الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
49 -
كتاب الفتن وأشراط الساعة
باب ذكر ابن صياد
حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، أخبرني ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أخبره أن عبد الله بن عمر، أخبره أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قِبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد:{أتشهد أني رسول الله} ؟ فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: {آمنت بالله وبرسله} ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ماذا ترى؟} قال ابن صياد، يأتيني صادق وكذاب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:{خلط عليك الأمر} ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إني قد خبأت لك خبيئا} فقال ابن صياد: هو الدخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:{اخسأ فلن تعدو قدرك} فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إن يكن هو فلن تُسلط عليه وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله} 4/ 2244.
ــ
قال أبو علي الغساني: "وفي قصة ابن صياد الدجال، عند مسلم: حدثنا حرملة بن يحيى، قال أنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن سالم بن عبد الله أخبره: أن عبد الله بن عمر أخبره: أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قِبَلَ ابن صيَّاد، الحديث. وقع هذا الإسناد في رواية أبي العلاء بن ماهان منقطعاً، ذكره عن الزهري عن سالم أن عمر بن الخطاب. لم يذكر فيه: عبد الله بن عمر، والصواب قول من أسنده"(1).
وذكر ذلك الإمام المازري فقال: "وقع هذا الإسناد في روايتنا عن ابن ماهان منقطعاً فقال عن الزهري عن سالم؛ أن عمر بن الخطاب. لم يذكر فيه عبد الله بن
(1) تقييد المهمل وتمييز المشكل 3/ 933 و934.
................................................................................................
ــ
عمر، والصواب قول من أسنده" (1).
وقال القاضي عياض: "وفي باب خبر ابن صياد في حديث حرملة أن سالم بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عمر أخبره أن عمر بن الخطاب انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم كذا لكافتهم وسقط عند ابن ماهان ابن (2) عبد الله بن عمر والصواب ثبوته"(3).
وقال الإمام النووي: "قَوْله فِي رِوَايَة حَرْمَلَة عَنْ اِبْن وَهْب عَنْ يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ سَالِم عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّ عُمَر اِنْطَلَقَ. هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ، وَذكر الإمام النووي ما ذكره القاضي عياض أَنَّهُ سَقَطَ فِي نُسْخَة اِبْن مَاهَان ذَكَرَ اِبْن عُمَر، وَصَارَ عِنْده مُنْقَطِعًا. قَالَ هُوَ وَغَيْره: وَالصَّوَاب رِوَايَة الْجُمْهُور مُتَّصِلًا بِذِكْرِ اِبْن عُمَر"(4).
ذكر الحافظ المزي (5) وغيره: وقال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه أصح الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه، وهذا السند جاء في رواية المشارقة لهذا الحديث وهو عند المشارقة والمغاربة في غيره، أما وصف العلماء لهذا الحديث بالإنقطاع في رواية المغاربة. ذلك أنه ليس نتيجة سقط في السند وإنما نتيجة إرسال فسالم بن عبد الله عن جده عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرسل ذكر ذلك أبو سعيد خليل بن كيكلدي
فقال: "سالم بن عبد الله بن عمر ذكر أبو زرعة أن حديثه عن أبي بكر الصديق وعن جده عمر بن الخطاب رضي الله عنهما مرسل وهذا لا ريب فيه"(6).
الخلاصة: وهذه قرينة تدل على تعدد مجالس سماع هذا الحديث من الإمام
(1) المعلم بفوائد مسلم 3/ 375، وإكمال المعلم بفوائد مسلم 8/ 473.
(2)
لفظة ابن زائدة لأنها تجعل سالم هو السقط في السند، وإنما السقط في السند أبيه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
(3)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 351.
(4)
ينظر شرح النووي على صحيح مسلم9/ 319.
(5)
تهذيب الكمال 10/ 152.
(6)
جامع التحصيل في أحكام المراسيل: (تأليف: العلائي أبو سعيد خليل بن كيكلدي ت 761هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، عالم الكتب - بيروت، ط 2، 1407هـ - 1986م، 1/ 180.
......................................................................................
ــ
مسلم؛ وأن له طرقاً منها هذه الطريق التي أرسل فيها سالم عن جده دون ذكر أبيه مرة، وأخرى بذكر أبيه وجده، وثالثة دون ذكر جده، بل رفعه أبوه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي عند البخاري (1).
وممن ذكرالحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر عمر بن الخطاب في السند الإمام مسلم (2) في المتابعة في الكتاب والباب
…
أنفسهما، وكذلك أبو داود (3)، والترمذي (4)، والإمام أحمد (5)، وعبد الرزاق (6)، وخرج ابن حبان (7) هذا الحديث على شرط مسلم، ورواه الطبراني (8).
(1) صحيح البخاري: كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام، الحديث رقم 1289، 1/ 454، وكتاب الجهاد والسير، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي، الحديث رقم 2890، 3/ 1112.
(2)
الحديث رقم 97، 4/ 2244.
(3)
سنن ابي داود: كتاب الملاحم، باب في خبر ابن صائد، الحديث رقم 97، 4/ 2244.
(4)
سنن الترمذي: كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في ذكر ابن صائد، الحديث رقم 2249، 4/ 519.
(5)
مسند الامام احمد بن حنبل، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب
…
رضي الله عنهما الحديث رقم 6360، 2/ 148.
(6)
مصنف عبد الرزاق: كتاب الجامع
…
، باب الدجال، الحديث رقم 20817، 11/ 389.
(7)
صحيح ابن حبان: كتاب التاريخ، باب إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث، الحديث رقم 6785، 15/ 187.
(8)
مسند الشاميين، من فضائل شعيب بن أبي حمزة واسم أبي حمزة دينار، شعيب عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر، الحديث رقم 3146، 4/ 226.