الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
54 -
كتاب الزهد والرقائق
باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر
حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عباد (وتقاربا في لفظ الحديث)، والسياق لهارون قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله
…
صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف، وعلى أبي اليسر بردة ومعافري، وعلى غلامه بردة ومعافري فقال له أبي: يا عم إني أرى في وجهك سفعة من غضب. قال: أجل كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال، فأتيت أهله فسلمت، فقلت: ثم هو؟ قالوا: لا. فخرج عليَّ ابن له جفر فقلت له: أين أبوك؟ قال: سمع صوتك فدخل أريكة أمي. فقلت: اخرج إلي فقد علمت أين أنت! فخرج، فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني؟ قال: أنا والله أحدثك، ثم لا أكذبك، خشيت والله أن أحدثك فأكذبك، وأن أعدك فأخلفك، وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت والله معسرا. قال: قلت آلله؟ قال: الله. قلت: آلله؟ قال: الله. قلت: آلله؟ قال: الله. قال: فأتى بصحيفته فمحاها بيده فقال: إن وجدت قضاء فاقضني، وإلا أنت في حل، فأشهد بصر عيني هاتين (ووضع إصبعيه على عينيه)، وسمع أذني هاتين، ووعاه قلبي هذا (وأشار إلى مناط قلبه) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:{من أنظر معسرا، أو وضع عنه أظله الله في ظله} 4/ 2301.
ــ
* قال القاضي عياض: "فصل مشكل الأنساب الحزامي، حيث وقع فيها بكسر الحاء وفتح الزاي، منسوب إلى حكيم بن حزام، أو إلى أبيه، وليس فيها ما يشكل به إلا فروة بن نعامة (1)، ويقال: نفاثة الجذامي بالجيم والذال المعجمة، واختلف في كتاب مسلم في الذي في حديث جابر الطويل وأبي اليسر، وقوله: كان لي على فلان
(1) فروة بن نفاثة ويقال بن نباتة ويقال بن نعامة وهو بن عامر الجذامي، الإصابة في تمييز الصحابة 5/ 387. ولم تسعفنا المصادر بترجمته بأكثر مما ذكر الحافظ ابن جحر.
.............................................................................................
ــ
ابن فلان الحزامي. كذا للطبري مثل الأول، وعند ابن ماهان: الجذامي بضم الجيم وذال معجمة، وعند أكثر الرواة الحرامي بفتح الحاء والراء" (1).
وكذلك وقع في رواية ابن سفيان الحرامي، ومن الرواية نفسها، وقع لمسلم الجذامي في حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: "وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع
…
" (2).
وخلاصة القول: فهو إختلاف في نسبته، والمقصود به واحد، وذكرت هذا الحديث في الأسانيد، ولم يقع له في السند شيء، ولكن كونه اسم لشخص وليس فيه من إختلافات المعاني المترافة.
وجميع من ذكره في كتب الحديث ذكره بـ "الجذامي" إلَاّ ابن حبان فذكره بـ "الحزامي"(3)، وهو ليس حديث جابر الطويل وأبي اليسر، وإنما حديث العباس الذي ذكرته.
(1) مشارق الأنوار على صحاح الآثار1/ 226 و227.
(2)
صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، الحديث رقم 1775، 3/ 1398.
(3)
صحيح ابن حبان: كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين، الحديث رقم 7049، 15/ 523.