المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌61- باب: الوضوء من القبلة - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ١

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌مُقدّمة

- ‌ترجمة بدر الدين العيني

- ‌ما ألف على كتاب السنن لأبي داود

- ‌كتاب السنن وأقوال الأئمة فيه

- ‌رواة كتاب السنن لأبي داود عنه

- ‌شرط الإمام أبي داود في كتابه

- ‌ اختياره أحد الحديثين الصحيحين لقدم حفظ صاحبه (3) :

- ‌ قلة أحاديث الأبواب:

- ‌ إعادة الحديث:

- ‌ اختصار الحديث:

- ‌ المرسل والاحتجاج وبه:

- ‌ ليس في الكتاب حديث عن متروك:

- ‌ يبين المنكر:

- ‌ موازنة بينه وبين كتب: ابن المبارك ووكيع ومالك وحماد:

- ‌ جمعه السنن واستقصاؤه:

- ‌ يبين ما فيه وهن شديد:

- ‌ المسكوت عنه صالح:

- ‌ استقصاؤه:

- ‌ قيمته ومقداره:

- ‌ أحاديث كتابه أصول المسائل الفقهية:

- ‌ آراء الصحابة:

- ‌ جامع سفيان:

- ‌ أحاديث السنن مشاهير ولا يحتج بالغريب:

- ‌ قد يوجد المرسل والمدلس عند عدم وجود الصحاح:

- ‌ حكم المراسيل:

- ‌ عدد أحاديث كتابه:

- ‌ منهجه في الاختيار:

- ‌ اقتصاره على الأحكام:

- ‌إثبات نسبة الكتاب إلى الشارح

- ‌نماذج النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق النص

- ‌1 - كتاب الطهارة

- ‌1- باب: الرخصة في ذلك

- ‌2- باب: كيف التكشفُ عند الحاجة

- ‌3- باب: كراهية الكلام على الخلاء

- ‌4- ص- باب: في الرجل يرد السلام وهو يبول

- ‌8- باب: البول قائماً

- ‌9- باب: الرجل يبول في الإناء يضعه عنده بالليل

- ‌10- باب: المواضع التي نهي عن البول فيها

- ‌11- باب: ما يقول إذا خرج من الخلاء

- ‌12- باب: كراهية مس الذكر في الاستبراء باليمنى

- ‌13- باب: الاستتار في الخلاء

- ‌14- باب: ما ينهى عنه أن يستنجى به

- ‌15- باب: الاستنجاء بالأحجار

- ‌16- باب: في الاستبراء

- ‌17- باب: الاستنجاء بالماء

- ‌18- باب: الرجل يدلك يده با لأرض إذا استنجى

- ‌19- باب: السواك

- ‌20- باب: كيف يستاك

- ‌22- باب: غسْل السواك

- ‌23- باب: السواك من الفطرة

- ‌24- باب: السواك لمن قام من الليل

- ‌25- باب: فرض الوضوء

- ‌26- باب: الرجل يجدد الوضوء من غير حدث

- ‌27- باب: ما ينجس الماء

- ‌28- باب: في بئر بُضاعة

- ‌29- باب: البول في الماء الراكد

- ‌30- باب: الوضوء بسؤر الكلب

- ‌31- باب: سؤر الهر

- ‌32- باب: الوُضوء بفضل وضوء المرأة

- ‌33- باب: النهي عن ذلك

- ‌34- بابُ: الوضوء بماء البحر

- ‌35- باب: الوضوء بالنبيذ

- ‌36- باب: الرجل يصلي وهو حاقن

- ‌37- باب: ما يجزئ من الماء في الوضوء

- ‌38- باب: في إسباغ الوضوء

- ‌39- باب: الإسراف في الوضوء

- ‌40- باب: الوضوء من آنية الصُّفْر

- ‌41- باب: التسمية عند الوضوء على الوضوء

- ‌42- باب: في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها

- ‌43- باب: في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌44- باب: الوضوء ثلاثاً ثلاثاً

- ‌45- باب: الوضوء مرتين

- ‌46- باب: الوضوء مرّة مرّة

- ‌47- باب: الفرق بين المضمضة والاستنشاق

- ‌48- باب: في الاستنثار

- ‌49- باب: تخليل اللحية

- ‌50- باب: المسح على العمامة

- ‌51- باب: غسل الرجل

- ‌52- باب: المسح على الخفين

- ‌53- باب: التوقيت في المسح

- ‌54- باب: في المسح على الجوربين

- ‌55- باب: كيف المسحُ

- ‌56- باب: في الانتضاح

- ‌57- باب: ما يقول الرجل إذا توضأ

- ‌58- باب: الرجل يُصلي الصلوات بوضوء واحد

- ‌59- باب: في تفريق الوضوء

- ‌60- باب: إذا شك في الحدث

- ‌61- باب: الوضوء من القُبلة

- ‌62- باب: في الوضوء من مس الذكر

- ‌63- باب: الرخصة في ذلك

- ‌64- باب: الوضوء من لحوم الإبل

- ‌65- باب: الوضوء من مس اللحم النّيء وغسله

- ‌66- باب: ترك الوضوء من مس الميتة

- ‌68- باب: الوضوء من اللبن

- ‌69- باب الوضوء من الدم

- ‌70- باب: الوضوء من النوم

- ‌71- باب: الرجل يطأ الأذى

- ‌72- باب: فيمن يحدث في صلاته

- ‌73- باب: في المذي

- ‌74- باب: في الإكسال

- ‌75- باب: الجنب يعود

- ‌76- باب: الوضوء لمن أراد أن يعود

- ‌77- باب: الجنب ينام

- ‌78- باب: الجنب يأكل

- ‌79- باب: من قال الجنب يتوضأ

- ‌80- باب: الجنب يؤخر الغسل

- ‌81- باب: الجنب يقرأ

- ‌82- باب: الجنب يصافح

- ‌83- باب: الجنب يدخل المسجد

- ‌84- باب: في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسي

- ‌85- باب: الرجل يجد البلة في منامه

- ‌86- باب: المرأة ترى ما يرى الرجل

- ‌87- باب: مقدار الماء الذي يجزئ به الغسل

- ‌88- باب: الغسل من الجنابة

الفصل: ‌61- باب: الوضوء من القبلة

أحدُكُم في الصلاة فوجد حركةً في دُبُره، أحدث أو لم يحدث، فأشكل

عليه، فلا ينصرفْ حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً " (1) .

ش- حماد بن سلمة.

وسهيل بن أبي صالح، واسم أبي صالح: ذكوان السمان الكوفي

أبو يزيد الغطفاني الكوفي، مولى جويرية بنت الأحْمس، أخو محمد

وعبد الله وصالح. سمع: أباه، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد،

وغيرهم. روى عنه: يحيى الأنصاري، ومالك بن أنس، وسليمان بن

بلال، والثوري، وشعبة، وابن عيينة، وغيرهم. وقال ابن معين:

ليس حديثه بحجة. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال أحمد بن

عبد الله: ثقة. روى له الجماعة إلا البخاري (2) .

قوله: " فأشكل عليه " الضمير الذي في " أشكل " يرجع إلى الحدث

الذي دل عليه قوله: " أحدث " والمعنى: أشكل عليه/هل وجد أم لا،

فلا ينصرف من الصلاة؛ لأن اليقين لا يزول بالشك إلا إذا تيقن الحدث

فح (3) ينصرف ويتوضأ، ثم هل يبني على ما مضى أو يستأنف، فعندنا:

له أن يبني، وعند الشافعي، ومالك، وأحمد يستأنف، وهو الأفضل

عندنا. وهذا الحديث أخرجه مسلم والترمذي بنحوه.

***

‌61- باب: الوضوء من القُبلة

أي: هذا باب في بيان الوضوء من قُبلة الرجل زوجته.

(1) مسلم: كتاب الحيض، باب: الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في

الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك (362)، الترمذي: كتاب الطهارة، باب:

ما جاء في الوضوء من الريح (75) .

(2)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (12/2629) .

(3)

كذا، وهي بمعنى:" فحينئذ ".

ص: 409

165-

ص- حدثنا محمد بن بشار قال: نا يحيي وعبد الرحمن قالا: نا

سفيان، عن أبي روْق، عن إبراهيم التيمي، عن عائشة- رضي الله عنها:

" أن النبي- عليه السلام قبلها ولم يتوضأ "(1) .

ش- محمد بن بشار هو بُندار، ويحيى بن سعيد القطان،

وعبد الرحمن بن مهدي اللؤلؤ، وسفيان الثوري.

وأبو روق عطية (2) بن الحارث الهمداني، الكوفي. سمع:

السبيعي، وأبا إسحاق الشيباني، وإبراهيم التيمي، وعبيد الله بن خليفة.

روى عنه: الثوري، وأبو أسامة، وعبد الواحد بن زياد، وبشر بن

عُمارة، وشريك بن عبد الله النخعي. قال أحمد: ليس به بأس. وقال

ابن معين: صالح. وقال أبو حاتم: صدوق. روى له: أبو داود،

والنسائي، وابن ماجه (3) .

وهذا الحديث حُجّة على من يرى الوضوء على من لمس المرأة، فإن

النبيّ- عليه السلام قبل عائشة- رضي الله عنها ولم يتوضأ.

والتقبيل أبلغ من اللمس.

ص- قال أبو داود: إبراهيم التيمي لم يسمع عن عائشة شيئاً، هو مرسل.

قال: وكذا رواه الفريابي وغيره (4) .

ش- قال الدارقطني: وقد روى هذا الحديث معاويةُ بن هشام، عن

الثوري، عن أبي روق، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عائشة

رضي الله عنها فوصل إسناده. ومعاوية هذا أخرج له مسلم في

" صحيحه "، فزال بذلك انقطاعه. وذكر البيهقي هذا الحديث ثم قال:

وأبو روق ليس بقوي، ضعفه ابن معين وغيره.

(1) النسائي: كتاب الطهارة، باب: ترك الوضوء من القُبلة (1/104) .

(2)

في الأصل: " عطاء " خطا.

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (20/3955) .

(4)

زيد في سنن أبي داود بين معقوفتين: " قال أبو داود: مات إبراهيم التيمي

ولم يبلغ أربعين سنة، وكان يكنى أبا أسماء ".

ص: 410

قلت: أبو روق أخرج له الحاكم في " المستدرك ". وقال أحمد: ليس

به بأس. وقال ابن معين: صالح. وقال أبو حاتم: صدوق كما ذكرنا.

وقال أبو عمر: قال الكوفيون: هو ثقة لم يذكره أحد بجرحة، ومراسيل

الثقات عندهم حجة.

قوله: " إبراهيم التيمي لم يسمع عن عائشة شيئاً " قال عبد الغني في

ترجمته: إبراهيم بن محمد بن طلحة القرشي التيمي سمع: أبا أسيد

الساعدي، وعبد الله بن عمرو، وأبا هريرة، وعائشة أم المؤمنين كما

ذكرناه مرة.

قوله: " وكذا رواه الفريابي وغيره " هو محمد بن يوسف بن واقد

الفريابي أبو عبد الله الضبي مولاهم، سكن قيسارية الشام، أدرك

الأعمش، وروى عنه، وعن إبراهيم بن أبي عبلة، وجرير بن حازم

والأوزاعي، والثوري، وابن عيينة، وجماعة آخرين. وروى عنه:

أحمد بن حنبل، وإسحاق بن منصور، ودُحيم، وإبراهيم بن الوليد،

وجماعة آخرون. قال النسائي وأبو حاتم: هو ثقة. توفي في شهر ربيع

الأول سنة اثنتي عشرة ومائتين. روى له الجماعة (1) .

166-

ص- وثنا عثمان بن أبي شيبة قال: ثنا وكيع قال: ثنا الأعمش،

عن حبيب، عن عروة، عن عائشة: " أن النبي- عليه السلام قبل امرأةً من

نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ ". قال عروة: فقلتُ لها: من هي

إلا أنت؟ فضحكتْ " (2) .

ش- حبيب هو ابن أبي ثابت قيس بن دينار، وقد ذكرناه، وعروة بن

الزبير بن العوام.

(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (27/5716) .

(2)

الترمذي: كتاب الطهارة، باب: ما جاء في ترك الوضوء من القبلة (86) ،

ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها، باب: الوضوء من القبلة (502) .

ص: 411

] 1/63 حب

قوله: " من هي إلا أنت؟ " كلمة " من " هاهنا استفهامية، والتقدير:

ما كانت المُقبلةُ إلا أنت.

وقوله: " فضحكت " يدل على أن التي قبّلها- عليه السلام هي

عائشة؛ لأن الضحك في مثل هذا الموضع تقرير لكلام السائل، كما في

استئذان البكر إذا ضحكت يكون إذناً؛ لأنه دليل الرضا، وهذا الحديث

أيضاً حجة للحنفية على خصومهم.

ص- قال أبو داود: هكذا رواه زائدة وعبد الحميد الحمّاني، عن سليمان

الأعمش.

ش- زائدة بن قدامة الثقفي، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الكوفي

أبو يحيى الحمّاني نسبة إلى حمّان من بني تميم- بالحاء المهملة المكسورة

وتشديد الميم- سمع: الأعمش، والثوري، وأبا عمرو النضر بن

عبد الرحمن الخزاز. روى عنه: عمرو بن عليّ، وأحمد بن سنان

العطار، وأبو سعيد الأشج، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة وأبوه ثقة.

/توفي سنة ثنتين ومائتين. روى له الجماعة (1) .

167-

ص- حدثنا إبراهيم بن مخلد الطالقاني قال: ثنا عبد الرحمن

- يعني ابن مغراء- قال: ثنا الأعمش قال: أنا أصحاب لنا عن عروة المزني،

عن عائشة بهذا الحديث (2) .

ش- إبراهيم بن مخلد الطالقاني، روى عن عبد الرحمن بن مغراء (3)

وغيره. روى عنه أبو داود (4) . والطالقاني بفتح اللام.

وعبد الرحمن بن مغراء بن الحارث بن عياض بن عبد الله بن وهب

الكوفي أبو زُهير، ولي قضاء الأردن. سمع: إسماعيل بن أبي خالد،

ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش، ومحمد بن سوقة، وغيرهم.

(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (16/3725) .

(2)

انظر الحديث السابق.

(3)

في الأصل: " عبد الرحمن معن " خطأ.

(4)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (2/241) .

ص: 412

روى عنه: محمد بن المبارك الصوري، وفيض بن الوثيق، ويوسف بن

موسى القطان، ومحمد بن عائذ الدمشقي، وغيرهم. قال أبو زرعة:

صدوق. وقال ابن المديني: ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ستمائة

حديث، تركناه لم يكن بذاك. وقال ابن عدي: هو من جملة الضعفاء.

روى له: أبو داود، والترمذي (1) .

وعروة المزني روى عن عائشة أم المؤمنين، روى عنه حبيب بن

أبي ثابت، روى له أبو داود (2) .

قوله: " بهذا الحديث " أشار به إلى الحديث الذي رواه حبيب بن

أبي ثابت، عن عروة. وقد روى أبو داود هذا الحديث من طريقين كما

ترى، وبالطريق الأولى روى الترمذي وابن ماجه أيضاً.

ص- قال أبو داود: قال يحيى بن سعيد القطان لرجل: احك عني أن

هذين الحديثين- يعني حديث الأعمش هذا عن حبيب، وحديثه بهذا

الإسناد في المستحاضة تتوضأ لكل صلاة- قال: احك عني أنهما شبه لا

شيء.

ش- أشار بهذا يحيى بن سعيد إلى أن حبيب بن أبي ثابت لم يرو عن

عروة بن الزبير، ولهذا قال: إنهما شبه لا شيء، يعني: يشابه لا شيء

فكأنه أراد أنه ليس بشيء، وهو بكسر الشين وسكون الباء بمعنى المشابهة،

ولذلك قال الترمذي: وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث

ويقول: لم يسمع حبيب بن أبي ثابت من عروة شيئاً. وقال الترمذي:

ولا يصح في هذا الباب عن النبي- عليه السلام شيء. وروى البيهقي

في " سننه " هذا الحديث وضعفه، وقال: إنه يرجع إلى عروة المزني،

وهو مجهول. قلنا: بل هو عروة بن الزبير، كما أخرجه ابن ماجه بسند

صحيح، فإنه نسب عروة فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا

(1) المصدر السابق (17/3964) .

(2)

المصدر السابق (20/3915) .

ص: 413

وكيع (1) ، ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير،

عن عائشة، فذكره. وكذلك رواه الدارقطني، ورجال هذا السند كلهم

ثقات. وقد مال ابن عبد البر إلى تصحيح هذا الحديث، وحبيب لا يُنكر

لقاؤه عروة، لروايته عمن هو أكبر من عروة، وأقدم موتاً، وقال في

موضع آخر: لا شك أنه أدرك عروة.

ص- قال أبو داود: ورُوي عن الثوري [قال:] : ما حدثنا حبيب إلا عن

عروة المزني- يعني: لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء- وقد روى

حمزة الزيات، عن حبيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة حديثاً صحيحاً.

ش- نقل أبو داود ما رُوي عن الثوري من قوله: " ما حدثنا حبيب "

إلى آخره، ثم لم يرض بما قاله الثوري، فلذلك قال بكلمة التحقيق:

" وقد روى حمزة الزيات عن عروة بن الزبير، عن عائشة حديثاً صحيحاً،

وهو قوله- عليه السلام: " اللهم عافني في جسدي، وعافني في

بصري ". رواه الترمذي في الدعوات، وقال: غريب (2) . فأبو داود

مثبت، والثوري نافي، والمثبت مقدم على النافي.

سلمنا أن هذا عروة المزني، أفلا يحتمل أن حبيباً سمعه من ابن الزبير

وسمعه من عروة المزني أيضاً كما وقع ذلك كثيراً في الأحاديث؟ وقد جاء

لحديث عائشة طرق جيدة سوى ما مر من رواية حبيب، عن عروة عنها،

" (3) الأولى: قال أبو بكر البزار في " مسنده ": حدثنا إسماعيل بن

يعقوب بن صبيح، حدثنا محمد بن موسى بن أعين، حدثنا أبي، عن

عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن عائشة- رضي الله عنها: " أنه

عليه السلام كان يقبل بعض نسائه ولا يتوضأ ". وعبد الكريم روى

عنه مالك في " الموطأ "، وأخرج له الشيخان وغيرهما، ووثقه ابن معين،

وأبو حاتم، وأبو زرعة. وموسى بن أعين مشهور، ووثقه أبو زرعة،

(1) في سنن ابن ماجه (502) : " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد

قالا: ثنا وكيع ".

(2)

الترمذي (3480) .

(3)

انظر: نصب الراية (1/73- 76) .

ص: 414

وأبو حاتم، وأخرج له مسلم. وابنه/مشهور، وروى له البخاري،

وإسماعيل روى عنه النسائي ووثقه، وأبو عوانة الإسفرائيني، وأخرج له

ابن خزيمة في " صحيحه "، وذكره ابن حبان في " الثقات ". وقال عبد الحق

بعد ذكره لهذا الحديث من جهة البزار: لا أعلم له علة توجب تركه.

الثانية: روى الدارقطني من طرق (1) إلى سعيد بن بشير قال: حدّثني

منصور بن زاذان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:

" لقد كان رسول الله يقبلني إذا خرج إلى الصلاة ولا يتوضأ ". قال

الدارقطني: تفرّد به سعيد (2) . قلنا: قال ابن الجوزي: وثّقه شعبة،

ودحيم. وأخرج له الحاكم في " المستدرك ". وقال ابن عدي: " لا أرى

مما (3) يروي سعيد بأساً، والغالب عليه الصدق ". وأقل أحوال مثل

هذا أن يُستشهد به.

الثالثة: روى ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة، عن

عائشة قالت: " لا تعاد الصلاة من القُبْلة، كان النبي- عليه السلام

يُقبل بعض نسائه، ويصلي ولا يتوضأ " أخرجه الدارقطني ولم يُعلُه بشيء

سوى أن منصوراً خالفه (2) . وذكر البيهقي في " الخلافيات ": أن أكثر

رواته إلى ابن أخي الزهري مجهولون، وليس كذلك، بل أكثرهم

معروفون.

الرابعة: أخرج الدارقطني عن أبي بكر النيسابوري، عن حاجب بن

سليمان، عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

" قبل رسول الله- عليه السلام بعض نسائه، ثم صلى ولم يتوضأ،

ثم ضحكت " (4) . والنيسابوري إمام مشهور، وحاجب لا يعرف فيه

مطعن، وقد حدث عنه النسائي ووثّقه.

(1) في الأصل: " طريق " خطأ.

(2)

سنن الدارقطني (1/135) .

(3)

في نصب الراية: " بما ".

(4)

سنن الدارقطني (1/136) .

ص: 415