الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20- باب: كيف يستاك
؟
أي: هذا باب فيه بيان كيفية الاستياك.
38-
ص- نا مسدد وسليمان بن داود العتكي قالا: نا حماد بن زيد، عن غيلان
ابن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه قال: " أتينا رسول الله نستحملُه، فرأيتُه
يستاكُ على لسانه ". قال أبو داود: قال سليمان: قال: " دخلتُ على النبي
عليه السلام وهو يستاكُ، وقد وضع السواك على طرف لسانه وهو يقول:
إه إه " (1) يعني: يتهوع. قال مسدد: وكان حديثاً طويلاً ولكنه اختصره.
ش- سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني العتكي، سكن بغداد، سمع
[من] مالك بن أنس حديثاً واحداً، وسمع حماد بن زيد، وابن عيينة،
وغيرهم. روى عنه: أحمد، وابنه عبد الله بن أحمد، وإسحاق بن
راهويه، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وغيرهم. مات بالبصرة سنة
أربع وثلاثين ومائتين (2) .
وحماد بن زيد بن درهم أبو إسماعيل الأزدي الأزرق البصري، سمع
ثابتاً، وابن سيرين، وعمرو بن دينار، وغيرهم. روى عنه: الثوري،
وابنُ عيينة، ووكيع، وجماعة آخرون. مات في رمضان سنة تسع
وسبعين ومائة، وهو ابن إحدى وثمانين. روى له الجماعة (3) .
وغيلان بن جرير الأزدي البصري، روى عن: أنس بن مالك،
ومُطرف، وأبي بردة. روى عنه: شعبة، وحماد بن زيد، وأبو هلال،
وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. روى له الجماعة (4) .
وأبو بردة اسمه: عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري
(1) البخاري: كتاب الوضوء، باب: السواك (244)، مسلم: كتاب الطهارة،
باب: السواك (45/254)، النسائي: كتاب الطهارة، باب: كيف يستاك
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (11/2513) .
(3)
المصدر السابق (7/1481) . (4) المصدر السابق (23/4700) .
الكوفي الصحابي، وقيل: اسمه الحارث. روى عن الزبير بن العوام،
وعوف بن مالك، وسمع أباه، وعليا، وابن عمر، وعائشة. روى
عنه: الشعبي، وعمر بن عبد العزيز، وثابت البناني، وغيرهم. توفي
بالكوفة سنة ثلاث ومائة. روى له الجماعة (1) .
قوله: " نستحمله ": جملة حالية، والمعنى: أتيناه طالبين أن يحملنا
عليه حتى ما يركبون عليه.
قوله: " يتهوعّ " تفسير قوله: " إه، إه ". وجاء في حديث آخر: " كان
إذا تسوك قال: اعْ اعْ، كأنه يتهوعّ " أي: يتقيأ، والهواع: القيء.
قوله: " وكان حديثاً طويلاً " أي: كان حديث أبي بردة طويلاً: " ولكنه
اختصر "، وفي نسخة: " ولكن (2) اختصرتُه ". وقد روى البخاري
ومسلم بإسنادهما إلى أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: " أتيتُ
رسول الله في رهْط من الأشعريين نستحملُه- فقال: لا والله ما
أحملكم
…
" الحديث، ورواه أحمد أيضاً بالطريقين في " مسنده " (3) .
***
21-
باب: الرجل (4) يستاك بسواك غيره
أي: هذا باب في بيان الرجل الذي يستاك بسواك غيره.
39-
ص- نا محمد بن عيسى، نا عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن
عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: " كان رسولُ الله يسْتنُ وعنده رجلان:
أحدُهما أكبرُ من الآخر، فأوحي إليه في فضل السواك أن كبر: أعط السواك
أكبرهُما " (5) .
(1) المصدر السابق (33/7220) . (2) في الأصل: " ولكنه ".
(3)
البخاري: كتاب الأيمان والنذور (6623)، مسلم: كتاب الأيمان، باب:
ندب من حلف يميناً، فرأى غيرها خيراً منها أن يأتي الذي هو خير، ويكفر
عن يمينه (1649/7: 9) ، أحمد (4/398، 401، 418) .
(4)
في سنن أبي داود: " باب في الرجل 0.. ".
(5)
البخاري تعليقا في كتاب الوضوء، باب: دفع السواك إلى الأكبر (246) ،=
ش- محمد بن عيسى الطباع.
وعنبسة بن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص أبو خالد
الأموي القرشي الكوفي. روى عن: عبد الملك بن عمير، وعوف
الأعرابي، وهشام بن عروة، وغيرهم. روى عنه: إبراهيم بن موسى
الرازي، والفضل بن مُوفق، وابن الطباع. قال أحمد: لا بأس به.
وقال ابن معين: ثقة. استشهد به البخاري بحديث واحد. روى له
أبو داود (1) .
قوله: " يستن " من الاستنان، وهو الاستياك، وهو دلك الأسنان
وحكها بما يجلوها، مأخوذ من السن، وهو إمرار الشيء الذي فيه
خشونة على شيء آخر، ومنه المسن الذي يُشحذ به الحديد ونحوه.
وقال ابن الأثير: " الاستنان استعمال السواك، افتعال من الأسنان،
أي: يُمرُهُ عليها " (2) :
قوله: " وعنده رجلان " جملة حالية.
قوله: " فأوحي إليه " من الإيحاء، والوحي: الرسالة،/ويجيء
بمعنى الإلهام والإشارة.
قوله: " أن كبّر "" أن " هاهنا مفسرة، بمنزلة " أي "، والمعنى:
فأوحي إليه أي: كبر، من قبيل قوله تعالى: (فأوْحيْنا إليْه أن اصْنع
الفُلك) (3)، وقوله:(ونُودوا أن تلكُمُ الجنةُ)(4) ، ويحتمل أن
ورواه مسلم في: كتاب الرؤيا، باب: رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (2271) ، وفي كتاب
الزهد (3003) بلفظ: " أراني في المنام أتسوك بسواك، فجذبني رجلان:
أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبر،
فدفعته إلى الأكبر ".
تنبيه: زيد في سنن أبي داود بين معقوفتين: " قال أحمد- هو ابن حزم-:
قال لنا أبو سعيد- هو ابن الأعرابي-: هذا مما تفرد به أهل المدينة ".
(1)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (22/4537) . (2) انظر: النهاية (2/411) .
(3)
سورة المؤمنون: (27) . (4) سورة الأعراف: (43) .
تكون مصدرية، والمعنى: فأوحي إليه التكبير ومعنى " كبر ": قدم
السن ووقره. واستفيد من هذا الحديث فوائد: الأولى: " (1) تقديم حق
الأكابر من جماعة الحضور، وتبديته على من هو أصغر منه، وهو السُنة
أيضاً في السلام، والتحية، والشراب، والطّيب، ونحو ذلك من
الأمور (2) ، وفي هذا المعنى تقديم ذوي السن بالركوب، وشبهه من
الإرفاق.
الثانية: أن استعمال سواك الغير ليس بمكروه، إلا أن السُنة فيه أن
يغسله، ثم يستعمله " (3) .
الثالثة: أن هذا صريح في فضيلة السواك.
وحديث عائشة هذا أخرجه مسلم بمعناه من حديث ابن عمر مسنداً،
وأخرجه البخاري تعليقاً.
40-
ص- وثنا إبراهيم بن موسى قال: أنا عيسى، عن مسعر، عن
المقدام بن شريح، عن أبيه قال: قلت لعائشة: " بأي شيء كان يبدأ رسولُ الله
إذا دخل بيتهُ؟ قالت: بالسواك " (4) .
ش- عيسى هو: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وقد مر
ذكره.
ومسعر هو: ابن كدام بن ظُهيْر (5) بن عُبيد- بضم العين- بن
(1) انظر: معالم السنن (1/27) .
(2)
قال المهلب- كما في " الفتح "(1/425) -: " هذا ما لم يترتب القوم في
الجلوس، فإذا ترتبوا فالسنة حينئذٍ تقديم الأيمن ". قال الحافظ: " وهو
صحيح ".
(3)
إلى هنا انتهى النقل من معالم السنن.
(4)
مسلم: كتاب الطهارة، باب: السواك (43/253)، النسائي: كتاب الطهارة،
باب: السواك في كل حين (1/13)، ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب:
السواك (290) .
(5)
في الأصل: " ظهيرة " كذا.
الحارث بن هلال أبو سلمة الهلالي العامري الكوفي، روى عن عمير بن
سعيد النخعي، وأبي إسحاق السبيعي، وقتادة، والمقدام بن شريح،
وسماك بن حرب، والأعمش، وغيرهم. روى عنه: الثوري،
وشعبة، ومحمد بن إسحاق بن يسار، ووكيع، وغيرهم. مات سنة
خمس وخمسين ومائة. روى له الجماعة (1) .
والمقدام بن شُريح بن هانئ أبو يزيد الحارثي الكوفي، سمع أباه،
روى عنه عبد الملك بن أبي سليمان، والأعمش، والثوري، ومسعر،
وشعبة، وشريك، وابنه يزيد بن المقدام قال ابن حنبل: ثقة. وقال
أبو حاتم: ثقة صالح الحديث. روى له الجماعة إلا البخاري (2) .
وأبوه شريح بن هانئ بن كعب الحارثي الكوفي، من أهل اليمن،
أدرك النبي- عليه السلام ولم يره، وسمع أباه، وعليّ بن أبي طالب،
وسعد (3) بن أبي وقاص، وعائشة زوج النبي- عليه السلام،
وأبا هريرة. روى عنه ابناه: محمد والمقدام، والشعبي، وغيرهم.
وقال ابن معين: ثقة. وقتل بسجسْتان مع عبيد الله بن أبي بكرة، وعاش
عشرين ومائة سنة. روى له الجماعة إلا البخاري (4) .
قوله: " بأي شيء "" أي " اسم يأتي على ستة أوجه: شرطاً، نحو:
(أياما تدْعُوا)(5) . وموصولاً، نحو:(أيُّهُمْ اشدُ على الرحْمن)(6)
والتقدير: الذي هو أشد. وصفة للنكرة، نحو: زيد رجل أي رجل،
أي: كامل في صفات الرجال. وحالاً للمعرفة، كمررت بعبد الله أي
رجل. ووصلة إلى نداء ما فيه " أل "، نحو: يا أيها الرجل.
واستفهاماً، نحو:(فبأي حديث بعْدهُ يُؤْمنُون)(7) . و " أي " الذي
في الحديث من هذا القبيل. "
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (27/5906) .
(2)
المصدر السابق (28/6163) . (3) في الأصل: " سعيد " خطأ.
(4)
المصدر السابق (12/2729) . (5) سورة الإسراء: (110) .
(6)
سورة مريم: (69) . (7) سورة المرسلات: (50) .