الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
56 -
كتاب التفسير
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهارون بن عبد الله، وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا) جعفر بن عون، أخبرنا أبو عميس، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم (وقال هارون: تدري) آخر سورة نزلت من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم. {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} [النصر] قال: صدقت. وفي رواية ابن أبي شيبة: تعلم أي سورة، ولم يقل آخر 4/ 2318*.
ــ
= وتفرد مسلم بسنده هذا بذكر أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب مقترنين في صحيحه، ولا يمتنع أنْ يقع لمسلم اللفظ في نسخة ابن ماهان لأبي كريب؛ لأنَّ متن الحديث وقع عند ابن ماهان "ليلة جمعة" وهو لفظ أبي كريب، وليس "ليلة جمع"، كما وقع في روايات المشارقة، وسياتي في إختلافات المتون (1)، فرواه عند المشارقة بلفظ أبي بكر بن أبي شيبة، وعند المغاربة بلفظ أبي كريب.
الخلاصة: فكلاهما صواب وهذا يدل على تعدد مجالس السماع فمرة رواه بلفظ أبي بكر بن أبي شيبة ومرة بلفظ أبي كريب، والله أعلم.
* قال أبو علي الغساني: "وفي باب آخر سورة نزلت جميعاً عند مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهارون بن عبد الله، وعبد بن حميد جميعاً، عن جعفر بن عون قال: أنا أبو عميس، عن عبد المجيد بن سهيل (2)، عن عبيد الله بن عبد الله قال لي ابن عباس: أتعلم آخر سورة نزلت من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} [النصر]، قال: صدقت.
(1) ينظر مشارق الأنوار على صحاح الآثار 1/ 155، ونسب القاضي عياض اللفظ فيه إلى أبي بكر بن أبي شيبة.
(2)
عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن بن المسيب وأبي صالح وعنه مالك والداروردي ثقة، الكاشف 1/ 662.
......................................................................................
ــ
في نسخة ابن ماهان: في إسناد هذا الحديث عبد الحميد بن سهيل، مكان
…
عبد المجيد، والصواب: عبد المجيد بالجيم وتقديم الميم عليها" (1).
وأكد ذلك الإمام المازري ولم يزد شيئاً (2).
وقال القاضي عياض رحمه الله: "وعبد المجيد ذكره البخاري في الصحيح والتاريخ واختلف فيه الرواة عن مسلم في باب آخر ما نزل من القرآن، فالجلودي يقول: عبد المجيد، وابن ماهان يقول: عبد الحميد"(3).
وبيّنَ القاضي عياض قوله: "وقد اختلف في اسمه فذكره مالك في موطئه من رواية يحيى بن يحيى الأندلسي (4)، وسمَّاه عبد الحميد بتقديم الحاء، ونسبه: ابن سهيل ابن عبد الرحمن بن عوف، ووافق هذا القول سفيان بن عيينة فقال فيه أيضاً: عبد الحميد. وأما البخاري (5) فسمّاه عبد المجيد، وكذا أيضاً رواه ابن القاسم في الموطأ والقعنبي وجماعة من رواة مالك. فاستبان أن الخلاف في هذا الاسم
…
مشهور، وإن كان هذا فالحكم بالخطأ على أحدهما، والتصويب للآخر متعذر. قال أبو عمر بن عبد البر فيه (6): عبد الحميد، ويقال: عبد المجيد، وهو الأكثر" (7).
وقال الإمام النووي قَوْله: (أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْس عَنْ عَبْد الْمَجِيد بْن سُهَيْل) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ (عَبْد الْمَجِيد) بِالْمِيمِ ثُمَّ الْجِيم إِلَّا نُسْخَة اِبْن مَاهَانِ، فَفِيهَا
…
(عَبْد الْحَمِيد) بِحَاءٍ ثُمَّ مِيم. وذكر تصويب أبي علي الغساني الأول، وذكر أيضاً ما سرده الْقَاضِي عياض من ذكر الخلاف فيه من رواة الموطأ وسُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ. وَما سَمَّاه الْبُخَارِيّ (عَبْد الْمَجِيد) بِالْمِيمِ ثُمَّ بِالْجِيمِ، ومن وافقه من بعض رواة الموطأ
(1) تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 936 و937.
(2)
المعلم بفوائد مسلم 3/ 397، وإكمال المعلم بفوائد مسلم 8/ 586.
(3)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 120.
(4)
ينظر الموطأ برواية يحيى الليثي: كتاب البيوع، باب ما يكره من بيع التمر، الحديث رقم 1292، 2/ 623.
(5)
التاريخ الكبير 6/ 110.
(6)
التمهيد 20/ 53.
(7)
إكمال المعلم بفوائد مسلم 8/ 586.
...........................................................................................
ــ
أيضاً، وَما قَالَه اِبْن عَبْد الْبَرّ بِالْوَجْهَيْنِ، وَالْأَكْثَر بِالْمِيمِ ثُمَّ بِالْجِيمِ. وأكدَّ قَولَ الْقَاضِي:"فَإِذَا ثَبَتَ الْخِلَاف فِيهِ لَمْ يُحْكَم عَلَى أَحَد الْوَجْهَيْنِ بِالْخَطَأِ"(1).
وسبب هذا الخلاف في الروايتين واضح وبيِّن، ولم أجد أحد يذكره في كتب التراجم باسم عبد الحميد إلَاّ في كتابين: تاريخ أسماء الثقات (2)، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، وردَّه إلى عبد المجيد (3)، وقد استفاض في ذكره ابن عساكر (4)، أما في الأسانيد فقد ذكره كثيرون باسم عبد الحميد لم نذكرها إختصاراً، وسبق الإشارة إلى رواية يحيى الليثي في الموطأ، لكنها ليست عن هذا الحديث. ولم يروِ أحد هذا الحديث عن عبد الحميد إلَاّ ابن ماهان في نسخته.
وممن ذكره ـ كما وقع لمسلم من رواية المشارقة ـ النسائي (5)، والطبراني (6).
الخلاصة: كلاهما صواب؛ لأن الراوي اختلف في اسمه عند المحدثين فمنهم من يقول هو عبد الحميد، وآخرون يقولون عبد المجيد وهو الأكثر، وهو ما صرح به ابن عبد البر.
(1) ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 9/ 404.
(2)
تاريخ أسماء الثقات: (تأليف: ابن شاهين أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ت385هـ)، تحقيق: صبحي السامرائي، الدار السلفية - الكويت، ط 1، 1404 - 1984، 1/ 160.
(3)
ينظر التحفة اللطيفة: عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف في عبد المجيد 2/ 111.
(4)
تاريخ مدينة دمشق 36/ 473 ـ 478.
(5)
سنن النسائي الكبرى: كتاب التفسير، سورة النصر، الحديث رقم 11713، 6/ 525.
(6)
المعجم الأوسط: (تأليف: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ت360هـ)، تحقيق: طارق بن عوض الله ابن محمد ، عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، دار الحرمين - القاهرة، 1415هـ. الحديث رقم 7263، 7/ 199.