- ‌الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة

- ‌الباب الثاني: في فروع الجهاد

- ‌الفصل الأول: في الأمانة والهدنة

- ‌الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان

- ‌الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها

- ‌الفصل الثالث: في الغنائم والفيء

- ‌الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين

- ‌الفرع الثاني: في النفل

- ‌الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه

- ‌الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الخامس: في الغلول

- ‌الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفي

- ‌الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء

- ‌الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم

الفصل: ‌الفصل الثاني: في آدابه

‌الفصل الثاني: في آدابه

1049 -

(ت د) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: كان رسول الله

⦗ص: 571⦘

صلى الله عليه وسلم إذا غَزَا قالَ: «اللَّهُمَّ أنت عَضُدي ونصيري، بِكَ أَحُول، وبِكَ أَصُولُ، وبك أقُاتلُ» . هذه رواية أبي داود.

وفي رواية الترمذي: «أَنت عَضُدي، وأنت نصيري، وبك أقاتلُ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أحول) قال الخطابي معنى قوله: «بك أحول» : أحتال: قال: وقال ابن الانباري: الحول في كلام العرب: معناه: الحيلة، قال: ومنه قولك: «لا حول ولا قوة إلا بالله» أي: لا حيلة لي في رفع سوء ولا درك قوه إلا بالله.

وقيل: معناه: الدفع والمنع، من قولك: حال بين الشيئين: إذا منع أحدهما عن الآخر،

(أصول) أي: أسطو.

(1) الترمذي رقم (3578) في الدعوات، باب في الدعاء إذا غزا، وأبو داود رقم (2632) في الجهاد، باب ما يدعى عند اللقاء، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 184، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (3/184) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي. و «أبو داود» (2632)، و «الترمذي» (3584) قالا: ثنا نصر بن علي، قال: نا أبي. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (604) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا أزهر بن القاسم.

ثلاثتهم -عبد الرحمن، وعلي بن نصر، وأزهر -قالوا: ثنا المثنى بن سعيد، قتادة، فذكره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ومعنى قوله عضدي يعني عوني.

ص: 570

1050 -

(د) ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: «أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان هو وجُيوشُهُ إذا عَلَوُا الثَّنايا كبَّرُوا، وإذا هبطوا سَبّحُوا، فوُضِعَتِ الصلاة على ذلك» ، أخرجه أبو داود (1) .

⦗ص: 572⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الثنايا) جمع ثنية، وهي ما ارتفع من الأرض كالنشز.

(1) رقم (2595) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر، وهو معضل كما حققه الحافظ في " أمالي الأذكار " فقد جاء في " شرح الأذكار " 5 / 140 لابن علان ما نصه: قال الحافظ: وقع في هذا

⦗ص: 572⦘

الحديث خلل من بعض رواته، وبيان ذلك أن مسلماً وأبا داود وغيرهما أخرجوا هذا الحديث من رواية ابن جريج عن أبي الزبير عن علي الأزدي عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً

الحديث، إلى قوله:" لربنا حامدون "، فاتفق من أخرجه على سياقه إلى هنا. ووقع عند أبي داود بعد " حامدون ": وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه

إلى آخره. وظاهره أن هذه الزيادة بسند التي قبلها، فاعتمد الشيخ - أي النووي - على ذلك وصرح بأنها عن ابن عمر، وفيه نظر، فإن أبا داود أخرج الحديث عن الحسن بن علي عن عبد الرزاق عن ابن جريج بالسند المذكور إلى ابن عمر، فوجدنا الحديث في " مصنف عبد الرزاق " قال فيه: باب القول في السفر: أخبرنا ابن جريج فذكر الحديث إلى قوله: " لربنا حامدون "، ثم أورد ثلاثة عشر حديثاً بين مرفوع وموقوف، ثم قال بعدها: أخبرنا ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا صعدوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك، هكذا أخرجه معضلاً، ولم يذكر فيه لابن جريج سنداً، فظهر أن من عطفه على الأول أو مزجه أدرجه، وهذا أدق ما وجد في المدرج.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبوداود (9951) حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

ص: 571

1051 -

(د) سمرة بن جندب رضي الله عنه: قال: كان شِعَارُ المهاجِرين: عَبْدَ اللهِ، وشِعَارُ الأنصارِ: عبدَ الرحمن. أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(شعار) الشعار: العلامة.

(1) رقم (2595) في الجهاد، باب الرجل ينادي بالشعار، وفي سنده الحجاج بن أرطأة، وهو كثير الخطأ والتدليس وقد عنعن، وفيه أيضاً عنعنة الحسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

ضعيف: أخرجه أبو داود (2595) قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن الحجاج، عن قتادة، عن الحسن، فذكره.

قلت: فيه الحجاج بن أبي زينب. قال عنه الحافظ: صدوق يخطئ.

ص: 572

1052 -

(د) سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: قال: أمَّرَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مرة أَبا بكرٍ في غَزَاةٍ، فَبَيَّتْنا ناساً، من المشركين نقْتُلُهم،

⦗ص: 573⦘

وقتلتُ بيدي تلك الليلة سبْعة أهْلِ أبياتٍ من المشركين، وكان شعارنا: أَمِتْ.

وفي رواية أُخرى: يا منصُورُ أَمِتْ، يا منصُ أَمِتْ. أخرجه أبو داود، وانتهت روايته عند «أَمِت» الأولى.

وفي أخرى لأبي داود أيضاً قال: غزوْنا مع أبي بكرٍ زمَنَ النبي صلى الله عليه وسلم فكان شِعارنُا: أمِتْ، أمِتْ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فبيَّتْنا) التبييت الطروق ليلاً على غفلة، للغارة والنهب.

(أمِت، أمِت) أمر بالموت، وقوله: يا منص، ترخيم منصور، بحذف الراء والواو، والمراد التفاؤل بالنصر، مع حصول الغرض بالشعار، لأنهم جعلوا هذا اللفظ بينهم علامة يعرف بعضهم بعضاً بها، لأجل ظلمة الليل.

(1) أبو داود رقم (2596) في الجهاد، باب ما جاء في الرجل ينادي بالشعار، ورقم (2638) في الجهاد، باب في البيات من حديث عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة، عن أبيه، وسنده حسن، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 46، والدارمي في سننه 2 / 219 من حديث أبي عميس عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: بارزت رجلاً فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه، فكان شعارنا مع خالد بن الوليد: أمت، يعني اقتل، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (2596) قال: حدثنا هناد، عن ابن المبارك. وفي (2638) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الصمد، وأبو عامر. وابن ماجة (2840) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أنبأنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4516) عن أحمد بن سليمان، عن زيد بن الحباب. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن مهدي.

ستتهم - ابن مهدي، وابن المبارك، وعبد الصمد، وأبو عامر، ووكيع، وزيد بن الحباب - عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، فذكره.

ص: 572

1053 -

(ت د) المهلب [بن أبي ُصفْرة]رحمه الله عَمَّنْ سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ بَيَّتَكُمْ العدوُّ فقولُوا: حم، لَا ينْصَرونَ» .

⦗ص: 574⦘

ورُوِي عن المُهَلبِ مُرْسَلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .

وفي رواية ذكرها رزين، ولم أجدها في الأصول، قال: سمعتُ المهلَّبَ -وهو يخافُ أن يُبَيِّتَهُ الخوارجُ - يقول: سمعتُ عَلِيَّ بنَ أَبى طالبٍ يقول: - وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ الحَرُوريَّةُ - سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ أبو سفيان - «إنْ بُيِّتُمْ، فَإنَّ شِعارَكُم: حَم لا يُنْصرُون (2) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الحرورية) طائفة من الخوارج نُسبوا إلى حروراء: اسم قرية

⦗ص: 575⦘

يُمَد ويقصر، كان أول مجتمعهم بها، وتحكيمهم فيها.

(حم لا يُنصَرون) هذه أيضاً علامة لهم في الحرب كالأول، وقال أبو عبيدة: معناه: اللهم لا ينصرون، وقال ثعلب: هو إخبار، معناه: والله لا ينصرون، قال: ولو كان دعاء لكان مجزوماً، وإنما جعله قسماً بالله، لأن «حم» فيما يقال: اسم من أسماء الله، فكأنه قال: والله لا ينصرون.

(1) الترمذي رقم (1682) في الجهاد، باب ما جاء في الشعار، وأبو داود رقم (2597) في الجهاد، باب في الرجل ينادي بالشعار، وأخرجه أحمد في مسنده 4 /65 و 5 / 377، وذكره ابن كثير في تفسيره 7 / 276 عن أبي داود والترمذي وقال: وهذا إسناد صحيح.

(2)

قال القاري في " شرح المشكاة " 7 / 234 قال القاضي: أي علامتكم التي تعرفون بها أصحابكم هذا الكلام، والشعار في الأصل: العلامة التي تنصب ليعرف بها الرجل رفقته و " حم لا ينصرون " معناه: بإيماننا بما في هذه السور وما أفادنا من الثقة بربنا، لا ينصرون.

والحواميم السبع لها شأن، قال حميد بن زنجويه: حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:" إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلاً، فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه، إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب. فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات، مثل آل حم في القرآن " ذكره ابن كثير 7 / 275.

قال القاري: فنبه صلى الله عليه وسلم على أن ذكرها لعظم شأنها وشرف منزلتها عند الله تعالى، مما يستظهر به المسلمون على استنزال النصر عليهم، والخذلان على عدوهم، وأمرهم أن يقولوا:" حم " ثم استأنف وقال " لا ينصرون " جواباً لسائل عسى أن يقول: ماذا يكون إذا قلت هذه الكلمة؟ فقال: لا ينصرون.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (4/65) و (5/377) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وأبو داود (2597) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (1682) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (617) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثناأبو نعيم. قال: حدثنا شريك.

كلاهما (شريك، وسفيان) عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أي صفرة، فذكره.

* في رواية شريك: «عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» .

* وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (618) قال: أخبرني هلال بن العلاء. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا أبو إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة. قال: وهو يخاف أن تبيته الحرورية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حفر الخندق، وهو يخاف أن يبيته أبو سفيان، إن بيتم فإن دعواكم حم لا ينصرون. مرسل.

ص: 573

1054 -

(خ م ت د) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ» . أخرجه الجماعة، إلا الموطأ والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الحرب خدعة) يعني: أن أمرها ينقضي بمرة واحدة من الخداع، قال الخطابي: هذا الحرف يُرْوى بفتح الخاء وسكون الدال، وهو أفصحها وأصوبها، [وبضم الخاء وسكون الدال] ، وبضم الخاء وفتح الدال، فمعنى الأولى: المرة الواحدة من الخداع: أي أن المقاتل إذا خُدع مرة واحدة، لم يكن لها إقالة، ومعنى الثانية: الاسم من الخداع، ومعنى الثالثة: أراد أن

⦗ص: 576⦘

الحرب تخدع الرجال، وتُمَنِّيهم، ولا تفي لهم، كما يقال: فلان رجل لُعَبَة: إذا كان يكثر اللعب، وضُحكة: للذي يكثر الضحك.

(1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب الحرب خدعة، ومسلم رقم (1739) في الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب، والترمذي رقم (1675) في الجهاد، باب في الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب، وأبو داود رقم (2636) في الجهاد، باب المكر في الحرب. قال الحافظ: وفي الحديث التحريض على أخذ الحذر في الحرب، والندب إلى خداع الكفار، وأن من لم يتيقظ لذلك لم يأمن أن ينعكس الأمر عليه، وفيه الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب، بل الاحتياج إليه آكد من الشجاعة. كما قال المتنبي:

الرأي قبل شجاعة الشجعان

هو أول وهي المحل الثاني

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الحميدي (1237) . وأحمد (3/308) والبخاري (4/77) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. ومسلم (5/143) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي. وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. وأبو داود (2636) قال: حدثنا سعيد بن منصور. والترمذي (1675) قال: حدثنا أحمد بن منيع، ونصر بن علي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2523) عن محمد بن منصور المكي، والحارث بن مسكين.

جميعهم (الحميدي، وأحمد، وصدقة، وابن حجر، والناقد، وزهير، وسعيد بن منصور، وأحمد بن منيع، ونصر، ومحمد بن منصور، والحارث) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره.

- ورواه عن جابر أيضا أبو الزبير:

أخرجه أحمد (3/297) قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره.

ص: 575

1055 -

(خ م) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: سَمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحرْب خُدَعة.

وفي رواية أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحرْبُ خَدْعَةٌ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

(1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب الحرب خدعة، ومسلم رقم (1740) في الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:أخرجه أحمد (2/312) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن مبارك. وفي (2/314) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/77) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أصرم. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/143) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.

كلاهما (ابن المبارك، وعبد الرزاق) قالا: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.

ص: 576

1056 -

(د) كعب بن مالك رضي الله عنه: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا غَزا نَاحِيَة وَرَّى بغيرها، وكان يقول:«الحربُ خَدْعَةٌ» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ورّى بغيرها) ستر وأخفى، يعني: أنه كان إذا أراد أن يقصد جهة أظهر أنه يريد غيرها، لئلا ينتهي خبره إلى مقصده، فيستعدوا للقائه.

(1) رقم (2637) في الجهاد، باب المكر في الحرب، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2637) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، فذكره.

متن هذا الحديث في «تحفة الأشراف» (8/2637)«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا ورى بغيره وكان يقول: الحرب خدعة» .

ص: 576

1057 -

(ط د س) معاذ بن جبل رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْغَزْوُ غزْوانِ، فأمَّا من اْبَتغَى وجْهَ اللهِ، وأَطاعَ الإمامَ، وأنْفَقَ الكَريمة، وياسَرَ الشَّريكَ، واْجتنَبَ الفَسادَ، فإنَّ نَوْمَهُ ونُبْهَهُ أْجرٌ

⦗ص: 577⦘

كُلُّهُ، وأَّما من غَزَا فَخْراً، ورَيِاءً، وسُمْعَة، وعَصَى الإمام، وأفسد في الأرضِ، فإنَّهُ لم يرَجِعْ بالكَفافِ» . هذه رواية أبي داود، والنسائي (1) .

وفي رواية الموطأ قال: «الغَزْوُ غَزْوانِ، فَغَزْوٌ: تُنفَقُ فيه الكريمةُ، ويُيَاسَرُ فيه الشريك، ويُطَاعُ فيه ذو الأمْرِ، ويُجتْنَبُ فيه الفساد، فذلك الغزوُ خيرٌ كُلُّهُ، وغَزّوٌ: لا تُنفَقُ فيه الكريمةُ، ولا ييَاسرُ فيه الشريك، ولا يُطَاعُ فيه ذُو الأَمرِ، ولا يُجتْنَبُ فيه الفسادُ، فذلك الغَزْو لا يَرْجِعُ صاحِبُهُ كَفافاً» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الكريمة) : النفيسة الجيدة من كل شيء.

(وياسر الشريك) مياسرة الشريك: هي التساهل معه، واستعمال اليُسر معه، وترك العسر، وهي مفاعلة من اليسر.

(سمعة ورياء) يقال: فلان فعل الشيء رياء وسمعة، أي فعله ليراه الناس ويسمعوه.

(كفافاً) الكفاف: السواء والقدر، وهو الذي لا يفضل عنه ولا يعوزه.

(1) أبو داود رقم (2515) في الجهاد، باب من يغزو ويلتمس الدنيا، والنسائي 6 / 49 في الجهاد، باب فضل الصدقة في سبيل الله عز وجل، و 7 / 155 في البيعة، باب التشديد في عصيان الإمام، والدارمي 2 / 208، وأحمد 5 / 234، وإسناده صحيح، فقد صرح بقية بالتحديث عند أبي داود وأحمد وفي الرواية الثانية للنسائي.

(2)

الموطأ 2 / 466 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد موقوفاً على معاذ، وهو في معنى رواية أبي داود والنسائي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

حسن: أخرجه أحمد (5/243) قال: حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه. والدارمي (2422) قال: أخبرنا نعيم بن حماد. وأبو داود (2515) قال: حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي. والنسائي (6/49) و (7/155) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد.

أربعتهم - حيوة، ويزيد بن عبد ربه، ونعيم، وعمرو بن عثمان - عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، فذكره.

ص: 576

1058 -

(خ) موسى بن أنس رضي الله عنهما: قال: وذَكرَ يومَ اليمامة. قال: أَتَى أنسٌ ثَابتَ بن قيسٍ وقد حَسَرَ عن فَخِذَيْه، وهو يَتَحَنَّطُ فقال: يا عَمِّ، ما يَحْبِسُك؟ ألا تَجِيءَ؟ (1) قال: الآن يا ابن أخي، وجعل يتَحَنَّطُ من الحَنُوطِ، ثم جاءَ فجلَسَ - يعني: في الصف - فذكر في الحديث انكشافاً من الناس، فقال: هكذا عن وُجُوهِنَا حتى نُضَاربَ الْقَوْم، ما هكذا كُنَّا نَفْعَلُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بِئْسَ ما عَوَّدْتُمْ أقْرَانَكم.

قال الحميدي: هكذا فيما عندنا من كتاب البخاري، أنَّ موسى بن أنس قال: أتى أنسٌ ثابتَ بن قيس، ولم يقل: عن أنس.

قال: وأخرجه البخاري أَيضاً تعْليقاً عن ثابت عن أنس (2) ، ولم يذكُرْ لفظ الحديث (3) .

⦗ص: 579⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حسر) عن رأسه ويده: أي كشفهما.

(يتحنط) يستعمل الحنوط: وهو ما يطيب به كفن الميت خاصة، فكأنه أراد بذلك: الاستعداد للموت، وتوطين النفس على ذلك، والصبر على القتال.

(أقرانكم) جمع قرن بكسر القاف، وهو نظيرك في الحرب، وكفؤك في القتال.

(1) قوله " ألا تجيء " بالنصب، و " لا " زائدة، وبالرفع وتخفيف اللام.

(2)

قال الحافظ: كذا قال، وكأنه أشار إلى أصل الحديث، وإلا فرواية حماد أتم من رواية موسى بن أنس، وقد أخرجه ابن سعد والطبراني والحاكم من طرق عنه، ولفظه أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس ثوبين أبيضين يكفن فيهما، وقد انهزم القوم، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، ثم قال: بئس ما عودتم أقرانكم، منذ اليوم خلوا بيننا وبينهم ساعة، فحمل فقاتل حتى قتل، وكانت درعه قد سرقت، فرآه رجل فيما يرى النائم، فقال: إنها في قدر تحت إكاف بمكان كذا، فأوصاه بوصايا، فوجدوا الدرع كما قال، وأنفذوا وصاياه.

(3)

البخاري 6 / 38 في الجهاد، باب التحنط عند القتال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (4/33) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: حدثنا خالد بن الحارث. قال: حدثنا ابن عون عن موسى بن أنس، فذكره.

ص: 578

1059 -

(د) قيس بن عُباد رحمه الله (1) : قال: كان أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَكرهُونَ الصوت عندَ القِتالِ. أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يكرهون الصوت) كراهية الصوت في القتال: مثل أن يُناديَ بعضهم بعضاً. أو يفعل أحدهم فعلاً له أثر، فيصيح ويعرف نفسه على جهة الفخر والعجب، ونحو ذلك.

(1) قيس بن عباد - بضم العين وفتح الباء مخففة - القيسي الضبعي - بضم الضاد المعجمة - أبو عبد الله البصري مخضرم ثقة، روى عن عمر وعلي وعمار، وعنه ابنه عبد الله والحسن البصري وابن سيرين، مات بعد الثمانين.

(2)

رقم (2656) في الجهاد، باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء، إسناده حسن ورجاله ثقات، ويشهد له الحديث الآتي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2656) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا هشام، (ح) وثنا عبيد الله بن عمر،ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا هشام، قال: ثنا قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، فذكره.

ص: 579

1060 -

(د) أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذلك. أخرجه أبو داود (1) .

(1) رقم (2657) في الجهاد، باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء، ولا بأس بإسناده، رجاله كلهم ثقات، خلا مطر بن طهمان الوراق فإنه وإن كان صدوقاً فإنه كثير الخطأ، وأخرج له مسلم في صحيحه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2657) حدثنا عبيد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن، عن همام حدثني مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.

ص: 580

1061 -

()(أبو الدرداء رضي الله عنه) : كان يَقِف حين يَنْتَهي إلى الدَّرْبِ في مَمرِّ النَّاسِ إلى الجهادِ، فَينادي نِداء، يُسْمِعُ النَّاسَ: أَيهُّا الناسُ مَنْ كان عليه دَيْنٌ ويَظُنُّ أنهُ إنْ أُصيبَ في وجههِ هذا لم يَدَعْ له قَضاء فَلْيَرْجِعْ ولا يَتَعَنّى، فَإَّنهُ لا يعُودُ كفافاً. أخرجه (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(في وجهه هذا) : مُنْصَرَفُه والجهة التي يريد أن يتوجه إليها.

(1) في الأصل: بياض.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

هذا الأثر والذي يليه من زيادات رزين.

ص: 580

1062 -

()(عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما) : قَالَ له رجلٌ: أُريدُ أن أبيعَ نفْسي مِنَ اللهِ، فَأُجَاهِدَ حتى أُقْتَلَ، فقال: ويْحَكَ، وأَينَ الشُّرُوط؟ أيَن قوله تعالى {التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحامدُونَ السَّائِحُون الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُون الآمِرُونَ بالمعروفِ والنَّاهُونَ عن المنكر والحَافِظُون لِحُدودِ الله وبَشِّرِ المؤمنين} [التوبة: 112] . أخرجه (1) .

⦗ص: 581⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(وأين الشروط؟) أراد بالشروط: ما ذكره من التوبة والعبادة والحمد، وباقي الأشياء التي عدها في الآية جميعها.

(1) في الأصل بياض.

ص: 580