الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ص- قال أبو داود: الوليد بن زوران روى عنه الحجاج بن الحجاج،
وأبو المليح الرقي.
ش- هذه ليست بموجودة في النسخ الصحيحة، وحجاج بن الحجاج
الأحول البصري الباهلي.
***
/
50- باب: المسح على العمامة
أي: هذا باب في بيان المسح على العمامة.
135-
ص- حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: نا يحيى بن سعيد،
عن ثور، عن راشد بن سعد، عن ثوبان قال: " بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (1)
سريةً فأصابهُمُ البردُ، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يمْسحُوا على
العصائب والتساخين " (2) .
ش- يحيى بن سعيد القطان، وثور بن يزيد قد ذُكرا.
وراشد بن سعد المقرائي، ويقال: الحُبْراني. سمع: معاوية بن
أبي سفيان وشهد معه صفين، وثوبان مولى رسول الله- عليه السلام،
ويعلى بن مرة، وأبا أمامة الباهلي. روى عن: أنس بن مالك، وعمرو
ابن العاص، وغيرهما من الصحابة والتابعين. روى عنه: ثور بن يزيد،
وحريز بن عثمان، ومعاوية بن صالح، وغيرهم. قال أحمد: لا بأس
به. وقال ابن معين: ثقة. مات سنة ثمان ومائة. روى له: أبو داود،
والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (3) .
وثوبان بن بُجدد مولى النبي- عليه السلام قد ذكر.
قوله: " سرية " السرية: طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، تبعث
إلى العدو، وجمعها:" السرايا "، سموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة
(1) في الأصل: " عليه وسلم ".
(2)
تفرد به أبو داود.
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (9/1826) .
العسكر وخيارهم من الشيء السري النفيس، وقيل: سموا بذلك لأنهم
ينفذون سرا وخفية، وهذا ليس بشيء لأن لام السر " راء "، وهذه "ياء".
قوله: " على العصائب " العصائب: العمائم، سميت بذلك لأن
الرأس يعصب بها، وكل ما عصبت به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة
فهو عصابة.
قوله: " والتساخين "(1) التساخين: الخفاف، ويقال: أصل ذلك:
كل ما تسخن به القدم من خُف وجورب ونحوهما، ولا واحد للتساخين
من لفظها، وقيل: واحدها: تسْخان، وتسخن، وتسخن، والياء فيها
زائدة. وذكر حمزة الأصفهاني (2) أن التّسخان فارسي معرب " تثْكن "،
وهو اسم غطاء من أغطية الرأس، كان العلماء والموابذةُ يأخذونه على
رؤوسهم خاصة دون غيرهم. وقال: من تعاطى تفسيره هو الخفُ لم
يعرف فارسيته " (3) .
" (4) وقد اختلف أهل العلم في المسح على العمامة، فذهب إلى
جوازه جماعة من السلف. وقال به من فقهاء الأمصار: الأوزاعي،
وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور، وداود. وقال أحمد:
قد جاء ذلك عن النبي- عليه السلام من خمسة أوجه، وشرط من
جوّز المسح على العمامة أن يعتم الماسح عليها بعد كمال الطهارة، كما
يفعله من يريد المسح على الخفين. وروي عن طاوس أنه قال: " لا يمسح
على العمامة التي تجعل تحت الذقن، وأبى المسح على العمامة أكثر الفقهاء،
وتأولوا الخبر في المسح على العمامة على معنى أنه كان يقتصر عل مسح
بعض الرأس، فلا يمسحه كله مقدمه ومؤخره، ولا ينزع عمامته عن رأسه
(1) انظر: النهاية في غريب الحديث (2/352) .
(2)
في الأصل: " الأصهاني "، وهو صاحب كتاب الموازنة.
(3)
إلى هنا انتهى النقل من النهاية.
(4)
انظر: معالم السنن (1/49) .
ولا ينقضها، وجعلوا خبر المغيرة بن شعبة (1) كالمفسر له، وهو أنه
وصف وضوءه ثم قال: " ومسح بناصيته وعلى عمامته " فوصل مسح
الناصية بالعمامة، وإنما وقع أداء الواجب في مسح الرأس بمسح الناصية،
إذ هي جزء من الرأس، وصارت العمامة تبعاً له، كما روي: أنه مسح
أسفل الخف وأعلاه، ثم كان مسح الواجب (2) في ذلك مسح أعلاه،
وصار مسح أسفله كالتبع له، والأصل: أن الله فرض المسح، وحديث
ثوبان محتمل للتأويل، فلا يترك الأصل المتيقن وجوبه بالحديث المحتمل،
ومن قاسه على مسح الخفين فقد أبعد؛ لأن الخفّ يُشق خلعه ونزعه،
ونزع العمامة لا يشق " (3) . وهنا جواب آخر: أنه يجوز أن يكون هذا
من قبيل ذكر الحال، وإرادة المحل، ذكر العصائب وأراد ما تحويه
العصائب مجازاً.
136-
ص- حدثنا أحمد بن صالح قال: نا ابن وهب، قال: حدثني
معاوية بن صالح، عن عبد العزيز بن مسلم، عن أبي معقل، عن أنس بن
مالك قال: " رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وعليه عمامةٌ قطريةٌ، فادخل يده
من تحت العمامة، فمسح مُقدم رأسه، ولم ينقض العمامة " (4) .
ش- أحمد بن صالح أبو جعفر المصري يعرف بابن الطبري، كان أبوه
من أهل طبرستان من الجند، وكان أحد الحُفاظ المبرزين، والأئمة
المذكورين. سمع: ابن عيينة، وعبد الله بن وهب، وإبراهيم بن
الحجاج، وغيرهم. روى عنه: ابن المثنى، والبخاري، والترمذي،
وأبو داود، وأبو زرعة، وغيرهم. وقال البخاري: ثقة صدوق. توفي
في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين/ومائتين (5) .
وعبد العزيز بن مسلم: أبو زيد القسْملي مولاهم الخُراساني المرْوزي،
(1) يأتي برقم (139) .
(2)
في معالم السنن: " ثم كان الواجب ".
(3)
إلى هنا انتهى النقل من معالم السنن.
(4)
ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: ما جاء في المسح على العمامة (564) .
(5)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (1/49) .