الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 -
كتاب الإمارة
باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا مروان بن معاوية عن يحيى بن سعيد عن ذكوان بن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لولا أن رجالا من أمتي} وساق الحديث وقال فيه: {ولروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها} . 3/ 1500*.
ــ
= يبتعد كون يزيد يروي عن الحارث إلا أن أبا علي الغساني قال: قاله عبد الغني، يريد به ابن سعيد الأزدي، ولما كان الحديث في المصريين فعبد الغني أعرف به، وهذا ما يرجح الرواية بعن بكر بن عمرو لا بواو العطف، وانفرد مسلم بهذا الحديث، وذكره الحافظ المزي (1) من طريق يزيد بن أبي حبيب عن بكر بن عمرو عن الحارث بن يزيد الحضرمي
…
الحديث.
وخلاصة القول: أن رواية المشارقة هي أصوب إذ خلت من زيادة وبكر، والله أعلم.
* قال أبو علي الغساني: "وفي باب غدوة في سبيل الله أو روحة، عند مسلم: حدثنا ابن أبي عمر، قال: نا مروان بن معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن ذكوان بن أبي صالح، عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن رجالا من
…
أمتي
…
" وساق الحديث، وفيه: "لغدوة في سبيل الله أو روحة". في نسخة أبي العلاء بن ماهان: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا مروان بن معاوية. والصواب: ما تقدم أنه من رواية ابن أبي عمر، عن مروان، وهي رواية أبي أحمد الجلودي"(2).
وأيد الإمام المازري ما قاله أبو علي الغساني وزاد: جعل ابن أبي شيبة بدل ابن أبي عمر، والصواب: ما تقدم أنه من رواية ابن أبي عمر، وهي رواية الجلودي (3).
(1) تحفة الأشراف: تسلسله 11961، 11/ 138.
(2)
تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 887 و888.
(3)
المعلم بفوائد مسلم 3/ 62، وإكمال المعلم بفوائد مسلم 6/ 301 و302.
............................................................................................
ــ
وقال الإمام النووي: "هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع نُسَخ بِلَادنَا، وأيد فيها الإمام المازري كونها رِوَايَة الْجُلُودِيّ، قَالَ: وَوَقَعَ فِي نُسْخَة اِبْن مَاهَان: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا مَرْوَان، فَذَكَرَ اِبْن أَبِي شَيْبَة بَدَل اِبْن أَبِي عُمَر، وَالصَّوَاب الْأَوَّل"(1).
وقع هذا الإختلاف في روايتي المشارقة والمغاربة فيمن يروي هذا الحديث عن مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري، فجاء في رواية المشارقة ابن أبي عمر، وهو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وجاء في رواية المغاربة أبو بكر بن أبي شيبة، ولعل الخلاف ناتج عن: كون كل منهما يروي عن مروان بن معاوية، قال الحافظ المزي:"مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري أبو عبد الله الكوفي روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني"(2)، ولما كانا يرويان عن مروان بن معاوية، فلا يمنع أنْ يرويه كلّاً منهما فتكون كلا الروايتين صحيحتان، لكن قول الأئمة الصواب رواية ابن أبي عمر، لأن أبا بكر بن أبي شيبة لا يروي هذا الحديث عن مروان بن معاوية ورواه في مسنده (3): حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن الحكم عن ابن عباس، وحدثنا وكيع، نا سفيان، عن أبي حازم عن سهيل بن سعد الساعدي، والحديث الثاني هذا عند ابن أبي شيبة قدَّمه الإمام مسلم في صحيحيه على الذي قبله بلفظ "غدوة"، وعند ابن أبي شيبة بزيادة لام القسم "لغدوة"، وتفرد مسلم بسنده عن ابن أبي عمر عن مروان بن معاوية عن يحيى بن سعيد عن ذكوان بن أبي صالح عن أبي هريرة، ولم تذكر علة فيه.
وخلاصة القول: أن رواية ابن ماهان فيها الخطأ، والله أعلم.
(1) شرح النووي على صحيح مسلم6/ 360.
(2)
ينظر تهذيب الكمال 27/ 403 و404 و405.
(3)
كتاب فضل الجهاد، باب ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه، الحديث رقم 19303، 4/ 201، الحديث رقم 19304، 4/ 201.