الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
العناية بالصحيح
المطلب الأول
نسخ صحيح مسلم المعتمدة المطبوعة
عند التتبع لطبعات صحيح مسلم وجدتها كثيرة بعضها عندي، والأكثر لم أطلع عليه، فسألت شيخي الدكتور محمد إبراهيم السامرائي ـ وهو المشرف على هذه الرسالة، فأحالني إلى بحث مكتوب ومنشور على موقع ملتقى أهل الحديث للباحث الدكتور عبد الرحمن السديس، فوجدته أكثر فائدة في تضمين بعضه هنا، قال الدكتورعبد الر حمن السديس: لصحيح مسلم طبعات كثيرة جدا قديمة، وحديثة فمن الطبعات القديمة:
طبع بكلكته عام 1265هـ، ثم في بولاق عام 1290هـ، ثم في دهلي 1319هـ، والآستانة 1320هـ، ثم في المطبعة الميمنية عام 1327هـ، ثم في القاهرة 1329هـ، ثم مرة أخرى في بولاق 1329هـ، ثم في الآستانة في المطبعة العامرة عام 1334هـ، ثم في بولاق مرة ثالثة 1344هـ، ثم في القاهرة
…
مطبعة البابي الحلبي عام 1348هـ (1)، ثم طبع بتحقيق محمد فواد عبد الباقي عام 1374هـ، في دار إحياء الكتب العربية، ثم في القاهرة في مطبعة محمد علي صبيح عام 1380هـ (2).
وطبع طبعات حديثة كثيرة مفردة، ومع الشروح منها: طبعة دار المعرفة مع شرح النووي بتحقيق خليل مأمون شيحا، وطبعة بيت الأفكار الدولية بعناية أبي صهيب الكرمي في مجلد، وطبعة دار السلام في مجلد، ودار المغني في مجلد (3).
وأفضل هذه الطبعات:
1 -
الطبعة التركية في المطبعة العامرة في أربعة مجلدات كبار، وهي مقسمة إلى ثمانية أجزاء، وكان طبعها في تركيا عام 1334هـ جاء في آخرها مصححا،
(1) ينظر تاريخ الأدب العربي 3/ 180.
(2)
ينظر تاريخ التراث العربي 1/ 264.
(3)
ينظرالتعريف بالإمام مسلم وصحيحه ص 46و47.
ومحشى بقلم: محمد شكري الأنقروي، بعد تصحيح مصححي المطبعة العامرة بمقابلات مكررة على عدة نسخ معتمدة معتبرة، وهما: أحمد رفعت بن عثمان حلمي، والحاج محمد عزت بن محمد عثمان، جاء على طرتها: مصححة ومقابلة على عدة مخطوطات، ونسخ معتمدة.
وهي مضبوطة بالشكل، وفي نهاية كل جزء تصحيح للأخطاء إن وجدت، ولو بالحركات، وفي جوانب النسخة نقلوا تبويبات النووي، ولهم حواشي، وتعليقات، وإشارات إلى فروق النسخ ويعقبونها بـ" نخـ" يعني في نسخة، وضبط لبعض الألفاظ بالحروف .. وهذه النسخة قد نالت إعجاب العلماء، وبلغت عندهم مبلغا عظيما.
وصورت هذه الطبعة عدة مرات في دار المعرفة، والجيل، والفكر ..
2 -
طبعة مع شرح النووي في حاشية إرشاد الساري المطبوعة في المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر، فهذه الطبعة نفيسة مصححة اعتنى بها الشيخ المحقق محمد الحسيني إلا أن القراءة فيها عسرة، ومتعبة، فمن تشق عليه القراءة فيها، يمكنه الاستفادة منها عند الشك، والاشتباه.
3 -
طبعة مع شرح الأُبي المسمى "إكمال إكمال المعلم" المطبوع في مطبعة السعادة بمصر عام 1328هـ، وهي كالتي قبلها في الحاشية، وصححها ابن الشيخ حسن الفيومي إبراهيم.
وهاتين الطبعتين لم يضبط فيهما متن الصحيح بالحركات، والقراءة فيهما متعبة، وشاقة، وهي غير مخدومة بترقيم، ولا فهارس تفصيلية ـ حسب علمي ـ، ويندر من يعزو إليهما.
لكن ميزتها الإتقان فالقائمون عليهما ممن لهم عناية فائقة بالكتب، ومراجعتها، وتصحيحها قبل نزولها للأسواق، وقد أثنى عليها بعض أهل العلم، وعُرف بالتجربة إتقانها.
4 -
طبعة خليل مأمون شيحا في دار المعرفة مع شرح [صحيح] مسلم ـ إن كان وَفَى بما وعد، فإني لم أبلوها ـ فقد ذكر في المقدمة أنه اعتمد مع النسخ الخطية
على الطبعات الثلاث التي قدمتُها، وزاد على ذلك المقابلة على تحفة الأشراف، وقد ذكر تحت كل حديث من أخرجه من أصحاب الكتب الستة، ويعزو إلى اسم الكتاب، واسم الباب، ورقم الحديث، ويذكر رقمه في تحفة الأشراف، وهذه مزية لهذه النسخة، وهي أيضا مضبوطة بالشكل، ويشير إلى فروق نسخته في الحاشية على ما في المخطوط، أو المطبوع، وأيضا قد جعلها المحقق قابلة للنظر لمن أراد التخريج من المعجم المفهرس، أو تحفة الأشراف فقد ذكر في أعلى كل صفحة من الجانب الأيمن ما يوافق عزو المعجم المفهرس بالحروف والأرقام، وفي الجانب الأيسر ما يوافق تحفة الأشراف كذلك، إلا أنه جعل الترقيم بحسب الأسانيد؛ فخالف بذلك الترقيم المعتمد الذي عمله محمد فؤاد
…
عبد الباقي والذي يعزو إلى ترقيمه كثير من العلماء، والباحثين، فهي متعبة من هذه الناحية، وقد خدمها بمجلد فيه فهارس تفصيلية مفيدة.
5 -
ومن أشهر الطبعات، وأكثرها انتشارا، وتداولا بين الناس، والتي اعتُمِد ترقيمها، ويوافقها العزو في المعجم المفهرس، ومفتاح كنوز السنة، وتحفة الأشراف ـ مع اختلاف في بعض المواضع بسبب اختلافهم في تسمية الكتب ـ، واعتمد عليها معظم الباحثين في العزو إلى أرقامها، واعتمد عليها معظم من طبع الصحيح بعدها، وهي الطبعة التي حققها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ومن ميزات هذه الطبعة مع ما تقدم ذكره:
أنها مضبوطة بالشكل، ومصفوفة صفا جميلا في أربعة مجلدات، والمجلد الخامس فهارس تفصيلية كثيرة، ومتنوعة، ومن ميزاتها أيضا: أن فيها نقولا فقهية، وشرحاً للغريب، وبياناً للمعاني، وترقيماً للكتب، والأبواب، والأحاديث بطريقة مبتكرة بحيث يجعل رقماً عاماً لغير المكرر، ورقماً خاصاً لكل كتاب بعد الرقم العام .. ، ويُخْلي المكرر من الترقيم.
وجاء في الصفحة التي تلي الغلاف: وقف على طبعه، وتحقيق نصوصه، وتصحيح، وترقيم، وعد كتبه، وأبوابه، وأحاديثه، وعلق عليه ملخص شرح النووي، مع زيادات عن أئمة اللغة محمد فؤاد عبد الباقي.
الملاحظات على هذه الطبعة:
لم يبين هل أخذ المتن من المطبوعات السابقة، أو اعتمد على أصول خطية، أو جمع بينهما
…
فلا يُدرى من أين اعتمد على عمله.
ومن الملاحظات: إدخاله تبويب النووي في صلب الكتاب من غير بيان، مما جعل كثيرا من الناس، بل طلبة العلم يظن أن التبويب لمسلم، فكم قيل: وبوب عليه مسلم في صحيحه بقوله:
…
الخ!.
وهذا الإدخال خطأ، فلو أنه رحمه الله فعل كما فعل أصحاب الطبعة العامرة من جعل التبويب بالهامش لكان حسنا.
6 -
الطبعات ذات المجلد الواحد كطبعة أبي صهيب الكرمي، وأظنها أول الطبعات التي صدرت في مجلد واحد فقد ذكر المحقق ص9: أنه أخذها من طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ووصفها بأنها أفضل النسخ، وأدقها!!
…
وتعد هذه النسخة موثقة موثوق بها قل أن يرد فيها الوهم، وقد صححنا الأخطاء الواردة فيها، وأتممنا السقط في بعض المواضع التي سقط منها كلمات سهوا، وأزلنا الإشكال في بعض الأسانيد إذا أوهمت الخطأ فيها، أو جاءت على وجه يشكل فيه الفهم، ونسبة هذا في نسخة عبد الباقي قليل. كما أننا صححنا النسخة من الأخطاء المطبعية كلمات، وأرقاما، وأتينا بها على وجهها. اهـ.
قلتُ: وصفه لها بأنها أصح النسخ فيه نظر، وليته كلف نفسه بالنظر في الطبعات القديمة، والنسخ الخطية .. وقوله إنه صحح الأخطاء
…
دعوى فقد فاقت نسخته أخطاء التي ذكر، إلا أن يكون صححها من حفظه!.
وألْحَق بنسخته كتاب العلل لابن عمار، وصيانة مسلم، وفهارس لمسانيد الصحابة، ولأطراف الأحاديث، وللكتب والأبواب، وربط تخريج الأحاديث مع البخاري.
يقع الكتاب في 1473 صحيفة كتبت بخط صغير في كل صفحة عامودين طولا، والكتاب ثقيل حمله، صغير خطه، قليل ضبطه (1).
(1) التعريف بالإمام مسلم وصحيحه ص47.
طبعة دار ابن الهيثم
بين أيدينا طبعة لصحيح مسلم طبعت بمطبعة دار ابن الهيثم في القاهرة، عام 1422هـ - 2001م في مجلد واحد مكتوب في واجهتها: طبعة جديدة ومصححة، وملونة في مجلد واحد - وهي بلونين الأسود والأحمر - لم يذكر لها محقق أو مصحح.
عرَّفت هذه الدار بالإمام مسلم ـ اسمه كنيته مولده نشأته رحلاته مشايخه تلاميذ رأي العلماء فيه مؤلفاته.
وتصدّر الصحيح مقدمة الإمام مسلم في خمس عشرة صفحة في كل صفحة حقلين على طول الصفحة وكل جهة تحتوي 27 سطراً وهذا حال كل الكتاب ثم يبدأ الصحيح وفق كتب وأبواب حسب ما موجود في صحيح مسلم، وفي آخر صفحة منه مكتوب:"انتهى متن صحيح مسلم ويتبعه إن شاء الله تعالى فهارس متنوعة". وهذه الفهارس هي:
فهرس الآيات القرآنية، فهرس الأحاديث، فهرس أسماء كتب الصحيح، فهرس موضوعات الكتاب. ثم ختمت بما ستصدره هذه الدار من موضوعات وعدد صفحات الكتاب 889 صفحة.
وهي نسخة مضبوطة الشكل ومرقمة حسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي وعدد الأحاديث فيها 3033حديثاً، وحروفها صغيرة جداً.
وقد قارنت هذه الطبعة مع طبعة وتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي فجاءت مطابقة.
هذا وفي ختام هذا المطلب لا بد إلى الإشارة إلى أنه لم نجد لصحيح مسلم نسخة مطبوعة بغير رواية ابن سفيان، وهناك نسخ أخرى مخطوطة لم يشرق عليها النور، وهي في غاية الإتقان كنسخة القلانسي، وابن ماهان، وابن خير الأشبيلي، وغيرها.
النسخ المخطوطة:
أعظم أصل مخطوط لصحيح لمسلم
قال الكتاني: "وبمكتبة القرويين بفاس ـ إلى الآن ـ نسخته [ابن خير] من صحيح مسلم التي قابلها مراراً، وسمع فيها، وأسمع بحيث يعد أعظم أصل موجود من صحيح مسلم في أفريقية، وهو بخط الشيخ الأديب الكاتب أبي القاسم
…
عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر الأموي الإشبيلي المالكي فرغ منه سنة 573هـ، وعلق عليه بخط المترجم أنه عارضه بأصول ثلاثة معارضة بنسخة الحافظ أبي علي الجياني شيخ عياض، وغيره من الأعلام، وكتب المترجم بهامشه كثيراً من
…
الطرر، والفوائد، والشرح لغريب ألفاظه، وشروح بعض معانيه وفرغ من ذلك سنة 573هـ أيضا" (1).
وذكر السديس: قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيق اسمي الصحيحين ص44 ـ معلقاً على كلام الكتاني ـ:
قد تحفظ، وتطلق شيخنا عبد الحي رحمه الله في قوله عن نسخة ابن خير من صحيح مسلم إنها (أعظم أصل موجود في أفريقية) بل أظن أنها أعظمُ أصلٍ مطلقاً الآن لكتاب مسلم. اهـ.
قلتُ: قد رأيتُ صورة لهذه النسخة مع الشيخ علي العمران، لكن فيها مواضع تصويرها غير واضح انتهى (2).
وعند الباحث نسخة منها حصلنا عليها مؤخراً.
(1) فهرس الفهارس والاثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمساسلات: (تأليف: عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني)، تحقيق: د. إحسان عباس، دار الغرب الاسلامي، بيروت، لبنان،
…
ط2،1402هـ ـ1982م 1/ 385.
(2)
التعريف بالإمام مسلم وصحيحه ص45ـ46.
المكتبات الإلكترونية
وفي عصرنا ظهرت المكتبات الإلكترونية على الـ "ويب"، والأقراص الليزرية، وقد اطلعت على بعضها، وهي:
أ- المكتبة الوقفية وفيها صحيح مسلم مصور ضوئياً بصيغة (pdf) ، وفيها صحيح مسلم بخزانة المكنز الإسلامي، والطبعات المفردة، والمقترنة بالشروح لأكثر من مؤلف، وهي موافقة للمطبوع، وجزى الله العاملين عليها كل خير.
ب- ومن الجهود الكبيرة المبذولة في خدمة العلوم الشرعية مكتبات البحث الإلكتروني وهي:
1 -
المكتبة الشاملة بالإصدارين الأول والثاني - وبخصوص صحيح مسلم - فالإصدار الأول على طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، ويكثر فيها الأخطاء المطبعية، والسقط في الأسانيد، والمتون بل يسقط منها أحاديث برمتها وطبعة صحيح مسلم مع شرح النووي وهي أقل منها سقطاً.
أما الإصدار الثاني فلا يعرف أي طبعة اعتمدوها اما الطبعة مع شرح النووي على صحيح مسلم فهي مضبوطة بالشكل، ويسقط منها بعض صفحات الشروح.
2 -
الجامع الكبير لكتب التراث العربي والإسلامي: وهي أوثق من سابقتيها إلا أن ترقيم الأحاديث لا يوافق المطبوع.
3 -
مكتبة جامع الحديث النبوي، وقد بذل القائمون عليها جهوداً مشكورة، إلا أنها لم تأت منضبطة وفق رواية ابن سفيان وفيها خلط في المتون مع بعض ما وقع لابن ماهان، وهذا يعني عدم وجود متخصصين في ضبطه.
وهناك غير هذه المكتبات مثل المكتبة الألفية، والكتب التسعة، وموسوعة تبارك الإسلامية وأغلبها للنشر الحاسوبي غير موافق للمطبوع. وغيرها.
ونصيحتي للباحثين في هذه المكتبات أن يطابقون ما فيها مع المطبوع ليسلموا من المآخذ التي عليها، ويكون استخدامهم لها لغرض التسريع في البحث.