الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
22 -
كتاب الرضاع
باب استحباب نكاح البكر
حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا هشيم، عن سيار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزاة، فلما أقبلنا تعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل، فالتفت فإذا أنا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال:(ما يعجلك يا جابر)؟!، قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس، فقال:(أبكرا تزوجتها أم ثيبا)؟، قال: قلت: بل ثيبا، قال:(هلا جارية تلاعبها وتلاعبك)؟، قال: فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل، فقال:(أمهلوا حتى ندخل ليلا ـ أي عشاء ـ كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة)، قال: وقال: (إذا قدمت فالكيس الكيس) 2/ 1086*.
ــ
=
…
فلا يَدْخُلَنَّ الدَّهْرَ قَبرَكَ حَوْبَةٌ
…
يَقُومُ بها يَوماً عَليْكَ حَسيبُ (1)
وقال آخر:
صَبْراً بَغِيض بنَ رَيْثٍ انَّها رَحِمٌ
…
حُبْتُمْ بها فأَناخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ (2)
وأما الخوف فلا أرى داع إلى إشارة في مصدر فهو ظاهر المعنى.
وانفرد الإمام مسلم بهذا الحديث بالألفاظ كلها.
* قال القاضي عياض: "قوله في حديث جابر:"فلما أقبلنا تعجلت على بعير لي قطوف"، كذا هو لابن الحذاء [يعني عن ابن ماهان] في حديث مسلم، عن يحيى ابن يحيى، ولغيره أقفلنا وصوابه قفلنا"(3).
وقال أيضاً: "قوله: "فلما أقفلنا"، كذا لابن ماهان، ولابن سفيان: "أقبلنا"،
(1) البيت للمخبل السعدي وهو في الأمالي في لغة العرب: (تأليف: القالي أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي ت356هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1398هـ 1978م، 1/ 254، وينظر المحكم والمحيط الأعظم 2/ 104.
(2)
أمثال العرب: (الضبي المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم ت168هـ)، إحسان عباس، دار الرائد العربي، بيروت - لبنان، ط1، 1401هـ ـ 1981م، ص102، وقد نسب المفضل الضبي البيت إلى نُهَيْكة بن الحارث الفزاري والصواب أنه للنابغة الذبياني، ديوان النابغة الذبياني ص109، رجح ذلك الدكتور محمود عيدان أحمد.
(3)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 170.
............................................................................................
ــ
ووجه الكلام:"قفلنا" ثلاثي، يقال: قفل الجيش والرفقة، وأقفلهم الأمير وقفلهم أيضاً، قيل: لعله"قفلنا"، وقد يحتمل على الرواية أن يكون "أقفلنا" بفتح اللام، أي أقفلنا النبي ـ عليه السلام ـ المذكور قبل، وأقفلنا على ما لم يسم فاعله، أو يكون: أقفل بعضنا بعضاً بأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك" (1).
قال الإمام النووي: "قَوْله: (فَلَمَّا أَقْبَلْنَا تَعَجَّلَتْ)، هَكَذَا هُوَ فِي نُسَخ بِلَادنَا، (أَقْبَلْنَا)، وَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ رِوَايَة اِبْن سُفْيَان، عَنْ مُسْلِم، قَالَ: وَفِي رِوَايَة اِبْن مَاهَان: "أَقْفَلْنَا" بِالْفَاءِ، قَالَ: وَوَجْه الْكَلَام (قَفَلْنَا) أَيْ رَجَعْنَا وَيَصِحّ (أَقْبَلْنَا) بِفَتْحِ اللَّام أَيْ أَقْفَلْنَا النَّبِيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَأَقْفَلْنَا بِضَمِّ الْهَمْزَة لِمَا لَمْ يُسَمِّ فَاعِله"(2).
فالذي نقله القاضي عن ابن ماهان بحسب الإمام النووي: "أقفلنا"، والذي ذكره عن ابن الحذاء "أقبلنا" هو أيضا عن ابن ماهان، لأن ابن الحذاء لا رواية له من طريق ابن سفيان، وهو موافق لرواية ابن سفيان.
فأقفلنا مأخوذة من القُفُول بمعنى الرجوع من السفر قال ابن منظور: "القُفُول الرُّجوع من السفر وقيل القُفُول رجوع الجُنْد بعد الغَزْوِ قَفَل القوم يَقْفُلون بالضم قُفولاً وقَفْلا وقد يقال للسَّفْر قُفُول في الذهاب والمجيء وأَكثر ما يستعمل في الرُّجوع وتكرر في الحديث وجاء في بعض رواياته: [أَقْفَل الجيشُ وقَلَّما أَقْفَلْنا](3).
والمعروف قَفَل وقَفَلْنا وأَقفلَنا غيرُنا وأُقْفِلْنا على ما لم يسم فاعله" (4).
أما أقبلنا فهي مأخوذة من المقابلة قال الجوهري: "وأقْبَلَ: نقيض أدْبَرَ. يقال: أقْبَلَ مُقْبَلاً. وأقْبَلَ عليه بوجهه"(5). وقال ابن منظور: "وَأَقْبَلْنَا: صِرْنا فيها ..
(2) شرح النووي على صحيح مسلم 5/ 204.
(3)
ينظر مسند الإمام أحمد بن حنبل: مسند المكثرين من الصحابة، مسند جابر بن عبد الله
…
رضي الله عنه، الحديث رقم 15046، 3/ 372، ومعجم الكبير: من اسمه عائذ، عائذ بن عمرو المزني وهو أخ رافع بن عمرو أخبار عائذ بن عمرو، الحديث رقم 33، 18/ 21.
(4)
لسان العرب 11/ 560. مادة قفل.
(5)
الصحاح في اللغة 2/ 60.
............................................................................................
ــ
وقَبَلَتِ المكانَ: استقبلتْه" (1).
وروى البيهقي الحديث بلفظ "أقبلنا (2) وقد استُخْدِمَ لفظ"أقبلنا" عند المحدثين بمعنى الرجوع من السفر (3)، وهنا تتبين الروايتين معناهما صحيح. وممن رواه كما رواه مسلم عند ابن ماهان: البخاري (4)، وسعيد بن منصور (5)، والدارمي (6)، وأبي يعلى (7).
(1) لسان العرب 11/ 534.
(2)
سنن البيهقي الكبرى: كتاب الصداق، باب المرأة تصلح أمرها للدخول بها، الحديث رقم 14249، 7/ 254.
(3)
المصدر السابق: كتاب السير، باب الكافر الحربي يقتل مسلماً ثم يسلم لم يكن عليه قود، الحديث رقم 17967، 9/ 97.
(4)
صحيح البخاري: كتاب النكاح: باب تزويج الثيبات، الحديث رقم4791، 5/ 1954، وينظر باب طلب الولد، الحديث رقم 4947، 5/ 2008، و4949، 5/ 2009.
(5)
سنن سعيد بن منصور: باب ما جاء في نكاح الأبكار 511، 1/ 143
(6)
سنن الدارمي: كتاب النكاح، باب في تزويج الأبكار، الحديث رقم 2216، 2/ 197.
(7)
مسند أبي يعلى: مسند جابر، الحديث رقم 1850، 3/ 377.