الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن إسحاق، وشعبة، وابن عيينة، ووكيع وغيرهم. قال ابن
معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. روى له الجماعة (1) .
قوله: " عن رجل من بني زُريق " مجهول.
قوله: " نحوه " أي: نحو الحديث المذكور؛ ولكنه زاد في هذه
الرواية: " ثم ليقعد بعد " أي: بعد أن صلى ركعتين إن شاء القُعاد، أو
ليَمض إلى حاجته.
19- بَابُ: فَضلِ القُعُودِ في المَسجدِ
أي: هذا باب في بيان فضل القعود في المسجد، وفي بعض النسخ:
" باب في فضل "(2) .
451-
ص- نا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عنِ
أبي هريرة أن رسول الله قال: " المَلائكةُ تُصلِّي على أحدِكُم مادَامَ في مُصلاّهُ
الذي صَلَى فيه ما لم يُحدِث أو يَقُومُ (3) : اللهم اغفِر له، اللهم ارحَمهُا " (4) .
ش- أبو الزَناد: عبد الله بن ذكوان القرشي، والأعرج: عبد الرحمن
ابن هُرمز.
قوله: " الملائكة تصلي على أحدكم " أي: تَدعو لأحدكم؛ لأن الصلاة
في اللغة: الدعاء. وكلمة " ما " في " مادام " وفي " ما لم يُحدِث "
للمدّة؛ والمعنى: مُدة دوامه في مُصلاه الذي صلّى فيه مدة عدم الحدث أو
التحديث؛ على اختلاف تفسير " لم يحدث ".
قوله: " مُصلاه "- بضم الميم- اسم الموضع الذي صلى فيه.
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (19/3776) .
(2)
كما في سنن أبي داود.
(3)
في سنن أبي داود: " أو يقم ".
(4)
البخاري: كتاب الصلاة، باب: الحدث في السجد (445)، النسائي: كتاب
الساجد، باب: الترغيب في الجلوس في السجد وانتظار الصلاة (2/55) .
قوله: " ما لم يُحدِث " بدل من قوله: " مادامَ " وهو إما من الإحداث
بمَعنى: الحدث الناقض للطهارة؛ كما فسّره في الحديث الذي يأتي بقوله:
" ما يُحدث؟ قال: يَفسو أو يَضرط "، وإما من التحديث؛ بمعنى:
الاشتغال بالحديث من غير ذكر الله عز وجل.
قوله: " أو يقومُ " بالرفع عطف على ما لم يُحدث من حيث المعنى؛
فلذلك لم يُحزم، ويجوز أن يكون مرفوعا على لغة من لا يجزم الفعل
ب " لَم "؛ كما في قول الشاعر:
لولا فَوارسُ من نُعم وأسرتهِم
…
يَومَ الصُلَيفاء لم يُوفُون بالجَارِ
قوله: " اللهم اغفر له، اللهم ارحمه " بيان وتفسير لقوله " تُصَلّي على
أحدكم " والمعنى: تدعو بقولهم " اللهم اغفر له، اللهم ارحمه " وبهذا
يندفع سؤال من يقول: ما موقع الجمع بين صلاة الملائكة إذا كانت معناها
الاستغفار وبَين قولنا (1)" اللهم اغفر له "؟ وجواب آخرُ: أن الصلاة
والاستغفار وإن كانا يَرجعان لشيء واحد، فقد يكون أحدهما أخص وأقعد
بالمعنى وأبلغ، فتدعو الملائكة وتسأل الله ذلك المعنى باللفظين مَعا.
وجواب آخرُ: أن سؤالها بلفظ الصلاة إنما هو ليقع الثواب من جنس
العمل، فتكون صلاة منه بصلاة من الملائكة عليه، ثم لما حصل التجانس
بين العمل وجزائه، دعوا له بعد ذلك بلفظ الاستغفار والرحمة.
والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم من حديث أبي صالح، عن (2)
أبي هريرة أتم منه. وأخرجه النسائي- أيضا- وعند الحاكم على شرط
مسلم من حديث عقبة بن عامر مرفوعا: " والقاعد يرعى الصلاة
كالقانت، ويكتب من المصلين من حين يخرج من بَيته حتى يرجع ". وفي
" صحيح ابن حبان ": " ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا
تبشبش الله إليه كما يَتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم ".
قال السَفاقسي: الحدث في المسجد خطيئة يُحرمُ به المحدثُ استغفار
(1) كذا، والجاد:" قولهم ".
(2)
في الأصل: " من ".
الملائكة. وقد قيل: من أراد أن يحط الله عنه ذنوبه فليلازم بصلاة بعد
الصلاة، ليستكثر من استغفار الملائكة له. وقد شبه صلى الله عليه وسلم ذلك بالرباط.
وقال الداودي: قوله: " ما لم يحدث " - بالتخفيف- يدل على جواز
الحدث في المسجد، وفي رواية بالتشديد أراد الحديث بغير ذكر الله تعالى
/قال السفاقسي: لم يذكر التشديد أحدٌ.
452-
ص- نا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يَزالُ أحدُكُم في صَلاة ما كانت
الصلاةُ تَحبِسُهُ، لا يَمنَعُهُ أن يَنقَلِبَ إلى أهله إلَا الصلاةُ " (1) .َ
ش- أي: في حكم صلاةِ؛ والمعنىً: لا يزالُ أحدكم كأنه يُصلي ما
كانت الصلاة تحبسُه، أي: تمنعه من القيام والخروج، بمعنى: مادام
انتظار الصلاة يمنعه عن ذِلك كأنه في الصلاة.
قوله: " لا يَمنعه أن ينقلب إلى أهله " أي: أن يَرجع إلى أهله و " أن
ينقلب " محله النصب على المفعولية، وارتفاع الصلاة على الفاعلية؛
والمعنى: لا يَمنعه الانقلابَ إلى أهله إلا الصلاة. والحديث أخرجه مسلم.
453-
ص- نا موسى بن إسماعيل: نا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع،
عن أبي هريرة أن رسول الله- عليه السلام قال: " لا يزالُ العبدُ في صَلاة
ما كان في مُصَلاهُ يَنتظرُ الصلاةَ، تقولُ الملائكةُ: اللهم اغفر له، اللهمَ
ارحَمهُ، حتى يَنصرفَ، أو يُحدثَ " فقيل: ما يُحدثُ؟ قال: " يَفسُو أو
يَضرطُ " (1) .َ
ش- حماد: ابن سلمة، وثابت: البناني، وأبو رافع: نُفيع الصائغ
المدني.
(1) البخاري: كتاب الصلاة، باب: الصلاة في مسجد السوق (477)، مسلم:
كتاب المساجد، باب: فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة (649) .
(2)
مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: فضل صلاة الجماعة وانتظار
الصلاة 274- (649) .
قوله: " قال: يفسو " أي: قال أبو هريرة؛ ففسر أبو هريرة قوله " أو
يُحدث " بالحدث الناقض للطهارة. وأخرجه مسلم.
454-
ص- نا هشام بن عمار: نا صدقة بن خالد: نا عثمان بن
أبي العاتكة الأزدي، عن عُمَير بن هانِئ العَنسِي، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله- عليه السلام: " مَن أتى المَسجد لِشيءٍ فهو حَظهُ "(1) .
ش- هشام بن عمار: ابن نضير بن مَيسرة بن أبان أبو الوليد السُّلمي
الظّفريّ الدمشقي. سمع: يحيى بن حمزة، وابن عيينة، ومالك بن
أنس، وصدقة بن خالد وغيرهم. روى عنه: ابن مَعين، وابن سَعد،
والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي، عن
البخاري، عنه. قال ابن معين: هو كيس كيّس، وفي رواية: ثقة،
وقال النسائي: لا بأس به، وقال الدارقطني: صدوق، كبير المحل.
توفي بدمشق آخر المحرم سنة ست وأربعين ومائتين، وقيل: سنه
خمسين (2) .
وصدقة بن خالد: الدمشقي أبو العباس الأموي، مولى أم البنين
أخت معاوية بن أبي سفيان؛ قاله البخاري، وقال هشام بن عمار:
مولى أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان. روى عن: زيد بن واقد،
وعثمان بن أبي العاتكة، والأوزاعي، وغيرهم. روى عنه: الوليد بن
مسلم، وأبو مسهر، وهشام بن عمار وغيرهم. قال أحمد بن حنبل:
ثقة، ليس به بأس 0 وقال ابن معين وأبو حاتم: ثقة. توفي سنة ثمانين
ومائة. روى له: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة (3) .
وعثمان بن أبي العاتكة- واسمه: سليمان- أبو حفص الأزدي
(1) تفرد به أبو داود.
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (30/6586) .
(3)
المصدر السابق (13/2861) .