المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌24- باب: السواك لمن قام من الليل - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ١

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌مُقدّمة

- ‌ترجمة بدر الدين العيني

- ‌ما ألف على كتاب السنن لأبي داود

- ‌كتاب السنن وأقوال الأئمة فيه

- ‌رواة كتاب السنن لأبي داود عنه

- ‌شرط الإمام أبي داود في كتابه

- ‌ اختياره أحد الحديثين الصحيحين لقدم حفظ صاحبه (3) :

- ‌ قلة أحاديث الأبواب:

- ‌ إعادة الحديث:

- ‌ اختصار الحديث:

- ‌ المرسل والاحتجاج وبه:

- ‌ ليس في الكتاب حديث عن متروك:

- ‌ يبين المنكر:

- ‌ موازنة بينه وبين كتب: ابن المبارك ووكيع ومالك وحماد:

- ‌ جمعه السنن واستقصاؤه:

- ‌ يبين ما فيه وهن شديد:

- ‌ المسكوت عنه صالح:

- ‌ استقصاؤه:

- ‌ قيمته ومقداره:

- ‌ أحاديث كتابه أصول المسائل الفقهية:

- ‌ آراء الصحابة:

- ‌ جامع سفيان:

- ‌ أحاديث السنن مشاهير ولا يحتج بالغريب:

- ‌ قد يوجد المرسل والمدلس عند عدم وجود الصحاح:

- ‌ حكم المراسيل:

- ‌ عدد أحاديث كتابه:

- ‌ منهجه في الاختيار:

- ‌ اقتصاره على الأحكام:

- ‌إثبات نسبة الكتاب إلى الشارح

- ‌نماذج النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق النص

- ‌1 - كتاب الطهارة

- ‌1- باب: الرخصة في ذلك

- ‌2- باب: كيف التكشفُ عند الحاجة

- ‌3- باب: كراهية الكلام على الخلاء

- ‌4- ص- باب: في الرجل يرد السلام وهو يبول

- ‌8- باب: البول قائماً

- ‌9- باب: الرجل يبول في الإناء يضعه عنده بالليل

- ‌10- باب: المواضع التي نهي عن البول فيها

- ‌11- باب: ما يقول إذا خرج من الخلاء

- ‌12- باب: كراهية مس الذكر في الاستبراء باليمنى

- ‌13- باب: الاستتار في الخلاء

- ‌14- باب: ما ينهى عنه أن يستنجى به

- ‌15- باب: الاستنجاء بالأحجار

- ‌16- باب: في الاستبراء

- ‌17- باب: الاستنجاء بالماء

- ‌18- باب: الرجل يدلك يده با لأرض إذا استنجى

- ‌19- باب: السواك

- ‌20- باب: كيف يستاك

- ‌22- باب: غسْل السواك

- ‌23- باب: السواك من الفطرة

- ‌24- باب: السواك لمن قام من الليل

- ‌25- باب: فرض الوضوء

- ‌26- باب: الرجل يجدد الوضوء من غير حدث

- ‌27- باب: ما ينجس الماء

- ‌28- باب: في بئر بُضاعة

- ‌29- باب: البول في الماء الراكد

- ‌30- باب: الوضوء بسؤر الكلب

- ‌31- باب: سؤر الهر

- ‌32- باب: الوُضوء بفضل وضوء المرأة

- ‌33- باب: النهي عن ذلك

- ‌34- بابُ: الوضوء بماء البحر

- ‌35- باب: الوضوء بالنبيذ

- ‌36- باب: الرجل يصلي وهو حاقن

- ‌37- باب: ما يجزئ من الماء في الوضوء

- ‌38- باب: في إسباغ الوضوء

- ‌39- باب: الإسراف في الوضوء

- ‌40- باب: الوضوء من آنية الصُّفْر

- ‌41- باب: التسمية عند الوضوء على الوضوء

- ‌42- باب: في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها

- ‌43- باب: في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌44- باب: الوضوء ثلاثاً ثلاثاً

- ‌45- باب: الوضوء مرتين

- ‌46- باب: الوضوء مرّة مرّة

- ‌47- باب: الفرق بين المضمضة والاستنشاق

- ‌48- باب: في الاستنثار

- ‌49- باب: تخليل اللحية

- ‌50- باب: المسح على العمامة

- ‌51- باب: غسل الرجل

- ‌52- باب: المسح على الخفين

- ‌53- باب: التوقيت في المسح

- ‌54- باب: في المسح على الجوربين

- ‌55- باب: كيف المسحُ

- ‌56- باب: في الانتضاح

- ‌57- باب: ما يقول الرجل إذا توضأ

- ‌58- باب: الرجل يُصلي الصلوات بوضوء واحد

- ‌59- باب: في تفريق الوضوء

- ‌60- باب: إذا شك في الحدث

- ‌61- باب: الوضوء من القُبلة

- ‌62- باب: في الوضوء من مس الذكر

- ‌63- باب: الرخصة في ذلك

- ‌64- باب: الوضوء من لحوم الإبل

- ‌65- باب: الوضوء من مس اللحم النّيء وغسله

- ‌66- باب: ترك الوضوء من مس الميتة

- ‌68- باب: الوضوء من اللبن

- ‌69- باب الوضوء من الدم

- ‌70- باب: الوضوء من النوم

- ‌71- باب: الرجل يطأ الأذى

- ‌72- باب: فيمن يحدث في صلاته

- ‌73- باب: في المذي

- ‌74- باب: في الإكسال

- ‌75- باب: الجنب يعود

- ‌76- باب: الوضوء لمن أراد أن يعود

- ‌77- باب: الجنب ينام

- ‌78- باب: الجنب يأكل

- ‌79- باب: من قال الجنب يتوضأ

- ‌80- باب: الجنب يؤخر الغسل

- ‌81- باب: الجنب يقرأ

- ‌82- باب: الجنب يصافح

- ‌83- باب: الجنب يدخل المسجد

- ‌84- باب: في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسي

- ‌85- باب: الرجل يجد البلة في منامه

- ‌86- باب: المرأة ترى ما يرى الرجل

- ‌87- باب: مقدار الماء الذي يجزئ به الغسل

- ‌88- باب: الغسل من الجنابة

الفصل: ‌24- باب: السواك لمن قام من الليل

قوله: " والانتضاح " وهو رش الماء على الفرج بعد الوضوء، لينفي عنه

الوسواس، وقيل: هو الاستنجاء بالماء.

قوله: " وروي نحوه عن ابن عباس " أي: رُوي نحو حديث عمار بن

ياسر، عن عبد الله بن عباس أيضاً.

قوله: " قال: خمس كلها في الرأس " أي: قال ابن عباس: خمس

خصال كلها في الرأس، ذكر منها- أي من الخمس- " الفرْق " ولم

يذكر فيها " إعفاء اللحية "، فالخمسة التي رويت عن ابن عباس في الرأس

هي: " المضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك، والفرْق "

وهو من فرق إذا جعل شعره فرقتين، وذكر في " المطالع ": وكانوا

يفرقون- بالتخفيف- أشهر، وقد شددّا بعضهم، والمصدر الفرْق

بالسكون، وقد انفرق شعره: انقسم في مفرقه، وهو وسط رأسه،

وأصله الفرق بين الشيئين، والمفرق مكان فرق الشعر من الجبين إلى دائرة

وسط الرأس، يقال بفتح الراء والميم وكسرهما، وكذلك مفرق الطريق.

وقال الشيخ زكي الدين: وقيل: إنه من سُنة إبراهيم وملته- عليه

السلام- وهو أن يقسم شعر ناصيته يميناً وشمالاً، فتظهر جبهته وجبينه من

الناحيتين، وهو أوْلى من السدْل؛ لأنه آخر ما كان عليه رسول الله،

والفرق لا يكون إلا مع كثرة الشعر، والسّدْل ترك الشعر مُنسدلاً سائلاً

على هيئته.

***

‌24- باب: السواك لمن قام من الليل

أي: هذا باب في بيان استعمال السواك لمن قام من الليل.

يجوز أن تكون " منْ " هاهنا بمعنى " في "، كقوله تعالى: (إذا

نُودي للصلاة من يوْم الجُمُعة) (1) أي: في يوم الجمعة.

(1) سورة الجمعة (9) .

ص: 171

44-

ص- حثثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان، عن منصور،

وحصين، عن أبي وائل، عن حذيفة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من

الليل يُشُوصُ فاه بالسواك " (1) .

ش- محمد بن كثير أبو عبد الله العبدي البصري، أخو سليمان،

وسليمان أكبر منه بخمسين سنة. سمع سفيان الثوري، وسعيدا (2) ،

وإسرائيل بن يونس، وأخاه سليمان. روى عنه: علي بن المديني،

ومحمد بن يحيى الذهلي، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم الرازي،

والبخاري، وأبو داود، وأبو زرعة، وروى الترمذي عن الدرامي عنه

والنسائي عن رجل عنه. وقال ابن معين: لا تكتبوا عنه، لم يكن

بالثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين (3) .

وسفيان هو الثوري، ومنصور هو ابن المعتمر، وقد ذكرا.

وحصين هو: ابن عبد الرحمن أبو الهذيل السلمي الكوفي، سمع

جابر بن سمرة، وعياض بن سمرة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى،

وأبا صالح، وأبا عطية، وأبا وائل، وغيرهم. روى عنه: الأعمش،

والثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وغيرهم. وقال ابن معين: ثقة ثقة.

وقال أبو حاتم: ثقة، وفي آخر عمره ساء حفظه، صدوق. مات سنة

ست وثلاثين ومائة. روى له الجماعة (4) .

وأبو وائل هو شقيق بن سلمة، وحذيفة بن اليمان، وقد ذكرا.

قوله: " يشوص فاه " من الشوص وهو الغسل، وقيل: الحكّ، وقيل:

(1) البخاري: كتاب الوضوء، باب: السواك (245)، مسلم: كتاب الطهارة،

باب: السواك (46/255)، النسائي: كتاب الطهارة، باب: السواك إذا قام

من الليل (1/8) ، وفي كتاب قيام الليل، باب: ما يفعل إذا قام من الليل

من السواك (3/112)، ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: السواك (286) .

(2)

في الأصل: " سعيد ".

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (26/5571) .

(4)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (6/1358) .

ص: 172

الدلك، وقيل: التنقية وقال وكيع: الشوص بالطول، والسواك

بالعرض. وقال غيره: وعرض الفم إلى الأضراس. وقال غيره:

يشوص/: يستاك عرضاً. وقيل: شاص يشوص وماصه يمُوصه بمعنى

واحد، وهو الغسل. وقال ابن دريد: الشوص: الاستياك من سُفلٍ إلى

علو، ومنه سمي هذا الداء شوْصة؛ لأنه ريح يرفع القلب عن موضعه.

والشوص وجع الضرس أيضاً، وفي الحديث: " من سبق العاطس بالحمد

أمن من الشوص واللّوص والعلّوْص ".

ويقال: الشوص: وجع في البطن من ريح تنعقد تحت الأضلاع.

وأخرج هذا الحديث البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه.

45-

ص- حدّثنا موسى بن إسماعيل قال: نا حماد قال: أخبرنا بهز بن

حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة- رضي الله

عنها-: " أن النبيّ- عليه السلام كان يُوضعُ له وضوؤُه وسواكُهُ، فإذا قام

من الليل تخلّى، ثم اسْتاك " (1) .

ش- بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري أبو عبد الملك البصري.

روى عن أبيه، عن جده، وعن زرارة بن أوفى. روى عنه: عبد الله بن

عون، وحماد بن سلمة، ويحيى بن سعيد القطان، وغيرهم. قال

ابن معين: ثقة وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. روى له:

أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (2) .

وزرارة بن أوفى العامري الحرشي أبو حاجب البصري. سمع عبد الله

ابن عباس، وأبا هريرة، وعمران بن حصين، وأنس بن مالك. روى

عنه: أيوب السختياني، وقتادة، وبهز بن حكيم. وقال محمد بن

سعد: كان ثقة وله أحاديث. مات وهو ساجد، روى له الجماعة (3) .

وسعد بن هشام بن عامر الأنصاري، ابن عم أنس بن مالك المدني.

(1) تفرد به أبو داود. (2) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (4/775) .

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (9/1977) .

ص: 173

روى عن أنس بن مالك، وعائشة، وأبي هريرة. روى عنه زرارة بن

أوفى، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، والحسن البصري. ذكر

البخاري أنه قتل في أرض مكْران على أحسن حاله، روى له الجماعة إلا

البخاري (1) .

قوله: " وضوؤه " الوضوء- بفتح الواو-: الماء الذي يتوضأ به،

كالفطور والسّحور، لما يُفطر عليه، ويتسحر به. وبالضم: التوضؤ

والفعل نفسه، وقد أثبت سيبويه الوضُوء والطّهور والوقُود بالفتح في

المصادر، فهي تقع على الاسم والمصدر، وأصل الكلمة من الوضاءة،

وهي: الحسن.

قوله: " تخلى " من الخلاء، وهو من قضاء الحاجة، ومنه يتخلى

بطريق المسلمين، تقول: تخلّى يتخلى تخلياً، والتخلي: التفرغ إلى

أمر، ومنه تخلى للعبادة.

46-

ص- حدثنا ابن كثير قال: أخبرنا همام، عن علي بن زيد، عن

أم محمد، عن عائشة- رضي الله عنها: " أن النبي- عليه السلام كان

لا يرْقُدُ من ليل ولا نهار فيستيقظُ إلا تسوك قبل أنْ يتوضأ " (2) .

ش- ابن كثير هو: محمد بن كثير، وقد ذكرناه، وهمام هو: ابن

يحيى بن دينار، وقد ذكر مرة، وعلي بن زيد بن جُدعان فيه مقال، لا

يحتج به، وقد ذكرناه.

وأم محمد هي امرأة زيد بن عبد الله بن جُدعان (3) ، روت عن عائشة

رضي الله عنها، روى عنها علي بن زيد المذكور، وروى لها

أبو داود، والترمذي، وابن ماجه (4) .

(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (10/2228) .

(2)

تفرد به أبو داود.

(3)

في الأصل: " علي بن زيد بن جُدعان " خطأ، وانظر ترجمته وترجمة عائشة

من تهذيب الكمال، والصواب أنها امرأة أبيه زيد.

(4)

انظر ترجمتها في: تهذيب الكمال (35/7792، 8010) .

ص: 174

قوله: " لا يرقد " نفي، وكلمة " من " يجوز أن تكون بمعنى " في "

كما ذكرنا، وقوله:" فيستيقظ " بالرفع عطف على قوله: " لا يرقد "،

والمعنى: لا يوجد منه رقدة في ليل أو نهار واستيقاظ، إلا وقد يوجد منه

التسوك قبل أن يتوضأ، وبهذا وأمثاله احتج داود (1) الظاهري أن السواك

واجب، وحكى عن إسحاق بن راهويه أنه واجب، إن تركه عمداً بطلت

صلاته، وهذا خلاف الإجماع.

47-

ص- حدّثنا محمد بن عيسى قال: نا هشيم قال: أخبرنا حصين،

عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه،

عن جده عبد الله بن عباس قال: " بتّ ليلة عند النبي- عليه السلام فلما

استيقظ من منامه أتى طهوره، فأخذ سواكه فاستاك، ثم تلا هذه الآيات:

(إن في خلق السموات والأرْض واخْتلاف الليْل والنّهار لآيات لأولي

الألباب

) (2) حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ، فأتى

مصلاه، فصلى ركعتين، ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله، ثم استيقظ،

ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه فنام، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، كل

ذلك يستاك ويصلي ركعتين، ثم أوتر " (3) .

/ش- محمد بن عيسى بن الطباع وقد ذكرناه.

(1) في الأصل: " أبو داود " خطأ. (2) سورة آل عمران: (190) .

(3)

أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: في صلاة الليل (1323، 1324) ،

وفي باب: في صلاة الليل (1334، 1336) ، وفي كتاب الأدب، باب:

في النوم على طهارة (5043) ، والبخاري في كتاب العلم، باب: السمر في

العلم (117) ، ومسلم في كتاب الطهارة، باب: غسل الوجه واليدين إذا

استيقظ من النوم (20/304) ، وفي كتاب صلاة المسافرين، باب: الدعاء

في صلاة الليل وقيامه (763) ، والترمذي في كتاب الصلاة، باب: ما جاء

في الرجل يصلي ومعه رجل (232) ، والنسائي في كتاب الطهارة، باب:

الدعاء في السجود (2/218) ، وفي كتاب قيام الليل، باب: ذكر الاختلاف

على حبيب بن أبي ثابت (3/236- 237) ، وابن ماجه في كتاب الطهارة،

باب: وضوء النوم (508) .

ص: 175

وهشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية الواسطي،

سمع عبد الله بن عون، وعمرو بن دينار، والزهري، وحصين بن

عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، والأعمش، وغيرهم روى عنه:

مالك بن أنس، والثوري، وشعبة، وابن المبارك، ومحمد بن عيسى بن

الطباع، وهو أعلمهم به، وغيرهم. وقال أحمد بن عبد الله: ثقة وكان

يدلس. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، ثبت، يدلس كثيراً، فما

قال في حديثه: " أنا " فهو حجة، وما لم يقل فيه:" أنا " فليس

بشيء. توفي ببغداد في شعبان، سنة ثلاث وثمانين ومائة، وهو ابن تسع

وسبعين سنة. روى له الجماعة (1) .

وحصن بن عبد الرحمن قد ذكر.

وحبيب بن أبي ثابت هو: حبيب بن قيس بن دينار أبو يحيى الأسدي

مولاهم الكوفي، مولى بني أسد بن عبد العزيز، سمع عبد الله بن

عمر، وعبد الله بن عباس، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس،

وطاوسا (2)، وعطاء بن يسار وغيرهم. روى عنه: عطاء بن أبي رباح،

والأعمش، والثوري، وشعبة، وحصين بن عبد الرحمن، وغيرهم.

وقال أحصد بن عبد الله: تابعي ثقة. وقال ابن معين وأبو حاتم: ثقة.

مات سنة اثنتين وعشرين ومائة. روى له الجماعة (3) .

ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب أبو عبد الله

القرشي الهاشمي المدني، ولد بالحُميمة من أرض الشراة، في ناحية

البلقاء، هو أبو الخلائف، وهو والد أمير المؤمنين: عبد الله بن محمد

السفاح. روى عن أبيه، وعمر بن عبد العزيز، وابن الحنفية روى

عنه: الحسن البصري، وهشام بن عروة، وعبد الله بن سليمان النوفلي،

وغيرهم. توفي في الشراة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، سنة

(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (30/6595) . (2) في الأصل: " وطاوس ".

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (5/1079) .

ص: 176

خمس وعشرين ومائة، وهو يومئذ ابن ستين سنة. روى له مسلم،

وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه (1) .

وعليّ بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو محمد،

ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو الفضل المدني. روى عن: أبيه،

وسمع أبا سعيد الخدري، وغيرهما. روى عنه: ابنه محمد بن عليّ،

والزهري، ومنصور بن المعتمر، وأبان بن صالح، وغيرهم. ولد ليلة

قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين، فسُمي باسمه،

وكان ثقة قليل الحديث، توفي بالشام سنة سبع عشرة ومائة. روى له

الجماعة (2) .

قوله: " أتى طهوره " بفتح الطاء، وقد مر غير مرة.

قوله: " فأتى مُصلاه " بضم اليم: الموضع الذي كان يصلي فيه.

قوله: " ثم أوتر " أي: ثم صلى الوتر. ويستفاد من هذا الحديث فوائد:

الأولى: استحباب تهيئة الطّهور في كل وقت، والتأهب بأسباب العبادة

قبل وقتها، والاعتناء بها.

الثانية: استحباب السواك عند القيام من النوم.

والثالثة: استحباب قراءة هذه الآيات: (إنّ في خلق السموات

والأرْض

) إلى آخر السورة عقيب القيام من النوم.

والرابعة: فيه جواز قراءة القرآن للمحدث، وعليه الإجماع.

والخامسة: استحباب تأخير الوتر.

وأخرج مسلم في " صحيحه " هذا الحديث مطولاً، والنسائي مختصراً،

وأخرجه أبو داود أيضاً في " كتاب الصلاة " من رواية كريب عن ابن عباس

بنحوه أتم منه. ومن ذلك الوجه أخرجه البخاري ومسلم والترمذي

والنسائي وابن ماجه مطولا ومختصراً.

(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (26/5485) .

(2)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (21/4097) .

12.

شرح سنن أبي داوود

ص: 177