الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا كان كذلك؛ فلا يضر وقفه إياه؛ لأنه كانت فيه غفلة، فلا يعارض بمثله حَمَّاد بن مسعدة الثقة؛ الذي رفعه.
والحديث أخرجه البيهقي (9/ 313 - 314) من طريق المؤلف.
ثم ساق له شاهدًا من حديث أنس
…
مرفوعًا بلفظ:
"لا عَقْرَ في الإسلام". وقد تقدم من رواية المؤلف في "الحج" رقم (
…
).
15 - باب في الذَّبيحة بالمَرْوَةِ
2512 -
عن رافع بن خَدِيِجٍ قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقَلت: يا رسول الله! إنا نلقى العدو غدًا، وليس معنا مُدىً (1)؟ فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -:
"أرِنْ - أو أَعْجِلْ -! ما أنهر الدَّمَ، وذُكرَ اسمُ الله عليه؛ فكلوا؛ ما لم يكن سِنًّا أو ظفرًا. وسأحدثكم عن ذلك: أما السِّنُّ فَعَظْمٌ، وأما الظُّفُرُ فَمُدى الحبشة".
وتقدم سَرَعَانٌ من الناس؛ فتعجَّلوا فأصابوا من الغنائم، ورسول الله - صلي الله عليه وسلم - في آخر الناس، فنصبوا قدورًا، فَمَرَّ رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بالقدور؛ فَأَمَرَ بها فَأُكفِئَتْ، وقَسَمَ بينهم، فَعَدَلَ بعيرًا بِعَشْرِ شِيَاهٍ.
(1) هنا في نسخة "العون" و "الدعاس" زيادة: (أفنذبح بالمروة وشقة العصا)! وهي عندي مدرجة من بعض النساخ انتقل بصره من حديث عدي الآتي (2515) إلى هنا؛ فإنه لا أصل لها في شيء من طرق الحديث الكثيرة الآتي الإشارة إليها، حتى ولا في رواية البيهقي عن المؤلف. اللهم إلا في رواية ليث؛ وهي ضعيفة! ولم يذكر الحافظ (9/ 631) غيرها؛ فتنبه!
وندَّ بعير من إبل القوم؛ ولم يكن معهم حَبْلٌ، فرماه رجل بسهم، فحبسه الله، فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -:
"إن لهذه البهائم أَوَابِدَ كأوابدِ الوَحْش، ما فَعَلَ منها هذا؛ فافعلوا به مِثْلَ هذا".
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه بإسناد المؤلف، وأخرجه هو ومسلم وأبو عوانة وابن الجارود).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص: ثنا سعيد بن مسروق عن عَبَايَةَ بن رِفَاعَةَ عن أبيه عن جده رافع بن خَدِيجٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري وحده، ولكنه قد توبع كما يأتي.
وغير أبي عباية رفاعة بن رافع، فإنه من رواة البخاري في هذا الإسناد، وقد أسقطه من الإسناد أكثر أصحاب سعيد بن مسروق كالثوري وشعبة، وهو المحفوظ؛ كما قال الحافظ المزي في "التهذيب".
وأشار إلى ذلك البيهقي عقب الحديث. وانظر "فتح الباري"(9/ 625).
والحديث أخرجه البيهقي (9/ 247) من طريق المؤلف وغيره عن مسدد.
والبخاري (5543) عنه.
وتابعه هَنَّادُ بن السَّرِيِّ عن أبي الأحوص
…
به.
أخرجه النسائي في "الضحايا"، والترمذي (1491 و 1600)، وقال:
"ورواه سفيان الثوري عن أبيه عن عباية عن جده رافع؛ ولم يذكر فيه: عن
أبيه. وهذا أصح".
وتابعه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا أبو الأحوص
…
به؛ دون قوله: وتقدم سرعان
…
وكذلك هو في رواية النسائي المذكورة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4385).
وخالفهم جماعة من الثقات الأثبات فقالوا: عن سعيد بن مسروق الثوري - وهو والد سفيان الثوري - عن عباية بن رافع عن جده رافع
…
به؛ بعضهم بتمامه.
أخرجه البخاري (2488 و 2507 و 3075 و 5498 و 5503 و 5506 و 5509 و 5544)، ومسلم (6/ 78 - 79)، وأبو عوانة (5/ 197 - 203)، والنسائي في "الصيد"، والدارمي (2/ 84)، وابن ماجه (3137 و 3178)، والطحاوي (4/ 183)، وابن الجارود (895)، والبيهقي (9/ 245 - 247 و 280 و 281)، والطيالسي (963 و 964)، وأحمد (3/ 463 و 464 و 5/ 140 و 142)، والحميدي (410 و 411)، والطبراني (4380 - 4384 و 4386 - 4393) من طرق كثيرة عن سعيد بن مسروق
…
به، بعضهم بتمامه.
وتابعه إسماعيل بن مسلم وليث - وهو ابن أبي سُلَيْمٍ - كلاهما عن عباية - زاد ليث - عن أبيه عن رافع: أخرجهما الطبراني (4394 و 4395).
وجملة القول: أن ذكر أبي عباية في الإسناد شاذ، ورواية الجماعة أولى؛ لكثرتهم، وشهرتهم بالضبط والحفظ؛ لا سيما وفيهم ابن سعيد بن مسروق - وهو الإمام سفيان الثوري -، ولا سيما والابن أضبط لحديث أبيه من غيره؛ لكثرة ملازمته إياه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
2513 -
عن محمد بن صفوان - أو صفوان بن محمد - قال:
اصطدتُ أرنبين، فذبحتهما بِمَرْوَةٍ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما؟ فأمرني بأكلهما.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وصححه ابن حبان، وقال الحاكم: "على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي! ).
إسناده: حدثنا مسدد أن عبد الواحد بن زياد وحمادًا حدثاهم - المعنى واحد - عن عاصم عن الشعبي عن محمد بن صفوان.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ممن دون الصحابي ثقات رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري.
وعاصم بن سليمان الأحول، وقد توبع.
وحماد: هو ابن زيد الأَزْدِيُّ.
والحديث أخرجه ابن حبان (1069) من طريق أخرى عن مسدد عن حماد بن زيد وحده.
وابن ماجه (3175)، والبيهقي (9/ 320 - 321)، والطيالسي (1182)، وأحمد (3/ 471) من طرق عن عاصم
…
به.
وتابعه داود بن أبي هند عن الشعبي
…
به: رواه أحمد والنسائي والبيهقي والحاكم، وقال:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
2514 -
عن رجل من بني حارثة:
أنه كان يَرْعَى لِقْحَةً بِشِعْبٍ من شِعَابِ أُحُدٍ، فأخذها الموتُ، فَلَمْ يَجِدْ شيئًا يَنْحَرُها به، فأخذ وتدًا، فَوَجَأَ بِهِ في لَبَّتِهَا؛ حتى أُهْرِيقَ دَمُها، ثم جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فأخبره بذلك، فَأَمَرَهُ بأَكْلِها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر، وقد سَمَّاه ابن الجارود في روايته: أبا سعيد الخدري، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا يعقوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني حارثة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر كما هو معروف؛ على أنه قد سُمِّيَ في بعض الطرق عن زيد بن أسلم.
ويعقوب: هو ابن عبد الرحمن القاريّ، وقد توبع من الثوري.
والحديث أخرجه البيهقي (9/ 281) من طريق المؤلف.
وأخرجه أحمد (5/ 430) من طريق سفيان عن زيد بن أسلم
…
به.
وتابعه أيوب - وهو السَّخْتِيَانِي - عن زيد بن أسلم .. به؛ إلا أنه سَمَّى الصحابي: بأبي سعيد الخدري.
أخرجه النسائي، وابن الجارود (896)، . والحاكم (4/ 113) من طريق حَبَّانَ بن هلال قال: حدثنا جرير بن حازم قال: حدثنا أيوب عن زيد بن أسلم - فلقيت زيد بن أسلم فحدثني به -
…
وزاد:
فقلت لزيد: وَتَدٌ من خشب أو حديد؟ "قال: لا، بل من خشب.
وكذا رواه البيهقي من طريق أخرى عن جرير قال: سمعت زيد بن أسلم
…
به.
وسنده صحيح أيضًا على شرطهما.
وكذا كاد أن يقول الحاكم؛ لولا إرسال مالك إياه.
2515 -
عن عَدِيِّ بن حَاتِم قال:
قلت: يا رسول الله - صلي الله عليه وسلم -! أرأيت إنْ أحدُنا أصاب صيدًا وليس معه سِكِّينٌ؛ أَيَذْبَحُ بالمروة وشِقَّةِ العصا؟ فقال:
"أَمْرِرِ الدَّمَ بما شئتَ، واذْكُرِ اسم الله عز وجل".
(قلت: حديث صحيح، وصححه الحاكم).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ عن مُرَيٍّ بن قَطَرِيٍّ عن عَدِيِّ بن حاتم.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير مُرَيِّ بن قَطَرِيٍّ، فهو - كما قال الذهبي -:
"لا يعرف، تفرد عنه سماك".
وذكره ابن حبان في "الثقات"(3/ 266)؛ على قاعدته المعروفة! وقال الحافظ في "التقريب":
"مقبول". يعني: . عند المتابعة، وقد توبع كما سأبينه.