الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 - باب ما جاء في خبر مكة
2670 -
عن ابن عباس:
أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - - عامَ الفتح - جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب، فأسلم بِـ (مَرِّ الظَّهْرَان)، فقال له العباس: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل يُحِبُّ هذا الفخر، فلو جعلت له شيئًا؟ قال:
"نعم. من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن".
(قلت: حديث صحيح، وصححه الحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا يحيى بن آدم: ثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.
قلت: إسناده حسن؛ لولا عنعنة ابن إسحاق، ولكنه قد صرح بالتحديث كما يأتي. والحديث صحيح بشواهده.
والحديث أخرجه البيهقي في "السنن"(9/ 118)، و"الدلائل"(5/ 31) من طريق المؤلف.
ثم رواه البيهقي في "الدلائل" من طريق أخرى عن محمد بن إسحاق
…
به.
ثم أخرجه من طريق يونس بن بُكَيْرِ عن ابن إسحاق قال: حدثنا الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس
…
به مطولًا.
قلت: والحسين هذا ضعيف، كما في "الجرح والتعديل"(1/ 2/ 57).
وقد أعله البيهقي بالإرسال، فقال عقبه (5/ 35):
"هذا لفظ حديث حسين بن عبد الله. وأما أيوب؛ فإنه لم يجاوز به عكرمة".
ثم أشار لحديث عبد الله بن إدريس هذا، وقال:
"وله شواهد في عقد الأمان لأهل مكة بما قال الرسول؛ من جهة سائر أهل المغازي".
ثم ذكر بعضها مطولًا؛ فليراجعها من شاء.
وقد ساق الحديثَ بطوله: ابنُ هشام في "السيرة"(4/ 17 - 24) عن ابن إسحاق: حدثني الزهري
…
بسنده عند المؤلف.
وهذا إسناد حسن.
وبعضه في "المستدرك"(3/ 43 - 45)، وصححه هو والذهبي!
والحديث مخرج في "الصحيحة"(3341).
2671 -
وفي رواية عنه قال:
لما نَزَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (مَرَّ الظَّهْرَانِ) قال العباس: قلت: والله! لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عَنْوَةً - قبل أن يأتوه فيستأمنوه -؛ إنه لَهَلاكُ قريش! فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لَعَلِّي أَجِدُ ذا حاجة، يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليخرجوا إليه ويستأمنوه! فإني لأَسِيرُ؛ إذْ سمعت كلام أبي سفيان وبُديْلِ بن وَرْقَاءَ، فقلت: يا أبا حنظلة! فعرف صوتي، فقال: أبو الفضل؟ قلت: نعم. قال: ما لك فِدَاكَ أبي وأمي! ! قلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناسُ! قال: فما الحيلةُ؟ قال: فركب خلفي، ورجع صاحبه. فلما أصبح؛ غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم. قلت: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل يُحِبُّ هذا الفخر؛ فاجعل
له شيئًا! قال:
"نعم. من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن".
قال: فتفرَّق الناسُ إلى دُورِهم وإلى المسجد.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا محمد بن عمرو الرازيُّ: ثنا سَلَمَةُ بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن العباس بن عبد الله بن مَعْبَدٍ عن بعض أهله عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله موثقون؛ غير بعض أهل العباس بن عبد الله بن معبد؛ فإنه لم يُسَمَّ.
لكن لابن إسحاق إسناد آخر عن ابن عباس من طرق عنه، بعضها حسن كما تقدم في تخريج الرواية التي قبلها.
والحديث أخرجه البيهقي (9/ 118 - 119) من طريق المؤلف.
وللطرف الآخير منه شاهد من حديث أبي هريرة: عند مسلم وغيره، وهو الآتي بعده بحديث.
2672 -
عن وهب (هو ابن مُنبِّه) قال:
سألت جابرًا: هل غَنِمُوا يومَ الفتح شيئًا؟ قال: لا.
(قلت: إسناده صحيح، وحسنه الحافظ).
إسناده: حدثنا الحسن بن الصَّبَّاح: ثنا إسماعيل يعني: ابن عبد الكريم -: حدثني إبراهيم بن عَقِيلِ بن مَعْقِل عن أبيه عن وهب.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وقال الحافظ في "فتح الباري" (8/ 13):
"إسناده حسن"!
وسكت عنه المنذري!
والحديث أخرجه اِلبيهقي (9/ 121) من طريق المؤلف.
2673 -
عن أبي هريرة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا دخل مكة؛ سَرَّحَ الزبيرَ بن العوام وأبا عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد على الخيل، وقال:
"يا أبا هريرة! اهْتِفْ بالأنصار". قال: اسْلُكوا هذا الطريق؛ فلا يُشْرِفَنَّ لكم أحد إلا أَنَمْتُمُوُه".
فنادى منادٍ: لا قريش بعد اليوم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من دخل دارًا فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن".
وعَمَدَ صناديدُ قريش، فدخلوا الكعبة، فَغَصَّ بهم.
وطاف النبي صلى الله عليه وسلم، وصلَّى خلف المقام، ثم أخذ بِجَنَبَتَي الباب، فخرجوا فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في "صحيحيهما" - مطولًا -).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا سَلام بن مِسْكِينٍ: ثنا ثابت عن عبد الله بن رَبَاح الأنصاري عن أبي هريرة.