الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37- باب: ما يجزئ من الماء في الوضوء
أي: هذا باب في بيان ما يكفي من الماء في الوضوء.
81-
ص- حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا همام، عن قتادة، عن
صفية بنت شيبة، عن عائشة- رضي الله عنها: " أن النبي- عليه السلام
كان يغْتسلُ بالصّاع ويتوضأ بالمُدّ ". قال أبو داود (1) : رواه أبان، عن قتادة
قال: سمعت صفية.
ش- محمد بن كثير البصري، وهمام بن يحيى بن دينار، وقتادة بن
دعامة ذكروا.
وصفية بنت شيبة الحاجب بن عثمان بن أبي طلحة. واسم أبي طلحة:
] عبد الله بن] عبد العزى بن عبد الدار بن قصي القرشية. روى عنها
ابنها منصور بن عبد الرحمن، والحسن بن مسلم، ومصعب بن شيبة.
روي لها عن رسول الله خمسةُ أحاديث اتفقا على روايتها عن عائشة.
روى لها: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه (2) .
قوله: " بالصاع " فيه لغتان: التذكير والتأنيث، ويقال: صاع وصوع،
بفتح الصاد والواو، وصُواع ثلاث لغات، والجمع " أصْوع "، وإن
شئت أبدلت من الواو المضمومة همزة 0 قال ابن الأثير (3) : " الصاع:
مكيال يسع أربعة أمداد، والمُدُّ مختلف فيه، فقيل هو: رطل وثلث
بالعراقي، وبه يقول الشافعي وفقهاء الحجاز. وقيل: هو رطلان، وبه
(1) البخاري: كتاب الطهارة (325)، مسلم: كتاب الحيض، باب: القدر
المستحب في غسل الجنابة (53)، الترمذي: كتاب الطهارة، باب: في
الوضوء بالمد (56)، النسائي: كتاب الطهارة، باب: القدر الذي يكتفي به
الإنسان من الماء للوضوء والغسل (1/179)، ابن ماجه: كتاب الطهارة،
باب: ما جاء في مقدار الماء للوضوء وللغسل من الجنابة (268) .
(2)
انظر ترجمتها في: الاستيعاب (4/349) بهامش الإصابة، وأسد الغابة
(7/172) ، والإصابة (4/348) .
(3)
نظر: النهاية (3/60) .
يقول أبو حنيفة وفقهاء العراق، فيكون الصاع خمسة أرطال وثلثا أو ثمانية
أرطال ".
قلت: الصاع عند أبي يوسف خمسة أرطال وثلث رطل عراقية، وبه
قال مالك والشافعي/وأحمد. وقال أبو حنيفة ومحمد: الصاع ثمانية
أرطال. حجة أبي يوسف: ما رواه الطحاوي عنه قال: " قدمت المدينة
فاخرج إليّ من أثق به صاعاً وقال: هذا صاع النبي- عليه السلام
فوجدته خمسة أرطال وثلثا. قال الطحاوي: وسمعتُ ابن عمران يقول:
الذي أخرجه لأبي يوسف هو مالك. وقال عثمان بن سعيد الدارمي:
سمعت عليّ بن المديني يقول: عيّرتُ صاع النبي- عليه السلام
فوجدته خمسة أرطال وثلث رطل، وأخرج الدارقطني في " سننه "(1)
عن عمران بن موسى الطائي: حدثنا إسماعيل بن سعيد الخراساني، ثنا
إسحاق بن سليمان الرازي قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله،
كم وزن صاع النبي- عليه السلام؟ قال: خمسة أرطال وثلث
بالعراقي، أنا حزْرتُه. قلت: يا أبا عبد الله، خالفت شيخ القوم.
قال: من هو؟ قلت: أبو حنيفة، يقول: ثمانية أرطال. فغضب غصباً
شديداً وقال: قاتله الله، ما أجرأه على الله، ثم قال لبعض جلسائه: يا
فلان، هات صاع جدك، ويا فلان، هات صاع عمك، ويا فلان،
هات صاع جدتك، فجمعت آصُع، فقال مالك: ما تحفظون في هذه؟
فقال أحدهم: حدثني أبي، عن أبيه: أنه كان يؤدي بهذا الصاع إلى
رسول الله. وقال الآخر: حدثني أبي، عن أخيه: أنه كان يؤدي بهذا
الصاع إلى رسول الله. قال مالك: أنا حزرْتُ هذه فوجدتها خمسة
أرطال وثلثا. وقال صاحب " التنقيح ": إسناده مظلم، وبعض رجاله
غير مشهورين. واحتج أبو حنيفة ومن معه بما أخرجه ابن عدي في
" الكامل "(2) عن عمر بن موسى أبي وجيه الوجيهي، عن عمرو. بن
(1)(2/151)
(2)
(6/23، ترجمة عمر بن موسى) .
دينار، عن جابر قال: " كان النبي- عليه السلام يتوضأ بالمد رطلين،
ويغتسل بالصاع ثمانية أرطال "، وعمر بن موسى ضعيف. وبما أخرجه
الدارقطني عن جعفر بن عون، ثنا ابن أبي ليلى، ذكره عن عبد الكريم،
عن أنس قال: " كان رسول الله- عليه السلام يتوضأ بمد رطلين،
ويغتسل بالصاع ثمانية أرطال " (1) . وأخرجه الدارقطني من طريقين
آخرين: من طريق موسى بن نصر الحنفي (2) ، ومن [طريق] صالح بن
موسى (3) ، وكلاهما ضعيفان. والبيهقي ضعف أسانيد الثلاثة (4) .
وروى ابن أبي شيبة في " مصنفه "(5) في كتاب الزكاة: حدثنا يحيى بن
آدم قال: سمعت حسن بن صالح يقول: صاع عمر ثمانية أرطال. وقال
شريك: أكثر من سبعة أرطال وأقل من ثمانية. وأخرج الطحاوي في
" كتابه " عن إبراهيم النخعي قال: عيّرنا صاعاً، فوجدناه حجّاجيا،
والحجاجي عندهم ثمانية أرطال بالبغدادي. قال: وصنع الحجاج هذه
على صاع عمر. وأما الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله
ابن جبر، عن أنس بن مالك قال: " كان النبيُّ- عليه السلام يتوضأ
بالمد، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد " (6) فليس فيه الوزن. وأخرجه
مسلم من حديث سفينة بنحوه (7) ، وأخرج النسائي وابن ماجه مثل رواية
أبي داود، وأخرجه الدارقطني من رواية معاذ بن هشام، عن أبيه، عن
قتادة وقال: " بنحو المدّ وبنحو الصاع "(8) ، وأخرجه البيهقي من رواية
عفان، عن أبان، عن قتادة: حدثتني صفية فذكره (9) . وقال النووي:
حديث عائشة حديث حسن.
(1) سنن الدارقطني (2/154) . (2)
(1/94) ، و (2/153) .
(3)
(2/153) .
(4)
(4/171) .
(5)
(3/54) كتاب الزكاة.
(6)
البخاري: كتاب الوضوء، باب: الوضوء بالمد (201)، مسلم: كتاب
الحيض، باب: القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة (325/51) .
(7)
مسلم (326/52، 53) .
(8)
(1/94) .
(9)
البيهقي (1/195) .
قوله: " قال أبو داود: رواه أبان، عن قتادة قال: سمعت صفية "
مقصوده: أن قتادة مُدلس، وقد اتفقوا على أن المدلس إذا قال:" عن "
لا يحتج به إلا أن يثبت من طريق آخر أنه سمع ذلك الحديث من ذلك
الشخص، وقد قال قتادة في الطريق الأول: عن صفية، فبين أبو داود
أنه سمعه من صفية، فصرح بلفظ السماع.
82-
ص- حدّثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: نا هشيم قال: نا يزيد
ابن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال: " كان النبيُّ- عليه
السلام- يغْتسلُ بالصّاع، ويتوضأ بالمُدّ " (1) .
ش- هشيم بن بشير قد ذكر، ويزيد بن أبي زياد، ويقال: يزيد بن
زياد القرشي الدمشقي. روى عن: الزهري، وسليمان بن حبيب،
وسليمان بن داود الخولاني. روى عنه: محمد بن ربيعة، ووكيع،
وأبو نعيم، ويحيى بن صالح. قال ابن نُمير: ليس بشيء. وقال
أبو حاتم: ضعيف الحديث، كأن أحاديثه موضوعة. وقال النسائي:
متروك الحديث. وقال الترمذي: ضعيف في الحديث. وقال ابن معين:
ليس بشيء. روى له: مسلم، وأبو داود، والترمذي (2) .
وسالم بن أبي الجعد رافع الأشجعي، سمع أباه، وجابر بن عبد الله،
وأنس بن مالك. وروى عن: ابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو بن
العاص. روى عنه: أبو إسحاق الهمداني، وعمرو بن دينار، وقتادة،
والأعمش، وغيرهم. قال يحيى: ثقة. وقال أبو زرعة: كوفي ثقة.
مات سنة إحدى ومائة. روى له الجماعة (3) .
وجابر بن عبد الله الأنصاري قد ذكر، والحديث انفرد به أبو داود عن
بقية الستة، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في " مصنفه " بهذه الطريق (4) ،
(1) أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة، باب: ما جاء في مقدار الماء للوضوء
والغسل من الجنابة (269) من طريق أبي الزبير، عن جابر به.
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (32/6990) .
(3)
المصدر السابق (10/2142) .
(4)
(1/66) .
وأخرجه الحاكم في " المستدرك "(1) بهذا اللفظ من طريق محمد بن
فضيل، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر به. قال
النووي: حديث جابر ضعيف، فيه يزيد بن أبي زياد ضعيف. وقال
المنذري: لا يحتج به.
قلت: قد تابعه عليه حصين كما رواه الحاكم في " المستدرك "، فيكون
حديثه حسناً بالمتابعة، على أن يزيد لم يُنسب للكذب، ولا للفسق، ولا
فحُش خطؤه عن سالم بن أبي الجعد، وهو مدلس كما قال الذهبي،
وقد عنعن.
قلت: لعل أبا داود اطلع على تصريحه بسماعه من جابر كما بين في
السابق تصريح قتادة بالسماع له من صفية.
83-
ص- حدثنا محمد بن بشار قال: نا محمد بن جعفر قال: نا شعبة،
عن حبيب الأنصاري قال: سمعت عباد بن تميم، عن جدته وهي أم عمارة:
" أن النبي- عليه السلام توضأ فأتي بإناء فيه ماءٌ قدْر ثُلُثي المدّ "(2) .
ش- محمد بن جعفر هذا هو الهذليً مولاهم البصري المعروف بغُندر،
يكنى أبا عبد الله، سمع ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، والثوري،
وابن عيينة،/وشعبة، وغيرهم، وكان شعبة زوج أمه. روى عنه:
أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن بشار، وابن المثنى، وابن الوليد،
ومسدد، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وغيرهم. توفي سنة أربع
وتسعين ومائة. روى له الجماعة. وإنما سُمي غندراً لأنه كان يكثر الشّغْب
على ابن جريج فقال له: اسكت يا غندر (3) .
وأهل الحجاز يُسمون المشغب غُندر، والشغْب- بسكون الغين
المعجمة- تهييج الشر.
(1)(1/161) .
(2)
النسائي: كتاب الطهارة، باب: القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للوضوء
(1/57) .
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25/5120) .
وحبيب الأنصاري هو ابن زيد الأنصاري المدني. روى عن عباد بن
تميم، وليلى. روى عنه شعبة، وشريك النخعي. وقال أبو حاتم: هو
صالح. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (1) .
وعباد بن تميم بن زيد بن عاصم بن غزيّة- بفتح الغين المعجمة، وكسر
الزاي، وتشديد الياء آخر الحروف- ابن عمرو بن عطية الأنصاري المازني
المدني. روى عن عمه عبد الله بن زيد، وأبي بشير الأنصاري 0 روى
عنه: الزهري، وحبيب بن زيد، ومحمود بن لبيد. قال عباد: أنا يوم
الخندق ابن خمس ستين، فأذكر أشياء وأعيها، وكنا مع النساء في
الآطام (2) . روى له الجماعة (3) .
وأم عمارة هي نسيبةُ بنت كعب بن عمرو بن عوف بن [عمرو بن [
مبذول بن عمرو بن غنم النجارية، وهي أم عبد الله وحبيب ابني زيد،
شهدت العقبة مع السبعين، وشهدت أحداً، وأبلت يومئذ بلاءً حسناً هي
وابنها عبد الله وزوجها، وجُرحت يومئذ أحد عشر جُرحاً، وشهدت بيعة
الرضوان، وشهدت اليمامة، وجُرحت أيضاً احد عشر جرحاً، وقطعت
يدها يومئذ. روى عنها عباد بن تميم، وهي جدته. روى لها: أبو داود،
والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (4) .
ونسيبة بفتح النون، وكسر السين المهملة، هذا هو الأشهر، ويقال:
اسمُها لُسينة باللام المضمومة والنون.
قوله: " توضأ فأتي بإناء " معناه: أراد الوضوء فأتي بالماء من قبيل قوله
تعالى: (فإذا قرأت القُران فاسْتعذْ)(5) أي: إذا أردت أن تقرأ القرآن.
(1) المصدر السابق (5/1084) .
(2)
الحصن المبني بحجارة، وقيل: كل بيت مربع مسطح.
(3)
المصدر السابق (14/3075) .
(4)
انظر ترجمتها في: الاستيعاب بهامش الإصابة (4/417) ، وأسد الغابة
(7/280) ، والإصابة (4/418) .
(5)
سورة النحل: (98) .
517 شرح سنن أبي داوود 1
قوله: " فيه ماء " جملة في محل الجر على أنها وقعت صفة " للإناء ".
قوله: " قدر " منصوب على الحال، والتقدير: حال كونه مقدراً بهذا
المقدار، ويجوز أن ينتصب بنزع الخافض، والتقدير بمقدار ثلثي المد،
ويجوز الرفع على أن يكون صفة للماء، أو يكون خبر مبتدأ محذوف،
أي هو: قدر ثلثي المد. وأخرج هذا الحديث النسائي، وفيه قال شعبة:
" فأحفظ أنه غسل ذراعيه وجعل يدلكها، ومسح أذنيه باطنهما، ولا
أحفظ أنه مسح ظاهرهما ". ورواه ابن خزيمة في " صحيحه " (1) عن
أبي كريب محمد بن العلاء، وابن حبان في " صحيحه "(2) من طريق
أبي كريب، والحاكم في " مستدركه "(3) من طريق إبراهيم بن موسى
الرازي كلاهما عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب
ابن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد: " أن النبي- عليه
السلام- أُتي بثلثي مد من ماء فتوضأ، فجعل يدلك ذراعيه ". قال
الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال
النووي: حديث أم عمارة حديث حسن.
84-
ص- حدّثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: أخبرنا شريك، عن
عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن عبد الله بن جبْر، عن أنس قال: " كان
النبيُّ- عليه السلام يتوضأ بإناء يسعُ رطلين، ويغتسلُ بالصاع " (4) .
قال أبو داود: رواه يحيى بن آدم، عن شريك، قال: عن ابن جبْر بن
عتيك. ورواه شعبة فقال: حدثني عبد الله بن عبد الله بن جبر قال: سمعت
أنساً إلا أنه قال: " يتوضأ بمكُوك " ولم يذكر " رطلين ". ورواه سفيان، عن
عبد الله ابن عيسى قال: حدثني جبر بن عبد الله.
(1)(1/62) .
(2)
(13/1083) .
(3)
(1/161) .
(4)
مسلم: كتاب الحيض، باب: القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة (326) ،
الترمذي: كتاب الطهارة، باب: في الوضوء بالمد (56)، النسائي: كتاب
المياه، باب: القدر الذي يكتفي به الإنسان من الماء للوضوء والغسل (2/180) ،
ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: ما جاء في مقدار الماء للوضوء (267) .
ش- محمد بن الصباح الدولابي البغدادي البزاز- بالزاي المكررة-
صاحب السنن أبو جعفر مولى مزينة، سمع شريك بن عبد الله النخعي،
وزيد بن هارون، ومحمد بن عبيد، وسفيان بن عيينة، وابن المبارك،
ووكيعاً، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن حنبل، وابن معين،
ْوأبو زرعة، والبخاري، ومسلم، وأبو داود. روى له: ابن ماجه،
والترمذي عن البخاري عنه، وروى له النسائي أيضاً. قال ابن معين:
ثقة مأمون. مات في آخر المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين (1) .
وشريك هو ابن عبد الله النّخعي.
وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي،
سمع جده عبد الرحمن بن أبي ليلى، والشعبي، وعطية، وسعيد بن
جبير، والزهري، وعبد الله بن عبد الله بن جبر، وغيرهم. روى عنه:
الثوري، وشعبة، وشريك بن عبد الله، وزهير بن معاوية، وغيرهم.
قال ابن معين: هو ثقة. وقال أبو حاتم: صالح. مات سنة ثلاثين
ومائة. روى له الجماعة (2) .
وعبد الله بن عبد الله بن جبر- بفتح الجيم وإسكان الباء الموحدة- ابن
عتيك، وقيل: ابن جابر. سمع ابن عمر، وأنس بن مالك، وعتيك
ابن الحارث. روى عنه: مالك، ومسْعر، وشعبة، وعبد الله بن
عيسى. روى له: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي (3) .
ويحيى بن آدم بن سليمان الكوفي أبو زكرياء الأموي، مولى خالد بن
خالد بن عمارة. سمع مالك بن أنس، ومالك بن مغول،/ومسعر بن
كدام، والثوري، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر
وعثمان ابنا أبي شيبة، وابن معين، وغيرهم. وقال ابن معين: ثقة.
مات سنة ثلاث ومائتين بفم الصلح. روى له الجماعة (4) .
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25/5298) .
(2)
المصدر السابق (15/3473) .
(3)
المصدر السابق (15/3362) .
(4)
المصدر السابق (31/6778) .
وسفيان هو الثوري.
قوله: " مكُوك " المكُّوك: إناء يسعُ الماء، معروف عندهم. وقال ابن
الأثير (1) : " المكُّوكُ: المُدُّ، وقيل: الصاع، والأول أشبه؛ لأنه جاء
في الحديث مفسراً بالمد. وقال أيضاً: المكوك اسم للمكيال، ويختلف
مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد، ويجمع على مكاكي،
على إبدال الياء من الكاف الأخيرة، ويجيء أيضاً على مكاكيك ".
وأخرجه النسائي ولفظه: " كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يغتسلُ بمكُّوك،
ويغتسلُ بخمس مكاكي ". وأخرجه مسلم ولفظه: " كان رسولُ الله
عليه السلام يغتسلُ بخمس مكاكيك، ويتوضأ بمكُوكٍ ". وفي
رواية (2) : " مكاكيّ " والياء في مكاكي مشددة. وقال النووي: حديث
أنس إسناده صحيح، إلا أن فيه شريك بن عبد الله النخعي القاضي، وقد
ضعّفه الأكثرون. وقد ذكر أبو داود أن شعبة وسفيان روياه أيضاً، فلعله
اعتضد عنده، فصار حسناً، فسكت عليه.
[قال ابن الأعرابي](3) : قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
الصاعُ خمسة أرطال. قال أبو داود: وهو صاع ابن أبي ذئب، وهو صاع
النبي- عليه السلام.
ش- قوله: " قال ابن الأعرابي:
…
" إلى آخره: ليس بموجود في غالب
النسخ.
وابن الأعرابي: اسمه أحمد بن محمد بن سعيد بن زياد بن بشر بن
الأعرابي أبو سعيد، حدث عن أحمد بن منصور الرمادي، والحسين بن
علي بن عفان، والترمذي. وحدث بالسنن عن أبي داود، وحدث عنه
جماعة منهم الخطابي. توفي بمكة يوم الأحد لتسع وعشرين خلت من ذي
القعدة، سنة أربعين وثلثمائة.
(1) النهاية (4/350) .
(2)
مسلم (325/50) .
(3)
ساقط من سنن أبي داود.