الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: " يد فوق القدم " مجرور على أنه بدل من قوله: " بيده "،
والدليل على ما قلنا رواية البخاري في هذا الحديث: " ثم أخذ غرفة من
ماء، فرش على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفه أخرى، فغسل
بها رجله اليسرى "، وفي لفظ النسائي: " ثم غرف غرفة فغسل رجله
اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى "، وأخرجه الترمذي أيضاً
وابن ماجه مفرقاً بنحوه مختصراً، وأخرجه البخاري مطولاً ومختصرا،
وكل ذلك يُوضح ما أبهم في رواية أبي داود.
46- باب: الوضوء مرّة مرّة
أي: هذا باب في بيان الوضوء مرة مرة.
127-
ص- حدثنا مسدد قال: نا يحيى، عن سفيان قال: حدثني زيد
ابن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس- رضي الله عنه قال: " ألا
أخبركم بوُضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فتوضأ مرةً مرةً " (1) .
ش- مسدد بن مسرهد، ويحيى القطان، وسفيان الثوري، وهذا
الحديث طرف من الحديث الذي قبله، وترجم له باباً على حدة كما ترجم
البخاري والترمذي والنسائي على طرف من هذا الحديث " الوضوء مرة
مرة ".
47- باب: الفرق بين المضمضة والاستنشاق
أي: هذا باب في بيان أن المضمضة ينبغي أن تفرق وتفصل من
الاستنشاق.
128-
ص- حدثنا حُميد بن مسعدة قال: نا معتمر، قال: سمعت ليْثاً
يذكرُ عن طلحة، عن أبيه، عن جده قال: " دخلتُ- يعني: على النبي
(1) انظر الحديث السابق، فهو طرف منه.
- عليه السلام وهو يتوضأ، والماءُ يسيلُ من وجْهه ولحْيته على صدْره،
فرأيتُهُ يفْصلُ بين المضمضة والاسْتنْشاق " (1) .
ش- حُميد بن مسْعدة بن المنير السامي الباهلي (2) أبو علي روى
عن: حماد/بن زيد، وحرب بن ميمون، وجعفر بن سليمان، ومعتمر
ابن سليمان، وغيرهم. روى عنه: أبو زرعة، ومسلم، وأبو داود،
والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم. وقال أبو حاتم: كان
صدوقاً. توفي سنة أربع وأربعين ومائتين (3) .
ومعتمر بن سليمان بن طرخان قد ذكر. وليث هو ابن أبي سُليم، وقد
ذكر. وطلحة هو ابن مصرف بن عمر [و] بن كعب، كلهم قد ذكروا.
قوله: " وهو يتوضأ " جملة وقعت حالاً من " النبي- عليه السلام ".
قوله: " والماء يسيل من وجهه " أيضاً جملة وقعت حالاً، ويجوز أن
يكون من الأحوال المتداخلة، أو الأحوال المترادفة، وفيه دليل أن الماء
المستعمل لا يُعطى له حكم الاستعمال إلا بالاستقرار في موضع، وهو
القول الصحيح للحنفية.
قوله: " فرأيته " أي: فرأيت النبي- عليه السلام يفصل بين المضمضة
والاستنشاق بالماء، والمعنى: أخذ لكل منهما ماء برأسه؛ لأن الفصل لا
يكون إلا هكذا.
(1) تفرد به أبو داود.
(2)
قال محقق تهذيب الكمال: " قال مغلطاي- وهو محق-: أنًى يجتمع سامة
ابن لؤي بن غالب وباهلة بن أعصر؟ هذا ما لا يمكن إلا بأمر مجازي لا
يستعمل هنا "
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (17/538) .