الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33 -
كتاب الجهاد والسير
باب جواز قتال من نقض العهد وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حاكم عدل
أهل للحكم
وحدثنا علي بن الحسين بن سليمان الكوفي، حدثنا عبدة، عن هشام بهذا الإسناد نحوه، غير أنه قال: فانفجر من ليلته، فما زال يسيل حتى مات، وزاد في الحديث، قال: فذاك حين يقول الشاعر:
ألا يا سعدَ سعد بني معاذ
…
فما فعلت قريظة والنضير
لعمرك إن سعد بني معاذ
…
غداة تحملوا لهو الصبور
تركتم قدركم لا شيء فيها
…
وقدر القوم حامية تفور
وقد قال الكريم أبو حباب
…
أقيموا قينقاع ولا تسيروا
وقد كانوا ببلدتهم ثقالا
…
كما ثقلت بميطان الصخور 3/ 1389.
ــ
قال القاضي عياض: "ميطان المذكور في شعر بني قريظة في مسلم كذا هو بفتح الميم وسكون الياء باثنتين تحتها وطاء مهملة وآخره نون، وكذا ضبطناه عن أكثر الرواة، وكذا صوبه الجياني، وكذا ضبطه أبو عبيد البكري، وقال: هو من بلاد بني مزينة من بلاد الحجاز إلا أنه قيده بكسر الميم، وكذا رواه بعض رواة مسلم، وكان عند العذري منطار بنون أولا بعد الميم وآخره راء كذا قيدته عن بعض أصحابه، وعن غيره عنه ممطار بميمين، وكان عند ابن ماهان محيطان بحاء مهملة وكلاهما خطأ"(1).
قال الإمام النووي (2): "قَوْله: كَمَا ثَقُلَتْ بِمَيْطَانَ الصُّخُور، هُوَ اِسْم جَبَل مِنْ أَرْض أَجَازَ فِي دِيَار بَنِي مُزَيْنَةَ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْمِيم عَلَى الْمَشْهُور، وَقَالَ أَبُو عُبَيْد الْبَكْرِيّ وَجَمَاعَة: هُوَ بِكَسْرِهَا وَبَعْدهَا يَاء مُثَنَّاة مِنْ تَحْت وَآخِره نُون، هَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَشْهُور، وذكر قول القاضي في اختلاف الرواية".
(1) مشارق الأنوار على صحاح الآثار 1/ 394.
(2)
ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 6/ 219.
............................................................................................
ــ
قال السيوطي: "يميطان" بفتح الميم، وقيل بكسرها، ومثانة تحت، ونون آخره: جبل بديار بني مزينة، وروي بميطار بالراء، ولابن ماهان بحيطان
…
بالحاء بدل الميم، وذكر التصويب قول القاضي عياض للرواية الأولى - رواية
…
المشارقة - (1).
فرواية ابن ماهان حيطان، ورواية ابن سفيان ميطان.
أما الحيطان واحدها حائط، وهو السور جاء في لسان العرب: "والسُّورُ حائط المدينة مُذَكَّرٌ، وقول جرير يهجو ابن جُرْمُوز لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ المَدِينَةِ، والجِبالُ الخُشَّعُ
…
، والجمع أَسْوارٌ وسِيرَانٌ وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً، وتَسَوَّرْتُه إِذا عَلَوْتَهُ، وتَسَوَّرَ الحائطَ تَسَلَّقَه، وتَسَوَّرَ الحائط هجم مثل اللص
…
قال الله عز وجل: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} [الحديد: 13] والسُّور عند العرب حائط المدينة، وهو أَشرف الحيطان، وشبه الله تعالى الحائط الذي حجز بين أَهل النار وأَهل الجنة بأَشرف حائط عرفناه في الدنيا، وهو اسم واحد لشيء واحد" (2).
وميطان اسم جبل وهو احد جبال المدينة، قال ياقوت الحموي:"ميطان بفتح أوله وطاء مهملة وآخره نون من جبال المدينة مقابل الشوران به بئر ماء يقال له ضفة، وليس به شيء من النبات وهو لمزينة وسليم، وقد روى أهل المغرب غير ذلك وهو خطأ. له ذكر في صحيح مسلم، وقال معن بن أوس المزني وكان قد طلق امرأته ثم ندم: كأن لم يكن يا أم حقة قبل ذا بميطان مصطاف لنا ومرابع وإذ نحن في عصر الشباب وقد عسا بنا الآن إلا أن يعوض جازع"(3). والخلاصة: وهذا الذي يذكره ياقوت هو الفصل في بيان الرواية الأصوب، لأنه لا تناسب بين معنى حيطان وميطان. ولم أجد من شارك الإمام مسلم في رواية هذا الحديث.
(1) ينظر الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج 4/ 375.
(2)
بتصرف 4/ 384.
(3)
معجم البلدان: 5/ 243.