الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ش- أبو عاصم هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك البصري،
أبو عاصم النبيل، سمع عبد الله بن عون، والأوزاعي، وثور بن يزيد
وغيرهم. روى عنه: محمد بن المثنى، وابن بشار، وأحمد بن حنبل،
وغيرهم. وقال ابن معين: ثقة. توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين بالبصرة،
وهو ابن تسعين سنة. روى له الجماعة. سمي نبيلاً لأنه [كان لا يلبس
الخُزُوز (1) وجيد] (2) الثياب (3) .
وعبد الملك بن الصباح المسْمعي أبو محمد البصري، روى عن عبد الله
ابن عون، وهشام بن حسان، وثور بن يزيد، وعمران بن حدير (4) ،
وشعبة، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري. روى عنه: إسحاق بن
راهويه، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، ونعيم بن حماد،
وغيرهم. قال أبو حاتم: هو صالح. روى له: البخاري، ومسلم،
وابن ماجه (5) .
***
14- باب: ما ينهى عنه أن يستنجى به
أي: باب في حكم الشيء الذي نُهي عن الاستنجاء به.
25-
ص- حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني قال:
ثنا الفضل- يعني: ابن فضالة المصري- عن عياش بن عباس القتباني، أن
شييْم بن بيْتان أخبره، عن شيبان القتباني: " أن مسلمة بن مُخلد استعمل
رُويفع بن ثابت على أسفل الأرض. قال شيبانُ: فسرْنا معه من كوم شريك
إلى علقماء، أو من علقماء إلى كوْم شريكٍ - يُريدُ علقام- فقال رويفعٌ: إن
(1) جمع خز، والخز من الثياب ما ينسج من صوف وحرير خالص.
(2)
غير واضح في الأصل، وأثبتناه من تهذيب الكمال.
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (13/2927) .
(4)
في الأصل: " حديث " خطأ. (5) المصدر السابق (18/3534) .
كان أحدُنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذُ نضْو أخيه على أن له النصف مما
يغنمُ وله (1) النصف، وإن كان أحدُنا ليطيرُ له النّصْلُ والريشُ، وللآخر
القدحُ، ثم قال لي رسولُ الله: يا رويفع، لعل الحياة ستطولُ بك بعدي،
فأخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع دابة أو
عظمٍ، فإن محمداً منه بريء " (2) .
ش- يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موْهب الهمداني الرملي
أبو خالد، روى عن الليث بن سعد، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن
زكرياء، وغيرهم روى عنه: أبو زرعة، وأبو داود، وجعفر بن محمد
الفريابي وغيرهم. مات سنة ثلاث، وقيل: سبع ومائتين (3) .
والمُفضل بن فضالة بن عبيد بن ثمامة بن مزيد بن نوف بن النعمان بن
مسروق أبو معاوية الرعُيني ثم القتباني المصري قاضيها. روى عن عُقيل بن
خالد، وعياش. بن عباس، وابنه عبد الله بن عياش، ومحمد بن
عجلان، وغيرهم. روى عنه: قتيبة بن سعيد، وابنه فضالة بن المفضل،
ويحيى بن غيلان وغيرهم. قال ابن معين: ثقة، وفي رواية: رجل
صدق. وقال أبو زرعة: لا بأس به. توفي في شوال سنة إحدى وثمانين
ومائة، وصلى عليه إسماعيل بن صالح أمير البلد، وولي القضاء بمصر
مرتين، وولد سنة سبع ومائة روى له الجماعة (4) .
وعياش بن عباس بن جابر بن ياسين أبو عبد الرحيم القتباني، وقتبان
من رُعى المصري، رأى عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، وروى
عن: أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي النضر سالم، والضحاك بن
زمل، وغيرهم. روى عنه الليث بن سعد، والمُفضل بن فضالة، وابنه
أبو جعفر عبد الله بن عياش، وحيوة بن شريح، وغيرهم. وقال ابن
(1) في سنن أبي داود: " ولنا ".
(2)
النسائي: كتاب الزينة، باب: عقد اللحية (8/135) .
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (32/6982) .
(4)
المصدر السابق (28/6151) .
معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
روى له الجماعة إلا البخاري (1) .
وشييم- بكسر الشين المعجمة، وياء آخر الحروف مكررة- ابن بيْتان
- بباء موحدة، بعدها ياء آخر الحروف، ثم تاء مثناة من فوق- القتباني
المصري روى عن: رويفع بن ثابت الأنصاري، وجنادة بن أمية،
وأبي حذيفة شيبان بن أمية. روى عنه: عياش بن عباس، وخير بن نُعيم.
قال ابن معين (2) : ثقة. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي (3) .
وشيبان بن أمية، ويقال: ابن قيس القتباني أبو حذيفة، روى عن
مسلمة بن مُخلد الزرقي، روى عنه شييم المذكور، وبكر بن سوادة
الحزامي، روى له أبو داود (4) .
/ومسلمة بن مُخلّد الزُرقي الأنصاري، سكن مصر، وكان والياً من
قبل معاوية. روى عنه شيبان بن أمية القتباني. روى له أبو داود.
و" مُخلّد " بضم الميم، وتشديد اللام المفتوحة (5) .
ورويفع بن ثابت بن سكن بن عدي بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن
عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري، سكن مصر، واختط بها
داراً، وأمره معاوية على أطرابلس سنة ست وأربعين، فغزى من أطرابلس
إفريقية سنة سبع وأربعين، ودخلها، وانصرف من عامه. يقال: مات
بالشام، ويقال ببرْقة وهو الأرجح. قال البرقي: توفي ببرق (6) وهو
أمير عليها. قال أحمد: ولقد رأيت قبره بها روى عنه شيبان بن أمية،
ومرثد بن عبد الله. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي (7) .
قوله: " على أسفل الأرض " أسفل الأرض يُعبر به عن الوجه البحري
في مصر.
(1) المصدر السابق (22/4600) . (2) في الأصل: " نعيم " خطا.
(3)
المصدر السابق (12/2792) . (4) المصدر السابق (12/2783) .
(5)
المصدر السابق (27/5962) . (6) كذا، وفي تهذيب الكمال:" ببرقة ".
(7)
المصدر السابق (9/1939) .
قوله: " من كوْم شريك " هي بلد في طريق الإسكندرية، وشريك هذا
هو ابن سمي المرادي الغُطيفي، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح
مصر (1) .
قوله: " إلى علقماء " بفتح العين المهملة، وسكون اللام، وفتح
القاف، والميم المقصورة (2) : بلدة في طريق الإسكندرية، وهي اليوم
خراب. و " علقام " مثله، إلا أنه بالألف قبل الميم، وهي أيضاً بلدة،
واليوم خراب.
قوله: " إن كان أحدنا " أصله: " إنه كان "، وتسمى هذه " إنْ "
المخففة من المثقلة، فتدخل على الجملتين، فإن دخلت على الاسمية جاز
إعمالها، وإن دخلت على الفعلية وجب إهمالها، والأكثر كون الفعل
ماضياً ناسخاً، نحو:(وإن كانتْ لكبيرةً)(3) ، وأمثال ذلك كثيرة في
القرآن وغيره.
قوله: " ليأخذ نضْو أخيه " النضْو- بكسر النون، وسكون الضاد
المعجمة-: البعير المهزول، يقال: بعير نضو، وناقة نضو ونضوة.
وقال ابن الأثير (4) : " النضو: الدابة التي أهزلتها الأسفار، وأذهبت
لحمها ".
(5)
وي هذا حجة لمن أجاز أن يعطي الرجل فرسه أو بعيره على
شطر ما يصيبه المستأجر من الغنيمة، وهو قول أحمد والأوزاعي، ولم
يجوز ذلك أكثر العلماء، وأوجبوا في مثل هذا أجرة المثل ".
قوله: " وإن كان أحدُنا ليطيرُ له النصْلُ والريشُ وللآخر القدحُ " أي: إنه
كان أحدنا ليطير له، أي: يصيبه في القسمة، يقال: طار لفلان النصف
ولفلان الثلث إذا وقع في القسمة ذلك. وقال ابن الأثير (6) : " إن
(1) انظر ترجمته في: الإصابة (2/150) .
(2)
كذا، والجادة:" وبعد الميم ألف ممدودة " كما في معجم البلدان.
(3)
سورة البقرة: (143) . (4) انظر: النهاية (5/72) .
(5)
انظر: معالم السنن (1/23) . (6) انظر: النهاية (3/151) .
الرجلين كانا يقتسمان السهم فيقع لأحدهما نصله، وللآخر قدْحه، وطيرُ
الإنسان ما حصل له في علم الله مما قدر له ".
وقال الخطابي (1) : " وفيه دليل على أن الشيء المشترك إذا احتمل
القسمة، وطلب أحد الشركاء المقاسمة كان ذلك له؛ لأن القدح قد ينتفع
به عرياً من الريش والنصل، وكذلك ينتفع بالنصل والريش وإن لم يكونا
مركبين في قدح ".
والنصل نصل السهم والسيف والسكن والرمح، والجمع " نصول "
و" نصال ". والريش للطائر جمع " ريشة ". والقدح بكسر القاف،
وسكون الدال: خشب السهم، ويقال للسهم أول ما يقطع: قطع بكسر
القاف، ثم ينحت ويُبرى فيسمى بريا، ثم يُقومُ فسمي قدحاً، ثم يراش
ويركب نصله فيسمى سهماً.
قوله: " من عقد لحيته " قيل: " (1) كانوا يفعلونه في الحرب، وهو
من زي الأعاجم. وقيل معناه: معالجة الشعر ليتعقد ويتجعد، وذلك من
قبيل التوضيع والتأنيث، فلأجل ذلك نهاه- عليه السلام ".
قوله: " أو تقلد وتراً " قيل: هي التمائم التي يشدونها بالأوتار،
وكانوا يرون أنها تعصمهم من الآفات، وتدفع عنهم المكاره، فأبطل
النبي- عليه السلام ذلك. وقيل: هي الأجراس التي يعلقونها بها.
قوله: " أو استنجى برجيع " قد ذكرنا أن الرجيع العذرة والروث،
وذلك لأن النجس لا يزيل النجس.
قوله: " أو عظم " أي: أو استنجى بعظم؛ لأنه زاد الجن، وهو
بعمومه يتناول كل عظم من الميتة أو الذكي.
قوله: " فإن محمداً " جواب قوله: " من عقد
…
"، ودخل الفاء فيه
لتضمن " منْ " معنى الشرط، فانظر إلى هذه التأكيدات: الجملة الاسمية
(1) انظر: معالم السنن (1/24) .
التي تدل على الثبات، ودخول " إن " التي للتأكيد، وتقديم الظرف على
خبر المبتدأ. وحديث شيبان هذا أخرجه النسائي.
26-
ص- حدثنا يزيد بن خالد قال: ثنا مفضل، عن عياش، عن
شييم/بن بيتان، أخبره بهذا الحديث عن أبي سالم الجيشاني، عن عبد الله بن
عمرو، ويذكر ذلك وهو معه مرابط بحصن باب أليُون قال أبو داود:
حصن أليون بالفسطاط على جبل (1) . قال أبو داود: هو شيبان بن أمية،
يكنى أبا حذيفة.
ش- يزيد بن خالد ومن بعده قد ذكروا.
وأبو سالم الجيشاني يروي عن زيد بن خالد الجهني، روى عنه: بكر
ابن سوادة.
والجيشاني بالجيم وسكون الياء آخر الحروف، وبالشين المعجمة، نسبة
إلى جيشان، قبيل من اليمن (2) .
وعبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن
عمرو، وقد ذكرنا بقية نسبه عند أبيه عمرو، يكنى أبا محمد، وقيل:
أبو عبد الرحمن. أسلم قبل أبيه. روي له عن رسول الله- عليه
السلام- سبعمائة حديث، اتفقا على سبعة عشر حديثاً، وانفرد البخاري
بثمانية، ومسلم بعشرين. روى عنه: سعيد بن المسيب، وعروة بن
الزبير، ومسروق بن الأجدع، وغيرهم. مات بمكة، وقيل بالطائف،
وقيل بمصر سنة خمس وستين، وهو ابن اثنين وسبعين سنة، روى له
الجماعة (3)
(1) في سنن أبي داود: " على جبل بالفسطاط "، وانظر تخريجه في الحديث
السابق.
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (11/2417) . قلت: واسم أبي سالم:
سفيان بن هانئ.
(3)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (2/346) ، وأسد الغابة
(3/349) ، والإصابة (2/351) .
قوله: " حصن أليون بالفسطاط " الفسطاط مدينة مصر، وفي الأصل
الفسطاط بيت من شعر، ولكن سميت بها مدينة مصر؛ لأن عمرو بن
العاص لما فتحها ضرب فسطاطه على موضع الجامع المعروف به، فبنى
الجامع، وبنى المسلمون حواليه دوراً ومساجد وأسواقاً، ولم نزل مصر
- وهي الفسطاط- كرسي المملكة، حتى تولى مصر أحمدُ بنُ طولون من
جهة المعتز بالله في سنة أربع وخمسين ومائتين، فبنى له ولعسكره القطائع
في شمالي مصر، وبنى عند القطائع جامعه المعروف به في سنة تسع
وخمسين ومائتين، ثم لم يزل الأمر كذلك حتى بنيت القاهرة في سنة ثمان
وخمسين [وثلاثمائة] على يد جوهر القائد المعزي.
27-
ص- حدّثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: ثنا روحُ بنُ عُبادة قال:
ثنا زكريا بن إسحاق قال: ثنا أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
" نهانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نتمسح بعظم أو بعْرة "(1) .
ش- أحمد بن حنبل الإمام قد مضى ذكره.
وروح بن عُبادة- بضم العين، وعبادة بفتح العين لم تقع إلا في
البخاري وسنن ابن ماجه فقط- وهو: ابن العلاء بن حسان بن عمرو بن
مرثد القيسي أبو محمد البصري، من بني قيس بن ثعلبة من أنفسهم،
روى عن عمران بن حدير، وسعيد بن أبي عروبة، ومالك بن أنس،
والثوري، وشعبة، والأوزاعي وغيرهم. روى عنه: أحمد بن حنبل،
إسحاق بن راهويه، وأحمد بن منيع، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن
لمثنى، وغيرهم. روى له الجماعة (2) .
وزكرياء بن إسحاق المكي، روى عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو
ابن دينار، ويحيى بن عبد الله، روى عنه: ابن المبارك، ووكيع،
(1) في سنن أبي داود: " أو بعر "، والحديث أخرجه مسلم في كتاب الطهارة،
باب: الاستطابة (263/58) .
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (9/1930) .
9* شرح سنن أبي داوود 1
وأبو عاصم النبيل. وقال أحمد وابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة
وأبو حاتم: لا بأس به، روى له الجماعة (1) .
وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي الأسدي، مولى
حكيم بن حزام، وقد مضى ذكره.
قوله: " أن نتمسح " من باب التفعل، أشار به إلى أن لا يتكلف المسح
بالعظم والبعرة، أما العظم فلما ذكرنا، وأما البعرة فلأنها نجس، فلا
يزيل النجس. وحديث جابر هذا أخرجه مسلم.
28-
ص- حدثنا حيوة بن شريح الحمصي قال: ثنا ابن عياش، عن
يحيى بن أبي عمرو السيْباني، عن عبد الله ابن الديلمي، عن عبد الله بن
مسعود قال: " قدم وفدُ الجن على رسول اله- عليه السلام فقالوا:
يا محمدُ، انْه أمتك أن يستنجُوْا بعظمٍ، أو روثة، أو حُممة، فإن الله تعالى
جعل لنا فيها رزْقاً. قال: فنهى النبيُ- عليه السلام " (2) .
ش- حيوة قد ذكر.
وابن عياش هو: إسماعيل بن عياش بن سُليم السامي الحمصي العنسيُّ
- بالنون-، سمع شرحبيل بن مسلم، وثور بن يزيد، والأوزاعي،
ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وغيرهم. روى عنه:
ابن المبارك (3) ، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن معين، وجماعة آخرون
كثيرة، وفيه مقال كثير، توفي سنة إحدى وثمانين ومائة. روى له:
الترمذي، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه (4) .
ويحيى بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو زرعة، يكنى أبا زرعة السّيْباني
- بالسين المهملة، بعدها ياء آخر الحروف، وبعدها باء موحدة- ونسبته
(1) المصدر السابق (9/1990) .
(2)
في سنن أبي داود: " فنهى النبي- عليه السلام عن ذلك "، والحديث تفرد
به أبو داود.
(3)
مكرر في الأصل. (4) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (3/472) .
إلى سيْبان بن الغوث بن سعد الشامي الحمصي، وهو ابن عم أبي عمرو
الأوزاعي الإمام. روى عن أبيه، وعبد الله ابن الديلمي، وأبي سلام
الأسود، وغيرهم. روى عنه: الأوزاعي، وابن المبارك، وعطاء بن
أبي مسلم، وإسماعيل بن عياش، وغيرهم. وقال أحمد: ثقة. توفي
سنة ثمان وأربعين ومائة. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي،
وابن ماجه (1) .
وعبد الله بن فيروز الديلمي أبو بُسر- بالسين المهملة، وقيل:
بالمعجمة- روى عن أبيه/، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري،
وعبد الله بن عمرو، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وغيرهم. روى
عنه: يحيى بن أبي عمرو السيباني، وعروة بن رُويم، ومحمد بن سيرين،
وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. روى له: أبو داود، والترمذي،
والنسائي، وابن ماجه (2) .
وعبد الله بن مسعود بن غافل- بالغين المعجمة والفاء- ابن حبيب بن
شمْخ بن مخزوم الهذلي، يكنى أبا عبد الرحمن، شهد بدراً والمشاهد،
وهو صاحب نعل رسول الله- عليه السلام، روي له عن رسول الله
ثمانمائة حديث وثمانية وأربعون حديثاً، اتفقا منها على أربعة وستين،
وانفرد البخاري بأحد وعشرين، ومسلم بخمسة وثلاثين روى عنه:
أنس بن مالك، وأبو رافع مولى النبي- عليه السلام، وأبو موسى
الأشعري، وغيرهم من الصحابة والتابعين، نزل الكوفة، ومات بها سنة
ثلاث وثلاثين، وقيل: مات بالمدينة، وصلى عليه عثمان بن عفان،
ودفن بالبقيع، روى له الجماعة (3)
(1) المصدر السابق (31/6893) .
(2)
المصدر السابق (15/3484) ، وفيه وفي التقريب وغيرهما أن الترمذي لم يرو
له.
(3)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (2/316) ، وأسد الغابة
(3/384) ، والإصابة (2/368) .
قوله: " قدم وفد الجن " الوفد: " القوم يجتمعون ويردُون البلاد،
وواحدهم وافد، كركب وراكب، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة
أو استرفاد وانتجاع، وغير ذلك، تقول: وفد يفد فهو وافد، وأوفدته
فوفد وأوفد على الشيء فهو مُوفد إذا أشرف " (1) . والجن خلاف
الإنس، والواحد جني، سميت بذلك لأنها تبقى ولا ترى، " وأصله من
جنّ إذا ستر، ومنه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، ومنه
الجنين لاستتاره في بطن أمه، والجنة من الاجتنان وهو الستر، لتكاثف
أشجارها وتظليله بالتفاف أغصانها " (2) .
والجن ولد إبليس، والكافر منهم شيطان، ولهم ثواب وعقاب،
واختلف في دخولهم الجنة. وعن ابن عباس: " إنهم ولد الجن بني
الجان، وليسوا بشياطين، فمنهم كافر ومنهم مؤمن، ويعيشون ويموتون،
والشياطين لا يموتون إلا عند موت إبليس. وكانت هذه القضية في مكة،
لما روي عن قتادة، عن النبي- عليه السلام أنه قال: " إني أمرت أن
أقرأ على الجن، فأيكم يتبعني؟ فاتبعه عبد الله بن مسعود، فدخل صلى الله عليه وسلم
شعب الحجون، وخط على ابن مسعود خطا وقال: إياك أن تخرج من
هذا الخط، فإنك إن خرجت منه لم تلقني إلى يوم القيامة، وتوجه إليهم
يقرئهم القرآن، ويدعوهم إلى الصبح " الحديث (3) ، وكانوا من جن
نصيبين: وقال ابن عباس: من أهل نينوي. وقال مجاهد: من أهل
حران. وقال عكرمة: من حرين الموصل ابني عثر. وقال زر بن حبيش:
كانوا تسعة. وقال ابن عباس: سبعة. وقال مجاهد: ثلاثة من أهل
نجران، وأربعة من نصيبين، وهم شاحر، وناحر، ودسّ، ومسّ،
والأزد، والابنان، والأحقم.
(1) انظر: النهاية (5/209) . (2) انظر: النهاية (1/307) .
(3)
أخرجه من هذه الطريق المرسلة ابن جرير في تفسيره (26/31) ، ولأصل
الحديث طرق صحيحة متصلة، وقد جمعها الحافظ ابن كثير عند تفسير الآية
التاسعة والعشرين وما بعدها من سورة الأحقاف، فانظرها هناك.