الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 -
كتاب الحج
باب فضل العمرة في رمضان
وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي، حدثنا يزيد (يعني ابن زريع)، حدثنا حبيب المعلم، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان: {ما منعك أن تكوني حججت معنا} ؟ قالت: ناضحان كانا لأبي فلان (زوجها) حج هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي غلامنا. قال: {فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي} 2/ 917*.
ــ
= عبد بن حميد (1)، والبيهقي (2)، وممن جمع بينهما في الرواية ابن ماجه (3).
الخلاصة: أن إمكانية الجمع بينهما واردة حتى عند أهل الرواية كما في رواية ابن ماجه.
* قال القاضي عياض:" في حديث عمرة في رمضان قولها: ناضحان كانا لأبي (فلان)، ثم قال: والآخر يسقى عليه نخلاً لنا، كذا ذكره البخاري، وذكره مسلم نسقي عليه من رواية الهوزني في طريق ابن ماهان، عند كافة رواته يسقى غلامنا وعند السجزي يستقي عليه غلامنا، وفي كتاب القاضي التميمي يسقى غلامنا، والذي في البخاري (4)، الصواب، وغلامنا يوشك أن يكون مغيرا من نخلٍ لنا، وقد ذكره البخاري في موضع آخر يسقي عليه أرضاً لنا، وهو حجة لما قلناه وتفسير له"(5).
وقال أيضاً: "وقوله: هو ابنه على احدهما، وكان الآخر يستقي عليه غلامنا: كذا للشنتجالي عن السجزي، وسقط "عليه" للعذري والفارسي وعند ابن ماهان:
(1) المنتخب من مسند عبد بن حميد: من مسند جابر بن عبد الله، الحديث رقم 1135، 1/ 341.
(2)
سنن البيهقي الكبرى: كتاب الحج، باب الحج، باب نحر الهدي بعد رمي الحجار، الحديث رقم 9358، 5/ 133، وباب الأكل من الضحايا والهدايا التي يتطوع بها صاحبها قال الله تعالى:{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا} [الحج: 28 و36]، الحديث رقم 10015، 5/ 240.
(3)
سنن ابن ماجه: كتاب المناسك، باب حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، 2/ 1021.
(4)
صحيح البخاري: أبواب العمرة، باب عمرة في رمضان، الحديث رقم 1690، 2/ 631.
(5)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 7.
................................................................................................
…
ــ
نسقي عليه غلامنا وارى كله تغييراً، وان صوابه "نسقي عليه نخلاً لنا" فتصحف منه "غلامنا"، وكذا جاء في البخاري، ويدل على صحته قوله في الحديث قبله:"ننضح عليه"، وهو بمعنى: نسقي عليه وإنما يسمى من الإبل النواضح التي يستقي عليها الماء إلا انها تنضحه، أي تصبه" (1).
وذكر الإمام النووي ما ذكره القاضي عياض وعقّبَ عليه بقوله: "وَالْمُخْتَار أَنَّ الرِّوَايَة صَحِيحَة، وَتَكُون الزِّيَادَة الَّتِي ذَكَرَهَا الْقَاضِي مَحْذُوفَة مُقَدَّرَة، وَهَذَا كَثِير فِي الْكَلَام. وَاَللَّه أَعْلَم"(2).
وقال الإمام السيوطي: "ناضحان أي بعيران نستقي بهما تنضح بكسر الضاد وكان الآخر يسقي نخلا قلت: كذا في النسخة التي عندي وهي بخط الحافظ الصريفيني وذكر ما قاله القاضي عياض من تصويب رواية البخاري، وما عنده غيره تغيير وتصحيف وهي ما عند الفارسي وابن ماهان، وقال: وحكاه عنهما النووي وتبعهما القرطبي ولم يذكر واحد منهم أن اللفظة التي هي صواب وهي "نخلاً لنا" وقعت في رواية أحد لنا من رواة مسلم فإما أن يكون الصريفيني أصلحها بعلمه أو تكون وقعت له في رواية أحد فاعتمدها، ونقل تعقيب الإمام النووي على كلام القاضي عياض"(3).
فرواية ابن ماهان نسقي عليه غلامنا دون تحديد السقيا، وهذا اللفظ حتى هذا الموضع على اطلاقه يفيد كلاماً معهوداً وهو سقي الزرع، ولعل المعروف ان المدينة كان يسقى بها الزرع على الإبل وهي النواضح ومفرده ناضح ومنه الحديث "ان ناضحاً تردى في بئر بالمدينة فذكي من قبل شاكلته .. "(4).
(1) إكمال المعلم بفوائد مسلم 4/ 333 و334.
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم 4/ 359.
(3)
ينظر الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج 3/ 344.
(4)
المنتقى لابن الجارود: كتاب البيوع والتجارات، باب ما جاء في الذبائح، الحديث رقم، 895، 1/ 225، والمعجم الكبير للطبراني: باب الراء، ما اسند رافع بن خريج، عبابة بن رفاعة بن رافع بن خريج، الحديث رقم 4380، 4/ 269.
.................................................................................................. ــ
أو ان النخيل يسمى السقي أو السقيه، ومنه الحديث" (1) كان معاذ: بن جبل يؤم قومه فمرّ فتىً منهم بناضحه يريد سقيه .. " قال ابن الأثير وابن منظور: "السقي والسقيه النخل الذي يسقى بالسواني أي الدوالي" (2).
وقال الزبيدي: "الناضح هو البعير أو الحمار أو الثور الذي يسقى عليه وهي ناضحة وسانية والجمع نواضح وهو مجاز"(3).
وقال الرافعي: "استعمل الناضح في كل بعير وان لم يحمل الماء ولأنه في حديث (4) "اطعمه ناضحك" أي بعيرك"(5).
وقول السيوطي "لم يذكر واحد منهم ان اللفظة التي هي صواب" وهي "نخل لنا" تخص القرطبي والنووي، وإلا فالقاضي عياض ذكرها في المشارق.
الخلاصة: وبعد هذا العرض لمعنى الناضح، والسقي يتبين لنا صحة الرواية دون اللجوء إلى التقدير، وان كان تقدير المحذوف أيضاً صحيحاً فيكون:"نسقي عليه غلامنا نخلاً لنا" كما حكاه الإمام النووي. والله اعلم.
وكذلك الابتعاد عن القول بالتغيير والتصحيف.
(1) المسند للشاشي: (تأليف: أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي)، تحقيق: محفوظ الرحمن
…
زين الله، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط1، 1410هـ، ما روى معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن الأنصاري عن رسول المراسيل عن معاذ، الحديث رقم 1400، 3/ 294.
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 962، ولسان العرب 14/ 390 مادة سقي.
(3)
ينظر مختار الصحاح 1/ 688، وتاج العروس من جواهر القاموس 1/ 1776.
(4)
ليس هذا لفظ الحديث وإنما اعلفه ناضحك ورقيقك وقد خرجه أبو داود في سننه: كتاب الإجازة، باب في كسب الحجام، الحديث رقم 3422، 2/ 287. والترمذي: كتاب البيوع، باب ما جاء في كسب الحجام، الحديث رقم 1277، 3/ 575. والإمام احمد في مسنده: مسند المكثرين من الصحابة، مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه، الحديث رقم 14329، 3/ 307 و15121، 3/ 381، والحديث رقم 23740، 5/ 435، والحديث رقم 23742، 5/ 436، والحديث رقم 23743، 5/ 436، والحديث رقم 23746، 5/ 436، وغيرها.
(5)
المصباح المنير في غريب الشرح الكبير 2/ 610.