الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ص- قال أبو داود: وهو مُرسل؛ ابنُ مَعقل لم يُدرك النبيَّ- عليه
السلام-.
ش- أي: هذا الحديث مُرسل؛ لأن عبد الله بن مَعقل المذكور لم
يُدرك النبي- عليه السلام، وقال الخطابي (1) : " فأما حديث عبد الله
ابن مَعقل: فإن أبا داود قد ذكره وضعّفه وقال: هو مُرسلٌ ".
قلت: كيف يَنسُبُه إلى التَّضعيف؛ وقد رُويَ هذا الحديث من طريقين
مُسندين وطريقين مُرسلَين؛ فالمُسندان أحدهما: عن سَمعان بن مالك،
عن أبي وائل، / عن عبد الله قال: جاء أعرابيّ فبال في المسجد فأمر
النبي- عليه السلام بمكانه فاحتفر وصُب عليه دلو من ماء. أخرجه
الدارقطني في " سننه "(2) . والثاني: أخرجه الدارقطني- أيضاً- عن
عبد الجبار بن العلاء، عن ابن عُيينة، عن يحيى بن سعيد، عن أنس أن
أعرابيا بال في المَسجد فقال عليه السلام: " احفروا مكانه، ثم صبوا عليه
ذنوباً من ماء ". وأما المرسلان، فأحدهما: ما رواه أبو داود، والثاني:
ما رواه عبد الرزاق في " مُصنفه "
***
127- بَاب: طَهُور الأرض إذا يبسَت
أي: هذا باب في بيان طهورية الأرض إذا يبست بعد أن أصابتها
النجاسة.
366-
ص- ثنا أحمد بن صالح قال: ثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني
يونس، عن ابن شهاب قال: حدَّثني حمزة بن عبد الله بن عمر قال: قال ابن
عُمر: كُنتُ أَبيتُ في المسجدِ في عَهدِ رسول الله، وكُنتُ فتى شابا عَزباً،
وكانت الكلابُ تَبُولُ وتُقبلُ وتُدبرُ في المسجدَ، فلَم يكونوا يَرُشُونَ شيئاً من
ذلك (3) .
(1) معالم السنن (1/100) .
(2)
(1/132) وقال: " سمعان مجهول ".
(3)
البخاري تعليقاً: كتاب الوضوء، باب: الماء الذي يغسل به شعر الإنسان
…
(174)
.
ش- أحمد بن صالح: المصري، ويونس: ابن يزيد.
وحمزة بن عبد الله بن عُمر: ابن الخطاب أبو عمارة القرشي العدوي،
المدني، والد عمر بن حمزة. سمع: أباه، وعائشة أم المؤمنين. روى
عنه: أخوه: عبد الله، والزهري، وأخوه: عبد الله بن مسلم،
وغيرهم. قال ابن سَعد: كان ثقة قليل الحديث. روى له الجماعة (1) .
قوله: " فتًى " الفَتى: الشَاب، وقد فتِي- بالكسر- يفتي فَتاً، والفَتَى
- أيضاً-: السخي الكريمُ، وأصل تركيبه بمعنى القوة؛ ومنه الفتوى؛
لأنه يقوي السائل.
قوله: " شابا " تأكيد لقوله: " فتَى ".
قوله: " عَزَبا " صفتُه العَزَب- بفتح العَين والزاي-: الذي لا زوج
له؛ سمّي به لبُعده عن النساء؛ يقال: رجل عَزَبٌ وامرأة عزباء، ولا
يقال فيه: " أعزَبُ " من عَزبَ يعزُب، من باب نصر ينصر فهو عازِبٌ إذا
بَعد، ومنه في الحديث:" من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عَزَبَ " أي:
بَعُد عهده بما ابتدأ منه وأبطأ في تلاوته.
قوله: " وكانت الكلاب تبولُ وتُقبل و " تدبر في المَسجد " قال الخطابي (2) :
" يُتأول على أنها كانت تبول خارج المسجد في مواطنها، وتقبل وتُدبر في
المسجد عابرةَ؛ إذ لا يحوز أن تترك الكلاب تنتابُ المسجد حتى تمتهنه
وتبول فيه، وإنما كان إقبالها وإدبارها في أوقات باردة، ولم يكن على
المسجد أبواب تمنع عبورها فيه ".
قلت: هذا تأويلٌ بعيد؛ لأن قوله: " في المسجد " ليس ظرفاً لقوله:
" وتُقبلُ وتدبرُ " وحده؛ بل إنما هو ظرف لقوله: " تبولُ وتقبلُ وتدبرُ "
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (7/1507) .
(2)
معالم السنن (1/101) .