الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعبد الله بن يحيى التوأم أبو يعقوب الثقفي المصري، ولد هو وأخوه
في بطن واحد، روى عن عبد الله بن أبي مليكة، روى عنه: عمرو بن
عون. قال يحيى: التوأم عن ابن أبي مليكة ضعيف. روى له: أبو داود،
وابن ماجه (1) .
وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، واسم أبي مليكة: زهير بن
عبد الله بن جُدْعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي
أبو بكر المكي الأحول، كان قاضياً لعبد الله بن الزبير، ومؤذناً له.
سمع عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو،
والمسور بن مخرمة، وعقبة بن الحارث، وعائشة وأسماء ابنتي أبي بكر
الصّدّيق- رضي الله عنهم. روى عنه: عطاء بن أبي رباح، وعمرو
ابن دينار، وأيوب السختياني، وابن جريج، ونافع بن عمر، والليث
ابن سعد، وغيرهم. قال أبو زرعة وأبو حاتم: مكي ثقة. توفي سنة
سبع عشرة ومائة. روى له الجماعة (2) .
قوله: " توضأ به " أصله: " تتوضأ به " فحذفت منه إحدى التاءين،
كقوله تعالى: (ناراً تلظى)(3) أصله: تتلظى.
قوله: " لكانت " أي: الفعلة التي دل عليها قوله: " فعلت "، وهذا
الحديث رد على من يقول: شرطُ الوضوء الحدث. ووجه هذا التبويب
بالاستبراء كون عمر- رضي الله عنه أتى بالماء إلى رسول الله بعد أن
بال ليتوضأ به، ويستبرئ من الحدث. وروى هذا الحديث ابن ماجه أيضاً.
***
17- باب: الاستنجاء بالماء
ولما فرغ عن بيان الاستنجاء بالأحجار ونحوها، شرع في بيان
الاستنجاء بالماء.
(1) المصدر السابق (16/3650) . (2) المصدر السابق (15/3405) .
(3)
سورة الليل: (14) .
32-
ص- حدثنا وهب بن بقية، عن خالد (1) الواسطي، عن خالد
- يعني: الحذاء- عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك: " أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً ومعه غُلام معه ميضأةٌ، وهو أصْغرُنا، فوضعها
عند السّدرة، فقضى حاجتهُ، فخرج علينا وقد استنجى بالماء " (2) .
ش- وهب بن بقية بن عثمان بن سابور- بالسين المهملة- ابن عبيد
ابن آدم بن زياد بن ضبع بن قيس بن سعد بن عبادة أبو محمد الواسطي،
يعرف ب " وهْبان "، سمع خالد بن عبد الله، وجعفر بن سليمان،
وهشيم بن بشير، ونوح بن قيس، روى عنه: مسلم، وأبو داود،
وحنبل بن إسحاق، وغيرهم، روى النسائي عن رجل عنه. ولد سنة
خمس وخمسين ومائة، ومات سنة تسع وثلاثين ومائتين (3) .
وخالد بن مهران الحذاء أبو المُنازل البصري القرشي مولاهم، وقيل:
مولى بني مجاشع، رأى أنس بن مالك، وسمع أبا عثمان النهدي،
وعطاء بن أبي ميمونة، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم. سمع منه محمد
ابن سيرين، والأعمش، ومنصور. وروى عنه: ابن جريج، والثوري،
وشعبة، وغيرهم. وقال ابن معين: ثقة. وقال أحمد: ثبت. مات سنة
ثنتين وأربعين ومائة، روى له الجماعة (4) .
(1) في الأصل: " خلف " خطأ، وإنما هو خالد بن عبد الله الواسطي.
(2)
البخاري: كتاب الوضوء، باب: حمل العنْزة مع الماء في الاستنجاء (152) ،
مسلم: كتاب الطهارة، باب. الاستنجاء بالماء من التبرز (270، 271) ،
النسائي: كتاب الطهارة، باب: الاستنجاء بالماء (1/42) .
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (31/6750) . قلت: أهمل المصنف
ترجمة خالد الواسطي، وهو خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد أبو الهيثم،
ويقال: أبو محمد الواسطي. روى عن: خالد الحذاء، وسعيد بن
أبي عروبة، وسهيل بن أبي صالح روى عنه: عبد الرحمن بن المبارك،
وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن بقية، وغيرهم. مات سنة تسع وسبعين
ومائة، روى له الجماعة، وانظر ترجمته قي: تهذيب الكمال (8/1625) .
(4)
المصدر السابق (8/1655) .
وعطاء بن أبي ميمونة البصري،/مولى أنس بن مالك، ويقال:
مولى عمران بن حصين. سمع أنس بن مالك، وأبا رافع الصائغ. روى
عنه: خالد الحذاء، وروح بن القاسم، وشعبة. وقال أبو زرعة: ثقة.
وقال أبو حاتم: يحتج بحديثه (1) . وقال ابن عدي: وفي حديثه بعض
ما ينكر عليه. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. روى له الجماعة إلا
الترمذي (2) .
قوله: " دخل حائطاً " الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه حائط،
أي: جدار، وجمعه:" الحوائط "، والحائط بمعنى الجدار، ويجمع
على حيطان.
قوله: " ميضأة " بكسر الميم، وبهمزة بعد الضاد، وهي الإناء الذي
يتوضأ به، كالركوة والإبريق ونحوهما، وقوله:" معه ميضأة " جملة
وقعت صفة لـ " غلام ".
قوله: " وهو أصغرنا " جملة وقعت حالاً عن " غلام "؛ لأن تقدير
الكلام: ودخل معه غلام، والحال أنه أصغرنا في السن في هذا الوقت.
قوله: " فوضعها عند السدرة " أي: وضع الميضأة بحضرة السدرة؛ لأن
" عند " للحضرة، و " السدرة " - بكسر السين-: شجرة النبق.
قوله: " فقضى حاجته " أي: قضى رسول الله حاجته.
قوله: " وقد استنجى بالماء " جملة فعلية وقعت حالاً، وقد علم أن
الجملة الفعلية إذا وقعت حالاً وكان فعلها ماضياً مثبتاً، لا بد فيه من " قد "
إما محققة أو مقدرة، نحو: جاء زيد قد ضحك، وقوله تعالى: (أوْ
جاءُوكُمْ حصرتْ صُدُورُهُمْ) (3) أي: قد حصرت، وذلك لأن الماضي
(1) كذا في الأصل، والذي في الجرح والتعديل (6/الترجمة 1862) ، وتهذيب
الكمال: " صالح لا يحتج بحديثه، وكان قدريا ".
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25/3942) .
(3)
سورة النساء: (90) .
من حيث إنه منقطع الوجود عن زمن الحال، مناف للحال المتصف
بالثبوت، فلا بد من " قد " ليقرب به من الحال، فإن القريب من الشيء
في حكمه، وجوز البعض الترك (1) مطلقاً إذا وجد الواو، والأصح ما
قلنا.
ويستفاد من هذا الحديث فوائد، الأولى: استحباب التباعد لقضاء
الحاجة عن الناس.
والثانية: الاستتار عن أعين الناظرين.
والثالثة: جواز استخدام الرجل الفاضل بعض أصحابه في حاجته.
والرابعة: استحباب خدمة الصالحين وأهل الفضل، والتبرك بذلك (2) .
والخامسة: جواز استخدام الصغار.
والسادسة: جواز الاستنجاء بالماء، واستحبابه، ورجحانه على
الاقتصار على الحجر. وقد اختلف الناس في هذه المسألة، والذي عليه
الجمهور من السلف والخلف أن الأفضل أن يجمع بين الماء والحجر، فإن
اقْتصر اقْتصر على أيهما شاء، لكن الماء أفضل، لأصالته في التنقية، وقد
قيل: إن الحجر أفضل. وقال ابن حبيب المالكي: لا يجزئ الحجر إلا
لمن عدم الماء. وحديث أنس هذا أخرجه البخاري ومسلم.
33-
ص- حدثنا محمد بن العلاء قال: أنا معاوية بن هشام، عن يونس
ابن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
عن النبي- عليه السلام قال: " نزلتْ هذه الآية في أهل قُباء: (فيه رجال
(1) في الأصل: " ترك ".
(2)
ليس ثمة دليل على جواز التبرك بأهل الفضل والصلاح، بل السلف- رحمهم
الله- على خلاف ذلك، وما ورد من تبرك الصحابة- رضوان الله عليهم-
بوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ونخامته وغير ذلك، فهو أمر يقيني، وأما الصلاح
والتقوى في حق غيره فهو ظني، ولا يقاس ظني على يقيني، ولو كان ذلك
جائزا لفعله صحابته- رضوان الله عليهم- بعضهم مع بعض! والله أعلم.
يُحبُّون أن يتطهرُوا ((1) قال: " كانُوا يستنجُون بالماء، فنزلتْ فيهم هذه
الآيةُ " (2) .
ش- محمد بن العلاء بن كريب أبو كريب الهمداني الكوفي، وقد
ذكرناه.
ومعاوية بن هشام أبو الحسن القصار الكوفي، سمع ابن عيينة (3) ،
وحمزة الزيات، وشريك بن عبد الله، وغيرهم. روى عنه: أبو بكر
وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وغيرهم. قال ابن معين: صالح
وليس بذاك. وقال أبو حاتم: هو أقوى حديثاً من يحيى بن يمان، وهو
صدوق، روى له الجماعة إلا البخاري (4)
ويونس بن الحارث الطائفي، روى عن: أبي بردة بن أبي موسى،
وأبي عون، وإبراهيم بن أبي ميمونة، روى عنه: وكيع بن هشام،
ووكيع بن الجراح، ْ وأبو عاصم النبيل، وغيرهم. وقال ابن معين: كان
ضعيفاً، وكان أحمد بن حنبل يضعفه. وقال ابن عدي: ليس به بأس.
روى له: الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه (5) .
وإبراهيم بن أبي ميمونة روى عن أبي صالح السمان، روى عنه يونس
ابن الحارث، روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه (6)
ووأبو صالح ذكوان قد مر.
قوله: " في أهل قُباء " بضم القاف، وتخفيف الباء المقصورة، وقال
صاحب " المطالع ": قبا على ثلاثة أميال من المدينة، وأصله أسم بئر
(1) سورة التوبة: (108) .
(2)
الترمذي: كتاب تفسير القران، باب: ومن سورة التوبة (3100) ، ابن
ماجه: كتاب الطهارة، باب: الاستنجاء بالماء (357) .
(3)
كذا، والذي في تهذيب الكمال وغيره:" سفيان الثوري "، ولم أره فيمن
روى عن ابن عيينة في ترجمته، وإنما وجدته في ترجمة سفيان الثوري فيمن
روى عنه، والله أعلم.
(4)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (28/ 6067) .
(5)
المصدر السابق (32/7173) . (6) المصدر للسابق (2/259) .