المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10- باب: المواضع التي نهي عن البول فيها - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ١

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌مُقدّمة

- ‌ترجمة بدر الدين العيني

- ‌ما ألف على كتاب السنن لأبي داود

- ‌كتاب السنن وأقوال الأئمة فيه

- ‌رواة كتاب السنن لأبي داود عنه

- ‌شرط الإمام أبي داود في كتابه

- ‌ اختياره أحد الحديثين الصحيحين لقدم حفظ صاحبه (3) :

- ‌ قلة أحاديث الأبواب:

- ‌ إعادة الحديث:

- ‌ اختصار الحديث:

- ‌ المرسل والاحتجاج وبه:

- ‌ ليس في الكتاب حديث عن متروك:

- ‌ يبين المنكر:

- ‌ موازنة بينه وبين كتب: ابن المبارك ووكيع ومالك وحماد:

- ‌ جمعه السنن واستقصاؤه:

- ‌ يبين ما فيه وهن شديد:

- ‌ المسكوت عنه صالح:

- ‌ استقصاؤه:

- ‌ قيمته ومقداره:

- ‌ أحاديث كتابه أصول المسائل الفقهية:

- ‌ آراء الصحابة:

- ‌ جامع سفيان:

- ‌ أحاديث السنن مشاهير ولا يحتج بالغريب:

- ‌ قد يوجد المرسل والمدلس عند عدم وجود الصحاح:

- ‌ حكم المراسيل:

- ‌ عدد أحاديث كتابه:

- ‌ منهجه في الاختيار:

- ‌ اقتصاره على الأحكام:

- ‌إثبات نسبة الكتاب إلى الشارح

- ‌نماذج النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق النص

- ‌1 - كتاب الطهارة

- ‌1- باب: الرخصة في ذلك

- ‌2- باب: كيف التكشفُ عند الحاجة

- ‌3- باب: كراهية الكلام على الخلاء

- ‌4- ص- باب: في الرجل يرد السلام وهو يبول

- ‌8- باب: البول قائماً

- ‌9- باب: الرجل يبول في الإناء يضعه عنده بالليل

- ‌10- باب: المواضع التي نهي عن البول فيها

- ‌11- باب: ما يقول إذا خرج من الخلاء

- ‌12- باب: كراهية مس الذكر في الاستبراء باليمنى

- ‌13- باب: الاستتار في الخلاء

- ‌14- باب: ما ينهى عنه أن يستنجى به

- ‌15- باب: الاستنجاء بالأحجار

- ‌16- باب: في الاستبراء

- ‌17- باب: الاستنجاء بالماء

- ‌18- باب: الرجل يدلك يده با لأرض إذا استنجى

- ‌19- باب: السواك

- ‌20- باب: كيف يستاك

- ‌22- باب: غسْل السواك

- ‌23- باب: السواك من الفطرة

- ‌24- باب: السواك لمن قام من الليل

- ‌25- باب: فرض الوضوء

- ‌26- باب: الرجل يجدد الوضوء من غير حدث

- ‌27- باب: ما ينجس الماء

- ‌28- باب: في بئر بُضاعة

- ‌29- باب: البول في الماء الراكد

- ‌30- باب: الوضوء بسؤر الكلب

- ‌31- باب: سؤر الهر

- ‌32- باب: الوُضوء بفضل وضوء المرأة

- ‌33- باب: النهي عن ذلك

- ‌34- بابُ: الوضوء بماء البحر

- ‌35- باب: الوضوء بالنبيذ

- ‌36- باب: الرجل يصلي وهو حاقن

- ‌37- باب: ما يجزئ من الماء في الوضوء

- ‌38- باب: في إسباغ الوضوء

- ‌39- باب: الإسراف في الوضوء

- ‌40- باب: الوضوء من آنية الصُّفْر

- ‌41- باب: التسمية عند الوضوء على الوضوء

- ‌42- باب: في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها

- ‌43- باب: في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌44- باب: الوضوء ثلاثاً ثلاثاً

- ‌45- باب: الوضوء مرتين

- ‌46- باب: الوضوء مرّة مرّة

- ‌47- باب: الفرق بين المضمضة والاستنشاق

- ‌48- باب: في الاستنثار

- ‌49- باب: تخليل اللحية

- ‌50- باب: المسح على العمامة

- ‌51- باب: غسل الرجل

- ‌52- باب: المسح على الخفين

- ‌53- باب: التوقيت في المسح

- ‌54- باب: في المسح على الجوربين

- ‌55- باب: كيف المسحُ

- ‌56- باب: في الانتضاح

- ‌57- باب: ما يقول الرجل إذا توضأ

- ‌58- باب: الرجل يُصلي الصلوات بوضوء واحد

- ‌59- باب: في تفريق الوضوء

- ‌60- باب: إذا شك في الحدث

- ‌61- باب: الوضوء من القُبلة

- ‌62- باب: في الوضوء من مس الذكر

- ‌63- باب: الرخصة في ذلك

- ‌64- باب: الوضوء من لحوم الإبل

- ‌65- باب: الوضوء من مس اللحم النّيء وغسله

- ‌66- باب: ترك الوضوء من مس الميتة

- ‌68- باب: الوضوء من اللبن

- ‌69- باب الوضوء من الدم

- ‌70- باب: الوضوء من النوم

- ‌71- باب: الرجل يطأ الأذى

- ‌72- باب: فيمن يحدث في صلاته

- ‌73- باب: في المذي

- ‌74- باب: في الإكسال

- ‌75- باب: الجنب يعود

- ‌76- باب: الوضوء لمن أراد أن يعود

- ‌77- باب: الجنب ينام

- ‌78- باب: الجنب يأكل

- ‌79- باب: من قال الجنب يتوضأ

- ‌80- باب: الجنب يؤخر الغسل

- ‌81- باب: الجنب يقرأ

- ‌82- باب: الجنب يصافح

- ‌83- باب: الجنب يدخل المسجد

- ‌84- باب: في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسي

- ‌85- باب: الرجل يجد البلة في منامه

- ‌86- باب: المرأة ترى ما يرى الرجل

- ‌87- باب: مقدار الماء الذي يجزئ به الغسل

- ‌88- باب: الغسل من الجنابة

الفصل: ‌10- باب: المواضع التي نهي عن البول فيها

ابن عُمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي

ابن غالب، أمها رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف. روى

عنها محمد بن المنكدر، وابنتها حكيمة بنت أميمة. روى لها: أبو داود،

والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (1) .

قوله: " قدح من عيْدان " القدح- بفتح القاف والدال- مشهور.

والعيْدان- بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف- الطوال في

النخيل، الواحدة: عيْدانة. والسرير: التخت.

قوله: " يبول فيه " جملة في محل الرفع؛ لأنها وقعت صفة لقوله:

" قدح "، والباء في قوله:" بالليل " بمعنى: " في ". وحديث حكيمة

هذا أخرجه النسائي.

***

‌10- باب: المواضع التي نهي عن البول فيها

(2)

أي: باب فيه بيان المواضع التي نهى النبي- عليه السلام أن يبال فيها.

14-

ص- حدثنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء

ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اتقُوا

اللاعنيْن! قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلّى في طريق

الناس أو ظلّهمْ " (3) .

ش- قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله أبو رجاء البغلاني

الثقفي مولاهم، وبغلان قرية من قرى بلخ. وقال ابن عدي: اسمه:

يحيى بن سعيد، وقتيبة لقب. سمع مالك بن أنس، والليث بن سعد،

(1) انظر ترجمتها في: الاستيعاب (4/239) بهامش الإصابة، وأسد الغابة

(7/27) ، والإصابة (4/240) .

(2)

في سنن أبي داود: " باب: المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها ".

(3)

مسلم: كتاب الطهارة، باب: النهي عن التخلي في الطرق والظلال

(269/68) .

7* شرح سنن أبي داود 1

ص: 97

وأبا عوانة، ووكيعاً، وابن عيينة، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن

حنبل، ويحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن

أبي شيبة، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي،

وابن ماجه (1) ، وغيرهم. توفي في شعبان سنة أربعين ومائتين (2) .

وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري أبو إبراهيم (3) الزرقي

مولاهم المدني. سمع عبد الله بن دينار، وحميداً (4) الطويل، ومالك

ابن أنس، وغيرهم. روى عنه: يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد،

ويحيى بن أيوب، وغيرهم. وقال ابن معين: ثقة مأمون، قليل الخطإ،

صدوق. وقال أبو زرعة: ثقة. مات ببغداد سنة ثمانين ومائة. روى له

الجماعة (5) .

والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أبو شبل الحُرقي الجهني مولاهم.

سمع أباه وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعباس بن سهل،

وغيرهم 0 روى عنه: مالك بن أنس، وابن جريج، وشعبة، وابن

عيينة، وإسماعيل بن جعفر، وغيرهم. وقال أبو حاتم: هو صالح.

وقال ابن معين: ليس حديثه بحجة. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث،

ثبت. روى له الجماعة إلا البخاري (6) .

قوله: " اتقوا اللاعنيْن " بفتح النون أي: اجتنبوهما، " (7) يريد

الأمرين الجالبين [للعن](8) ، الحاملين للناس عليه، وذلك أن من

(1) كذا، والذي في تهذيب الكمال (23/527) : " روى عنه الجماعة سوى ابن

ماجه ".

(2)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (23/4852) .

(3)

كذا، وفي تهذيب الكمال (3/56) :" أبو إسحاق " ولم يحك غيره.

(4)

في الأصل: " حميد ".

(5)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (3/433) .

(6)

المصدر السابق (22/4577) .

(7)

انظر: معالم السنن (1/19) .

(8)

زيادة من معالم السنن.

ص: 98

فعلهما لُعن وشُتم، فلما صارا سبباً لذلك أضيف إليهما الفعل، فكان

كأنهما اللاعنان، وقد يكون اللاعن أيضاً بمعنى الملعون، فاعل بمعنى

مفعول، كقولهم: سر كاتم، وعيشة راضية،/أي: مكتوم ومرضية "،

وهذا من أقسام المجاز العقلي، وهو إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس له

بتأول.

قوله: " الذي يتخلى " أي: الرجل الذي يتفرغ لقضاء حاجته في طريق

الناس، والتقدير: أحدهما الذي يتخلى.

قوله: " أو ظلهم " أي: أو الذي يتخلى في ظل الناس، والمراد به

مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلاً ومناخاً ينزلونه، وليس كل ظل يحرم

القعود للحاجة تحته، فقد قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته تحت حائش من

النخل، وللحائش لا محالة ظل. وقال ابن الأثير: الحائش: " النخل

الملتف المجتمع، كاًنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض، وأصله

واوي " (1) . وحديث أبي هريرة هذا أخرجه مسلم.

15-

ص- وثنا إسحاق بن سويد الرملي وعمر بن الخطاب- وحديثه

أتم-، أن سعيد بن الحكم حدثهم قال: أخبرني نافع بن يزيد قال: حدثني

حيوة بن شريح، أن أبا سعيد الحميري حدثه، عن معاذ بن جبل قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقُوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطّريق،

والظّلّ " (2)

ش- إسحاق بن سويد الرملي، روى عن: سعيد بن الحكم بن

أبي مريم، وإسماعيل بن أبي أويس، والوليد بن نصر. روى عنه:

أبو داود، والنسائي- وقال: ثقة- ومحمد بن محمد الباغندي،

ومكحول البيْروتي (3) .

(1) انظر: النهاية لابن الأثير (1/468) مادة: " حيش "، وقال: أصله واوي،

وإنما ذكرناه هاهنا لأجل لفظه.

(2)

ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: النهي عن الخلاء على قارعة الطريق (328) .

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (2/327) .

ص: 99

وعمر بن الخطاب السجستاني أبو حفص روى عن سعيد بن الحكم بن

أبي مريم المصري، ومحمد بن كثير، ومحمد بن يوسف الفريابي،

وغيرهم. روى عنه: أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن

عبد الكريم، وغيرهم. مات بكرمان سنة أربع وستين ومائتين (1) .

وسعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي أبو محمد المصري، سمع

مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، وعبد الله بن

وهب، وغيرهم. روى عنه: يحيى بن معين، ومحمد بن يحيى،

وأبو حاتم الرازي، والبخاري، وروى مسلم عن رجل عنه، وجماعة

آخرون. مات سنة أربع وعشرين ومائتيْن، وولد سنة أربع وأربعين ومائة.

روى له الجماعة (2) .

ونافع بن يزيد أبو يزيد المصري، روى عن: أبي سفيان طلحة (3) ،

وأبي هانئ الخولاني، وقيس بن الحجاج. روى عنه: عبد الله بن لهيعة،

وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وعبد الله بن وهب. وقال أحمد بن

صالح: كان من ثقات الناس. وقال أبو حاتم: لا بأس به. روى له

الجماعة إلا الترمذي (4) .

وحيوة بن شُريح هذا هو ابن صفوان بن مالك التجيبي أبو زرعة

المصري الفقيه الزاهد العابد، سمع أباه، وربيعة بن يزيد، وأبا هانئ

الخولاني، وغيرهم. روى عنه الليث بن سعد، وابن لهيعة،

وأبو زرعة، ونافع بن يزيد، وغيرهم. وقال أحمد بن حنبل وابن معين:

ثقة مات سنة تسع وخمسين ومائة. روى له الجماعة (5) .

(1) المصدر السابق (21/4226) .

(2)

المصدر السابق (10/2235) .

(3)

كذا: " عن أبي سفيان طلحة "، وفي تهذيب الكمال (29/296) :

" أبي سفيان بن جابر بن عتيك "، وكتب المعلق في الهامش: " جاء في

حاشية نسخة المؤلف التي بخطه من تعليقاته على صاحب " الكمال " قوله:

" كان فيه: وأبي سفيان طلحة بن نافع وهو خطأ ".

(4)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (29/6371) .

(5)

المصدر السابق (7/1580) .

ص: 100

وأبو سعيد الحميري روى عن معاذ بن جبل، روى عنه حيوة بن

شريح، روى له أبو داود، وابن ماجه (1) .

ومعاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عايذ - بالياء آخر الحروف،

وبالذال المعجمة- ابن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن عليّ

ابن أسد بن ساردة بن تزيد- بتاء مثناة من فوق- ابن جشم بن الخزرج

الأنصاري المدني، يكنى أبا عبد الرحمن، روي له عن رسول الله- عليه

السلام- مائة حديث وسبعة وخمسون حديثاً، اتفقا على حديثين، وانفرد

البخاري بثلاثة، ومسلم بحديث واحد. روى عنه: عبد الله بن عمر

ابن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن

أبي أوفى، وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة والتابعين. مات

بناحية الأردن في طاعون عمواس، سنة ثماني عشرة، وهو ابن ثلاث

وثلاثين سنة، وقبره بغوربيسان في شرقيه (2) .

قوله: " الملاعن " جمع ملعنة، وهي موضع اللعن، ويفهم من تفسير

الخطابي: أن المُلاعن- بضم الميم وفتح العين- وهو " اسم موضع

اللعن " (3) من الثلاثي المزيد فيه. وقال ابن الأثير: " المُلاعن جمع

ملعنة، وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها، كأنها مظنة للعْن، ومحل

له " (4) .

قوله: " البراز " يجوز بالرفع على أن يكون خبر مبتدإ محذوف،

والتقدير: أحدها البراز، ويجوز بالنصب على البدلية، وكذلك الكلام

في " قارعة الطريق والظل ". وقد ذكرنا أن البراز- بفتح الباء- كناية

عن قضاء الغائط، كما كنوا عنه بالخلاء.

(1) المصدر السابق (33/7395) .

(2)

انظر ترجمته في: الاستيعاب (3/355) بهامش الإصابة، وأسد الغابة

(5/194) ، والإصابة (3/426) .

(3)

انظر: معالم السنن (1/19) . (4) انظر: النهاية (4/254) .

ص: 101

قوله: " في الموارد " وهي جمع موردة، وهي مشرع المياه.

قوله:/ " وقارعة الطريق " قارعة الطريق وسطه، وقيل: أعلاه،

والمراد به هاهنا نفس الطريق ووجهه.

قوله: " والظل " أي: الظل الذي اتخذه الناس مقيلاً كما ذكرناه.

وحديث معاذ هذا أخرجه ابن ماجه.

***

(1)

16- ص- وثنا أحمد بن حنبل والحسن بن علي قالا: ثنا

عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال: أخبرني أشعث. قال الحسن: أشعث

ابن عبد الله، عن الحسن، عن ابن مُغفل قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: " لا يبُولن

أحدُكُم في مُستحمّه، ثم يغتسل فيه ". قال أحمد: " ثم يتوضأ فيه، فإن

عامة الوسْواس منه " (2) .

ش- أحمد بن حنبل هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد

ابن إدريس الشيباني أبو عبد الله، ولد ببغداد، ونشأ بها، ومات بها،

ودخل الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة، وسمع ابن

عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيعاً، وأبا داود الطيالسي، والفضل

ابن دكين، وجماعة آخرين. روى عنه: الشافعي، والبخاري،

ومسلم، وأبو داود، وأكثر عنه في كتابه هذا، وروى الترمذي عن أحمد

(1) في سنن أبي داود قبل هذا الحديث: " باب: في البول في المستحم ".

(2)

الترمذي: كتاب الطهارة، باب: ما جاء في كراهية البول في المغتسل (21) ،

النسائي: كتاب الطهارة، باب: كراهية البول في المستحم (1/34) ، ابن

ماجه: كتاب الطهارة، باب: كراهية البول في المغتسل (304) ، أحمد في

مسنده (5/56) في موضعين، ولم ترد:" ثم يتوضأ فيه " إلا عند أحمد في

الموضع الثاني فقط.

تنبيه: وقع في سند النسائي: " عن معمر، عن الأشعث بن عبد الملك (كذا)

عن الحسن "، وفي شرح السيوطي قال: " الأشعث هو ابن عبد الله بن جابر

الحُداني ". أقول: ومعمر لا يروي عن أشعث بن عبد الملك، وإنما يروي

عن أشعث بن عبد الله.

ص: 102

ابن الحسن الترمذي عنه، وروى ابن ماجه عن محمد بن يحيى الذهلي

عنه، وجماعة كثيرون، وهو أجل من أن يذكر بطول، وهو أحد الأئمة

الكبار، الذين أحيوا الدين النبوي- رضي الله عنه. توفي في سنة

إحدى وأربعين ومائتين (1) .

والحسن بن علي بن محمد أبو محمد الخلال الحُلواني، سكن مكة.

سمع عبد الرزاق بن همام، وأبا أسامة، ويحيى بن آدم، ووكيعاً،

وغير هم. روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي،

وابن ماجه، وغيرهم. مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين (2) .

وعبد الرزاق بن همام بن نافع أبو بر الصنعاني اليماني الحميري

مولاهم. سمع عبد الله بن عمر العُمري، وأخاه عبيد الله بن عمر (3) ،

وسعيد بن مسلم، وسفيان، ومالك بن أنس، وغيرهم. روى عنه:

ابن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،

والحسن بن علي، وغيرهم. مات سنة إحدى عشرة ومائتين، روى له

الجماعة (4)

ومعمر هذا هو ابن راشد أبو عروة بن أبي عمرو البصري، مولى

عبد السلام بن [عبد القدوس أخي] صالح 0 سمع عمرو بن دينار،

والزهري، وقتادة، وعاصماً الأحول، وصالح بن كيسان، وغيرهم.

روى عنه: عمرو بن دينار، والثوري، وشعبة، وابن عيينة، وابن

المبارك، وعبد الرزاق بن همام، وغيرهم. وقال ابن معين: معمر ثقة،

ومعمر عن ثابت ضعيف. وقال أبو حاتم: ما حدث معمر بالبصرة فيه

أغاليط، وهو صالح الحديث. مات سنة أربع وخمسين ومائة، وله ثمان

وخمسون سنة. روى له الجماعة (5) .

(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (1/96)

(2)

المصدر السابق (6/1250) .

(3)

في الأصل: " عبد الله بن عمر " خطأ.

(4)

المصدر السابق (18 /3415) .

(5)

المصدر السابق (28/6104) .

(3)

انظر: معالم السنن بتصرف يسير جدا (1/20) .

ص: 103

وأشعث بن عبد الله بن جابر الأعمى أبو عبد الله البصري، روى عن

أنس بن مالك، والحسن بن أبي الحسن، ومحمد بن سيرين، وشهر بن

حوشب. روى عنه: معمر، وشعبة، ويحيى القطان، وغيرهم. روى

له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه (1) .

والحسن هو الحسن البصري، وقد مر مرة.

وابن مُغفّلٍ هو عبد الله بن مُغفل بن عبد نُهم بن عُفيف بن أسحم بن

ربيعة المزني أبو سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن، روي له عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم ثلاثة وأربعون حديثاً، اتفقا منها على أربعة، وانفرد البخاري

بحديث، ومسلم بآخر. روى عنه الحسن البصري، ومُطرفُ بن عبد الله

ابن الشخير، وسعيد بن جُبير، وغيرهم. مات بالبصرة سنة ستين في

آخر خلافة معاوية. روى له الجماعة (2) .

قوله: " في مُستحمه " المُستحم- بضم الميم، وفتح الحاء-

(3)

" الموضع الذي يغتسل فيه، وسمي مستحماً باسم الحميم، وهو الماء

الحار الذي يغتسل به، ثم قيل للاغتسال بأي ماء كان استحمام، وإنما

نهى عن ذلك إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول، ويسيل منه الماء،

أو كان المكان صُلباً فيخيل إليه أنه أصابه شيء من رشاشه، فيحصل منه

الوسواس ".

قوله: " قال أحمد " يعني: ابن حنبل.

قوله: " فإن عامة الوسواس منه " أي: من هذا الفعل. والوسواس

- بفتح الواو-: الاسم، وبكسرها: المصدر، يقال: وسوستْ إليه

نفسُه وسوسةً/ووسواساً بالكسر، والوسوسة حديث النفس.

(1) المصدر السابق (3/527)، وفيه:" روى له الأربعة "، وانظر التعليق على

تخريج الحديث السابق.

(2)

انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (2/325) ، وأسد الغابة

(3/398) ، والإصابة (2/372) .

ص: 104

17-

ص- ثنا أحمد بن يونس قال: ثنا زهير، عن داود بن عبد الله، عن

حميد الحميري- وهو ابن عبد الرحمن- قال: لقيت رجلاً صحب النبي

عليه السلام كما صحبه أبو هريرة قال: " نهى رسول الله- عليه السلام

أن يمتشط أحدُكم (1) كلّ يوم، أو يبول في مُغْتسله " (2) .

ش- أحمد بن يونس بن زهير بن جميل بن الأعرج بن عاصم بن ربيعة

ابن مسعود أبو العباس الضبي، كوفي الأصل، سكن بغداد، ثم انتقل

إلى أصبهان، سمع بدمشق أبا مسهر، وهشام بن عروة، ودحيماً.

وروى عنهم وعن غيرهم، روى عنه: ابن أبي حاتم الرازي، وعبد الله

ابن جعفر، ومحمد بن يعقوب، وغيرهم. قال الدارقطني: صدوق

ثقة. توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين.

وزهير هذا هو ابن معاوية بن حُديج- بالحاء المضمومة المهملة- ابن

الرحيْل بن زهير بن خيثمة الجعفي، أبو خيثمة الكوفي، سكن الجزيرة،

سمع أبا إسحاق السبيعي، وأبا الزبير المكي، وهشام بن عروة وغيرهم.

روى عنه: يحيى القطان، ويحيى بن آدم، ويحيى بن يحيى، ويحيى

ابن أبي بكير، وأبو داود الطيالسي، وغيرهم. وقال ابن معين: ثقة.

وقال أبو زرعة: ثقة، إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، توفي

سنة سبع وسبعين ومائة. روى له الجماعة (3) .

وداود بن عبد الله الأودي أبو العلاء الزعافري الكوفي، روى عن:

أبيه (4) ، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، والشعبي. روى عنه:

(1) في سنن أبي داود: " أن يمتشط أحدنا "، وهي رواية ذكرها في الشرح.

(2)

النسائي: كتاب الزينة، باب: الأخذ من الشارب (8/131) ، وفي كتاب

الطهارة، باب: ذكر النهي عن الاغتسال بفضل الجنب (1/130) ، وزاد في

هذا الموضع: أو يغتسل الرجل بفضل المرأة، والمرأة بفضل الرجل،

وليغترفا جميعاً ".

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (9/2019) .

(4)

قال محقق تهذيب الكمال (8/411) : " جاء في حواشي النسخ من تعقبات=

ص: 105

أبو عوانة، وأبو خالد الدالاني، ووكيع، وغيرهم. قال ابن معين:

ثقة. روى له أبو داود (1) .

وحميد بن عبد الرحمن الحميري البصري، سمع أبا هريرة، وعبد الله

ابن عمر، وابن عباس، وسعد بن هشام، وعمر بن سعيد، وغيرهم.

وقال أحمد بن عبد الله: تابعي ثقة. روى له الجماعة إلا البخاري (2) .

قوله: " أن يمتشط " في محل نصب على المفعولية، والمعنى: نهى

رسول الله امتشاط أحدكم، وفي بعض الرواية:" أن يمتشط أحدنا "(3) ،

وإنما نهى رسول الله عن الامتشاط كل يوم؛ لأن الامتشاط كل يوم مما

يخفف اللحية، وقد أمر رسول الله بإعفاء اللحية، وقص الشارب، ألا

ترى أنه- عليه السلام " كان يدهن كل يوم "، وفي رواية: " كل يوم

مرتين "؟ وكذلك ابنُ عمر على ما روى ابن أبي شيبة في " مصنفه ":

حدثنا وكيع، عن. جويرية، عن نافع: " أن ابن عمر كان ربما ادهن في

اليوم مرتين " (4) ، وذلك إنما كانوا يفعلونه لتربية اللحية، والامتشاط كل

يوم ينافي ذلك.

وقال أيضاً: حدثنا وكيع، عن أبي خزيمة، عن الحسن قال: " نهى

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا " (5) . والترجل هو الامتشاط. وقال

ابن الأثير في معنى قوله: " نهى عن الترجل إلا غبا ": " الترجل

والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه، كأنه كره كثرة الترفه والتنعم،

والمرجل والمسرح- بكسر الميم فيهما-: المشط " (6) .

المؤلف على " صاحب الكمال " قوله: " ذكر في الأصل أنه روى عن أبيه

وذلك وهم، وإنما الذي يروي عن أبيه داود بن يزيد الأودي، وسيأتي ".

(1)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (8/1769)، وفيه:" روى له الأربعة ".

(2)

المصدر السابق (7/1533)، وفيه:" روى له الجماعة ".

(3)

النسائي (1/130) ، و (8/131) .

(4)

ابن أبي شيبة (8/392) .

(5)

المصدر السابق، ورواه النسائي في كتاب الزينة، باب: الترجل غبا (8/132) .

(6)

انظر: النهاية (2/203) .

ص: 106

قوله: " أو يبول " بالنصب عطفاً على قوله: " أن يمتشط ".

و" المُغتسل " بضم الميم، وفتح السين: موضع الاغتسال.

18-

ص- (1) حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال: نا معاذ بن هشام

قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن سرْجس: " أن النبيّ- عليه

السلام- نهى أن يُبال في الجُحْر ". "[قال:] قالوا لقتادة: ما يكره من

البول في الجحر؟ قال: كان يقال: إنها مساكن الجن " (2) .

ش- عبيد الله بن عمر بن ميسرة قد مر ذكره.

ومعاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدّستوائي البصري، سكن ناحية من

اليمن، ومات بالبصرة، وأصله بصري، سمع أباه، روى عنه: عفان

ابن مسلم، وأحمد بن حنبل، وابن المديني، ومحمد بن المثنى،

وغيرهم. وقال ابن معين: صدوق وليس بحجة. روى له الجماعة.

قال أبو داود: مات سنة مائتين (3) . واسم أبي عبد الله سنْبر، ويكنى

هشام بأبي بكر الربعي الدّستوائي، نسبة إلى دستواء، كُورة من كُور

الأهواز، كان يبيع الثياب التي تُجلب منها (4) فنسب إليها. روى عن:

أبي الزبير المكي، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، ومطر الوراق،

وغيرهم. روى عنه: شعبة، ويحيى القطان، وابنه معاذ بن هشام،

وغيرهم. وقال أحمد بن عبد الله: بصري، ثمة ثبت في الحديث، كان

يقول بالقدر ولم يكن يدعو إليه. مات سنة اثنتين/وخمسين ومائة.

روى له الجماعة (5) .

وعبد الله بن سرْجس المزني البصري المخزومي، روي له عن رسول الله

عليه السلام سبعة عشر حديثاً. روى عنه: عاصم بن سليمان،

(1) في سنن أبي داود: " باب: النهي عن البول في الجُحْر،.

(2)

النسائي: كتاب الطهارة، باب: كراهية البول في الجُحر (1/33) .

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (28/6038) .

(4)

في الأصل: " إليها " خطأ.

(5)

المصدر السابق (30/6582) .

ص: 107