الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه مسلم (6/ 73)، وابن ماجه (3188)، وغيرهما.
13 - باب في ذبائح أهل الكتاب
2508 -
عن ابن عباس قال:
{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [6/ 118]، {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [6/ 121]، فَنَسَخَ؛ واستثنى من ذلك، فقال:{وَطَعَامُ (1) الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [5/ 5].
(قلت: إسناده حسن).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المَرْوَزِيُّ: حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد حسن، وقد مضى في عدة أحاديث، آخرها برقم (2476).
وأعله المنذري - كعادته - بعلي بن حسين! وقد مضى الجواب عنه.
والحديث رواه البيهقي (9/ 282) من طريق المؤلف.
ورواه ابن جرير الطبري في "التفسير"(8/ 13): حدثنا ابن حُمَيْد قال: ثنا يحيى بن واضح قال: ثنا الحسين بن واقد عن يزيد عن عكرمة
…
مرسلًا نحو الحديث الآتي في نزول الآية (121).
(1) الأصل: (طعام أهل الكتاب)، وهو نسخة! ويظهر أنه خطأ قديم، وقع في بعض نسخ الكتاب؛ فإنه كذلك وقع في "مختصر المنذري"، كما نبه عليه المعلق!
وما أثبتُّه نسخة "عون المعبود"، وهي المعتمدة؛ لموافقتها لرواية البيهقي عن المؤلف من جهة، ومطابقتها للنص في المصحف من جهة أخرى؛ إلا إسقاط الواو، وهذا الخَطْبُ فيه سهلٌ إن شاء الله تعالى.
2509 -
وعنه في قوله: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [6/ 121]؛ يقولون:
ما ذبَحَ الله فلا تأكلوا، وما ذَبَحْتُمْ أنتم فكُلُوا! فأنزل الله:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [6/ 121].
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم"!
ووافقه الذهبي! وصححه الحافظ ابن حجر! ).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا إسرائيل: ثنا سِمَاكٌ عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، لكن في رواية سماك - وهو ابن حرب - عن عكرهة ضعف، لكنه قد توبع كما سأبينه إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه البيهقي (9/ 241) من طريق المؤلف.
وأخرجه ابن جرير (8/ 13)، والحاكم (4/ 113 و 231) من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
وتابعه شريك عن سماك بن حرب
…
به نحوه، دون آية وإنَّ الشياطين.
أخرجه ابن جرير.
ووكيع عن إسرائيل
…
به: رواه ابن ماجه (3173).
وابن جرير (6/ 14)، وتابعه الحكم بن أبان عن عكرمة .... به نحوه.
أخرجه ابن جرير (6/ 12)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11614).
وسنده لا بأس به في المتابعات.
ويشهد له الطريق الذي بعده، وثالث سأذكره ثمة.
والحديث صحَّح إسنادَهُ الحافظُ في "الفتح"(9/ 264)!
2510 -
ومن طريق آخر عنه قال:
جاءت اليهود إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -، فقالوا: نأكل مما قَتَلْنا، ولا نأكل مما قَتَلَ اللهُ؟ ! فأنزل الله: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ
…
} إلى آخر الآية.
(قلت: حديث صحيح، لكن ذكر اليهود فيه منكر، والمحفوظ أنهم المشركون، وقال الترمذي: "حسن غريب. وقد روي من غير هذا الوجه عن ابن عباس". ولعله يعني الذي قبله، وله وجه ثالث؛ صححه أيضًا الحاكم والذهبي، وفيه اللفظ المحفوظ دون لفظ اليهود).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا عمران بن عُيَيْنَةَ عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير عمران بن عُيَيْنَةَ، فهو صدوق له أوهام، وقد خولف في حرف منه كما يأتي بيانه.
لكن عطاء بن السائب كان اختلط؛ لكن يشهد لحديثه هذا الحديثان قبله.
قال:
وطريق ثالث، وهو ما روى سفيان عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال:
جادل المشركون المسلمين، فقالوا: ما بال ما قَتَلَ اللهُ لا تأكلونه، وما قتلتم أنتم
أكلتموه؟ ! وأنتم تتبعون أمر الله! فأنزل الله: (ولا تأكلوا مما لم يُذْكَرِ اسْمُ الله عليه وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ
…
} إلى آخر الآية.
أخرجه ابن جرير (6/ 13)، والحاكم (4/ 233)، وقال:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
ورواه النسائي أيضًا في "الضحايا".
والحديث أخرجه ابن جرير (6/ 15)، والطبراني (12295)، والبيهقي (9/ 240) من طرق أخرى عن عمران
…
به.
وتابعه جرير - عند ابن جرير -، وزياد بن عبد الله البَكَّائي - كلاهما - عن عطاء
…
به؛ إلا أنهما لم يذكرا (اليهود) وقال زياد:
أتى أناس النبي - صلي الله عليه وسلم -
…
أخرجه الترمذي (3071)، وحسنه كما ترى آنفًا!
فقد تفرد عمران بذكر اليهود؛ فهو منكر، للتفرد والمخالفة.
وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع طرقه؛ إلا لفظة اليهود.
وهذا خير مما صنعه المنذري؛ حيث أعل الحديث الأول والثالث، وسكت عن الحديث الثاني دون أن ينتبه أو ينبه إلى أن بعضها يقوي بعضًا!
ومن إعلال ابن القيم هذا الحديث الثالث بأربع علل، تعود كلها إلى ضعف عطاء وعمران؛ إلا الرابعة فإنه أَعَلَّ فيها تلك اللفظة التي تفرد بها عمران من ناحية المتن، فقال:
"الرابعة: أن سورة الأنعام مكية باتفاق، ومجيء اليهود إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -