الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة فقام بلال فأذّن، وجعل إصبعَيه في أذنيه، وجعل يَستديرُ لما.
وأخرج أبو الشيح الأصبهاني في كتاب " الأذان " عن حمادَ وهشيم
- جميعا-، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه أن بلالا أذن لرسول الله
بالبطحاء فوضع إصبعَيه في أُذنَيه وجعل يَستدير يمينًا وشمالاً " (1) .
قلت: وفي " سنن الدارقطني (2) من حديث كامل أبي العلاء، عن
أبي صالح، عن أبي هريرة: أُمر أبو محذورة أن يَستدير في أذانه.
قوله: " فأخرج العنزةَ " العنزة مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا، وفيها
سنان مثل سنان الرمح، والعكازة قريب منها.
قوله: " وساق حديثه " وتمامه في رواية البخاري ومسلم: قال: " صلى
ينا إلى العنزة الظهر أو العصر، تمر المرأة والكلبُ والحمارُ لا يمنع، ثم لم
يزل يصلي ركعتَين حتى أتى المدينة ". وفي رواية أخرى: " وكان يمر من
ورائها الحمار والمرأة، ثم قام الناس فجعلوا يأخذون فيمسحون بها
وجوههم، فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج،
وأطيب ريحا من المِسك ". وفي رواية: ثم قَدَّم بين يديه عنزةً بينه وبين
مارة الطريق، ورأيت الشيب بعَنفقته أسفل من شفته السفلى ". وهذه
الطرق كلها مخرجة في " الصحيَحين " وأخرجها أحمد في " مُسنده ".
ويستفاد من الحديث فوائد؛ الأولى: استحباب الالتفات إلى اليمين
والشمال في الحيعلتين.
الثانية: جواز لباس الأحمر.
الثالثة: نصب العنزة أو نحوها بَين يدَيه إذا صلى في الصحراء.
***
34- باب: في الدُّعاءِ بَينَ الأذَانِ والإقامَةِ
أي: هذا باب في بيان الدعاء بين الأذان والإقامة، وفي بعض النسخ:
" باب ما جاء في الدعاء ".
(1) إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.
(2)
(1/239) .
503-
ص- نا محمد بن كثير: أنا سفيان، عن زَيد العَميّ، عنِ
أبي إياس، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يُردُ الَدّعاءُ بَين
الأذَانِ والإقَامةِ " (1) .
ش- محمد بن كثير: العَبدي البصري، وسفيان الثوري.
وزيد العمي: هو زيد بن الحواري البصري، أبو الحواري العمي
قاضي هَراة في ولاية قتيبة بن مسلم، وهو مولى زياد ابن أبيه. روى
عن: أنس بن مالك، والحسن البصري، ويزيد بن أبان، ومعاوية بن قرة
وغيرهم. روى عنه: الثوري، والأعمش، وهشام بن حسان وغيرهم.
قال أحمد بن حنبل: هو صالح، وعن ابن معين: زيد العمي لا شيء،
وفي موضع آخر: صالح، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يكتب
حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: ليس بقوي،/واهي الحديث
ضعيف، وقال النسائي: ضعيف. روى له: أبو داود، والترمذي،
وابن ماجه (2) . والعَمي- بفتح العين المهملة وتشديد الميم- نِسبة إلى
بني العم أو إلى العَم وهي الجماعة.
وأبُو إياس: مُعاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عُبيد بن
دُريد بن سوُاءة أبو إياس البصري المزني. سمع: أباه، وأنس بن مالك،
وعبد الله بن معقل وغيرهم. قال: لقيت ثلاثين من أصحاب النبي-
عليه السلام، منهم خمسة وعشرون من مُزينة. روى عنه: ثابت
البناني، وأبو إسحاق الهمداني، وسِماك بن حَرب، وأبو عَوانة،
وقتادة، والأعمش وغيرهم. قال أبو حاتم وأحمد بن عبد الله: ثقة.
مات سنة ثلاث عشرة ومائة. روى له الجماعة (3) .
(1) الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في أن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة
(212)
و (3594، 3595) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(68، 69) .
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (10/2102) .
(3)
المصدر السابق (28 /6065) .