المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص - جامع الأصول - جـ ٢

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف التاء

- ‌الكتاب الأول: في تفسير القرآن، وأسباب نزوله

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة حم: المؤمن

- ‌سورة حم: السجدة

- ‌سورة حم عسق

- ‌سورة حم: الزخرف

- ‌سورة حم: الدخان

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة عبس

- ‌سورة إذا الشمس كورت

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة سبح اسم ربك الأعلى

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة أقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

- ‌الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: في التلاوة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها

- ‌الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة

- ‌الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة

- ‌الفرع الخامس: في آداب متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

- ‌الكتاب الرابع: في التوبة

- ‌الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الكتاب السادس: في التفليس

- ‌الكتاب السابع: في تمني الموت

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌كتاب الثناء والشكر

- ‌حرف الجيم

- ‌الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم

- ‌الباب الأول: في الجهاد وما يختص به

- ‌الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آدابه

- ‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

- ‌الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو

- ‌الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة

- ‌الباب الثاني: في فروع الجهاد

- ‌الفصل الأول: في الأمانة والهدنة

- ‌الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان

- ‌الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها

- ‌الفصل الثالث: في الغنائم والفيء

- ‌الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين

- ‌الفرع الثاني: في النفل

- ‌الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه

- ‌الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الخامس: في الغلول

- ‌الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفي

- ‌الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء

- ‌الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم

الفصل: ‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

1063 -

(خ م ت د س) أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الرَّجُلِ: يُقاتِلُ شَجاعَة، ويُقاتِلُ حَمِيَّة، ويقاتِلُ رياء: أيُّ ذلك في سَبيلِ الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من قَاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُلْيا» .

زَاد في رواية «فهو في سبيل الله» .

هذه رواية البخاري، ومسلم، والترمذي.

وفي رواية أبي داود، والنسائي قال: إنَّ أعْرابيًّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الرجلُ يُقاتِلُ للذِّكْرِ، ويقاتل ليُحْمَد، ويقاتِل لِيَغْنَمَ، ويقاتل لِيُرَى مَكانُهُ، فَمنْ في سبيل الله؟ قال:«من قاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُليا فهو في سبيل الله» .

⦗ص: 582⦘

ولم يذكر النسائي: «ويُقاتِلُ لِيُحْمَدَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حَمية) الحمية الأنفة، والاحتماء لمن يلزمك أمره.

(للذكر) : أي ليُذكر بين الناس، ويوصف بالشجاعة.

(1) البخاري 6 / 21 و 22 في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وباب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره، وفي العلم، باب من سأل الله وهو قائم عالماً جالساً، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:{ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، ومسلم رقم (1904) في الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، والترمذي رقم (1646) في فضائل الجهاد، باب فيمن يقاتل رياء وللدنيا، وأبو داود رقم (2517) في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، والنسائي 6 / 23 في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وابن ماجة رقم (2783) في الجهاد، باب النية في القتال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1 -

أخرجه أحمد (4/392) قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا زهير. وفي (4/417) قال: ثنا زياد بن عبد الله، يعني البكائي. وفي (4/417) قال: ثنا حسن بن موسى، قال: ثنا زهير. والبخاري (1/42) قال: ثنا عثمان، قال: نا جرير. ومسلم (6/46) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا جرير.

ثلاثتهم زهير، وزياد بن عبد الله، وجرير عن منصور بن المعتمر.

2 -

وأخرجه أحمد (4/397) و (405) قال: ثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (553) قال: نا عبد الرزاق، قال: نا الثوري. والبخاري (9/166) قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا سفيان. ومسلم (6/46) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن العلاء، قال إسحاق: نا، وقال الآخرون: ثنا أبو معاوية. (ح) وثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: عيسى بن يونس. وابن ماجة (2783) قا: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: ثنا أبو معاوية. والترمذي (1646) قال: ثنا هناد، قال: ثنا أبو معاوية.

ثلاثتهم - أبو معاوية، وسفيان الثوري، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.

3 -

وأخرجه أحمد (4/401) قا: ثنا محمد بن جعفر، وعفان. والبخاري (4/24) قال: ثنا سليمان بن حرب. وفي (4/105) قال: ثني محمد بن بشار، قال: ثنا غندر. ومسلم (6/46) قال: ثنا محمد ابن المثنى، وابن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (2517) قال: ثنا حفص بن عمر. وفي (2518) قال: ثنا علي بن مسلم، قال: ثنا أبو داود. والنسائي (6/23) قال: نا إسماعيل بن مسعود، قال: ثنا خالد.

ستتهم - محمد بن جعفر غندر، وعفان، وسليمان بن حرب، وحفص بن عمر، وأبوداود، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن عمرو بن مرة.

ثلاثتهم - منصور، والأعمش، وعمرو بن مرة - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره.

قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.

ص: 581

1064 -

(د) أبو هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً قال: يا رسولَ الله رجلٌ يريدُ الجهاد في سبيل الله، وهو يَبْتَغِي عَرضاً من عَرضِ الدُّنيا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«لا أجْرَ لَهُ» ، فأعْظَمَ ذلك الناسُ، وقالوا للرَّجُلِ: عُدْ لِرَسولِ الله، لَعَلَّك لم تُفْهِمهُ، فقال: يا رسول الله، رجلٌُ يرُيد الجهادَ في سبيل الله، وهو يبتغي عرضاً من عَرضِ الدنيا؟ قال:«لا أَجرَ له» ، فقالوا للرَّجل: عُدْ لرسول الله، فقال له الثالثةَ، فقال: لا أجرَ لهُ. أخرجه أبو داود (1) .

⦗ص: 583⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عَرَض) عرض الدنيا: متاعها. وقيل: هو ما عدا الدينار والدرهم.

(1) رقم (2516) في الجهاد، باب فيمن يغزو ويلتمس الدنيا، وفي سنده ابن مكرز الراوي عن أبي هريرة، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات، وفي الباب ما يشهد له، وسيذكر بعضه المصنف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (2/290) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/366) قال: حدثنا حسين بن محمد. وأبو داود (2516) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، عن ابن المبارك.

ثلاثتهم (يزيد بن هارون، وحسين بن محمد، وابن المبارك) عن ابن أي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن ابن مكرز، فذكره.

* في رواية حسين بن محمد: «عن يزيد بن مكرز» وفي رواية ابن المبارك: «عن ابن مكرز رجل من أهل الشام» .

ص: 582

1065 -

(د) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال: قُلْتُ: يا رسول الله، أَخْبِرني عن الجِهادِ والغَزْوِ، فقال:«يا عَبدَ الله بْنَ عَمرو إنْ قاتلتَ صابراً مُحتْسِباً بعَثكَ الله صابراً محتسباً، وإن قَاتلتَ مرائياً مُكاثِراً، بَعَثَكَ الله مرائياً مكاثِراً، يا عبدَ اللهِ بنَ عمرو، عَلى أي حالٍ قاتلتَ أو قُتِلت، بعَثَك الله على تلك الحالِ» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(محتسباً) الاحتساب في الأعمال الصالحات، وعند المكروهات: هو البدار إلى طلب الأجر، وتحصيله بالصبر والتسليم، أو باستعمال أنواع البر ومراعاتها، والقيام بها على الوجه المرسوم فيها، طلباً للثواب المرجو منها. ومنه يقال: احتسب فلان ابناً له: إذا مات كبيراً: أي جعل أجره له عند الله ذخيرة، والحسبة: الاسم، وهي الأجر.

(1) رقم (2519) في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وفي سنده العلاء بن عبد الله بن رافع وحنان بن خارجة لم يوثقهما غير ابن حبان، لكن يشهد له حديث أبي موسى المتقدم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2519) قال: ثنا مسلم بن حاتم الأنصاري، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن العلاء بن عبد الله بن رافع، عن بن خارجة، فذكره.

ص: 583

1066 -

(س) أبو أمامة الباهلي- رضي الله عنه: قال: جاء رَجُلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أَرَأَيتَ رجلاً غَزَا يلْتَمِسُ الأَجْرَ والذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«لا شْيء له» فأعَادها ثلاث مرارٍ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لاشيء له» ثم قال:«إنَّ اللهَ عز وجل لا يقْبَلُ منَ العْمَلِ إلا ما كان له خالصاً، وَابتُغِيَ به وجْهُهُ» .أخرجه النسائي (1) .

(1) 6 / 25 في الجهاد، باب من غزا يلتمس الأجر والذكر، وسنده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه النسائي (6/25) قال: أخبرنا عيسى بن هلال الحمصي. قال: حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا معاوية بن سلام عن عكرمة بن عمار عن شداد أبي عمار، فذكره.

ص: 584

1067 -

(س) عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَزَا في سَبيل الله، وَلم ينْوِ إلا عِقَالاً، فَله ما نَوى» .

وفي أخرى: «وهو لا يُريِدُ إلا عِقالاً فله ما نوى» . أخرجه النسائيُّ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عقالاً) العقال: حُبَيل صغير تشد به ركبة البعير لئلا يفر، يقول: من جاهد وكان نيته أن يغنم ولو عقالاً، فإن ذلك أجره.

(1) 6 / 24 و 25 في الجهاد، باب من غزا في سبيل الله ولم ينو من غزاته إلا عقالاً، وهو حديث حسن في الشواهد، في سنده يحيى بن الوليد حفيد عبادة بن الصامت، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (5/315) قال: ثنا يزيد بن هارون. وفي (5/320) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، وبهز.

والدارمي (2421) قال: نا الحجاج بن منهال. وعبد الله بن أحمد (5/329) قال: ثنا عبد الواحد بن غياث، وإبراهيم بن الحجاج الناجي. والنسائي (6/24) قال: نا عمرو بن علي، قال: ثنا عبد الرحمن. وفي (6/254) قال: ني هارون بن عبد الله، قال: ثنا يزيد بن هارون.

ستتهم (يزيد، وعبد الرحمن، وبهز، والحجاج، وعبد الواحد، وإبراهيم بن الحجاج) عن حماد بن سلمة، قال: ثنا جبلة بن عطية، عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره.

ص: 584

1068 -

(م) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ طَلَبَ الشَّهادة صادقاً أُُعطِيها، وإنْ لمْ تُصِبْهُ (1) » .

⦗ص: 585⦘

أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الشهادة) القتل في سبيل الله تعالى، وإنما سمي القتيل فيه شهيداً، لأن الله وملائكته شهود له بالجنة، وقيل: لأنه ممن يستشهد به يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأمم.

(1) وفي الرواية الأخرى: " من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه "، قال النووي: معنى الرواية الأولى مفسر من الثانية. ومعناهما جميعاً: أنه إذا سأل الشهادة بصدق، أعطي من ثواب الشهداء، وإن مات على فراشه. وفيه استحباب سؤال الشهادة، واستحباب نية الخير.

(2)

رقم (1908) في الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه مسلم (6/48) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، فذكره.

ص: 584

1069 -

(د) يعلى بن مُنيةَ رضي الله عنه: قال: آذَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالغَزْوِ، وأَنا شيخٌ كبير، ليسَ لي خَادِمٌ، فالتَمَسْتُ أَجيراً يَكْفيني، وَأُجْري له سَهْمَهُ، فوجدتُ رجلاً، فَلمَّا دنا الرحيلُ أتاني، فقال: ما أدْرِي ما السُّهْمانُ؟ وما يبْلغُ سَهْمِي؟ فَسَمِّ ليَ شيئاً، كان السهمُ أَوْ لم يكُن، فسمَّيْتُ له ثلاثَةَ دنانيرَ، فلما حَضَرَتْ غَنِيمَةٌ أَردْتُ أن أجري له سَهْمَهُ، فذكرتُ الدنانيرَ، فجئْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ له أمْرَهُ، فقال:«ما أجِدُ له في غَزْوَتِهِ هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيرَهُ التي سَمَّى» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(سُهمان) جمع سهم: وهو النصيب.

(1) رقم (2527) في الجهاد، باب الرجل يغزو بأجر الخدمة، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2527) قال: ثنا أحمد بن صالح. قال: ثنا عبد الله بن وهب. قال: ني عاصم بن حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره.

ص: 585

1070 -

(س) شداد بن الهاد رضي الله عنه: أن رجلاً من الأْعرابِ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمن به وَاتَّبَعَهُ، ثم قال: أُهاجِرُ معك، فأوْصى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعضَ أَصْحابِه، فلما كانت غَزاة، غَنِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئا،

⦗ص: 586⦘

فَقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعْطَى أصحابَهُ ما قَسَمَ له، وكان يَرْعى ظَهْرَهم، فلمَّا جاء دَفَعُوهُ إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قِسْمٌ قَسَمَ لَكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخَذَهُ، فجاء به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: «قَسمْتُهُ لَكَ» ، قال: ما على هذا اتَّبَعْتُكَ، ولكن اتَّبَعْتُكَ على أنْ أُرْمى إلى هَا هُنا - وأشارَ إلى حَلْقِهِ - بِسَهْمٍ فأموتَ، فأَدْخلَ الْجنَّةَ، فقال:«إنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ» ، فلَبِثُوا قليلاً، ثم نهَضُوا في قتال العَدُوِّ، فأُتِيَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أصَابهُ سَهْمٌ حيثُ أشار، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَهُوَ هُوَ؟» قالوا: نعم، قال:«صَدَقَ الله فَصَدقَهُ» ، ثم كفَّنَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جُبَّتِهِ، ثم قدَّمهُ فَصَلَّى عليْه، فكانَ ممَّا ظَهَرَ مِنْ صلاتِهِ:«اللَّهُمَّ هذا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهاجِراً في سبيلك، فَقُتِل شَهيداً، أنا شهيدٌ على ذَلك» . أخرجه النسائي (1) .

(1) 4 / 60 و 61 في الجنائز، باب الصلاة على الشهداء، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه النسائي (4/60) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن ابن جريج، قال: أخبرني عكرمة بن خالد أن ابن أبي عمار أخبره، فذكره.

ص: 585

1071 -

(د) عبد الرحمن بن أبي عقبة رحمه الله عن أبيه: وكان مَوْلى من أهْلِ فارِس - قال: شهدتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُُحُداً، فَضَرْبتُ رجلاً من المشركين، فقلتُ: خُذْها، وأنا الغُلامُ الفَارِسيُّ، فالتَفَتَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:«هَلاّ قُلْتَ: وأنا الغلامُ الأنصاريُّ، ابنُ أُختِ القوم منهم» .

أخرجه أبو داود وانتهت روايته عند قوله «الأنصاري» (1) .

(1) رقم (5123) في الأدب، باب في العصبية، وأخرجه ابن ماجة رقم (2784) في الجهاد، باب النية في القتال، وفي سنده ابن إسحاق وقد عنعن، وعبد الرحمن بن أبي عقبة لم يوثقه غير ابن حبان، وقوله " ابن أخت القوم منهم " أخرجه أبو داود رقم (5122) من حديث أبي موسى الأشعري، وهو في " الصحيحين " مختصراً ومطولاً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

ضعيف: أخرجه أحمد (5/295) . وأبو داود (5123) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحميم. وابن ماجة (2784) . قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.

ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم، وأبو بكر بن أبي شيبة -. قالوا: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة. فذكره.

قلت: فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه، وعبد الرحمن بن أبي عقبة، لم يوثقه غير ابن حبان.

أما الزيادة، فهي عند أبي داود (5122) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو أسامة، عن عوف، عن زياد بن نمراق،عن أبي كنانة، عن أبي موسى،فذكره.

(*) تحرف في المطبوع من سنن ابن ماجة إلى جرير بن حازم بن إسحاق. انظر «تحفة الأشراف» (9/12070) .

ص: 586

1072 -

(د) قيس بن بشر التغلبي رحمه الله قال: أخبرني أبي - وكان جليساً لأبي الدَّرْداءِ - قال: كان بدمشق رَجُلٌ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، يقالُ لهُ: ابنُ الحَنْظَلِيَّةِ (1) ، وكان رجلاً مُتَوحِّداً، قَلمَّا يُجالسُ الناسَ، إنمَّا هو صلاةٌ، فإذا فرغَ فإنما هو تَسبيحٌ وتكبيرٌ، حتى يَأْتَي أهلَهُ قال: فَمرَّ بنا ونحنُ عندَ أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّكَ، قال: بَعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَقَدِمَتْ، فجاء رجلٌ منهم فجلسَ في المجلسِ الذي يَجلِسُ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ إلى جَنبِهِ: لو رأيْتَنا حين الْتَقَيْنا مع العدوِّ، فحملَ فُلانٌ فَطعنَ رجلاً منهم، فقال: خُذها مِني وأنا الغلامُ الغِفارِيُّ، كيف ترى في قوله؟ فقال: مَا أُراهُ إلا قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ، فَسمِعَ بذلك آخرُ، فقال: ما أرى بما قال بَأْساً، فَتنَازعَا حتى سمعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: سُبحانَ الله؟ لا بأْسَ أنْ يُؤْجَرَ ويُحْمدَ، قال أبي: فرأيتُ أبا الدرْداءِ سُرَّ بذلك، وجعلَ يَرْفعُ رأسه إليه ويقولُ: أَأَنْتَ سمعتَ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم فما زالَ يُعيِدُ ذلك عليه، حتى إنِّي لأقول: لَيَبْرُكَنَّ على رُكبتيه، قال: ثم مَرَّ بنا يوماً آخرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّك،

⦗ص: 588⦘

قال: نَعم، قال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: المُنفِقُ على الخيْلِ، كالبَاسِط يَدَهُ بالصَّدَقَةِ لا يَقْبِضُها، ثُمَّ مَرَّ بنا يوماً آخرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنفعُنا ولا تضرُّكَ، قال: نعم، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نِعمَ الرجلُ خُرَيمٌ الأسدي (2) ، لَوْلا طولُ جُمَّتهِ، وإسْبالُ إزارِهِ، فَبَلَغَ ذلك خُريْماً فَعَجلَ وأخذ شفْرةً، فقطع بها جُمَّتهُ إلى أُذُنَيْه، ورفع إزارهُ إلى أنْصَافِ سَاقَيْهِ، ثم مرّ بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعُنا ولا تضرّك، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكُم قادِمُونَ على إخوانكم، فَأصْلحُوا رِحَالَكُم، وأصلحوا لِبَاسَكُم، حتى تكونوا كأنَّكم شَامَةٌ في النَّاسِ، فَإنَّ الله لا يُحبُّ الفُحشَ ولا التَّفَحُّشَ» . أخرجه أبو داود (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(متوحداً) المتوحد متفعل من الوحدة، وهو المنفرد وحده، لا يخالط الناس ولا يجالسهم.

(كلمةً تنفعنا) نصب «كلمة» بإضمار فعل تقديره: حدِّثنا، أو أسمعنا كلمة تنفعنا.

⦗ص: 589⦘

(سرية) السرية طائفة من الجيش، يبلغ أقصاها أربعمائة رجل.

(جُمَّتَهُ) الجمة مجتمع شعر الرأس.

(إسبال إزاره) إسبال الإزار: إرخاؤه على القدم لينال الأرض، وهو من زي المتكبرين.

(شامة) الشامة في الجسد: معروفة، أراد: كونوا بين الناس أحسنهم زيّاً وهيئة. حتى ينظروا إليكم فتظهروا لهم، كما يُنظر إلى الشامة وتظهر للرائين، دون باقي الجسد من الإنسان.

(الفحش) : الرديء من القول القبيح.

(والتفحش) : التفعل منه.

(1) قال المنذري في " مختصر السنن " 6 / 53: ابن الحنظلية: هو سهل بن الربيع بن عمرو، ويقال: سهل بن عمرو، أنصاري حارثي، سكن الشام، والحنظلية أمه. وقيل: هي أم جده، وهو من بني حنظلة بن تميم.

(2)

" خريم " - بضم الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها ميم - هو ابن فاتك - بالفاء، وبعد الألف تاء ثالث الحروف مكسورة وكاف - ولخريم ولأبيه فاتك صحبة. وكنيته: أبو يحيى، ويقال: أبو أيمن.

(3)

رقم (4089) في اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، وإسناده حسن، وحسنه النووي في " الرياض "، وأخرجه أحمد 4 / 179، 180.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (4089) حدثنا هارون بن عبد الله. ثنا أبو عامر - يعني عبد الملك بن عمرو -ثنا هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التغلبي. قال: أخبرني أبي وكان جليسا لأبي الدرداء، فذكره.

ص: 587