الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"مقبولة"؛ أي: عند المتابعة.
ففيه إشارة قوية إلى قبول حديثهما، وأنه في مرتبة الحسن. والله سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث أخرجه البيهقي (6/ 150) من طريق المؤلف.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(25/ 7 - 11) من طريق حفص بن عمر أبي عمر الضرير الحوضي - شيخ المصنف - وغيره من الثقات - منهم عفان بن مسلم - كلهم من طريق عبد الله بن حسان
…
به مطولًا جدًّا، وما ذكره المؤلف طرف منه.
وقال الحافظ في "الإصابة":
"قال أبو عمر - هو ابن عبد البر -: هو حديث طويل فصيح حسن، وقد شرحه أهل العلم بالغريب".
قلت: وقد روى طرفًا منه: الترمذي في "الشمائل" في بابين منه، (حديث رقم 53 و 101 - مختصره)، والمؤلف فيما يأتي في "الأدب" برقم (
…
) [25 - باب في جلوس الرجل].
وجملة: "صدقت .. المسلم أخو المسلم"؛ لها شاهد يأتي (الأيمان/ 8 - المعاريض).
37 - باب في إحياء الموات
2698 -
عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من أحيا أرضًا مَيْتَةً فهي له، وليس لِعِرْق ظالمٍ حَقٌّ".
(قلت: إسناده صحيح، وحسنه الترمذي، وقوَّاه الحافظ).
إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: ثنا عبد الوهاب: ثنا أيوب عن هشام بن عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
لكن رواه مالك وغيره عن هشام
…
به مرسلًا؛ لم يذكر: سعيدًا.
لكن له شاهدان يتقوى بهما، خرجتهما في "الإرواء"(5/ 354)، أحدهما عن عائشة، والآخر يأتي بعده.
والحديث أخرجه البيهقي (6/ 142) من طريق المؤلف.
وأخرجه الترمذي، فقال (1378): حدثنا محمد بن بشار: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي
…
به، وقال:
"حديث حسن غريب. وقد رواه بعضهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
مرسلًا".
قلت: وهو أقوى؛ فقد أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(ص 84/ 266 - 268)، وأبو عبيد (286/ 701 - 703) من طرق عن هشام
…
به مرسلًا.
لكن يقويه ما تقدمت الإشارة إليه؛ ومنه الآتي بعده.
2699 -
وفي رواية عن عروة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"مَنْ أحيا أرضًا ميتة؛ فهي له
…
" وذكر مثله؛ قال: فلقد خبّرني الذي حدثني هذا الحديث (وفي رواية: فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر ظَنِّي أنه أبو سعيد الخدري):
أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، غَرَسَ أحدهما نخلًا في
أرض الآخر، فقضى لصاحب الأرض بأرضه، وأَمَرَ صاحب النخل أن يُخْرِجَ نَخْلَهُ منها. قال: فلقد رأيتُها وإنها لَتُضْرَبُ أصولُها بالفُؤُوس - وإنها لَنَخْلٌ عُمٌّ - حتى أُخْرِجَتْ منها.
(قلت: حديث صحيح؛ دون قصة الاختصام، وحسن إسنادَهُ الحافظُ ابن حجر).
إسناده: حدثنا هَنَّادُ بن السَّرِيِّ: ثنا عَبْدَةُ عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عروة عن أبيه. حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي: ثنا وهب عن أبيه عن ابن إسحاق
…
بإسناده ومعناه؟ إلا أنه قال - مكان (الذي حدثني هذا) -: فقال رجل
…
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ لولا عنعنة ابن إسحاق، ولعله لذلك سكت عنه الحافظ في "الفتح"(5/ 19)!
ومع ذلك حسن إسناده في "البلوغ" كما في "الإرواء"!
فالقصة بحاجة إلى شاهد يقويها، ويأخذ بعضدها، وهذا ما لم نعثر عليه.
والحديث أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(86/ 274)، ومن طريقه البيهقي (6/ 142)، وأبو عبيد (286/ 705)، وابن زنجويه (2/ 639/ 1054) من طرق عن محمد بن إسحاق
…
به.
2700 -
وفي رواية ثالثة عنه قال:
أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أَنَّ الأرضَ أرضُ الله، والعبادَ عبادُ الله، ومَنْ أحيا مواتًا، فهو أحقُّ به. جاءنا بهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم الذين جاؤوا بالصلوات عنه.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا أحمد بن عَبْدَةَ الآمُلِيُّ: ثنا عبد الله بن عثمان: ثنا عبد الله بن المبارك: أخبرنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عروة قال
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير الآملي هذا، فقد ترجمه في "التهذيب" برواية الترمذي أيضًا عنه، والفضل بن محمد بن علي، ولم يذكر فيه توثيقًا! وقال في "التقريب" - تبعًا للذهبي في "الكاشف" -:
"صدوق".
قلت: ويحتمل عندي أنه الذي في "ثقات ابن حبان"(8/ 5):
"أحمد بن عَبْدَوَيْهِ المروزي. روى عن خارجة وابن المبارك. روى عنه أهل بلده".
وابن أبي مليكة: اسمه عبد الله بن عبيد الله.
وابن عثمان: هو ابن جَبَلَةَ المروزي، ثقة حافظ.
والحديث أخرجه البيهقي (6/ 142) من طريق المؤلف.
وأخرجه يحيى في "الخراج"(91/ 289): حدثنا ابن المبارك
…
فذكره معضلًا؛ وفيه زيادة مفيدة؛ فلنذكرها بلفظها:
أن رجلًا تَحَجَّرَ على أرض، ثم عَطَّلَها، فجاء آخر فأحياها، فاختصما إلى عبد الملك، فقال: ما أرى أحدًا أحقَّ بهذه الأرض من أمير المؤمنين! ثم التفت إلى عروة بن الزبير؛ قال: فقال: ما تقول؟ قال: أقول: إن أَبْعَدَ الثلاثة من هذه الأرض أميرُ المؤمنين! قال: ولِمَ؟ قال: لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"العبادُ عبادُ الله، والبلاد بلادُ الله، ومَنْ أحيا أرضًا ميتة؛ فهي له".
قال: فقال عبد الملك: انظروا إلى هذا، يشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يسمع منه!
قال: فقال عروة: أفأكفر أو أكذب مما لم أسمع منه؟ ! أسمعته يقول: الظهر أربع، والعصر كذا، والمغرب كذا؟ ! إن الذين جاؤونا بهذا جاؤونا بهذا!
2701 -
عن مالك: قال هشام (هو ابن عروة):
(العرق الظالم): أن يغرس الرجل في أرض غيره، فيستحقَّها بذلك.
قال مالك:
و(العرق الظالم): كلُّ ما أُخِذَ واحتُفِرَ وغُرِسَ بغير حَقٍّ.
(قلت: إسناده صحيح مقطوع).
إسناده: حدثنا أحمد بن عمرو بن السَّرْحِ: أخبرنا ابن وهب: أخبرني مالك
…
قلت: وهذا إسناد صحيح مقطوع، موقوف على هشام وعلى مالك.
وقد رواه يحيى في "الخراج"(86/ 272)، وعنه البيهقي (6/ 142) من طريق آخر عن هشام.
2702 -
عن أبي حُمَيْدٍ الساعدي قال:
غزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تَبُوكَ، فلما أتى وَادِيَ القُرَى؛ إذا امرأةٌ في حديقة لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
"اخْرُصوا".
فَخَرَصَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ. فقال للمرأة:
"أحْصِي ما يخرج منها".
فأتينا تبوك، فأهدى ملك (أَيْلَةَ) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بيضاءَ، وكساه بُرْدَةً، وكتب له يعني: بِبَحْرِهِ. قال:
فلما أتينا (واديَ القُرَى)؛ قال للمرأة:
"كم كانت حديقتك؟ ".
قالت: عَشَرَةَ أَوْسُقٍ؛ خَرْصَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني متعجل إلى المدينة، فمن أراد منكم أن يتعجَّل معي؛ فليتعجَّلْ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وبه أخرجه في "صحيحه"، وأخرجه مسلم).
إسناده: حدثنا سَهْل بن بَكَّارٍ: ثنا وُهَيْبٌ بن خالد عن عمرو بن يحيى عن العباس الساعدي - يعني: ابن سهل بن سعد - عن أبي حميد الساعدي.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير سهل بن بكار، فهو من رجال البخاري وحده، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (1481)
…
بإسناد المصنف ومتنه أتم منه.
وأخرجه أحمد (5/ 424): ثنا عفان: ثنا وُهَيْبُ بن خالد
…
به.
ومسلم (7/ 61)، والبيهقي (4/ 122) من طريق سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى
…
به.
2703 -
عن زينب:
أنها كانت تَفْلِي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وعنده امرأة عثمان بن عفان، ونساءٌ من المهاجرات، وهنَّ يشتكين منازِلَهُنَّ أنها تَضِيقُ عليهن، ويُخْرَجْنَ منها! فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُوَرَّثَ دُورُ المهاجرينَ النساءَ، فمات عبد الله بن مسعود؛ فَوُرِّثَتْهُ امرأتُهُ دارًا بالمدينة.
(قلنا: إسناده صحيح، وزينب هذه قال المنذري: "يظن أنها امرأة عبد الله بن مسعود". وفي مسندها ساق الحديث الإمام أحمد، وأما الطبراني فأورده في (مسند زينب بنت جحش)، وعليه جرى الحافظ في "التهذيب"، وقال المزي:"وهو الأشبه").
إسناده: حدثنا عبد الواحد بن غياث: ثنا عبد الواحد بن زياد: ثنا الأعمش عن جامع بن شَدَّادٍ عن كلثوم عن زينب.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات؛ وكلثوم: هو ابن علقمة بن ناجية بن المصطلق - ويقال: كلثوم بن عامر بن الحارث بن أبي ضرار بن المصطلق - الخُزَاعي، وهو ثقة كما قال الحافظ في "التقريب".
وهو الصواب، وهو وإن كان لم يوثقه أحد غير ابن حبان (5/ 335 و 336)؛ فقد روى عنه جمع من الثقات، مع كونه تابعيًا، بل قيل بصحبته. فقول الذهبي في الكاشف":
"وُثِّقَ"!
غير دقيق!