الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعمران بن الحصن، ومن التابعين: شريحا القاضي، والشعبي،
وأبا صالح السمان، وغيرهم. روى عنه: سَعد بن طارق، وشعبة،
والثوري، وابن عيينة وغيرهم. قال ابن معين وأبو حاتم: هو ثقة.
توفي سنة ثمان وعشرين ومائة. روى له الجماعة (1) .
قوله: " قال أبو بدر " أي: شجاع بن الوليد " أراه قد رفعه " أي:
أظنّ أن أبا هريرة قد رفع الحديث إلى النبي- عليه السلام قال: " إن
الحصَى 0.. " الحديث. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أسباط بن
محمد، عن ليث، عن حبيب، عن سعيد بن جبير قال: " الحصاة
تَسُب وتلعنُ من يُخرجها من المَسجد ".
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن مثنى بن سعيد، عن قتادة،
عن سليمان بن يَسار قال: " الحصاة إذا أخرجت من المسجد تصيح حتى
تُرَد إلى موضعها ". وعن ابن سيرين يقول لغلام له أو لخادمه: " إن
وجدت في خفي حصاة فَرُدها إلى المَسجد ".
***
15- بَاب: في كنسِ المسجدِ
أي: هذا باب في بيان كنس المسجد.
443-
ص- ثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الخزاز: أنا عبد المجيد بن
عبد العزيز بن أبي رَواد، عن ابن جريج، عن المُطلِب بن عبد الله بن حَنطب،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عُرِضت عَلَيَ أجورُ أُمَتِي حتى
القَذَاةُ يُخرِجُهَا الرجلُ من المسجد، وعُرِضَت عَلَيَ ذنوبُ أمتي، فلم أرَ ذَنبًا
أعظمَ من سُورة من القرآنِ أو آيةَ أوَتِيهَا رجلٌ ثم نَسِيَها " (2) .
ش- عبدًا لوهاب بن عبدَ الحكم/ويُقال: ابن الحكم البغدادي،
(1) المصدر السابق (19/3828) .
(2)
الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب:(19) ، رقم (2916) .
صاحب أحمد بن حنبل وخاصّته. سمع: معاذ بن معاذ، ويزيد بن
هارون، وعبد المجيد بن عبد العزيز وغيرهم. روى عنه: ابنه: الحسن،
وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي الدنيا
وغيرهم. قال النسائي: ثقة. وكذا قال الدارقطني. مات سنة إحدى
وخمسين ومائتين، ودفن بباب البَرَدان (1) .
وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد المكي، أصله مروزي، أبو عبد الحَميد
الأزدي مولاهم، واسم أبي رواد: مَيمون. روى عن: أبيه وعن:
مَعمر بن راشد، وابن جريج، واللَّيث بن سَعد. روى عنه: سريِج (2)
ابن يونس، والشافعي، وموسى بن طارق وغيرهم. قال ابن معين:
هو ثقة، كان يروي عن قوم ضعفاء، وكان أعلم الناس بحديث ابن
جريح، وكان يُعلن بالإرجاء0 قال عبد الرحمن: سألت أبي عنه فقال:
ليس بالقويّ، يكتب حديثه. وقال الدارقطني: لا يحتج به. روى له
مسلم مقرونا بهشام بن سليمان المكي، غير محتج به. وروى له:
أبو داود، والترمذي، والنسائي (3) .
وابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز القرشي.
والمطلب بن عبد الله بن حنطب: ابن الحارث بن عُبيد بن عمر بن
مخزوم أبو الحكم القرشي المخزومي المديني. روى عن: أبيه، وعُمر بن
الخطاب، وابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وأنس بن
مالك، وأبي هريرة، وأبي موسى، وأبي رافع، وعائشة، وأم سلمة.
روى عنه: ابنه عبد العزيز، ومحمد بن عَبّاد، وابن جريج، والأوزاعي
وغيرهم. قال ابن سَعد: وكان كثير الحديث، ولا يحتج بحديثه؛ لأنه
يُرسل عن النبي- عليه السلام كثيرا، وليس له لقي، وعامة أصحابه
يُدلِّسُون. وقال الدارقطني، وأبو زرعة: ثقة. روى له: أبو داود،
والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (4) .
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (18 / 3602) .
(2)
في الأصل: " شريح " خطأ.
(3)
المصدر السابق (18 /3510) .
(4)
المصدر السابق (28/6006) .
قوله: " عُرِضت عليّ أجورُ أمتي " يجوزُ أن يكون ذلك العرض ليلة
المعراج، ويجوز أن يكون في وقت آخر؛ وعَرض الأجور كناية عن
إحاطة علمه بها، ويَجوز أن يكون على وَجه الحقيقة بأن عُرضت. في صُوَرِ
حِسَان، وعُرِضَت الذُّنوبُ في صُوَرٍ قباح، كما تُوزن الأَعمال يَوم القيامة
في صوَر حسان وقباح.
قوله: " حتى القذاةُ " بالرَّفع عَطفًا على " الأجور " مثل قولك: جاء
الحُجاجُ حتى المُشاةُ؛ القذاةُ واحدة القَذى؛ وهي ما يقعُ في العَين والماء
والشراب من تُراب أو تبن أو وَسَخ أو غير ذلك؛ وهذا خارج مخرج
المبالغة، لأنه إذا حصل الأجر لمن يُخرج القذاة من المسجد، فالذي يكنُسُه
ويُزيلُ ترابَه وغُباره، ويُنظفه عن الأقذار والأوساخ بالطريق الأولى أن
يحصل له أجُور كثيرة؛ ولهذا بَوب الشيخ بقوله: " بابٌ في كنس
المسجد " ثم. بَيّن فيه إزالة القذى، وبين أن فيها أجرًا، ففي الكنس الذي
هو أعلى من إزالة القذى أولى وأجدر أن يكون فيها أجرٌ بل أجور كثيرة.
قوله: " من سورة من القرآن أو آية " السورة: الطائفة من القرآن المعبّر
عنها بسورة كذا التي أقلها ثلاث آيات، وواوها لا (1) إما أن تكون
أصلا أو منقلبة عن همزة؛ فإن كان الأول فيكون منقولا من سُورة المدينة
- وهي حائطها- لأنها طائفة من القرآن محدودة محوزةٌ على انفرادها
كالبلد المُسوّر، أو لأنها محتوية على فنون من العلم وأجناس من الفوائد
كاحتواء سور المدينة على ما فيها، وإن كان الثاني فلأنها قطعة وطائفة من
القرآن كالسُّؤر التي هي البقية من الشيء والفَضلة. والآية في اللغة:
العلامة؛ والأصل: أوَيَة- بالتحريك- قلبت الواو ألفا لتحركها،
وانفتاح ما قبلها فصار: آية؛ والنسبة إليه: أوَوَي، وجَمعها: آيٌ وأيَايٌ
وآياتٌ. والآية: طائفة من القرآن؛ أقلها ستة أحرف.
قوله: " أوتيها " أي: أعطيها رجل أي: أعطاه اللهَّ إَياها.
(1) كذا، ولعلها بمعنى " لا تخرج ".
24* شرح سنن أبي داوود 2