المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه - جامع الأصول - جـ ٢

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف التاء

- ‌الكتاب الأول: في تفسير القرآن، وأسباب نزوله

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة حم: المؤمن

- ‌سورة حم: السجدة

- ‌سورة حم عسق

- ‌سورة حم: الزخرف

- ‌سورة حم: الدخان

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة عبس

- ‌سورة إذا الشمس كورت

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة سبح اسم ربك الأعلى

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة أقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

- ‌الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: في التلاوة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها

- ‌الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة

- ‌الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة

- ‌الفرع الخامس: في آداب متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

- ‌الكتاب الرابع: في التوبة

- ‌الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الكتاب السادس: في التفليس

- ‌الكتاب السابع: في تمني الموت

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌كتاب الثناء والشكر

- ‌حرف الجيم

- ‌الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم

- ‌الباب الأول: في الجهاد وما يختص به

- ‌الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آدابه

- ‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

- ‌الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو

- ‌الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة

- ‌الباب الثاني: في فروع الجهاد

- ‌الفصل الأول: في الأمانة والهدنة

- ‌الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان

- ‌الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها

- ‌الفصل الثالث: في الغنائم والفيء

- ‌الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين

- ‌الفرع الثاني: في النفل

- ‌الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه

- ‌الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الخامس: في الغلول

- ‌الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفي

- ‌الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء

- ‌الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم

الفصل: ‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

974 -

(خ ت) زيد بن ثابت رضي الله عنه: قال: أرسلَ إليَّ أبو بكْرٍ، مَقْتَلَ أهْلِ الْيَمامَةِ، فإذا عُمَرُ جالسٌ عنده، فقال أبو بكر: إنَّ عمرَ جاءني، فقال: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يومَ اليمامَةِ (1) بِقُرَّاءِ الْقُرآنِ، وأنّي أَخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بالقُرَّاءِ في كُلِّ الْمواطِنِ، فيذهَبَ من القرآن كثيرٌ، وإني أرَى أنْ تأمُرَ بِجَمْعِ القرآنِ، قال: قلتُ لعُمَر: كيف أفْعلُ شَيْئاً لم يفعلْه رسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هو واللهِ خَيْرٌ، فلم يَزَلْ يُرَاجِعُني في ذلك، حتى شَرَحَ الله صَدْرِي للَّذي شرح له صَدْرَ عمر، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: فقال لي أبو بكر (2) : إنَّكَ رُجلٌ شَابٌّ عاقلٌ، لا نَتَّهِمُك، قد كُنْتَ تكْتُبُ

⦗ص: 502⦘

الْوَحْي لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَتَتَبَّعِ القُرآنَ فَاْجَمعْهُ، قال زيدٌ: فَواللهِ لو كلَّفَني نَقلَ جَبَلٍ من الجبالِ ما كان أثقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أمَرَني به مِنْ جَمْعِ القُرآنِ، قال: قلتُ: كيف تَفْعَلانِ شَيئاً لم يفعلْهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خيْرٌ، قال: فلم يزل [أبو بكرٍ] يُرَاجعني وفي أُخرى: فلم يزل عُمَرُ يراجِعُني حتَّى شرحَ اللهُ صَدْرِي للذي شرحَ له صَدْرَ أبي بَكرْ وعُمَرَ، قال: فتتبَّعت الْقُرآنَ أجْمَعُهُ من الرِّقاعِ والْعُسُبِ، واللّخافِ، وصُدُور الرِّجالِ، حتى وجدتُ آخرَ سورة التوبة مع خُزَيْمةَ - أو أبي خُزيْمَة الأنصاري - لَمْ أجِدْهَا مع أحدٍ غيرِه (3) {لَقدْ جَاءَكُم رسولٌ من أنفُسِكم} [التوبة: 128] خاتمَة بَراءة، قال: فكانت الصُّحُفُ عند أبي بكْرٍ، حتى تَوَفَّاهُ الله، ثم عند عمر، حتى تَوَفَّاهُ الله، ثم عند حَفْصَةَ بنت عمر.

⦗ص: 503⦘

قال بعضُ الرواة فيه: اللخافُ: يعني: الْخَزَف (4) . أخرجه البخاري، والترمذي (5) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مقتل أهل اليمامة) هو مفعل من القتل، وهو ظرف زمان هاهنا، يعني: أوان قتلهم، واليمامة: أراد الوقعة التي كانت باليمامة، في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهم أهل الردة.

(استحر القتل) كثر واشتد.

(العسب) جمع عسيب، وهو سعف النخل.

(اللخاف) جمع لخفة، وهي حجارة بيض رقاق.

(1) وكان في سنة اثنتي عشرة للهجرة، وفيه دارت رحى الحرب بين المسلمين وأهل الردة من أتباع مسيلمة الكذاب، وكانت معركة حامية الوطيس، استشهد فيها كثير من قراء الصحابة وحفظتهم للقرآن، ينتهي عددهم إلى السبعين، من أجلهم سالم مولى أبي حذيفة

.

(2)

ذكر له أربع صفات مقتضية لخصوصيته بذلك: كونه شاباً، فيكون أنشط لما يطلب منه، وكونه

⦗ص: 502⦘

عاقلاً، فيكون أوعى له، وكونه لا يتهم، فتركن النفس إليه، وكونه كان يكتب الوحي، فيكون أكثر ممارسة له. وهذه الصفات التي اجتمعت له قد توجد في غيره، لكن متفرقة.

(3)

لقد ثبت كونها قرآناً بأخبار كثيرة، غامرة من الصحابة عن حفظهم في صدورهم، وإن لم يكونوا كتبوه في أوراقهم. ومعنى قول زيد " لم أجدها مع أحد غيره " أنه لم يجدها مكتوبة عند أحد إلا عند خزيمة. فالذي انفرد به خزيمة هو كتابتها لا حفظها، وليست الكتابة شرطاً في المتواتر، بل المشروط فيه أن يرويه جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب، ولو لم يكتبه واحد منهم.

وقال الحافظ في " الفتح " 9 / 12 تعليقاً على قوله " لم أجدها مع أحد غيره " أي: مكتوبة لما تقدم من أنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة، ولا يلزم من عدم وجدانه إياها حينئذ أن لا تكون تواترت عند من لم يتلقها من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان زيد يطلب التثبت عمن تلقاها بغير واسطة.

(4)

وفي الترمذي " يعني: الحجارة ".

(5)

البخاري 9 / 9 و 10 و 11 و 12 و 13 في فضائل القرآن، باب جمع القرآن، وباب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة براءة، باب {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} ، وفي الأحكام، باب ما يستحب للكاتب أن يكون أميناً، والترمذي رقم (3102) في التفسير، باب ومن سورة التوبة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد 1/101 (57)، 5/188 قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي 1/13 (76) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. و «البخارى» (6/89) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي 6/225، 9/153 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد. وفي 6/277 قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس..وفي (9/92) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت.، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «الترمذي (3/130) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «النسائي» في فضائل القرآن (20) قال: أخبرنا الهيثم بن أيوب. قال: حدثني إبراهيم، يعني ابن سعد.

ثلاثتهم - إبراهيم، ويونس، وشعيب - عن الزهري، عن عبيد بن السياق، فذكره.

ص: 501

975 -

(خ ت) محمد بن شهاب الزُّهريُّ رحمه الله: عن أنسٍ، أَنَّ حُذَيفَة بن اليمان قَدِمَ على عثمان وكان يُغازِي أهْل الشَّامِ في فَتْحِ إِرْمِينِيَّةَ، وأذْربِيجان مع أهل العراقِِ، فَأفْزَعَ حُذَيفَةَ اخْتِلافُهُمْ في القراءةِ، فقال حذيفةُ لعثمان: يا أميرَ المؤمنين، أدْرِكْ هذه الأمَّة قبل أن يخَتلفُوا في الكتاب اختلافَ اليهودِ والنَّصارَى، فأرسَل عثمانُ إلى حفصةَ: أنْ أرْسِلي إلينا بالصُّحُفِ

⦗ص: 504⦘

نَنْسَخُها في المصاحفِ، ثُمَّ نَرُدُّها إليْكِ، فأرسلت بها إليه، فأمَرَ زَيَد بن ثابتٍ وعبدَ الله بنَ الزبير، وسعيد بن العاص، وعبدَ الرحمن بنَ الحارثِ بن هشامٍ، فَنسَخُوها في المصاحفِ، وقال عثمان للرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ: إذا اخْتَلَفْتُم أنُتم وزَيدُ بنُ ثابتٍ في شيءٍ من القرآن (1) ، فاكْتُبُوهُ بلِسانِ قُريشٍ، فإنما نزل بلسانهمِ، فَفَعَلُوا، حتى إذَا نَسَخُوا الصحفَ في المصاحف، رَدَّ عثمانُ الصحفَ إلى حفصَةَ، وأَرْسَل إلى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مما نَسَخُوا (2) ، وأمَرَ بما سِوَى ذلك من القرآن، في كل صحيفةٍ أو مُصْحفٍ أن يُحرقَ.

قال ابن شهاب: وأخبَرَني خارِجة بنُ زيدٍ بن ثابت: أنه سمع زيدَ بنَ ثابت يقول: فَقَدْتُ آية من سورة الأحزاب حين نَسَخْتُ الصحفَ قد كنتُ أسمعُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرأُ بها، فالتَمَسْناها، فَوَجَدنَاها مع خزْيمةَ بن ثابتٍ

⦗ص: 505⦘

الأنصاري (3){من المؤمنين رجالٌ صدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عليه} [الأحزاب: 23] ، فألَحقْناها في سورتها من المصحف.

قال في رواية أبي اليمان: خُزيمةُ بنُ ثابتٍ الذي جعل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شهادَتهُ شهادة رجلْين (4) .

⦗ص: 506⦘

زاد في رواية أخرى: قال ابن شهابٍ: اختلفوا يومئذ في (التابوت) فقال زيدٌ: (التَّابُوهُ) وقال ابن الزُّبير وسعيدُ بنُ العاص (التابوت) فَرُفِعَ اختلافُهم إلى عثمانَ، فقال: اكْتُبُوه (التابوت) فإنَّهُ بِلِسان قُريشٍ. أخرجه البخاري، والترمذي.

وزاد الترمذي (5) : قال الزهري. فأخبرني عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله، أنَّ عَبدَ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه كرهَ لزيدِ بن ثابت نسخَ المصاحفِ، وقال: يا مَعْشَرَ المسلمين، أُعْزَلُ عن نسْخِ الْمصاحِفِ، ويَتَولاها رُجلٌ، واللهِ لقد أَسْلَمْتُ وإنه لفي صُلْبِ رُجلٍ كافر يريد: زيد بن ثابتَ ولذلك قال عبد الله بنُ مسعودٍ: يا أهْلَ العراقِ، اكْتُمُوا المصاحِفَ التي عندكم وغُلُّوها، فإنَّ الله يقولُ:{ومَنْ يغْلُلْ يأْتِ بما غَلَّ يومَ القيامةِ} [آل عمران: 161] ، فاتَّقُوا الله بالْمَصَاحِفِ.

قال الزهري: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ من

⦗ص: 507⦘

أفَاضِلِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(غلوها) أي: اكتموها واخفوها، وأصله من الغل بمعنى: الخيانة.

(1) وللبخاري من رواية شعيب بن أبي حمزة: " في عربية من عربية القرآن ".

(2)

واختلف في عدد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق. فالمشهور: أنها خمسة.

وقد أخرج ابن أبي داود في كتاب " المصاحف " ص 34 من طريق حمزة الزيات قال: " أرسل عثمان أربعة مصاحف " وبعث منها إلى الكوفة بمصحف، فوقع عند رجل من مراد، فبقي حتى كتبت مصحفي منه.

وقال ابن أبي داود " وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: «كتب سبعة مصاحف، فبعث واحداً إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحداً» ، وأخرج ص 35، بإسناد صحيح إلى إبراهيم النخعي قال: قال رجل من أهل الشام: مصحفنا ومصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل الكوفة، قال: قلت: لم؟ قال: إن عثمان رضي الله عنه لما كتب المصاحف بلغه قراءة أهل الكوفة على حرف عبد الله، فبعث به إليهم قبل أن يعرض، وعرض مصحفنا ومصحف أهل البصرة قبل أن يبعث به

.

(3)

قال الحافظ في " الفتح " 9 / 17: وظاهر حديث زيد بن ثابت هذا، أنه فقد آية الأحزاب من الصحف التي كان نسخها في خلافة أبي بكر، حتى وجدها مع خزيمة بن ثابت. ووقع في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب، أن فقده إياها إنما كان في خلافة أبي بكر، وهو وهم منه، والصحيح ما في الصحيح، وأن الذي فقده في خلافة أبي بكر الآيتان من آخر براءة، وأما التي في الأحزاب ففقدها لما كتب المصحف في خلافة عثمان.

قال العلماء: الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان: أن جمع القرآن في عهد أبي بكر كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتب الآيات، مقتصراً فيه على ما لم تنسخ تلاوته، مستوثقاً له بالتواتر والإجماع. وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة، مجموعاً مرتباً خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه. وأما الجمع في عهد عثمان فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام، واستنسخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية، ملاحظاً فيها ترتيب سوره وآياته جميعاً، وكتابته بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة، وتجريده من كل ما ليس قرآناً، والغرض منه إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل.

(4)

قصته في الشهادة أخرجها أبو داود رقم (3607) والنسائي 7 / 301 و 302 من طريق الزهري عن عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع من أعرابي فرساً، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت مبتاعاً هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي، فقال:" أوليس قد ابتعته منك؟ " فقال الأعرابي: لا والله ما بعتكه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" بلى قد ابتعته منك " فطفق

⦗ص: 506⦘

الأعرابي يقول: هلم شهيداً. فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال:" بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين، وإسناده صحيح.

(5)

هذه الزيادة مرسلة، لأن عبيد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، لكن أخرجه ابن أبي داود في " المصاحف " ص 14 و 16 من طريق خمير - ووقع في المصاحف حميد وهو تصحيف - بن مالك، سمعت ابن مسعود يقول: فذكره بنحوه. ومن طريق أبي وائل عن ابن مسعود ومن طريق زر بن حبيش عنه مثله. قال الحافظ: والعذر لعثمان في ذلك أنه فعله بالمدينة، وعبد الله بالكوفة، ولم يؤخر ما عزم عليه من ذلك إلى أن يرسل إليه ويحضر، وأيضاً فإن عثمان إنما أراد نسخ الصحف التي كانت جمعت في عهد أبي بكر، وأن يجعلها مصحفاً واحداً، وكان الذي نسخ ذلك هو زيد بن ثابت، وكان كاتب الوحي، فكانت له في ذلك أولية ليست لغيره.

(6)

أخرجه البخاري 9 / 14 و 15 و 16 و 17 و 18 و 19 في فضائل القرآن، باب جمع القرآن، وباب نزل القرآن بلسان قريش، وفي الأنبياء، باب نزل القرآن بلسان قريش، وأخرجه الترمذي رقم (3103) في التفسير، باب ومن سورة التوبة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (4987) قال: حدثنا موسى. و «الترمذي» (3104) قال: ثنا محمد ابن بشار، قال: ثنتا عبد الرحمن ابن مهدي كلاهما - موسى، وعبد الرحمن بن مهدي- قالا: ثنا إبراهيم، قال: ثنا ابن شهاب، فذكره.

ومن رواية زيد بن ثابت قال: نسخت الصحف في المصاحف ففقعدت آية من سورة الأحزاب: أخرجه أحمد (5/188)(قال: عبد الله وجدت هذه الحديث في كتاب أبي بخط يده) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب: وفيه 5/188 قال: ثنا أبو كامل، قال: ثنا إبراهيم. وفي (5/198) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وعبد بن حميد (246) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر والبخاري (4/، 23 6. /146) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: ثنا شعيب. وفي (4/24) قال: ثني إسماعيل: قال ثنى أخي عن سليمان أراه عن محمد بن أبي عتيق. وفي (5/122 / 2266) قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا إبراهيم ابن سعد. و «الترمذي» 3104 قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثناعبد الرحمن بن مهدي، قال ثنا إبراهيم بن سعد، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3703 عن الهيثم بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد.

أربعتهم- شعيب، إبراهيم بن سعد، ومعمر، ومحمد بن أبي عتيق -عن الزهري، عن خارجة بن زيد، فذكره.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو حديث الزهري لا نعرفه إلا من حديثه.

ص: 503

976 -

(خ م ت) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: جَمَعَ القرآن على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أربعَةٌ كُلُّهم من الأنصار أُبيُّ بن كَعْبٍ، ومعاذُ بن جَبَلٍ، وأبو زيد، وزيدٌ يعني: ابن ثَابتٍ، قلتُ لأنسٍ: مَنْ أبو زْيدٍ؟ قال: أحَدُ عُمُومَتي. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.

وفي أخرى للبخاري قال: ماتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولمْ يَجْمَعِ القُرآنَ غيْرُ أربعَةٍ (1) : أبو الدرداء، ومعاذُ بن جَبَلٍ، وزيدُ بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ونَحنُ وَرِثْناهُ.

وفي أخرى له: ماتَ أبو زيدٍ، ولم يتْرُك عَقِباً، وكانَ بدْرِيّاً

⦗ص: 508⦘

واسمُ أبِي زيدٍ: سَعْدُ بنُ عُبَيْد (2) .

(1) هذا الحصر إضافي، وليس بحقيقي، فإن في الرواية الأولى أبي بن كعب، بدلاً من أبي الدرداء في هذه الرواية، وأخرج النسائي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن، وقرأت به كل ليلة، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اقرأه في كل شهر

" وقد ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعداً وابن مسعود وحذيفة وسالماً، وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة

، قال الحافظ: ولكن بعض هؤلاء أكمله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

أخرجه البخاري 8 / 46 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب زيد بن ثابت، ومسلم رقم (2465) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بن كعب، والترمذي رقم (3796) في المناقب، باب مناقب معاذ وزيد وأُبي وأبي عبيدة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد 3/277 قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وحجاج. و «البخاى 5/45، و «الترمذي» 3794، و «النسائى ش في فضائل القرآن (25) ثلاثتهم - عن محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «مسلم» 7/149 قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. و «النسائي» في فضائل القرآن (25) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي فضائل الصحابة (181) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن إدريس. أربعتهم - يحيى، وحجاج، وأبو داود، وابن إدريس- عن شعبة.

2-

وأخرجه أحمد 3/233 قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة.

3-

وأخرجه البخاري 6/230 قال: حدثنا حفص بن عمر. و «مسلم» 7/149 قال: حدثنا أبو داود سليمان بن معبد، قال: حدثنا عمرو بن عاصم كلاهما عن همام بن يحيى.

ثلاثتهم - شعبة، وسعيد، وهمام - عن قتادة، فذكره.

ص: 507