الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 -
كتاب صلاة المسافرين وقصرها
باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن علي بن حسين أن الحسين بن علي حدثه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة فقال: ألا تصلون؟ فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا 1/ 537.
ــ
قال أبو علي االغساني: قال مسلم وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن علي بن حسين أن الحسين بن علي حدثه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة فقال ألا تصلون؟
…
"وذكر بقية الحديث، قال الدارقطني: "كذا رواه مسلم عن قتيبة أن الحسن بن علي وقد تابعه على ذلك إبراهيم ابن نصر النهاوندي (1) والحنيني (2)، وخالفهم أبو عبد الرحمن النسائي والسراج (3) وموسى بن هارون عن قتيبة قالوا:"إن الحسين بن علي" .. وقال أبو صالح كاتب الليث وحجين ابن المثنى عن الليث: "أن الحسن بن علي". ويقال: إنه كان هكذا في كتاب الليث فقيل له: إن الصواب "الحسين بن علي"، فرجع إلى الصواب. وكذلك
(1) إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز النهاوندي أبو إسحاق وكان رازيا نزل نهاوند فنسب إليها روى عن أبي نعيم الفضل بن دكين ومحمد بن كثير وشيوخ الكوفة والبصرة التدوين في أخبار قزوين للإمام عبد الكريم عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني ت 623هـ، 2/ 130، وينظر الثقات 8/ 89.
(2)
إسحاق بن إبراهيم الحنيني المدني نزيل طرسوس عن أسامة بن زيد بن أسلم وسفيان الثوري وكثير بن عبد الله المزني ومالك وجماعة وعنه علي بن ميمون الرقي ومحمد بن عون الطائي وأبو الأحوص محمد بن الهيثم وفهد بن سليمان المصري أحمد بن إسحاق الخشاب قال البخاري في حديثه نظر وقال النسائي ليس بثقة وقال ابن عدي ضعيف تاريخ الإسلام 15/ 62. لم يروي عنه مسلم في الصحيح وله متابعة في هذا الحديث كما قال الدارقطني.
(3)
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله الثقفي، مولاهم أبو العباس السراج، أحد الأئمة الثقات الحفاظ، مولده سنة ثمان عشرة ومائتين، سمع قتيبة واسحق بن راهوية وخلقا كثيرا من أهل خراسان وبغداد والكوفة والبصرة والحجاز، وقد حدث عنه البخاري ومسلم وهما أكبر منه، وأقدم ميلادا ووفاة، وله مصنفات كثيرة نافعة جدا، وذكروفاته في سنة 313هـ، البداية والنهاية 11/ 153.
...........................................................................................
ــ
رواه يحيى بن بكير ويونس المؤدب وأبو النَّضْرهاشم عن الليث، فقالوا:"الحسين بن علي" وكذلك رواه ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري على الصواب وكذلك قال أصحاب الزهري منهم صالح بن كيسان وابن جريج وإسحاق بن راشد ومحمد بن أبي عتيق وابن أبي أنيسة وغيرهم عن الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن علي (1). وكذلك وقع في نسخة إبي أحمد الجلودي: "الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن". وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: "عقيل عن الزهري عن علي بن حسين بن علي عن علي بن أبي طالب". هكذا روي عنه وأسقط من الإسناد رجلاً قاله عنه أبو زكرياء الأشعري وأبو العلاء بن الحذاء. والصواب ماتقدم (2).
واكد ذلك الامام المازري (3).
وقال القاضي: "في كتاب ابن الحذاء: "الحسن" وذكر أبو الحسن الدارقطني أن معمراً أرسله عن الزهري عن علي بن حسين قال: وكذلك قال مسعد عن عقبة بن قيس عن علي بن حسين مرسلاً وصوّب قول من قال: عن علي بن حسين عن أبيه عن علي. قال: وكان في كتاب الليث: الحسن، فقيل له: إنما هو الحسين فرجع إليه، وقال موسى بن هارون: وكان في كتاب قتيبة: الحسن"(4).
ثم قال القاضي: عن علي بن حسين أن الحسين بن علي حدثه عن علي كذا رواية مسلم فيه عندنا للجلودي وعند ابن الحذاء عن ابن ماهان أن الحسن قال الدارقطني كذا رواية مسلم فيه وتابعه عليه الأكثر وبعضهم قال أن الحسين ابن علي حدثه وهو قول أصحاب الزهري واختلف فيه عن الليث، قال القاضي رحمه الله سقط من رواية ابن ماهان من غير طريق ابن الحذاء الحرف كله وعنده عن علي بن
(1) الإلزامات والتتبع: (تأليف: الدارقطني أبي الحسن علي بن عمربن أحمد بن مهدي ت385هـ)، دراسة وتحقيق: أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، ط2، 1405هـ ـ 1985م، ص282.
(2)
تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 824.
(3)
المعلم 1/ 457 وإكمال المعلم 3/ 140.
(4)
المصدر نفسه.
................................................................................................
ــ
الحسين بن علي حدثه أن عليا وهو وهم صريح (1).
ففي الحديث إختلافان الأول: مَنْ حَدَّثَ علياً بن الحسين؟، والثاني سقط من السند رجلٌ في الرواية الثانية.
أما عن الخلاف الأول فقال الدارقطني: وقد تابعه ـ يعني مسلماً ـ على ذلك إبراهيم بن نصر النهاوندي والحنيني، وخالفهم أبو عبد الرحمن النسائي والسراج وموسى بن هارون عن قتيبة قالوا:"إن الحسين بن علي"، إلا أن موسى قال: حدّثناه من غير كتاب، وكان في كتابه "الحسن بن علي" وقال صالح كاتب الليث وحجين بن المثنى عن الليث: إن الصواب "الحسين بن علي" فرجع إلى الصواب وكذلك رواه يحيى بن بكير ويونس المؤدب وأبو النضر هاشم عن الليث، فقالوا:"الحسين بن علي". وكذلك رواه ابن لهيعة عن الزهري على الصواب، وكذلك قال أصحاب الزهري منهم صالح بن كيسان وابن جريج وإسحاق بن راشد ومحمد بن أبي عتيق وزيد بن أبي أُنَيْسَة وغيرهم:"عن الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن علي".
فقوله "الحسن" أو "الحسين" رضي الله عنهما لا فرق فهما أخوان وهما صحابيان ومن بيت النبوة وأن علي بن الحسين أدركهما وإحتمال الأمرين وارد. وكذلك فلفظ حسين مصغر حسن ويُحتمل رواه على التكبير.
أما عن الخلاف الثاني قال القاضي: سقط من رواية ابن ماهان من غير طريق ابن الحذاء الحرف كله وعنده عن علي بن الحسين بن علي حدثه أن عليا وهو وهم صريح؛ لأن علياً بن الحسين لم يرو عن جده عليً بن أبي طالب رضي الله عنهم إلا بواسطة راوٍ، ولم أجد من يصرح برواية عنه من صيغ الالفاظ التي تدل على السماع بحدثني أو اخبرني أو انبأني وغيرها، قال البيهقي (2):"علي بن الحسين لم يدرك جده علياً"
(1) مشارق الأنوار على صحاح الآثار 1/ 226.
(2)
السنن الكبرى 5/ 322، وينظر معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى مع دراسة اضافية لمنهج البيهقي في نقد الرواة في ضوء السنن الكبرى، (تأليف: د. نجم عبد الرحمن =
…
= خلف، دار الراية للنشر والتوزيع، ط1، 1409هـ - 1989م)، وكذلك الدر النقي من كلام الامام البيهقي في الرجال، تأليف: حسين بن قاسم تاجي الكلداري، دار الفتح، الشارقة، 1/ 219.
.......................................................................................
ــ
وقال الحافظ أبو سعيد بن خليل بن كيكلدي العلائي ت 761هـ (1): علي بن الحسين زين العابدين: قال أبو زرعة: لم يدرك جده علياً رضي الله عنه.
وعلى الصواب رواه البخاري (2)، وربما سبب عدم ذكره سند هذا الحديث
…
في جامعه للعلة التي بيًّنًها الدارقطني، بالرغم من كون هؤلاء على شرطه، والنسائي (3)، والامام أحمد (4)، وابن خزيمة (5)، وابن حبان (6)، وأبو نعيم (7).
والخلاصة في هذا أن زين العابدين لم يسمع من جده رضي الله عنهم والله أعلم.
(1) جامع التحصيل في احكام المراسيل ص240.
(2)
صحيح البخاري: كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة، باب قوله تعالى:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] ، الحديث رقم 6915 ، 6/ 2674 ، وكتاب التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] ، الحديث رقم 7027 ، 6/ 2716، ومن طريق يحيى بن بكير عن الليث في الأدب المفرد: باب ضرب الرجل يده على فخذه عند التعجب أو الشيء، الحديث رقم 955 ، 1/ 330.
(3)
السنن الكبرى كتاب قيام الليل وتطوع النهار ثواب من استيقظ وأيقظ امرأته فصلي ، الحديث رقم 1311 ، 1/ 413. وكتاب التفسير ، سورة الكهف الحديث رقم 11305، 6/ 386.
(4)
مسند الامام احمد بن حنبل: مسند العشرة المبشرة ، مسند علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم ، الحديث رقم 575، 1/ 77.
(5)
صحيح ابن خزيمة: كتاب الصلاة، باب استحباب إيقاظ المرء لصلاة الليل، الحديث رقم 1140، 2/ 179.
(6)
صحيح ابن حبان: كتاب الصلاة، باب النوافل، الحديث رقم 2566، 6/ 305.
(7)
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 1/ 3.
12 -
كتاب صفات المنافقين وأحكامهم
باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا
وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا ابن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة بن قيس عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قال
…
عبد الرحمن فلقيت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فسألته فحدثني به عن النبي
…
صلى الله عليه وسلم.
وحدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى (يعني ابن يونس)؛ وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير جميعا عن الأعمش (1) عن إبراهيم (2) عن علقمة (3)
…
وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله 1/ 555.
ــ
قال أبو علي الغساني: حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ بالآيتين من آخر
سورة البقرة في ليلة كفتاه". سقط من نسخة أبي العلاء ذكر إبراهيم النخعي بين الأعمش وعلقمة، والصواب إثباته وبه يتصل الإسناد (4).
وقال المازري: وذكر مسلم في أسانيد هذا الحديث حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1) علقمة بن قيس أبو شبل الفقيه عن أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الله وعنه بن أخيه عبد الرحمن بن يزيد وابن أخته إبراهيم النخعي وسلمة بن كهيل وآخرون قال أبو معمر قوموا بنا إلى أشبه الناس بعبد الله هديا ودلا وسمتا فقمنا إلى علقمة مات 62 الكاشف 2/ 34، قال البخاري: قال أبو نعيم: مات سنة إحدى وستين التاريخ الكبير 7/ 41.
(2)
إبراهيم النخعي فقيه العراق أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود الكوفي الفقيه روى عن علقمة ومسروق والأسود وطائفة تذكرة الحفاظ 1/ 73 و74 مشاهير الأمصار 1/ 101.
(3)
سليمان بن مهران أبو محمد الأعمش هو الأسدي روى عنه سهيل بن أبي صالح يقال سليمان الأعمى قال لي بن نمير حدثنا يحيى بن عيسى سمعت الأعمش يقول ولدت قبل مقتل الحسين بسنتين مولى بني كاهل رأى أنسا وسعيد بن جبير وأبا وائل وزيد بن وهب وإبراهيم ولد سنة ستين وقال يحيى القطان مات سنة ثمان وأربعين ومائة روى عنه أبو إسحاق الهمداني والثوري وشعبة، التاريخ الكبير 4/ 37، تقريب التهذيب 1/ 254، وغيرها.
(4)
تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 825.
...........................................................................................
ــ
"من قرأ الآيتين" الحديث، قال بعضهم: سقط من نسخة أبي العلاء ذكر إبراهيم بين الأعمش وعلقمة، والصواب إثباته وبه يتصل الإسناد، وكذلك خرجه البخاري والنسائي (1).
وقال القاضي عياض: وفي الآيتين في آخر البقرة في حديث علي بن خشرم قال عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة سقط عن إبراهيم لابن ماهان والصواب إثباته (2). ورد في رواية ابن سفيان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة، وفي رواية ابن ماهان سقط إبراهيم النخعي من السند، والصواب إثباته كما قال الأئمة؛ لأن ولادة الأعمش هي بنفس العام الذي توفي فيه علقمة، أو بعد سنة منها على الأرحج فلم يرَه، وقد سبق بيان تأريخ ولادتهما ووفاتهما، لذلك يظهر سقوط إبراهيم من السند لأن بدونه لا يتصل الإسناد، وقيل وفاة علقمة بغير ذلك التاريخ، أي بعده، أوصله العض إلى سنة ثلاثة وسبعين (3)، وسواء كان تاريخ وفاته في بداية الستين أو السبعين فإن الأعمش لم يلقَ عكرمة، وعبارة "وقال الأعمش عن إبراهيم كان علقمة
…
" (4)، تدل على ما ذهبنا إليه، فكان يروي، ما يرويه له إبراهيم عن علقمة. وللحديث متابعات أخرى عن منصور عن إبراهيم عن علقمة، عند غير مسلم، فهي في صحيح البخاري (5)، وسنن النسائي الكبرى (6).
الخلاصة: أن إبراهيم سقط من السند عند ابن ماهان، والصواب اثباته، والله أعلم.
(1) المعلم بفوائد مسلم 1/ 461 وإكمال المعلم بفوائد مسلم 3/ 176 قوله: قال بعضهم هذه عبارته في المعلم.
(2)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 348.
(3)
ينظر تهذيب التهذيب 7/ 245.
(4)
تهذيب الكمال 20/ 306.
(5)
كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدراً ، الحديث رقم 3786 ، 1/ 1472، وكتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة الحديث رقم 4722، 4/ 1914، وباب من لم ير بأساً أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا، الحديث رقم 4753، 4/ 1923، وباب في كم يقرأ القرآن ، الحديث رقم 4764 ، 4/ 1926.
(6)
كتاب فضائل القرآن ، الآيتان من آخر سورة البقرة الحديث رقم 8019 و8020، 5/ 14 ، وغيرها.