الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذه تقدمت في "النِّكَاح"، وبهنت قد وهمت في روايهَ يحيى هذه، وزعمت أنَّها مخالفة لرواية يزيد سندًا، والآن تنبهت لهذا؛ فليصحح ما في "الإرواء" على ضوء ما ذكرت هنا. {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} !
142 - باب في الرُّخصة في السلاح يُقَاتَلُ به في المعركة
2427 -
عن أبي عُبَيْدَةَ عن أبيه (عبد الله بن مسعود) قال:
مَرَرْتُ؛ فإذا أبو جهل صَرِيعٌ، قد ضُرِبَتْ رجْلُهُ، فقلت: يا عَدُوَّ الله! يا أبا جهل! قد أخزى الله الآخِرَ - قال - ولا أهابه عند ذلك. فقال: أعْمَدُ من رجل قتله قومه؟ (1) فضربْتُهُ بسيف غير طائل، فلم يُغْنِ شيئًا، حتى سقط سَيْفُهُ منَ يدِهِ؛ فضربته حتى بَرَدَ.
(قلت: حديث صحيح. وروى بعضَهُ البخاريُّ وأبو عوانة).
إسناده: حَدَّثَنَا محمد بن العلاء قال: أخبرنا إبراهيم - يعني: ابن يوسف [ابن إسحاق] بن أبي إسحاق السَّبيعي - عن أبيه عن أبي إسحاق: حدثني أبو عبيدة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي عبيدة، وهو ثقة؛ لولا أنه لَمْ يسمع من أبيه. فهو منقطع، وبه أعله المنذري.
وله علة أخرى، وهي اختلاط أبي إسحاق السَّبِيعي.
لكن له شاهد يتقوى به، سأذكره قريبًا إن شاء الله تعالى.
(1) أي: هل زاد على رجل قتله قومه، وهل كان إلَّا هذا! أي: أنه ليس بعارٍ.
وقيل غير ذلك؛ فانظر "النهاية" - إن شئت - و"فتح الباري"(7/ 294).
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (8471) من طريق أخرى عن أبي كُرَيْبٍ - وهو محمد بن العلاء -.
ثم أخرجه هو (8470 و 8472 و 8473)، وأحمد (1/ 403 و 444)، والطيالسي (328)، وعنه الطبراني (8475)، والبيهقي (9/ 62) و"الدلائل"(2/ 361) من طرق - يزيد بعضهم على بعض -، منها عن سفيان وشعبة عن السبيعي
…
به؛ إلَّا أن بعضهم جعل: عمرو بن ميمون .. مكان: أبي عبيدة.
وكذلك رواه أبو عوانة (4/ 118 - 119)، والطبراني (8454) من طريق زيد ابن أبي أُنَيْسَةَ عن أبي إسحاق عنه عن ابن مسعود.
وزيد ثقة.
فالظاهر أن ذلك من تخاليط أبي إسحاق، والصواب رواية الجماعة: أبي عبيدة
…
لأنَّ منهم سفيان وشعبة، وقد سمعا من أبي إسحاق قبل الاختلاط. فلا يغتر بقول الهيثمي (6/ 79):
"رواه الطبراني، ورجاله رجال "الصحيح"؛ غير محمد بن وهب بن أبي كريمة، وهو ثقة"! ولا بسكوت الحافظ عليه في "الفتح"(7/ 294)!
لكن للحديث أصل من طريق إسماعيل عن قيس عن عبد الله رضي الله عنه:
أنه أتى أبا جهل وبه رَمَقٌ يَوْمَ بدر، فقال أبو جهل: هل أعْمَدُ من رجل قتلتموه؟
رواه البخاري (3961)، والبيهقي في "الدلائل"(2/ 361).
ويشهد له حديث ابن عباس في قصة قتل أبي جهل قال: