الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بمعنى المطهر ويكون المعنى: يعتدون في الماء، بأن يكثروا صبه وسكبه.
وأخرجه ابن ماجه مقتصراً منه على الدعاء. وأخرجه الحاكم في " مستدركه "
عن أبي بكر بن إسحاق، عن محمد بن أيوب، عن موسى بن إسماعيل،
وأشار إلى صحته. وأخرجه البيهقي في " سننه " عنه، وابن حبان في
" صحيحه "، وصحّحه النووي في " شرحه ".
فإن قلت: الجُريري مشهور بالاختلاط، اختلط أيام الطاعون، وذلك
عام اثنتين وثلاثين ومائة 0 قلنا: أبو داود إمام عظيم الشأن، وسكت على
هذا، فدل على كونه مأخوذاً عن الجُريري قبل الاختلاط، وأيضاً فإن
حماد بن سلمة إمام ورع من شيوخ الإسلام، فلا يعتقد أنه يحدث عنه
بشيء سمعه منه بعد الاختلاط.
***
40- باب: الوضوء من آنية الصُّفْر
أي: هذا باب في بيان الوضوء من آنية الصُّفر- بضم الصاد وسكون
الفاء- وقال في الصحاح: " الضُفر بالضم: الذي يعمل منه الأواني،
ويقال: الشبه هو الصُفر، سمي به لأنه يشبه الذهب، ويعلم من هذا أن
الصفر النحاس الأصفر ".
87-
ص- حدّثنا موسى بن إسماعيل قال: نا حماد، قال: أخبرني
صاحب لي، عن هشام بن عروة: أن عائشة- رضي الله عنها قالت:
" كُنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله- عليه السلام في توْرٍ من شبهٍ "(1) .
ش- أخرج الشيخ هذا الحديث من طريقين: أحدهما: منقطعة وفيها
مجهول. والأخرى: متصلة وفيها مجهول.
قوله: " ورسولُ الله " عطف على " أنا "، وقد مر نظيره مع الكلام فيه.
قوله: " في توْرٍ " التًوْرُ بفتح التاء المثناة من فوق، وسكون الواو وفي
(1) تفرد به أبو داود.
آخره راء: إناء من صُفر أو حجارة كالإجانة وقد يتوضأ منه، وكلمة " في "
هاهنا بمعنى " من " أي: من تور، وقد ذكر مثل هذا مرةً.
قوله: " من شبه " بيان للتور، والشبه بفتح الشن المعجمة، والباء
الموحدة المخففة: هًو الصفر كما ذكرنا. ويستفاد من هذا الحديث فائدتان،
الأولى: جواز اغتسال الرجل والمرأة من إناء واحد. والثانية: جواز
استعمال الأواني من النحاس.
88-
ص- حدثنا محمد بن العلاء: أن إسحاق بن منصور حدثهم،
عن حماد بن سلمة، عن رجل، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة- رضي الله
عنها- عن النبي- عليه السلام نحوه (1) .
ش- إسحاق بن منصور السلولي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي.
سمع إبراهيم بن سعد، وأسباط بن نصر، وداود الطائي، وغيرهم.
روى عنه: أبو كريب، وأبو نعيم، وعباس الدوري، وغيرهم 0 قال
ابن معين: ليس به بأس. مات سنة خمس ومائتْين. روى له
الجماعة (2) .
وهشام هو ابن عروة.
واعلم أن الرجل المبهم الذي بيْن حماد بن سلمة وهشام بن عروة (3)
قد فُسّر في رواية البيهقي وغيره لهذا الحديث من رواية حوثرة بن أشرس،
عن حماد بن سلمة، عن شعبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة- رضي الله عنها قالت: " كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في تور
من شبه يبادرني وأبادره " تبين أن الرجل المبهم شعبة. وحوثرة بالحاء
المهملة وًالثاء المثلثة، ثقة مشهور، ذكره ابن حبان في " الثقات ".
قوله: " نحوه " أي: الحديث المذكور.
(1) تفرد به أبو داود.
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (2/384) .
(3)
في الأصل: " هشام بن سلمة " خطأ.
89-
ص- حدثنا الحسن بن عليّ قال: نا أبو الوليد وسهل بن حماد
قالا: نا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه،
عن عبد الله بن زيد قال: " جاءنا رسولُ الله- عليه السلام فأخرجنا له ماءً
في تورٍ [من صفرٍ](1) فتوضأ " (2)
ش- الحسن بن علي الخلال، وقد ذُكر.
وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري. سمع شعبة،
والحمادين، وابن عيينة، وغيرهم. روى عنه: البخاري، وأبو زرعة،
وأبو حاتم، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم. قال أبو حاتم: إمام فقيه
ثقة حافظ. مات سنة سبع وعشرين ومائتين. روى له الجماعة (3) .
وسهل بن حماد أبو عتاب الدلال البصري العنْقزي بعين مهملة
ونون وقاف وزاي 0 سمع شعبة، وأبا مكين نوح بن ربيعة، وعيسى بن
عبد الرحمن السلمي. روى عنه: عديّ-بن المديني، ونصر بن علي،
وعمرو ابن علي (4)، وغيرهم. قال أحمد: لا باس به. وقال أبو زرعة
وأبو حاتم: صالح الحديث. روى له الجماعة إلا البخاري (5) .
وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ميمون الماجشون أبو عبد الله
المدني/الفقيه، سكن بغداد. سمع محمد بن المنكدر، والزهري،
وعمه يعقوب بن [أبي] سلمة، ووهب بن كيسان، وعمرو بن أبي عمرو
(1) ساقط من سنن أبي داود.
(2)
البخاري: كتاب الوضوء، باب: مسح الرأس كله (185)، مسلم: كتاب
الطهارة، باب آخر في صفة الوضوء (18/235)، الترمذي: كتاب الطهارة،
باب: المضمضة والاستنشاق (28)، النسائي: كتاب الطهارة، باب: حد
الغسل (1/71)، ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: ما جاء في مسح الرأس
(434)
.
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (30/6584) .
(4)
في الأصل: " عُمر بن علي " حطأ، وإنما هو " الفلاس ".
(5)
المصدر السابق (12/2608) .
[و] جماعة آخرين. روى عنه: الليث بن سعد، ووكيع بن الجراح،
وأبو داود الطيالسي، وغيرهم. قال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة. مات
ببغداد سنة أربع وستين ومائة. روى له الجماعة (1) .
وعمرو بن يحيى بن عُمارة بن أبي الحسن الأنصاري المازني المدني،
روى عن أبيه، وعباد بن تميم، ومحمد بن يحي بن حبان، وعباس بن
سهل، وغيرهم. روى عنه: أيوب السختياني، ويحيى بن أبي كثير،
وابن جريج، وشعبة، والثوري، وابن عيينة، وعبد العزيز بن أبي سلمة،
وغيرهم. وقال أبو حاتم: ثقة. روى له الجماعة (2) .
ويحيى بن عمارة الأنصاري سمع أبا سعيد الخدري، وعبد الله بن زيد
ابن عاصم المازني. روى عنه ابنه عمرو، والزهري، ومحمد بن يحيى،
وغيرهم. قال عبد الرحمن بن خراش: ثقة. روى له الجماعة (3) .
وعبد الله بن زيد بن عاصم بن [كعب] بن عمرو بن عوف المازني
الأنصاري المدني، رويا له ثمانية أحاديث. روى عنه: سعيد بن المسيب،
وابن أخيه عباد بن تميم، ويحيى بن عُمارة، وواسع بن حبان. قُتل
بالحرة سنة ثلاث وستين، وهو ابن سبعين سنة. روى له الجماعة (4) .
قوله: " فتوضأ " أي: منه، وفي رواية ابن ماجه:" فتوضأ به "(5)
وكذا في رواية ابن أبي شيبة، وروى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير،
عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: " أنه كان لا يشرب في قدح
من صُفْر، ولا يتوضأ فيه ". وروى أيضاً عن وكيع قال: ثنا سفيان،
عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: " أنه كان يكره الصُّفْر، وكان لا
يتوضأ فيه ". وهذا محمول على أنه إنما كرهه لأنه كان يكره رائحة الصُفْر.
(1) المصدر السابق (18/3455) .
(2)
المصدر السابق (22/4475) .
(3)
المصدر السابق (31/6889) .
(4)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (2/312) ، وأسد الغابة
(3/250) ، والإصابة (2/302) .
(5)
(471) .