الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجموعة السادسة وتمتد من الآية (30) إلى نهاية الآية (36) وهذه هي:
41/ 30 - 36
التفسير:
إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ فاعترفوا لله بالربوبية، وعلى أنفسهم بالعبودية ثُمَّ اسْتَقامُوا على أمر الله فلم ينحرفوا يمينا أو شمالا. أخلصوا العمل لله، وعملوا بطاعة الله على ما شرع الله لهم. نطقوا بالتوحيد، ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ. عند الموت قائلين إِنَّ أي: أنّه أَلَّا تَخافُوا. قال مجاهد وعكرمة وزيد بن أسلم: أي: ممّا تقدمون عليه من أمر الآخرة وَلا تَحْزَنُوا. على ما خلّفتموه من أمر الدنيا من ولد وأهل ومال أو دين فإنا نخلفكم فيه. قال النسفي: (فالخوف: غمّ يلحق الإنسان لتوقّع المكروه، والحزن: غمّ يلحقه لما يتوقعه من فوات نافع، أو حصول
ضار، والمعنى: أن الله كتب لكم الأمن من كل غم فلن تذوقوه). وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ أي: في الدنيا. قال ابن كثير: (يبشرونهم بذهاب الشرّ وحصول الخير)
نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ قال النسفي: (كما أن الشياطين قرناء العصاة وإخوانهم، فكذلك الملائكة أولياء المتقين وأحباؤهم في الدارين)، وقال ابن كثير:(أي تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: «نحن كنا أولياءكم أي: قرناءكم في الحياة الدنيا نسدّدكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة، نؤنس منكم الوحشة في القبور وعند النفخة في الصور، ونؤمّنكم يوم البعث والنشور، ونجاوز بكم الصراط المستقيم، ونوصلكم إلى جنات النعيم). وَلَكُمْ فِيها
أي:
في الجنة ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ أي: من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس، وتقرّ به العيون من النّعيم وَلَكُمْ فِيها أي: في الجنة ما تَدَّعُونَ أي: ما تتمنّون، أي:
مهما طلبتم وجدتم وحضر كما اخترتم
نُزُلًا أي: ضيافة وعطاء وإنعاما مِنْ غَفُورٍ لذنوبكم رَحِيمٍ بكم رءوف، حيث غفر وستر ورحم ولطف
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ
…
أي: إلى عبادته، أي: دعا عباد الله إلى الله وَعَمِلَ صالِحاً أي: وعمل عملا صالحا، وهو ما أمر الله به وكان خالصا له وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قال النسفي:(متفاخرا بالإسلام ومعتقدا له) ودخل في ذلك جميع الهداة والدعاة إلى الله، وأولهم وسيدهم وقدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وممّن يدخل في ذلك المؤذنون قال ابن كثير في قوله تعالى: وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. (أي: وهو في نفسه مهتد بما يقوله، فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعد.
وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه وينهون عن المنكر ويأتونه، بل يأتمر بالخير، ويترك الشر، ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى، وهذه عامة في كل من دعا إلى خير، وهو في نفسه مهتد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بذلك، كما قال محمد بن سيرين والسدى وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقيل المراد بها المؤذنون الصلحاء كما ثبت في صحيح مسلم (المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة) وفي السنن مرفوعا «الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذّنين» .
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ يعني: إن الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما، فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها إذا اعترضتك حسنتان، وإذا اعترضتك سيئة فادفعها بالحسنة كذلك، كما لو أساء إليك رجل إساءة فالحسنة أن تعفو عنه، والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته إليك، مثل أن