المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌82- باب: الجنب يصافح - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ١

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌مُقدّمة

- ‌ترجمة بدر الدين العيني

- ‌ما ألف على كتاب السنن لأبي داود

- ‌كتاب السنن وأقوال الأئمة فيه

- ‌رواة كتاب السنن لأبي داود عنه

- ‌شرط الإمام أبي داود في كتابه

- ‌ اختياره أحد الحديثين الصحيحين لقدم حفظ صاحبه (3) :

- ‌ قلة أحاديث الأبواب:

- ‌ إعادة الحديث:

- ‌ اختصار الحديث:

- ‌ المرسل والاحتجاج وبه:

- ‌ ليس في الكتاب حديث عن متروك:

- ‌ يبين المنكر:

- ‌ موازنة بينه وبين كتب: ابن المبارك ووكيع ومالك وحماد:

- ‌ جمعه السنن واستقصاؤه:

- ‌ يبين ما فيه وهن شديد:

- ‌ المسكوت عنه صالح:

- ‌ استقصاؤه:

- ‌ قيمته ومقداره:

- ‌ أحاديث كتابه أصول المسائل الفقهية:

- ‌ آراء الصحابة:

- ‌ جامع سفيان:

- ‌ أحاديث السنن مشاهير ولا يحتج بالغريب:

- ‌ قد يوجد المرسل والمدلس عند عدم وجود الصحاح:

- ‌ حكم المراسيل:

- ‌ عدد أحاديث كتابه:

- ‌ منهجه في الاختيار:

- ‌ اقتصاره على الأحكام:

- ‌إثبات نسبة الكتاب إلى الشارح

- ‌نماذج النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق النص

- ‌1 - كتاب الطهارة

- ‌1- باب: الرخصة في ذلك

- ‌2- باب: كيف التكشفُ عند الحاجة

- ‌3- باب: كراهية الكلام على الخلاء

- ‌4- ص- باب: في الرجل يرد السلام وهو يبول

- ‌8- باب: البول قائماً

- ‌9- باب: الرجل يبول في الإناء يضعه عنده بالليل

- ‌10- باب: المواضع التي نهي عن البول فيها

- ‌11- باب: ما يقول إذا خرج من الخلاء

- ‌12- باب: كراهية مس الذكر في الاستبراء باليمنى

- ‌13- باب: الاستتار في الخلاء

- ‌14- باب: ما ينهى عنه أن يستنجى به

- ‌15- باب: الاستنجاء بالأحجار

- ‌16- باب: في الاستبراء

- ‌17- باب: الاستنجاء بالماء

- ‌18- باب: الرجل يدلك يده با لأرض إذا استنجى

- ‌19- باب: السواك

- ‌20- باب: كيف يستاك

- ‌22- باب: غسْل السواك

- ‌23- باب: السواك من الفطرة

- ‌24- باب: السواك لمن قام من الليل

- ‌25- باب: فرض الوضوء

- ‌26- باب: الرجل يجدد الوضوء من غير حدث

- ‌27- باب: ما ينجس الماء

- ‌28- باب: في بئر بُضاعة

- ‌29- باب: البول في الماء الراكد

- ‌30- باب: الوضوء بسؤر الكلب

- ‌31- باب: سؤر الهر

- ‌32- باب: الوُضوء بفضل وضوء المرأة

- ‌33- باب: النهي عن ذلك

- ‌34- بابُ: الوضوء بماء البحر

- ‌35- باب: الوضوء بالنبيذ

- ‌36- باب: الرجل يصلي وهو حاقن

- ‌37- باب: ما يجزئ من الماء في الوضوء

- ‌38- باب: في إسباغ الوضوء

- ‌39- باب: الإسراف في الوضوء

- ‌40- باب: الوضوء من آنية الصُّفْر

- ‌41- باب: التسمية عند الوضوء على الوضوء

- ‌42- باب: في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها

- ‌43- باب: في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌44- باب: الوضوء ثلاثاً ثلاثاً

- ‌45- باب: الوضوء مرتين

- ‌46- باب: الوضوء مرّة مرّة

- ‌47- باب: الفرق بين المضمضة والاستنشاق

- ‌48- باب: في الاستنثار

- ‌49- باب: تخليل اللحية

- ‌50- باب: المسح على العمامة

- ‌51- باب: غسل الرجل

- ‌52- باب: المسح على الخفين

- ‌53- باب: التوقيت في المسح

- ‌54- باب: في المسح على الجوربين

- ‌55- باب: كيف المسحُ

- ‌56- باب: في الانتضاح

- ‌57- باب: ما يقول الرجل إذا توضأ

- ‌58- باب: الرجل يُصلي الصلوات بوضوء واحد

- ‌59- باب: في تفريق الوضوء

- ‌60- باب: إذا شك في الحدث

- ‌61- باب: الوضوء من القُبلة

- ‌62- باب: في الوضوء من مس الذكر

- ‌63- باب: الرخصة في ذلك

- ‌64- باب: الوضوء من لحوم الإبل

- ‌65- باب: الوضوء من مس اللحم النّيء وغسله

- ‌66- باب: ترك الوضوء من مس الميتة

- ‌68- باب: الوضوء من اللبن

- ‌69- باب الوضوء من الدم

- ‌70- باب: الوضوء من النوم

- ‌71- باب: الرجل يطأ الأذى

- ‌72- باب: فيمن يحدث في صلاته

- ‌73- باب: في المذي

- ‌74- باب: في الإكسال

- ‌75- باب: الجنب يعود

- ‌76- باب: الوضوء لمن أراد أن يعود

- ‌77- باب: الجنب ينام

- ‌78- باب: الجنب يأكل

- ‌79- باب: من قال الجنب يتوضأ

- ‌80- باب: الجنب يؤخر الغسل

- ‌81- باب: الجنب يقرأ

- ‌82- باب: الجنب يصافح

- ‌83- باب: الجنب يدخل المسجد

- ‌84- باب: في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسي

- ‌85- باب: الرجل يجد البلة في منامه

- ‌86- باب: المرأة ترى ما يرى الرجل

- ‌87- باب: مقدار الماء الذي يجزئ به الغسل

- ‌88- باب: الغسل من الجنابة

الفصل: ‌82- باب: الجنب يصافح

الترمذي: حديث حسن صحيح. وذكر أبو بكر البزار: انه لا يروى عن

عليّ إلا من حديث عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة. وحكى

البخاري عن عمرو بن مرة: " كان عبد الله- يعني: ابن سلمة- يحدثنا

فنعرف وننكر، وكان قد كبُر لا يتابع في حديثه. وذكر الشافعي هذا

الحديث، وقال: وإن لم يكن أهل الحديث يثبتونه. وقال البيهقي: وإنما

توقف الشافعي في ثبوت هذا الحديث؛ لأن مداره على عبد الله بن سلمة

الكوفي، وكان قد كبُر، وأنكر من حديثه وعقله بعض النكرة، وإنما روى

هذا الحديث بعد ما كبُر، قاله شعبة. وذكر الخطابي: أن الإمام أحمد بن

حنبل كان يوهن حديث عليّ هذا، ويضعف أمر عبد الله بن سلمة.

قلت: قد ذكره ابن الجوزي في " الضعفاء والمتروكين ". وقال: قال

النسائي: يعرف وينكر. أقول: قد قال الحاكم: إنه غير مطعون فيه.

وقال العجلي: تابعي ثقة. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، كما

ذكرنا في ترجمته.

***

‌82- باب: الجنب يصافح

أي: هذا باب في بيان الجنب يصافح الطاهر، ويصافح من صافح

مصافحةً، وهي مُفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف، وإقبال الوجه

بالوجه.

215-

ص- حدّثنا مسدد قال: نا يحيى عن مسعر، عن واصل، عن

أبي وائل، عن حذيفة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيهُ، فأهْوى إليه فقال: إني جُنبٌ،

فقال: " إن المُسلم ليس بنجسٍ (1) "(2) .

(1) كذا، وفي الشرح وسنن أبي داود:" لا ينجس ".

(2)

مسلم: كتاب الحيض، باب: الدليل على أن المسلم لا ينجس (371) ،

النسائي: كتاب الطهارة، باب: مماسة الجنب ومجالسته (1/145) ، ابن

ماجه: كتاب الطهارة، باب: مصافحة الجنب (535) .

ص: 511

/ش- يحيى القطان، ومسعر بن كدام.

وواصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفي. سمع: المعرور بن

سويد، وأبا وائل، ومجاهداً، وغيرهم. روى عنه: مسعر، والثوري،

وشعبة، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو خاتم: صدوق

صالح الحديث. توفي سنة عشرين ومائة. روى له الجماعة (1) .

وأبو وائل شقيق بن سلمة، وحذيفة بن اليمان.

قوله: " فأهوى إليه " أي: أهوى إليه يده، أي: أمالها إليه، يقال:

أهوى يده إليه وأهوى بيده إليه، ويترك المفعول كثيراً.

قوله: " إن المسلم لا ينجس "(2) بضم الجيم وفتحها، وفي ماضيه

لغتان: نجس ونجُس بكسر الجيم وضمها، فمن كسرها في الماضي فتحها

في المضارع، ومن ضمها في الماضي ضمها في المضارع أيضاً. وأخرجه

مسلم والنسائي وابن ماجه بنحوه.

هذا الحديث أصل عظيم في طهارة المسلم حيا وميتاً، فأما الحي فطاهر

بإجماع المسلمين، وأما الميت ففيه خلاف، وعن بعض أصحابنا أنه غير

طاهر فلذلك يغسل، والصحيح أنه طاهر، وهو قول الشافعي في

الصحيح لإطلاق الحديث، وغسل الميت أمر تعبدي لا لكونه نجساً،

والكافر حكمه [حكم] المسلم عند الجمهور. وقال بعض الظاهرية: إن

المشرك نجس بظاهر قوله تعالى: (إنّما المُشْركُون نجس)(3) قلنا:

المراد به نجاسة الاعتقاد، والاستقذار، وليس المراد أن أعضاءهم نجس

كنجاسة البول والغائط ونحوهما، فإذا ثبت طهارة للآدمي مسلماً كان أو

كافراً استوى فيه أن يكون طاهراً أو محدثاً أو جنب أو حائضاً، ويكون

سؤرهم وعرقُهم ولعابُهم ودمعهم طاهرة بالإجماع.

216-

ص- حدثنا مسدد قال: ثنا يحيى وبشر، عن حميد، عن بكر،

(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (30/6662) .

(2)

كذا، وفي المتن:" ليس بنجس ".

(3)

سورة التوبة (28) .

ص: 512

عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال: لقيني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طُرق

المدينة وأنا جُنب، فاخْتنسْتُ، فذهبت فاغْتسلتُ، ثم جئتُ، فقال: أين

كنتً يا أبا هريرة؟ قال (1) : إني كنتُ جنباً، فكرهتُ أن أجالسك على غير

طهارةٍ، فقال:" سُبحان الله! إن المسلم لا ينجُسُ "(2)(3) .

ش- بشر بن المفضل، وحميد الطويل، وبكر بن عبد الله المزني،

وأبو رافع نفيع، وقد ذكروا.

قوله: " فاختنستُ " أي: تأخرت وانقبضت، ومنه خنس الشيطان،

وهو بالخاء المعجمة والنون. وفي رواية: " فانخنست " بهذا المعنى أيضاً،

ولكن الفرق بينهما أن الأول من باب الافتعال، والثاني من باب الانفعال.

وأخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، ولفظ

البخاري والترمذي: " فانبجست "، وفي لفظ البخاري:" فانخنست "،

وفي لفظ له: " فانسللت "، ولفظ مسلم، والنسائي، وابن ماجه:

" فانسل ".

وقوله: " فانبجست " بالنون وبعدها باء موحدة، يعني: اندفعت منه،

ومنه قوله تعالى: (فانبجستْ منْهُ اثنتا عشْرة عيْناً)(4) أي: جرت

واندفعت. ورُوي: " فانتجست " بالنون والتاء ثالث الحروف والجيم،

أي: اعتقدت نفسي نجساً ومعنى منه: من أجله، أي: رأيت نفسي نجساً

(1) في سنن أبي داود: " قال: فلت ".

(2)

البخاري: كتاب الغسل، باب: عرق الجنب وأن المسلم لا ينجس (283) ،

مسلم: كتاب الحيض، باب: الدليل على أن المسلم لا ينجس (371) ،

الترمذي: كتاب الطهارة، باب: في مصافحة الجنب (121)، النسائي:

كتاب الطهارة، باب: مماسة الجنب ومجالسته (1/145)، ابن ماجه: كتاب

الطهارة، باب: مصافحة الجنب (534) .

(3)

تنبيه: زيد في سنن أبي داود: " وقال في حديث بثر: حدثنا حميد،

حدثني بكر ".

(4)

سورة الأعراف: (160) .

33.

شرح سنن أبي داود 1

ص: 513