المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌151 - باب فيمن جاء بعد الغنيمة؛ لا سهم له - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ٨

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌121 - باب في قتل النساء

- ‌122 - باب في كراهية حَرْقِ العَدُوِّ بالنار

- ‌123 - باب في الرجل يَكري دابته على النصف أو السهم

- ‌124 - باب في الأسير يُوثَقُ

- ‌125 - باب في الأسير يُنَالُ منه ويُضْرَبُ ويُقرّر

- ‌126 - باب في الأسير يُكْرَهُ على الإسلام

- ‌127 - باب قتل الأسير ولا يُعْرَضُ عليه الإسلام

- ‌128 - باب في قتل الأسير صبرًا

- ‌129 - باب في قتل الأسير بالنبل

- ‌130 - باب في المَنِّ على الأسير بغير فِدَاءٍ

- ‌131 - باب في فِدَاءِ الأسير بالمال

- ‌132 - باب في الإمام يُقِيمُ عند الظهور على العَدُوِّ بعَرْصتهم

- ‌133 - باب في التفريق بين السَّبْيِ

- ‌134 - باب الرخصة في المُدْرِكِينَ يفَرَّقُ بينهم

- ‌135 - باب المال يُصِيبُهُ العدوُّ من المسلمين، ثم يدركه صاحبُهُ في الغنيمة

- ‌136 - باب في عَبِيد المشركين يَلْحَقونَ بالمسلمين فيُسْلِمُون

- ‌137 - باب في إباحة الطعام في أرض العدو

- ‌138 - باب في النهي عن النُّهْبَى إذا كان في الطعام قِلَّةٌ في أرض العَدُوِّ

- ‌139 - باب في حمل الطعام من أرض العدو

- ‌140 - باب في بيع الطعام إذا فَضَلَ عن الناس في أرض العَدُوِّ

- ‌141 - باب في الرجل ينتفع من الغنيمة بالشيء

- ‌142 - باب في الرُّخصة في السلاح يُقَاتَلُ به في المعركة

- ‌143 - باب في تعظيم الغُلُولِ

- ‌144 - باب في الغلُولِ إذا كان يسيرًا؛ يتركهُ الإمام ولا يُحَرِّقُ رَحْلَهُ

- ‌145 - باب في عقوبة الغالّ

- ‌146 - باب النهي عن الستر على مَن غَلَّ

- ‌147 - باب في السَّلَبِ يُعْطَى القَاتِلَ

- ‌148 - باب في الإمام يمنع القاتل السَّلَبَ إن رأى، والفرسُ والسلاحُ من السَّلَبِ

- ‌149 - باب في السَّلَبِ لا يُخَمَّسُ

- ‌150 - باب من أجاز على جريح مثخنٍ يُنَفَّلُ من سَلَبِه

- ‌151 - باب فيمن جاء بعد الغنيمة؛ لا سَهْمَ له

- ‌152 - باب في المرأة والعبد يُحْذَيَانِ من الغنيمة

- ‌153 - باب في المشرك يُسْهَم له

- ‌154 - باب في سُهْمَانِ الخيل

- ‌155 - باب فيمن أسهم له سهمًا

- ‌156 - باب في النَّفَلِ

- ‌157 - باب في نَفَلِ السَّرِيَّةِ تَخْرُجُ من العَسْكَرِ

- ‌158 - باب فيمن قال: الخُمُسُ قَبْلَ النَّفَلِ

- ‌159 - باب في السَّرِيَّةِ ترد على أهل العسكر

- ‌160 - باب في النَّفَلِ من الذهب والفضة ومِنْ أَوَّلِ مَغْنَمٍ

- ‌161 - باب في الإمام يستأثر بشيء من الفيء لنفسه

- ‌162 - باب في الوفاء بالعهد

- ‌163 - باب في الإمام يُسْتَجنُّ به في العهود

- ‌164 - باب الإمام يكون بينه وبين العدو عهد فيسير إليه

- ‌165 - باب في الوفاء للمعاهد وحُرْمَةِ ذِمَّتِهِ

- ‌166 - باب في الرسل

- ‌167 - باب في أمان المرأة

- ‌168 - باب في صُلْحِ العَدُوِّ

- ‌169 - باب في العدو يُؤْتَى على غِرَّةٍ ويُتَشبَّهُ بهم

- ‌170 - باب في التكبير على كُلِّ شَرَفٍ في المسير

- ‌171 - باب في الإذن في القُفُولِ بعد النهي

- ‌172 - باب في بعثة السرايا

- ‌173 - باب في إعطاء البشير

- ‌174 - باب في سجود الشكر

- ‌175 - باب في الطُّرُوقِ

- ‌176 - باب في التَّلَقِّي

- ‌177 - باب فيما يُسْتَحَبُّ من إنفاد الزاد في الغزو إذا قَفَلَ

- ‌178 - الصلاة عند القدوم من السفر

- ‌179 - باب في كراء المقاسم

- ‌180 - باب في التجارة في الغزو

- ‌181 - باب في حمل السلاح إلى أرض العدو

- ‌182 - باب في الإقامة بأرض الشرك

- ‌10 - كتاب الضحايا

- ‌1 - باب ما جاء في إيجاب الأضاحي

- ‌2 - باب الأضحية عن الميت

- ‌3 - باب الرجل يأخذ من شَعَرِهِ في العَشْرِ وهو يريد أن يُضَحِّيَ

- ‌4 - باب ما يُسْتَحَبُّ من الضحايا

- ‌5 - باب ما يجوز مِنَ السِّنِّ في الضحايا

- ‌6 - باب ما يُكْرَهُ من الضحايا

- ‌7 - باب في البقر والجزور، عن كم تجزئ

- ‌8 - باب في الشاة يضحى بها عن جماعة

- ‌9 - باب الإمام يذبح بالمصلى

- ‌10 - باب في حبس لحوم الأضاحي

- ‌11 - باب في المسافر يُضَحِّي

- ‌12 - باب في النهي أن تُصْبر البهائم، والرِّفْقِ بالذَّبِيحَةِ

- ‌13 - باب في ذبائح أهل الكتاب

- ‌14 - باب ما جاء في أكل مُعَاقَرَةِ الأعراب

- ‌15 - باب في الذَّبيحة بالمَرْوَةِ

- ‌16 - باب ما جاء في ذبيحة المتردية

- ‌17 - باب في المبالغة في الذبح

- ‌18 - باب ما جاء في ذَكَاةِ الجَنِينِ

- ‌19 - باب ما جاء في أكل اللحم، لا يُدْرَى أَذُكِرَ اسمُ اللهِ عليه أم لا

- ‌20 - بابٌ في العَتِيرَةِ

- ‌21 - باب في العقيقة

- ‌11 - كتاب الصيد

- ‌1 - باب في اتخاذ الكلب للصيد وغيره

- ‌2 - باب في الصيد

- ‌3 - باب في صَيْدٍ قُطعَ منه قِطْعَةٌ

- ‌4 - باب في اتِّباعِ الصيد

- ‌12 - كتاب الوصايا

- ‌1 - باب ما جاء فيما يُؤْمَرُ به مِنَ الوصيةِ

- ‌2 - باب ما جاء فيما لا يجوزُ للمُوصِي في مالِهِ

- ‌3 - باب ما جاء في كرَاهِيَةِ الإضرار في الوصية

- ‌4 - باب ما جاء في الدُّخولِ في الوصايا

- ‌5 - باب ما جاء في نَسْخِ الوصية للوالدين والأقربين

- ‌6 - باب ما جاء في الوصية للوارث

- ‌7 - باب مخالطة اليتيم في الطعام

- ‌8 - باب ما جاء فيما لِوَلِيِّ اليتيمِ أن ينالَ مِنْ مالِ اليتيم

- ‌9 - باب ما جاء متى ينقطع اليُتْمُ

- ‌10 - باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم

- ‌11 - باب ما جاء في الدليل على أنَّ الكفنَ من رأسِ المالِ

- ‌12 - باب في الرَّجُلِ يَهَبُ الهبةَ ثم يُوصَى له بها أو يَرثُها

- ‌13 - باب ما جاء في الرجل يُوقِفُ الوَقْفَ

- ‌14 - باب ما جاء في الصدقة عن الميت

- ‌15 - باب ما جاء فيمن مات مِنْ غير وصية، يُتَصَدَّقُ عنه

- ‌16 - باب في وصية الحربي يُسلم وليه؛ أيلزمه أن ينفذها

- ‌17 - باب ما جاء في الرجل يموت وعليه دين، وله وفاءٌ؛ يُستنظر غرماؤه، ويُرْفَقُ بالوارث

- ‌13 - كتاب الفرائض

- ‌1 - باب ما جاء في تعليم الفرائض

- ‌2 - باب في الكلالة

- ‌3 - باب من كان ليس له ولد وله أخوات

- ‌4 - باب ما جاء في ميراث الصُّلْبِ

- ‌5 - باب في الجدّة

- ‌6 - باب ما جاء في ميراث الجد

- ‌7 - باب في ميراث العَصَبَةِ

- ‌8 - باب في ميراث ذوي الأرحام

- ‌9 - باب مِيرَاث ابن المُلاعَنَةِ

- ‌10 - باب هل يرث المسلم الكافر

- ‌11 - باب فيمن أسلم على ميراث

- ‌12 - باب في الوَلاءِ

- ‌13 - باب في الرَّجُلِ يُسْلِمُ على يدي الرَّجُلِ

- ‌14 - باب في بيع الوَلاءِ

- ‌15 - باب في المولود يَسْتَهِلُّ ثم يموتُ

- ‌16 - باب نسخ ميراث العَقْدِ بميراث الرَّحِمِ

- ‌17 - باب في الحِلْفِ

- ‌18 - باب في المرأة ترث من دية زوجها

- ‌14 - كتاب الخَرَاجِ والإمارة والفَيْءِ

- ‌1 - باب ما يلزم الإمام من حق الرعية

- ‌2 - باب ما جاء في طلب الإمارة

- ‌3 - باب في الضَّرِيرِ يُوَلَّى

- ‌4 - باب في اتخاذ الوزير

- ‌5 - باب في العرافة

- ‌6 - باب في اتخاذ الكاتب

- ‌7 - باب في السِّعَايَةِ على الصدقة

- ‌8 - باب في الخليفة يَسْتَخْلِفُ

- ‌9 - باب ما جاء في البَيْعَةِ

- ‌10 - باب في أرزاق العُمَّالِ

- ‌11 - باب في هدايا العمال

- ‌12 - باب في غُلُولِ الصدقة

- ‌13 - باب فيما يَلْزَمُ الإمامَ مِنْ أَمْرِ الرَّعِيَّةِ والحجَبة عنه

- ‌14 - باب في قَسْمِ الفَيْءِ

- ‌15 - باب في أرزاق الذُّرِّيَّةِ

- ‌16 - باب متى يُفرضُ للرجل في المقاتلة

- ‌17 - باب في كراهية الافتراض في آخر الزمان

- ‌18 - باب في تدوين العطاء

- ‌19 - باب في صَفَايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال

- ‌20 - باب في بيان مواضع قَسْمِ الخُمُسِ وَسَهْمِ ذي القُرْبى

- ‌21 - باب ما جاء في سهم الصَّفِيِّ

- ‌22 - باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة

- ‌23 - باب في خبر النَّضِيرِ

- ‌24 - باب ما جاء في حكم أرض خيبر

- ‌25 - باب ما جاء في خبر مكة

- ‌26 - باب ما جاء في خبر الطائف

- ‌27 - باب ما جاء في حكم أرض اليمن

- ‌28 - باب إخراج اليهود من جزيرة العرب

- ‌29 - باب في إيقاف أرض السواد وأرض العَنْوَةِ

- ‌30 - باب في أخذ الجزية

- ‌31 - باب في أخذ الجزية من المجوس

- ‌32 - باب في التشديد في جِبَايَةِ الجِزيَةِ

- ‌33 - باب في تَعْشِير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات

- ‌34 - باب في الذمي يُسْلم في بعض السنة؛ هل عليه جزية

- ‌35 - باب في الإمام يَقْبَلُ هَدَايا المشركين

- ‌36 - باب في إقطاع الأرضين

- ‌37 - باب في إحياء الموات

- ‌38 - باب ما جاء في الدخول في أرض الخراج

- ‌39 - باب في الأرض يحميها الإمام أو الرجل

- ‌40 - باب ما جاء في الرِّكاز وما فيه

- ‌41 - باب نبش القبور العادية يكون فيها المال

- ‌1 - باب الأمراض المكفرة للذنوب

- ‌2 - باب إذا كان الرجل يعمل عملًا صالحًا فشغله عنه مرض أو سفر

- ‌3 - باب عيادة النساء

- ‌4 - باب في العيادة

- ‌5 - باب في عيادة الذمي

- ‌6 - باب المشي في العيادة

- ‌7 - باب في فضل العيادة على وضوء

- ‌8 - باب في العيادة مرارًا

- ‌9 - باب في العيادة من الرَّمَدِ

- ‌10 - باب الخروج من الطاعون

- ‌11 - باب الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة

- ‌12 - باب الدعاء للمريض عند العيادة

- ‌13 - باب في كراهية تمني الموت

- ‌14 - باب موت الفَجْأَةِ

- ‌15 - باب في فضل من مات في الطاعون

- ‌16 - باب المريض يؤخذ من أظفاره وعانته

- ‌17 - باب ما يستحب من حسن الظن بالله عند الموت

- ‌18 - باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت

- ‌19 - باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام

- ‌20 - باب في التلقين

- ‌21 - باب تغميض الميت

- ‌22 - باب في الاسترجاع

- ‌23 - باب في الميت يُسَجَّى

- ‌24 - باب القراءة عند الميت

- ‌25 - باب في الجلوس عند المصيبة

- ‌26 - باب الصبر عند الصدمة

الفصل: ‌151 - باب فيمن جاء بعد الغنيمة؛ لا سهم له

وتابعه أبو المغيرة قال: ثنا صفوان بن عمرو

به: أخرجه ابن الجارود (1577)، وأحمد (6/ 26).

وله عنده رواية أخرى مطولة

مثل رواية الوليد بن مسلم المتقدمة آنفًا، من رواية الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو

به.

‌150 - باب من أجاز على جريح مثخنٍ يُنَفَّلُ من سَلَبِه

[تحته حديث واحد. انظره في "الضعيف"]

‌151 - باب فيمن جاء بعد الغنيمة؛ لا سَهْمَ له

2434 -

عن عَنْبَسَةَ بن سَعِيدٍ: أنه سمع أبا هريرة يحدث سعيد بن العاص:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أَبَانَ بن سعيدِ بن العاص على سَرِيَّةٍ من المدينة قِبَل نَجْد، فَقَدِمَ أبان بن سعيد وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيبر) بعد أنَّ فتحها، وإنَّ حُزُمَ خَيْلِهِمْ لِيفٌ، فقال أبان: اقْسِمْ لنا يا رسول الله! قال أبو هريرة: فقلت: لا تَقْسمْ لهم يا رسولَ الله! فقال أبان: أنتَ بها يا وَبْرُ! تَحَدَّرُ علينا من رأس ضال (1)؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

(1) هو السِّدْرُ البَرِّيّ، كما في "الفتح" وغيره.

و(وَبْرٌ): دابة صغيرة - كالسنور - وحشية. قال الخطابي:

"أراد أبان تحقير أبي هريرة، وأنه ليس في قدر من يشير بعطاء ولا منع، وأنه قليل القدرة على القتال".

ص: 60

"اجلس يا أبان! "؛ ولم يقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(قلت: إسناده صحيح. وعلقه البخاري، ووصله أبو نعيم في "مستخرجه عليه").

إسناده: حدثنا سعيد بن منصور قال: ثنا إسماعيل بن عَيّاش عن محمد بن الوليد الزُّبَيْدِيِّ عن الزهري: أن عنبسة بن سعيد أخبره: أنه سمع

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير إسماعيل بن عياش، وهو ثقة في روايته عن الشاميين كما تقدم في الباب الذي قبله، وهذه منها أيضًا.

وكأنه لذلك علقه البخاري في "صحيحه"(4238)، فقال: ويُذْكَرُ عن الزبيدي

إلخ.

وقد وصله أيضًا أبو نعيم في "المستخرج" - كما في "الفتح"(7/ 491) - وغيره، وقد توبع إسماعيل كما يأتي.

والحديث أخرجه البيهقي (6/ 334) من طريق المؤلف.

والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 244) من طريق ابن وهب قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش

به. ووقع فيه تصحيف وسقط يصحح ويستدرك من هنا.

وتابعه عبد الله بن سالم عن الزبيدي: في "مستخرج أبي نعيم"؛ وهو الأشعري الحمصي، وهو ثقة أيضًا من رجال البخاري.

ص: 61

2435 -

عن أبي هريرة قال:

قَدِمْتُ المدينة؛ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بخيبرَ حين افتتحها، فسألته أن يُسْهِمَ [لي]، فتكلم بعضُ وَلَدِ سعيد بن العاص، فقال: لا تُسْهِمْ له يا رسول الله! قال: فقلت: هذا قاتل ابن قوقل (1). فقال سعيد بن العاص (2): يا عَجَبًا لوَبْرٍ تَدَلَّى علينا من قَدوم ضالٍ (3)؛ يُعيِّرني بقتل امرئ مسلم؛ أكرمه الله على يدي، ولم يُهنِّي على يديه.

(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه البخاري، وقال: فقال ابن سعيد .. وهو الصواب).

قال أبو داود: "هؤلاء كانوا نحو عشرة، فقتل منهم ستة، ورجع مَنْ بقي".

إسناده: حدثنا حامد بن يحيى البَلْخِي قال: ثنا سفيان قال: ثنا الزهري - وسأله إسماعيل بن أمية فحدثناه الزهري - أنه سمع عنبسة بن سعيد القرَشِيُّ يحدث عن أبي هريرة.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير حامد بن يحيى البَلْخِيّ، وهو ثقة حافظ. وقد توبع، وخولف في حرف منه عند البخاري وغيره كما يأتي.

والحديث أخرجه الحميدي في "مسنده"(1109)، ومن طريقه البخاري

(1) هذا لقب ثعلبة، وهو جد النعمان بن مالك بن ثعلبة الذي استشهد يوم أحد على يد ابن سعيد.

(2)

كذا وقع! والصواب: ابن سعيد .. كما تقدم آنفًا، وهو أبان، كما في الحديث الأول.

(3)

باللام - وفي رواية البخاري: بالنون؛ إلا في رواية فباللام - وهو الصواب كما قال ابن دقيق العيد، وأقره الحافظ، وهو السدر البري.

و(قَدوم)؛ أي: طرف.

ص: 62

(2827)

، والبيهقي (6/ 333) قال: ثنا سفيان

به؛ إلا أنه قال: فقال ابن سعيد .. وهو الصواب كما قال المنذري (4/ 47) - تبعًا لأبي بكر الخطيب -.

ثم إن في هذا الحديث: أن أبا هريرة هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يُسْهِمَ له، وأن ابن سعيد هو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لا تسهم له، وهذا عكس ما في الحديث الذي قبله!

فرجح الذهلي الحديث الأول، فقال:"لم يُقِمِ ابن عيينة متنه، والحديث حديث الزبيدي". وتبعه على هذا الحافظ في "الفتح"(7/ 492)، لكنه ذكر أنه يمكن الجمع بينهما، فراجعه.

قلت: ولعله يؤيد ما رجحه الذُّهْلِيُّ: رواية سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت الزهري يذكر عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه سمعه يحدث سعيد بن العاص

فذكر الحديث نحو رواية الزبيدي؛ إلا أنه زاد في رواية:

فغضب أبان ونال منه، قال: وَحمل عليه برمحه.

أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(4794 - 4795 - الإحسان).

قلت: ورجاله ثقات كلهم؛ إلا أن سعيدًا هذا كان اختلط، فلعل قوله: وحمل عليه برمحه .. من تخاليطه! والله أعلم.

2436 -

عن أبي موسى قال:

قَدِمْنا، فوافقْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا - أو قال: فأعطانا منها -، وما قَسَمَ لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا؛ إلا لمن شهد معه؛ إلا أصحابَ سفينةِ جعفرٍ وأصحابه؛ فأسهم لهم معهم.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه بإسناد المؤلف

ص: 63

مطولًا، وأبو عوانة عنه مختصرًا كما هنا. وقال الترمذي:"حسن صحيح").

إسناده: حدثنا محمد بن العلاء قال: ثنا أبو أسامة: ثنا بُريد عن أبي بردة عن أبي موسى.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه بإسناد المؤلف كما يأتي.

والحديث أخرجه أبو عوانة من طريق المؤلف (4/ 320 - 321).

والبخاري (4230)، ومسلم (7/ 171 - 172)، وأبو يعلى (4/ 1759)، والبيهقي (6/ 333) كلهم عن محمد بن العلاء أبي كريب

به مطولًا.

وتابعه عبد الله بن بَرَّادٍ الأشعري عن أبي أسامة

به: رواه مسلم مقرونًا بابن العلاء.

وتابع أبا أسامة: حفصُ بن غِيَاثٍ: ثنا بريد بن عبد الله

به مختصرًا.

أخرجه البخاري (4233)، وأبو عوانة (4/ 321)، والترمذي (1559)، والبيهقي وأحمد (5/ 404 - 406)، وأبو يعلى (4/ 1735). وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح غريب".

2437 -

عن ابن عمر قال:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام - يعني: يومَ بدرٍ -، فقال:

"إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وإني أبايع له"؛ فَضَرَبَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسهم، ولم يَضْرِبْ لأحد غابَ عنه.

(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي).

ص: 64

إسناده: حدثنا محبوب بن موسى أبو صالح: أخبرنا أبو إسحاق الفَزَارِيُّ عن كُلَيْبِ بن وائل عن هانئ بن قيس عن حَبِيبِ بن أبي مُلَيْكَةَ عن ابن عمر.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون؛ غير حبيب بن أبي مليكة؛ وقد وثقه أبو زرعة وابن حبان.

وأمّا هانئ بن قيس؛ فلم يوثقه غير ابن حبان، لكن قد روى. عنه أيضًا سالم الأفطس وأبو خالد الدالاني، فالحديث يحتمل التحسين، ولكنه صحيح بما سأذكر له من طرق وشواهد.

والحديث أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 244) من طريق عبد الواحد بن زياد قال: ثنا كُلَيْبُ بن وائل

به.

وهذه متابعة قوية من عبد الواحد لأبي إسحاق الفزاري، وهما ثقتان.

وقد خالفهما آخرون فقالوا: عن كُلَيْبٍ عن حبيب، أسقطوا من بينهما: هانئ بن قيس؛ فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 244) - من طريق عبد الواحد بن زياد قال: ثنا كليب -، وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 46/ 12090)، وعنه ابن حبان (6870)، والطبراني في "الكبير"(125) - من طريق زائدة -، والحاكم (3/ 98) - من طريق المعتمر بن سليمان - ثلاثتهم عن كليب بن وائل

به؛ وصرَّح المعتمر بسماع كليب إياه من حبيب. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.

وهو كما قالا؛ إن كان كليب سمعه منه؛ ففي النفس من ذلك ما فيها. والله أعلم.

وللحديث طريق أخرى، يرويه عثمان بن عبد الله بن مَوْهَبٍ عن ابن عمر

به نحوه؛ وفيه قصة.

ص: 65