الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
كتاب الحيض
باب حكم ضفائر المغتسلة
وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر جميعا، عن ابن علية قال يحيى: أخبرنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن عبيد بن عمير قال: بلغ عائشة أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن، فقالت: يا عجبا لابن عمرو هذا، يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن، أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن، لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ولا أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات 1/ 260.
ــ
قال القاضي عياض: "قوله في غسل المرأة: "ثلاث إفراغات" كذا لهم، وعند ابن ماهان: "اغرافات"، وهو وهم"(1).
فرواية المغاربة اغرافات بإبدال محل العين بالفاء، ورواية المشارقة افراغات، وقول القاضي عن اغرافات بتقديم الغين:"وهم "؛ لأنه غير مستعمل، فان كان مهموز غرفات فهو غير معروف، وان كان بغير الهمز فهو جمع غرفة، فغرفات بضم الغين جمع غُرْفة، فهو الماء المغروف، وبالفتح المرَّة من الغَرْف، قاله ابن منظور (2)، وقال أبو منصور الهروي:"الغرفة ان يغرف الماء بكفه مجموعة الأصابع مرة واحدة هذا بفتح الغين، وأما الغُرفة بالضم فالماء المحمول بالكف"(3). ولعله أراد الإناء الذي يحمل به الغَرْفة قال ابن قتيبة الدينوري: "الغُرْفة والغَرْفة، وبلغني عن يونس انه قال: غَرَفت غَرْفة بالفتح إذا أردت المرة الواحدة وفي الإناء غُرْفة"(4).
(1) مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 133.
(2)
لسان العرب 9/ 263.
(3)
الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي، (تأليف: الهروي أبو منصور محمد بن احمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري ت307هـ)، تحقيق: محمد جبر الألفي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت، ط1، 1399هـ، 1/ 41.
(4)
غريب الحديث: (تأليف: الدينوري أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ت488هـ)، تحقيق: د. عبد الله الجبوري، مطبعة العاني - بغداد، ط1، 1397هـ، 1/ 413.
............................................................................................
ــ
اما الافراغة: فهي المرة الواحدة من الإفراغ، قال الزبيدي: "فََرَغَ عليه الماء: صَبّه، عن ثعلب وانشد:
فرغنا الهوى في القلب ثم سقينه
…
صُبابات ماء الحزن بالأعين النجلُ
والافراغة المرة الواحدة من الافراغ، ومنه الحديث (1):{كان يفرغ على راسه ثلاث افراغات} " (2).
وبين ابن الاثير في الحديث الذي ذكره صاحب تاج العروس: "افراغات جمع افراغة، وهي المرة الواحدة من الافراغ، يقال: افرغت الاناء افراغاً، وفرّغته تفريغاً إذا قلبت ما فيه"(3).
من خلال عرض معاني هذه الألفاظ يظهر ان من روى بالمعنى اغرافات أراد بدء الغرف، ومن روى بلفظ افراغات - وهو الأصل - أراد الانتهاء من تفريغ الغرف، ولهذا نبتعد عن القول بالوهم، ونقترب من القول بالرواية بالمعنى.
وممن رواه كما في رواية المشارقة ابن ماجه (4)، والإمام احمد (5)، وابن خزيمة (6)، والبيهقي (7)، وابن راهويه (8).
(1) مسند الإمام أحمد بن حنبل: مسند المكثرين من الصحابة، مسند جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ، الحديث رقم 14224، 3/ 298.
(2)
تاج العروس من جواهر القاموس 1/ 5689.
(3)
النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 835.
(4)
سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في غسل النساء من الجنابة، الحديث رقم 604، 1/ 198.
(5)
مسند الإمام احمد بن حنبل: باقي مسند الأنصار، حديث السيدة عائشة – رضي الله عنها، الحديث رقم 24206، 6/ 43.
(6)
صحيح ابن خزيمة: كتاب الوضوء، باب الرخصة في ترك المرأة نقض ضفائر رئسها من الجنابة، الحديث رقم 247، 1/ 123.
(7)
سنن البيهقي الكبرى: كتاب الطهارة، باب ترك المرأة نقض قرونها إذا علمت وصول الماء إلى أصول شعرها، الحديث رقم 824، 1/ 181.
(8)
مسند إسحاق بن راهويه: مسند إسحاق بن راهويه: (تأليف: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي)، تحقيق: د. عبد الغفور بن عبد الحق البلوشي، مكتبة الإيمان - المدينة المنورة، ط1، 1412هـ - 1991م، بقية أحاديث مشيخة عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث رقم 1773، 3/ 1024، والحديث رقم 1798، 3/ 1039.