الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته
وبعد عمر مليء بالعطاء، والرحلة في طلب العلم والتأليف، توفي رحمه الله عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين (1)، وقد اتفقت المصادر على تأريخ وفاته.
المطلب الثالث
رحلاته وسماعاته
رحل الإمام مسلم رحلة طاف بها البلاد، داخل خراسان وخارجها، فمن المدن التي داخل خراسان هي:
1 -
الري: سمع بها من محمد بن مهران، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبي غسان محمد بن عمرو زنيج (2).
2 -
بلخ: قال الذهبي في ترجمة أحمد بن سلمة: "رفيق مسلم في الرحلة إلى بلخ"(3).
أما خارج خراسان، فرحل إلى بلاد الحرمين، والعراق، ومصر والشام، ففي الحجاز رحل إلى:
1 -
مكة: قال الإمام الذهبي: "وحج في سنة عشرين، وهو شاب أمرد، فسمع بمكة من القعنبي، فهو أكبر شيخ له"(4).
2 -
المدينة: قال ابن الصلاح: [وسمع الإمام مسلم] بالحجاز: سعيد بن منصور، وأبو مصعب الزهري (5)، وقال الذهبي:"سمع إسماعيل بن أبي أويس"(6).
وفي العراق رحل إلى ثلاث مدن هي:
1 -
(1) تاريخ بغداد 13/ 103، وتاريخ مدينة دمشق 58/ 95، وغيرهما.
(2)
ينظر تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل 58/ 85.
(3)
تذكرة الحفاظ 2/ 637، وينظر معجم البلدان 1/ 347 قال ياقوت:"وبلخ من أجل مدن خراسان".
(4)
سير أعلام النبلاء 12/ 558.
(5)
صيانة صحيح مسلم ص58.
(6)
تذكرة الحفاظ 1/ 409.
بغداد: قال ابن أبي يعلى: "قدم [أي الإمام مسلم] بغداد غير مرة، وحدث
…
بها، فروى عنه أهلها، يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخر قدومه بغداد كان سنة تسع وخمسين ومائتين" (1).
2 -
الكوفة: قال الذهبي: "وسمع بالكوفة من أحمد بن يونس، وجماعة"(2).
3 -
البصرة: رحل إليها مع رفيقه بالرحلة أحمد بن سلمة (3).
ورحل إلى مصر قال ابن عساكر: إنه سمع "من محمد بن رمح، وعيسى ابن حماد، وعمرو بن سواد وحرملة، وهارون بن سعيد الأيلي، ومحمد بن سلمة المرادي "(4).
وقال الذهبي نقلاً عن الحاكم: "حدثنا أبو بكر محمد بن علي النجار" سمعت إبراهيم بن أبي طالب بقول: قلت لمسلم: قد أكثرت في الصحيح عن أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، وحاله قد ظهر فقال:"إنما نقموا عليه بعد خروجي من مصر"(5).
الشام: قال ابن عساكر: "وسمع بدمشق محمد بن خالد السكسكي، وكتب عنه في حديث الوليد بن مسلم"(6).
ولم يرتضِ الإمام الذهبي ما قاله ابن عساكر كونه رحل إلى دمشق بناءً على سماعه من محمد بن خالد السكسكي فقط، والظاهر أنه لقيه في الموسم، وقال:"فلم يكن مسلم ليدخل دمشق فلا يسمع إلا من شيخ واحد"!، والله أعلم.
وقال الدكتور محمد عبد الرحمن طوالبة: قلت: "وليس بمستغرب، ولا مستنكر في عرف المحدثين أن يدخل مسلم دمشق ليسمع من شيخ واحد، فهذا كتاب الخطيب البغدادي" الرحلة في طلب الحديث طافح برحلات العلماء الذين رحلوا من أجل سماع الحديث الواحد، أو السماع من الشيخ الواحد" (7).
(1) طبقات الحنابلة: (تأليف: ابن أبي يعلى أبو الحسين محمد بن محمد الفراء ت526هـ)، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة - بيروت، 1/ 337.
(2)
سير أعلام النبلاء 12/ 558.
(3)
تذكرة الحفاظ 2/ 637.
(4)
تاريخ مدينة دمشق 58/ 85.
(5)
سير أعلام النبلاء 12/ 568.
(6)
تاريخ مدينة دمشق 58/ 85.
(7)
الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه ص32، وفيه تفصيل المسألة.