الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 -
كتاب صلاة المسافرين وقصرها
باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر
وحدثني أبو الطاهر وعمرو بن سواد قالا أخبرنا ابن وهب حدثني جابر بن إسماعيل عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا عجل عليه السفر يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق 1/ 489.
ــ
قال أبو علي الغساني: قال مسلم: حدثني أبو الطاهر وعمرو بن سواد قالا أخبرنا ابن وهب حدثني جابر بن إسماعيل (1) عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا عجل به السير (2) يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر. هكذا روي هذا الاسناد مجوداً، وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان:"أخبرنا ابن وهب، حدثني إسماعيل، عن عقيل". وهذا وهم، إنما هو جابر بن إسماعيل، شيخ لابن وهب، مصري. ووقع في بعض النسخ أيضاً:"ابن وهب عن حاتم بن إسماعيل"(3)
(1) جابر بن إسماعيل الحضرمي أبو عباد المصري روى عن حيي بن عبد الله المعافري وعقيل بن خالد الأيلي روى عنه عبد الله بن وهب ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات روى له البخاري في الأدب والباقون سوى الترمذي تهذيب الكمال 4/ 434، قال البخاري يعد في المصريين ينظر التاريخ الكبير 2/ 203، الجرح والتعديل 2/ 501، وينظر الكاشف 1/ 287، وفي تقريب التهذيب مقبول من الثامنة 1/ 136.
(2)
حديث إذا عجل به السير ليس هذا إسناده، وإنما في الحديث الذي قبله عند ابن ماهان من طريق يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع، عن ابن عمر
…
إكمال المعلم بفوائد مسلم باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر، الحديث رقم 42 ـ (703)، 3/ 30 و32. وعبارة محقق كتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 820، جاءت عن هذا الحديث الذي لا وهم فيه، وجاء بشاهد، وهو قول الإمام النووي: هكذا هو في الأصول: "عجل عليه" وهو بمعنى"عجل به" في الروايات الباقية، شرح النووي على صحيح مسلم 5/ 215، وإنما هي تخص الحديث الثاني - وهو ما نحن بصدده - ولا علاقة بينهما، ولم يشر أحد ممن سبق إلى موضع هذا الخلاف، ووقع كلام أبي علي الغساني على الحديث قبله، وليس هو الموضوع المقصود.
(3)
حاتم بن إسماعيل المدني أبو إسماعيل الحارثي مولاهم روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن أبي عبيد وهشام بن عروة والجعيد بن عبد الرحمن وأبي صخر الخراط وأفلح بن حميد وبشر بن رافع وخثيم بن عراك وأبي واقد صالح بن محمد بن زائدة ومحمد بن يوسف بن أخت النمر ومعاوية بن أبي مزرد وموسى بن عقبة وشريك بن عبد الله القاضي وغيرهم 2/ 110، = = وينظر التاريخ الكبير2/ 77. وفي تقريب التهذيب صحيح الكتاب صدوق يهم من الثامنة مات سنة ست أو سبع وثمانين ، وغيرها.
............................................................................................
ــ
وليس بشيء (1).
وأيد الامام المازري ما قاله أبو علي الغساني (2).
وقال القاضي عياض: وفي باب الجمع بين الصلاتين في حديث أنس نا ابن وهب نا حاتم بن إسماعيل كذا للجلودي وعند ابن ماهان نا إسماعيل وكلاهما وهم ولم تختلف النسخ في هذا إلا أن في بعضها مصلحا نا جابر بن إسماعيل وكذا كان في كتاب شيخنا القاضي التميمي وهو الصواب وكذا أصلحه الجياني وكذا ذكره الدمشقي وهو عند أبي داود (3) والنسائي (4) وكان في كتاب ابن أبي جعفر نا ابن إسماعيل دون اسم فحذف الاسم للوهم المتقدم فيه والله أعلم (5).
ثم قال القاضي: وروايتنا فيه من طريق الجلودي: حاتم بن إسماعيل، ومن طريق ابن ماهان: إسماعيل، كذا عند جميع شيوخنا عن العذري، والسمرقندي وابن الحذاء وسائر رواة الجلودي، وابن ماهان، إلا أنه في كتاب شيخنا القاضي التميمي رواية ابن الحذاء بخط ابن العسال عن جابر بن إسماعيل بغير خلاف على الصواب، وفي كتاب شيخنا أبي محمد الخشني: حدثنا ابن إسماعيل، دون
…
اسم، فطرح الاسم لأجل الوهم وأبقى النسب الصحيح ليسلم من الوهم في اسم ابن إسماعيل، والصواب جابر وكذا صوبه الجياني، وأبو علي الحافظ وكذا ذكره الدمشقي، وأبو داود والنسائي في حديث ابن شهاب، وقال البخاري (6): جابر بن
(1) تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 820.
(2)
المعلم بفوائد مسلم 1/ 447، وإكمال المعلم بفوائد مسلم 3/ 38.
(3)
سنن أبي داود: كتاب الصلاة ، باب الجمع بين الصلاتين الحديث رقم 1217 ، 1/ 388.
(4)
سنن النسائي: كتاب المواقيت باب الوقت الذي يجمع فيه المسافر بين المغرب والعشاء الحديث رقم 594 و595 و 596، 1/ 287 وباب الحال التي يجمع فيها بين الصلاتين الحديث رقم 598 و599 و600، 1/ 289.
(5)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار 1/ 172.
(6)
ينظر التاريخ الكبير 2/ 203.
..........................................................................................
ــ
إسماعيل يعد في المصريين عن عقيل، روى عنه ابن وهب (1).
وقال الامام النووي: وقوله (أي مسلم) حدثني أبو الطاهر وعمرو بن سواد قالا أخبرنا بن وهب قال حدثني جابر بن إسماعيل عن عقيل هكذا ضبطناه ووقع في رواياتنا وروايات اهل بلادنا جابر بن إسماعيل بالجيم والباء الموحدة ووقع في بعض نسخ بلادنا حاتم بن إسماعيل وكذا وقع لبعض رواة المغاربة وهو غلط والصواب باتفاقهم جابر بالجيم وهو جابر بن إسماعيل الحضرمي المصري قوله في هذه الرواية إذا عجل عليه السفر هكذا هو في الأصول عجل عليه وهو بمعنى عجل به في الروايات الباقية (2).
فالروايات وَرَدَت بإسقاط جابر ولربما كان لفظ - ابن إسماعيل - يُعهد به إلى جابر بن إسماعيل لذا وجد لفظ "ابن إسماعيل" في بعض النسخ، ومنها أسقطت لفظة "ابن" أو جاء الخطأ بلفظ حاتم بدلاً من جابر وكل منهما ابن إسماعيل، قال: أبو علي الغساني، والإمام المازري (3) جابر بن إسماعيل مصري شيخ لابن وهب. وقد ذكر بعض مؤلفي كتب التراجم (4) أن ابن وهب يروي عن جابر بن إسماعيل وهما مصريان، ولم أجد من يقول ابن وهب عن حاتم إلا بالإشارة وهو ما كنى البعض (5) به "وخلق كثير" أو "وغيرهم"، وحاتم بن إسماعيل مدني أصله كوفي (6)،
…
وابن وهب رحل إلى المدينة وسمع الإمامَ مالكَ من سنة 148هـ حتى وفاته (7)، ومن المعلوم وفاة الإمام مالك سنة 179هـ، ووفاة حاتم بن إسماعيل سنة 186 أو
(1) إكمال المعلم بفوائد مسلم 3/ 38 و39.
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم 5/ 215.
(3)
مصدران سابقان.
(4)
الثقات 8/ 163 و346، والجرح والتعديل 2/ 501 و5/ 189، تقريب التهذيب 1/ 136 و328، وغيرها.
(5)
تذكرة الحفاظ 1/ 304، وتهذيب التهذيب 6/ 65، وغيرها.
(6)
مصدر السابق 6/ 65.
(7)
ينظر الطبقات الكبرى: (تأليف: محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله البصري الزهري، دار صادر - بيروت) 6/ 66.
..........................................................................................
ــ
187 -
هـ (1)، ووفاة عبد الله بن وهب سنة 197هـ (2)، وقيل قبل ذلك، فَهُما متعاصران وإمكان اللقاء والسماع بينهما قريب جداً، بل وجدت في شرح معاني الآثار للإمام الطحاوي ابن وهب، عن حاتم، عن عيسى بن أبي عيسى (3)، والأخيران كوفيان رحلا إلى المدينة وماتا فيها، وتتبعت هذا السند فوجدت حاتم هو ابن إسماعيل، وهي الرواية الوحيدة التي رويت عن ابن وهب، عن حاتم، والله أعلم، فلا يمنع أنْ يكون هذا الحديث مروي من طريق أخر، وهو ما وجد عند البعض، وعلى الرغم من أن جابر وحاتم كلاهما روى عنهما ابن وهب إلا أن ما جاء عند البخاري (4)، وابو داود (5)، والترمذي (6) والنسائي (7) يجعل يجعل رواية جابر هي الصواب.
(1) تهذيب التهذيب 2/ 110.
(2)
الكاشف 1/ 606.
(3)
كتاب الكراهة، باب استقبال القبلة بالفروج للغائط والبول الحديث رقم 6118، 4/ 236.
(4)
صحيح البخاري: أبواب تقصير الصلاة باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء الحديث رقم 1055 ، 1/ 373، وأبواب العمرة، باب المسافر إذا جد به السير يعجل إلى أهله الحديث رقم 1711 ، 2/ 639 ، وكتاب الجهاد والسير باب السرعة في السير الحديث رقم 2838 ، 3/ 1093.
(5)
سبق تخريج الحديث.
(6)
سنن الترمذي: أبواب السفر، باب [ما جاء] في الجمع بين الصلاتين الحديث رقم 555 ، 2/ 441.
(7)
سبق تخريج الحديث ايضاً.