الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 -
كتاب الصيام
باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب
حدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج؛ وحدثني محمد بن رافع (واللفظ له) حدثنا عبد الرزاق بن همام أخبرنا ابن جريج أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر (1) قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقص يقول في قصصه من أدركه الفجر جنبا فلا يصم فذكرت ذلك لعبد الرحمن (2) بن الحارث (3)(لأبيه) فأنكر ذلك فانطلق عبد الرحمن وانطلقت معه حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما فسألهما عبد الرحمن عن ذلك قال فكلتاهما قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم قال فانطلقنا حتى دخلنا على مروان فذكر له ذلك عبد الرحمن فقال مروان عزمت عليك إلا ماذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول قال فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله قال فذكر له عبد الرحمن فقال أبو هريرة أهما قالتاه لك؟ قال: نعم. قال: هما أعلم ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن العباس فقال أبو هريرة: سمعت ذلك من الفضل ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك قلت لعبد الملك أقالتا في رمضان؟ قال كذلك كان يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم، 2/ 779.
(1) أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي أحد الفقهاء السبعة عن أبي هريرة وعائشة وعنه بنوه والزهري ولد زمن عمر وكف بآخره ويسمى الراهب شريف نبيل مات 94 الكاشف 2/ 411.
(2)
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو محمد المدني ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه وعمر وعثمان وعلي وأبي هريرة وأبي رافع وحفصة وعائشة وأم سلمة وذكوان مولى عائشة ونافع مولى أم سلمة وعنه أولاده أبو بكر وعكرمة والمغيرة وهشام بن عمر والفزاري وأبو قلابة الجرمي ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب والشعبي وآخرون قال العجلي مدني تابعي ثقة وقال الدارقطني مدني جليل يحتج به وقال الزبير أمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة وذكره بن سعد فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا قال الواقدي أحسبه كان بن عشر سنين حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في خلافة معاوية، تهذيب التهذيب 6/ 142.
(3)
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم وأسلم الحارث بن هشام يوم الفتح فلم يزل مقيما بمكة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج إلى الشام في خلافة أبي بكر الصديق فشهد فحل وأجنادين ومات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب، طبقات ابن سعد 5/ 444، تهذيب الكمال 5/ 294، تهذيب التهذيب 2/ 140، تقريب التهذيب 1/ 148.
................................................................................................
ــ
قال أبو علي الغساني (1): هكذا في النسخة عن الجلودي فذكرت ذلك
…
لعبد الرحمن بن الحارث لأبيه. وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان فذكر ذلك عبد الرحمن لأبيه والرواية الأولى هي الصواب، ومعناها: أن أبا بكر ذكره لأبيه عبد الرحمن، وجاء هذا من الراوي على معنى البيان، جعل قوله لأبي بدلاً بإعادة حرف الجر وتبييناً، كأنه لما قال: فذكرت ذلك لعبد الرحمن أراد أن يعلمك أن عبد الرحمن هو والد أبي بكر. ورواه حجاج عن ابن جريج: فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث فأنكره، ولم يقل لأبيه. وما وقع في نسخة أبي العلاء بن ماهان من قوله: فذكرذلك عبد الرحمن لأبيه خطأ لا معنى له، لأنه يؤدي إلى أن عبد الرحمن ذكره لأبيه الحارث ، وهذا لا يستقيم.
وذكر الإمام المازري (2) ما ذكره أبو علي الغساني.
قال القاضي عياض (3): في حديث أبي هريرة قول أبي بكر بن عبد الرحمن فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث لأبيه فأنكر ذلك كذا في الأصل عند الصدفي والخشني من شيوخنا ووقع عند التميمي فذكر ذلك عبد الرحمن ابن الحارث لأبيه وكذا عند ابن ماهان والسجزي وفي اصل العذري وهو وهم ونبه عليه في كتاب التميمي وصوابه الرواية الأولى وقائل ذلك هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث لعبد الرحمن بن الحارث أبيه فقوله لأبيه بدل من قوله لعبد الرحمن تفسير من قول غيره كأنه قال هو أبوه أو يكون فيه تقديم وتأخير فيصح على الرواية الأخرى أي فذكرت ذلك يعني لأبيه عبد الرحمن.
قال الإمام النووي (4): هكذا هو في جميع النسخ فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث لأبيه وهو صحيح مليح ومعناه ذكره أبو بكر لأبيه عبد الرحمن فقوله لأبيه
(1) تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 837.
(2)
المعلم بفوائد مسلم 2/ 52 وإكمال المعلم بفوائد مسلم 4/ 50.
(3)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 326.
(4)
شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 220.
................................................................................................
ــ
بدل من عبد الرحمن باعادة حرف الجر قال القاضي ووقع في رواية بن ماهان فذكر ذلك عبد الرحمن لأبيه وهذا غلط فاحش لأنه تصريح بأن الحارث والد عبد الرحمن هو المخاطب بذلك وهو باطل لأن هذه القصة كانت في ولاية مروان على المدينة في خلافة معاوية والحارث توفي في طاعون عمواس في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ثمان عشرة والله أعلم.
واكد الامام السيوطي ما قاله الامام النووي (1).
وحاصل الخلاف قوله:"لأبيه" توهم أن المتكلم هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث مع جده الحارث، وإنما المتكلم هو عبد الرحمن بن الحارث مع أبيه
…
عبد الرحمن بن الحارث، لأن أبا بكر لم يدرك جده الحارث، وتقدم ذكر زمن وفاة الحارث بن هشام بن المغيرة، وهذا ما رجحه الإمام النووي فقال:"هذه" القصة كانت في ولاية مروان على المدينة في خلافة معاوية، والحارث توفي في طاعون عمواس في خلافة عمر. وقال أبو علي الغساني:"وجاء هذا من الراوي على معنى البيان، جعل قوله لأبي بدلاً بإعادة حرف الجر وتبييناً، كأنه لما قال: فذكرت ذلك لعبد الرحمن أراد أن يعلمك أن عبد الرحمن هو والد أبي بكر".
أما عبارة ابن ماهان بإسقاط التاء من كلمة ذكرت وحرف الجر الأول قبل
…
عبد الرحمن فهو خطأ قال الإمام النووي: لأنه تصريح بأن الحارث والد
…
عبد الرحمن هو المخاطب، والصواب الأول. وأيد هذا القول الإمام السيوطي. وعلى الصواب أيضاً رواه البيهقي (2).
الخلاصة أن الوهم في رواية ابن ماهان والله أعلم.
(1) الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج 3/ 209.
(2)
سنن البيهقي: باللفظ نفسه ، كتاب الصيام، باب من أصبح جنباً في شهر رمضان، الحديث رقم 7786، 4/ 214.