الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترمذي: حديث حسن صحيح. وذكر أبو بكر البزار: انه لا يروى عن
عليّ إلا من حديث عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة. وحكى
البخاري عن عمرو بن مرة: " كان عبد الله- يعني: ابن سلمة- يحدثنا
فنعرف وننكر، وكان قد كبُر لا يتابع في حديثه. وذكر الشافعي هذا
الحديث، وقال: وإن لم يكن أهل الحديث يثبتونه. وقال البيهقي: وإنما
توقف الشافعي في ثبوت هذا الحديث؛ لأن مداره على عبد الله بن سلمة
الكوفي، وكان قد كبُر، وأنكر من حديثه وعقله بعض النكرة، وإنما روى
هذا الحديث بعد ما كبُر، قاله شعبة. وذكر الخطابي: أن الإمام أحمد بن
حنبل كان يوهن حديث عليّ هذا، ويضعف أمر عبد الله بن سلمة.
قلت: قد ذكره ابن الجوزي في " الضعفاء والمتروكين ". وقال: قال
النسائي: يعرف وينكر. أقول: قد قال الحاكم: إنه غير مطعون فيه.
وقال العجلي: تابعي ثقة. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، كما
ذكرنا في ترجمته.
***
82- باب: الجنب يصافح
أي: هذا باب في بيان الجنب يصافح الطاهر، ويصافح من صافح
مصافحةً، وهي مُفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف، وإقبال الوجه
بالوجه.
215-
ص- حدّثنا مسدد قال: نا يحيى عن مسعر، عن واصل، عن
أبي وائل، عن حذيفة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيهُ، فأهْوى إليه فقال: إني جُنبٌ،
فقال: " إن المُسلم ليس بنجسٍ (1) "(2) .
(1) كذا، وفي الشرح وسنن أبي داود:" لا ينجس ".
(2)
مسلم: كتاب الحيض، باب: الدليل على أن المسلم لا ينجس (371) ،
النسائي: كتاب الطهارة، باب: مماسة الجنب ومجالسته (1/145) ، ابن
ماجه: كتاب الطهارة، باب: مصافحة الجنب (535) .
/ش- يحيى القطان، ومسعر بن كدام.
وواصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفي. سمع: المعرور بن
سويد، وأبا وائل، ومجاهداً، وغيرهم. روى عنه: مسعر، والثوري،
وشعبة، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو خاتم: صدوق
صالح الحديث. توفي سنة عشرين ومائة. روى له الجماعة (1) .
وأبو وائل شقيق بن سلمة، وحذيفة بن اليمان.
قوله: " فأهوى إليه " أي: أهوى إليه يده، أي: أمالها إليه، يقال:
أهوى يده إليه وأهوى بيده إليه، ويترك المفعول كثيراً.
قوله: " إن المسلم لا ينجس "(2) بضم الجيم وفتحها، وفي ماضيه
لغتان: نجس ونجُس بكسر الجيم وضمها، فمن كسرها في الماضي فتحها
في المضارع، ومن ضمها في الماضي ضمها في المضارع أيضاً. وأخرجه
مسلم والنسائي وابن ماجه بنحوه.
هذا الحديث أصل عظيم في طهارة المسلم حيا وميتاً، فأما الحي فطاهر
بإجماع المسلمين، وأما الميت ففيه خلاف، وعن بعض أصحابنا أنه غير
طاهر فلذلك يغسل، والصحيح أنه طاهر، وهو قول الشافعي في
الصحيح لإطلاق الحديث، وغسل الميت أمر تعبدي لا لكونه نجساً،
والكافر حكمه [حكم] المسلم عند الجمهور. وقال بعض الظاهرية: إن
المشرك نجس بظاهر قوله تعالى: (إنّما المُشْركُون نجس)(3) قلنا:
المراد به نجاسة الاعتقاد، والاستقذار، وليس المراد أن أعضاءهم نجس
كنجاسة البول والغائط ونحوهما، فإذا ثبت طهارة للآدمي مسلماً كان أو
كافراً استوى فيه أن يكون طاهراً أو محدثاً أو جنب أو حائضاً، ويكون
سؤرهم وعرقُهم ولعابُهم ودمعهم طاهرة بالإجماع.
216-
ص- حدثنا مسدد قال: ثنا يحيى وبشر، عن حميد، عن بكر،
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (30/6662) .
(2)
كذا، وفي المتن:" ليس بنجس ".
(3)
سورة التوبة (28) .
عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال: لقيني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طُرق
المدينة وأنا جُنب، فاخْتنسْتُ، فذهبت فاغْتسلتُ، ثم جئتُ، فقال: أين
كنتً يا أبا هريرة؟ قال (1) : إني كنتُ جنباً، فكرهتُ أن أجالسك على غير
طهارةٍ، فقال:" سُبحان الله! إن المسلم لا ينجُسُ "(2)(3) .
ش- بشر بن المفضل، وحميد الطويل، وبكر بن عبد الله المزني،
وأبو رافع نفيع، وقد ذكروا.
قوله: " فاختنستُ " أي: تأخرت وانقبضت، ومنه خنس الشيطان،
وهو بالخاء المعجمة والنون. وفي رواية: " فانخنست " بهذا المعنى أيضاً،
ولكن الفرق بينهما أن الأول من باب الافتعال، والثاني من باب الانفعال.
وأخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، ولفظ
البخاري والترمذي: " فانبجست "، وفي لفظ البخاري:" فانخنست "،
وفي لفظ له: " فانسللت "، ولفظ مسلم، والنسائي، وابن ماجه:
" فانسل ".
وقوله: " فانبجست " بالنون وبعدها باء موحدة، يعني: اندفعت منه،
ومنه قوله تعالى: (فانبجستْ منْهُ اثنتا عشْرة عيْناً)(4) أي: جرت
واندفعت. ورُوي: " فانتجست " بالنون والتاء ثالث الحروف والجيم،
أي: اعتقدت نفسي نجساً ومعنى منه: من أجله، أي: رأيت نفسي نجساً
(1) في سنن أبي داود: " قال: فلت ".
(2)
البخاري: كتاب الغسل، باب: عرق الجنب وأن المسلم لا ينجس (283) ،
مسلم: كتاب الحيض، باب: الدليل على أن المسلم لا ينجس (371) ،
الترمذي: كتاب الطهارة، باب: في مصافحة الجنب (121)، النسائي:
كتاب الطهارة، باب: مماسة الجنب ومجالسته (1/145)، ابن ماجه: كتاب
الطهارة، باب: مصافحة الجنب (534) .
(3)
تنبيه: زيد في سنن أبي داود: " وقال في حديث بثر: حدثنا حميد،
حدثني بكر ".
(4)
سورة الأعراف: (160) .
33.
شرح سنن أبي داود 1