الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
53 -
كتاب الزهد والرقائق
باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة على الممدوح
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى جميعا، عن ابن مهدي (واللفظ لابن المثنى) قالا: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب (1)، عن مجاهد، عن أبي معمر قال: قام رجل يثني على أمير من الأمراء فجعل المقداد يحثي عليه التراب وقال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب 4/ 2297*.
ــ
= والله اعلم.
* قال أبو علي الغساني: "وفي باب حَثْيِ التراب في وجوه المدَّاحين عند مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى قالا: نا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب، عن مجاهد، عن أبي معمر قال: قام رجل يثني على أمير من الأمراء
…
الحديث. هكذا إسناد هذا الحديث.
وفي نسخة ابن ماهان: سفيان، عن حُميد، عن مجاهد. جعل حُمَيْداً مكان حبيب، وهو تصحيف، والصواب حبيب وهو ابن أبي ثابت" (2).
وأيد ذلك الإمام المازري ولم يضف شيئاً (3).
وقال القاضي عياض: "وفي أحاديث المدح في حديث ابن أبي شيبة وابن مثنى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن مجاهد، عن أبي معمر، كذا للجلودي، وعند ابن ماهان: سفيان، عن حميد، عن مجاهد، وهو خطا، وهو حبيب بن أبي ثابت المطلب ابن عبد الله بن حويطب"(4).
فقول أبو علي الغساني ومن وافقه: جعل حُمَيْداً مكان حبيب وهو تصحيف، هو ليس كذلك؛ لأن حُميد الذي في رواية ابن ماهان في هذا الموضع قد يكون
(1) حبيب بن أبي ثابت الأسدي عن بن عباس وزيد بن أرقم وعنه شعبة وسفيان وأمم كان ثقة مجتهدا فقيها مات 119، الكاشف 1/ 307.
(2)
تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 936.
(3)
ينظر المعلم بفوائد مسلم 3/ 386، وإكمال المعلم بفوائد مسلم 8/ 550.
(4)
مشارق الأنوار على صحاح الاثار 1/ 225.
.......................................................................................
ــ
حُمَيْد بن قيس القارئ (1)، قال الحافظ المزي:" روى عن مجاهد بن جبر، وعنه حبيب بن أبي ثابت، وحميد بن قيس الأعرج"(2)، فإحتمال الرواية عنهما واردة، ولاسيما أن ابن عساكر روى بسنده المنتهي إلى الإمام مسلم سماع حميد بن قيس المكي مجاهداً (3) أما قول علماء الحديث من المغاربة عن هذا الموضع: خطأ رواية ابن ماهان؛ لأن هذا الحديث لا تُعرف له رواية من طريق حُميد وهو مبهم عندهم وتصحيف. ويرويه من طريق حبيب بن أبي ثابت الترمذي (4)، وابن ماجة (5)، والإمام أحمد (6)، وابن أبي شيبة (7) والبخاري (8)، والطبري (9)، والطبراني (10)، والبيهقي (11)، وابن ابي عاصم (12). والخلاصة: يبقى الإحتمال بأن رواية ابن ماهان صحيحة؛ لأن في رواية المشارقة حبيب، وفي رواية المغاربة حُميد، وكلاهما يشتركان بالشيخ والتلميذ من هذا الحديث، والله أعلم.
(1) حُمَيْد بن قيس المكي الأعرج القارىء، عن مجاهد، وعكرمة، وعنه مالك، والسفيانان، ثقة. ينظر الكاشف 1/ 354.
(2)
تهذيب الكمال 11/ 156 و157، و27/ 230.
(3)
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو صفوان حميد بن قيس المكي سمع مجاهداً وعطاء، روى عنه الثوري، ومالك، وابن عيينة. تاريخ مدينة دمشق 15/ 295.
(4)
سنن الترمذي: كتاب الزهد
…
، باب ما جاء في كراهية المدحة والمداحين، الحديث رقم 2393، 4/ 599.
(5)
سنن ابن ماجه: كتاب الأدب، باب المدح، الحديث رقم 3742، 2/ 1232.
(6)
مسند الإمام أحمد: باقي مسند الأنصار، حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه، الحديث رقم 23879، 6/ 5.
(7)
مصنف ابن أبي شيبة: كتاب الأدب، باب في الرجل يقول انت أكبر أم فلان ما يقول؟، الحديث رقم 26259، 5/ 297.
(8)
في الأدب المفرد: كتاب حسن الخلق، باب يُحثى في وجوه المداحين، الحديث رقم 339، 1/ 124.
(9)
تهذيب الآثار: باب ذكر الرواية عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وعن بعض من حضرنا ذكره من السلف الصالح، الحديث رقم 103، 1/ 115.
(10)
المعجم الكبير: باب الميم، مَنْ اسمه مقداد، مقداد بن عمرو بن الأسود بدري، الحديث رقم 579، 20/ 244، والحديث رقم 580، 20/ 245.
(11)
سنن البيهقي الكبرى: كتاب الشهادات، باب الشاعر يمدح الناس بما ليس فيهم حتى يكون ذلك كثيراً ظاهراً كذباً محضاً، الحديث رقم 20926، 10/ 242.
(12)
الآحاد والمثاني: ومن ذكر المقداد بن الأسود
…
، الحديث رقم 295، 1/ 227.