الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والنسائي، وفي لفظ البخاري: " ثم خرج إلينا ورأسه تقطر، فكبر
فصلينا معه "، وفي لفظ لمسلم: " حتى خرج إلينا وقد اغتسل فنطف
رأسُه ماء، فكبر فصلى بنا "، وهذا رواية البخاري ومسلم تنطق بأنه كبر
بعد أن جاء، فدل على أنه ما كبر أولاً، ولا يلزم أن يكون الشروع مرتين،
وهذا غير مفيد؛ لأنه لا يخلو إما أن يكون أفسد الشروع الأول أو لا،
فإن أفسده فهو يساعدنا على الخصم، وإن لم يفسده فلا فائدة في الشروع
الثاني، والنبي- عليه السلام ما يصدر منه شيء غير مفيد شرعاً؛ لأن
أقواله وأفعاله وأحواله جميعها شرعٌ فافهم، فإنه كلام دقيق، وبيان حقيق.
***
85- باب: الرجل يجد البلة في منامه
أي: هذا باب في بيان حكم الرجل الذي يجد البلل في منامه.
" البلة " بكسر الباء: النداوة، ص وبالضم: ابتلال الرّطب، وبالفتح: الريح
الذي فيها بلل.
221-
ص- حدثنا قتيبة بن سعيد قال: نا حماد بن خالد الخياط، قال:
[حدثنا] عبد الله العُمري، عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة قالت:
سُئل النبيُ- عليه السلام عن الرجل يجدُ البلل ولا يذكُرُ احتلاماً؟ قال:
يغتسلُ. وعن الرجل يرى أنْ قد احتلم، ولا يجدُ البلل؟ قال: لا غُسْل
عليه. فقالت أمُ سُليم: المرأةُ ترى ذلك، أعليها الغُسلُ؟ قال: " نعم، إنما
النساءُ شقائقُ الرجال " (1) .
ش- حماد بن خالد الخياط، أبو عبد الله القرشي البصري، سكن
بغداد، وأصله مدني. سمع: مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وعبد الله
ابن عمر العمري، ومعاوية بن صالح. روى عنه: أحمد بن حنبل،
ويحيى بن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، وغيرهم. قال ابن معين:
(1) الترمذي: كتاب الطهارة، باب: ما جاء فيمن تستيقظ فترى بللاً (113) ،
ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: من احتلم ولم ير بللاً (612) .
صالح الحديث، ثقة. وقال أبو زرعة: شيخ ثقة روى له الجماعة إلا
البخاري (1) .
وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد
الرحمن القرشي العدوي، أخو عبيد الله وإخوته، سمع: نافعاً مولى ابن
عمر، وخبيب بن عبد الرحمن، وأبا الزبير، والقاسم بن غنام البياضي،
والزهري، وغيرهم. روى عنه: منصور بن سلمة الخزاعي، وقراد أبو نوح،
وأبو نعيم، ووكيع، وغيرهم. وقال ابن المديني: ضعيف. وعن ابن
معين: ليس به بأس، يكتب حديثه. وعن أحمد بن حنبل: صالح، وعن
صالح بن محمد: لين، مختلط الحديث. توفي بالمدينة سنة إحدى وسبعين
ومائة. روى له الجماعة إلا البخاري، ورواية مسلم عنه مقروناً (2)
وعبيد الله هو أخو عبد الله المذكور، وقد ذكرناه، والقاسم بن محمد
ابن أبي بكر الصديق ذكر.
وأم سُليم بنت ملحان بن خالد بن زيد، أم أنس بن مالك الأنصارية،
يقال: اسمها: سهْلة، ويقال: رُميلة، ويقال: أنيفة، ويقال: رُميثة،
ويقال: الرميصاء. رُوي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر حديثاً،
اتفقا على حديث واحد، وللبخاري آخر، ولمسلم حديثان. روى عنها:
ابنها أنس، وعبد الله بن عباس. روى لها: أبو داود، والترمذي،
والنسائي (3) .
قوله: " ولا يذكر احتلاماً " الاحتلام من الحلم، وهو عبارة عما يراه
النائم في نومه من الأشياء، يقال: حلم- بالفتح- إذا رأى، وتحلّم إذا
ادعى الرؤيا كاذباً.
قوله: " أعليها " الهمزة للاستفهام.
قوله: " شقائق الرجال " /أي: نظائرهم وأمثالهم في الأخلاق
والطباع، كأنهن شققن منهم، ولأن حواء خلقت من آدم عليهما السلام،
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (7 / 1479) . (2) المصدر السابق (15/ 3440) .
(3)
انظر ترجمتها في: الاستيعاب بهامش الإصابة (4/455) ، وأسد الغابة
(7/345) ، والإصابة (4/461) .