الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 - باب في الوَلاءِ
2588 -
عن ابن عمر:
أن عائشةَ أمَّ المؤمنين رضي الله عنها أرادتْ أن تشتريَ جاريةً تُعْتِقُها، فقال أهلها: نَبِيعُكِها على أنَّ ولاءَها لنا! فذكرتْ عائشةُ لرسول الله - صلي الله عليه وسلم -؟ فقال:
"لا يمنعكِ ذلك؛ فإنَّ الولاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه بإسناد المؤلف ومتنه).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: [قُرِئَ على مالك وأنا حاضر: ] قال مالك: عَرَضَ عليَّ نافعٌ عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (6757)، ومسلم (4/ 213)، والنسائي في أواخر "البيوع"، ومن طريقه البيهقي (6/ 240) - ثلاثتهم -
…
بإسناد المؤلف ومتنه؛ دون قوله في الإسناد: قرئ على مالك وأنا حاضر: قال مالك: عَرَض عليَّ نافع
…
وإنما قالوا: عن مالك عن نافع.
وكذلك هو في "الموطأ"(3/ 9).
وكذلك أخرجه البخاري (2169 و 2562)، وأحمد (12/ 113 و 156) من طرق أخرى عن مالك
…
به.
فكأن هذه الزيادة شاذة.
على أن المحصور منها بين المعكوفتين لم يرد في نسخة الأصل من "السنن". والله أعلم.
ثم أخرجه أحمد (2/ 28 و 30 و 100 و 144 و 153) من طرق أخرى عن نافع
…
به. وفي رواية له بلفظ:
"اشتريها فأعتقيها؛ فإنما الولاءُ لمن أعطى الثمن".
2589 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الولاء لمن أَعْطَى الثَّمَنَ، وَوَليَ النِّعْمَةَ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه والترمذي، وصححه).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا وَكِيعُ بن الجَرَّاحِ عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
ومنصور: هو ابن المعتمر.
وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعِيُّ.
والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعِي.
والحديث أخرجه أحمد (6/ 186): ثنا وكيع
…
به.
والبخاري (6760): حدثنا ابن سَلام: أخبرنا وكيع
…
به؛ إلا أنه قال: "الورق" بدل: "الثمن".
وهو لفظ أحمد أيضًا؛ وزاد:
"وأعتق"؛ وكان زوجها حُرًّا؛ فخُيِّرَتْ.
ثم أخرجه هو (6/ 189 - 190)، والترمذي (1256) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان
…
به نحوه. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
ورواه مسلم (4/ 215) من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
…
أتم منه؛ وفيه:
"الولاء لمن وَلِيَ النعمة".
ورواه الشيخان وغيرهما من طريق عروة عنها. وهو مخرج في "الإرواء"(1308).
2590 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:
أن رَيابَ بن حذيفة تَزَوَّجَ امرأة، فَوَلَدَتْ له ثلاثةَ غِلْمَة، فماتت أمُّهم، فورِثوها؛ رِباعَها وولاءَ مواليها، وكان عمروُ بن العاص عَصَبَةَ بَنِيها، فأخرجهم إلى الشام، فماتوا، فَقَدِمَ عمرو بن العاص؛ ومات مَوْلى لها وترك مالًا، فخاصمه إخوتها إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أَحْرَزَ الولدُ أو الوالدُ؛ فهو لِعَصَبَتِهِ مَنْ كان".
قال: فكتب له كتابًا؛ فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت ورجل آخر.
فلما اسْتخْلِفَ عبد الملك؛ اختصموا إلى هشام بن إسماعيل - أو إسماعيل بن هشام -، فرفعهم إلى عبد الملك، فقال: هذا من القضاء الذي ما كنت أراه. قال: فقضى لنا بكتاب عمر بن الخطاب، فنحن فيه إلى الساعة.
(قلت: إسناده حسن، وقال ابن عبد البر: "حديث حسن صحيح"، ووافقه ابن القيم وابن التركماني).
إسناده: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر: ثنا عبد الوارث عن حسين المُعَلِّم عن عَمْرو بن شعيب.
قلت: إسناده حسن؛ على الخلاف المعروف في عمرو بن شعيب. وقد نقل ابن القيم في "التهذيب"(4/ 184) عن ابن عبد البر أنه قال:
"هذا حديث حسن صحيح غريب"؛ وأقره عليه.
وكذلك فعل ابن التركماني.
والحديث أخرجه البيهقي (10/ 304) من طريق المؤلف، وقال:
"كذا في هذه الرواية. وقد رُوِّينا عن سعيد بن المسيَّب عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما أنهما قالا: الولاء لِلْكُبْرِ. ومرسل ابن المسيب - عن عمر رضي الله عنه أصح من رواية عمرو بن شعيب"!
فتعقبه ابن التركماني بتصحيح ابن عبد البر لحديث عمرو؛ كما تقدم بأقوال العلماء الذين وثقوا عمرًا واحتجوا بحديثه، وقد ذكرنا طائفة منها في أول الكتاب، ثم قال:
"فكيف يرجح مُرْسَلُ ابن المسيِّب على حديث احتج به أكثر العلماء، وصرح