الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إليّ، ولولا إني أخرجت منك ما خرجت» هكذا رواية الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث الزهري به وقال الترمذي حسن صحيح).
أقول: وهناك اتجاه عند المالكية يرى أن للمدينة فضلا على غيرها، وإنما ذكرناه هنا للإشارة إلى أنه لا يوجد إجماع على ما قاله ابن كثير.
2 - [كلام ابن كثير عن الإشفاق من يوم القيامة بمناسبة آية وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ
.. ]
بمناسبة قوله تعالى وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ قال ابن كثير: (وقد روي من طرق تبلغ درجة التواتر في الصحاح والحسان، والسنن والمسانيد، وفي بعض ألفاظه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت جهوري وهو في بعض أسفاره فناداه فقال: يا محمد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من صوته «هاؤم» فقال له: متى الساعة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «ويحك إنها كائنة فما أعددت لها؟» فقال: حب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم:«أنت مع من أحببت» فقوله في الحديث:
«المرء مع من أحب» هذا متواتر لا محالة والغرض، أنه لم يجبه عن وقت الساعة بل أمره بالاستعداد لها).
3 - [كلام ابن كثير عن مصير أول من ابتدع عبادة الأصنام بمناسبة الآية (21)]
بمناسبة قوله تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ قال ابن كثير: (وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «رأيت عمرو بن لحي بن قمعة يجر قصبه في النار» لأنه أول من سيّب السوائب، وكان هذا الرجل أحد ملوك خزاعة، وهو أول من فعل هذه الأشياء، وهو الذي حمل قريشا على عبادة الأصنام، لعنه الله وقبحه).
4 - [كلام ابن كثير عن معنى المودة في القربى بمناسبة آية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
.. ]
بمناسبة قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال ابن كثير: (أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم مالا تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شرّكم عني وتذروني أبلّغ رسالات ربي، إن لم تنصروني فلا تؤذوني. بما بيني وبينكم من القرابة. روى البخاري عن ابن عباس- رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله تعالى: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقال سعيد ابن جبير: قربى آل محمد. فقال ابن عباس: عجلت (وفي رواية عجيب) إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة. فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. انفرد به البخاري، ورواه الإمام أحمد من طريق آخر به، وهكذا روى عامر الشعبي والضحاك وعلي بن أبي طلحة والعوفي ويوسف بن
مهران وغير واحد عن ابن عباس- رضي الله عنهما مثله، وبه قال مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وأبو مالك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم.
وروى الحافظ أبو القاسم الطبراني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم، وتحفظوا القرابة بيني وبينكم» وروى الإمام أحمد عن مجاهد عن ابن عباس- رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا إلا أن توادوا الله تعالى، وأن تقربوا إليه بطاعته» وهكذا روى قتادة عن الحسن البصري مثله، وهذا كأنه تفسير بقول ثان كأنه يقول: إلا المودة في القربى أي إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى. وقول ثالث وهو ما حكاه البخاري وغيره رواية عن سعيد ابن جبير ما معناه أنه قال: معنى ذلك أن تودوني في قرابتي أي تحسنوا إليهم وتبروهم. وقال السدي عن أبي الديلم قال: لما جئ بعلي بن الحسين رضي الله عنه أسيرا فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قرن الفتنة. فقال له علي بن الحسين- رضي الله عنه:
أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال: ما قرأت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال: نعم. وقال أبو إسحاق السبيعي: سألت عمرو بن شعيب عن قوله تبارك وتعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقال قربى النبي صلى الله عليه وسلم. رواهما ابن جرير. ثم روى ابن جرير- أيضا- عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا، وكأنهم فخروا. فقال ابن عباس أو العباس رضي الله عنهما شك عبد السلام، وهو أحد رواة الحديث: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم في مجالسهم فقال:«يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟» قالوا: بلى يا رسول الله! قال صلى الله عليه وسلم: «ألم تكونوا ضلّالا فهداكم الله بي؟» قالوا: بلى يا رسول الله! قال: «أفلا تجيبوني» قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: «ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك، أو لم يكذبوك فصدقناك، أو لم يخذلوك فنصرناك» قال: فما زال صلى الله عليه وسلم يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا: أموالنا في أيدينا لله ولرسوله قال فنزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وهكذا رواه ابن أبي حاتم بإسناده مثله أو قريبا منه وهو ضعيف. وفي الصحيحين في قسم غنائم حنين قريب من هذا السياق، ولكن ليس فيه ذكر نزول هذه الآية، وذكر
نزولها في المدينة فيه نظر، لأن السورة مكية، وليس يظهر بين هذه الآية وهذا السياق مناسبة والله أعلم. وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس- رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال: «فاطمة وولدها رضي الله عنهما» وهذا إسناد ضعيف فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعي مخترق وهو حسين الأشقر ولا يقبل خبره في هذا المحل، وذكر نزول الآية في المدينة بعيد فإنها مكية،
ولم يكن إذ ذاك لفاطمة- رضي الله عنها أولاد بالكلية. فإنها لم تتزوج بعلي- رضي الله عنه إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة. والحق تفسير هذه الآية بما فسرها به حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما رواه عنه البخاري، ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين.
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بغدير خم: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» وروى الإمام أحمد عن العباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، قال:
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، وقال:«والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله» . ثم روى الإمام أحمد عن عبد المطلب بن ربيعة قال:
دخل العباس رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودر عرق بين عينيه ثم قال صلى الله عليه وسلم:«والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي» وروى البخاري عن ابن عمر- رضي الله عنهما عن أبي بكر- هو الصديق- رضي الله عنه قال: ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. وفي الصحيح أن الصديق- رضي الله عنه قال لعلي- رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي. وقال عمر بن الخطاب للعباس- رضي الله عنهما: والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب. فحال الشيخين- رضي الله عنهما هو الواجب على كل أحد أن يكون