الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
147 - باب في السَّلَبِ يُعْطَى القَاتِلَ
2430 -
عن أبي قتادة قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام حُنَيْنٍ، فلما التقينا؛ كانت للمسلمين جَوْلَةٌ، قال: فرأيت رجلًا من المشركين قد علا رجلًا من المسلمين، قال: فاستدرت له، حتى أتيته من ورائه؛ فضربته بالسيف على حَبْلِ عاتِقِه، فأقبل إليّ، فضمَّني ضَمَّةً، وجدت منها رِيحَ الموت، ثم أدركه الموت، فأرسلني.
فلَحِقْتُ عُمَرَ بن الخطاب؛ فقلت: ما بال الناس؟ ! قال: أَمْرُ الله! ثم إن الناس رجعوا، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:
"مَنْ قَتَلَ قتيلًا له عليه بَيِّنَةٌ؛ فله سَلَبُهُ".
قال: فقمت ثم قلت: مَنْ يشهدُ لي؟ ثم جلست، ثم قال:
"مَنْ قَتَلَ قتيلًا له عليه بَيِّنَةٌ؛ فله سَلَبُهُ".
قال: فقمت ثم قلت: مَنْ يشهدُ لي؟ ثم جلست، ثم قال ذلك الثالثة، فقمت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما لك يا أبا قتادة؟ ! ".
قال: فاقتصَصْتُ عليه القِصَّةَ، فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله! وسَلَبُ ذلك القتيلِ عندي؛ فأَرْضِهِ منه، فقال أبو بكر الصديق: لاها الله، إذًا يَعْمِدُ إلى أَسَدٍ من أُسْدِ الله، يقاتلُ عن الله وعن رسوله، فيعطيك سلبه؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صَدَقَ، فأعطه إياه".
فقال أبو قتادة: فأعطانيه، فبِعْتُ الدرْعَ، فابتعت به مَخْرَفًا في بني سَلِمَةَ، فإنَّهُ لأَوَّلُ مالٍ تَأَثَّلْتُهُ في الإسلام.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه، وكذا أبو عوانة وابن الجارود في "صحاحهم". وقال الإمام الشافعي: "حديث ثابت معروف"، وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
وأبو محمد: اسمه نافع بن عباس - بموحدة ومهملة -، ووقع في كنى "التقريب":(عياش) - بمثناة تحتية ومعجمة -! وهو تصحيف؛ وهو المدني.
وكذلك عمر هذا مدني؛ وهو غير عمر بن كثير بن أفلح المكي.
والحديث أخرجه الشيخان وأبو عوانة (4/ 111 - 116) وغيرهم من طرق عن مالك
…
به.
وهو في "الموطأ"(2/ 10 - 12)، وعنه الشافعي أيضًا في "السنن" - كما في "بدائع المنن"(113/ 2 - 115) -.
ومن طريقه: أبو عوانة، وقال:
"قال الشافعي: هذا حديث ثابت معروف عندنا".
والحديث مخرج في "الإرواء"(5/ 52 - 54)؛ فأغنى عن الإعادة، وذكرت له هناك بعض المتابعات والطرق، فمن شاء التوسع؛ رجع إليه.
2431 -
عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ - يعني يومَ حنين -: "من قتل كافرًا؛ فله سَلَبُهُ".
فقتل أبو طلحة يومئذٍ عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم.
ولقي أبو طلحة أمَّ سُلَيْم ومعها خنْجَرٌ، فقال: يا أم سليم! ما هذا معك؟ قالت: أردت - واللهِ! - إن دنا مِنًّي بعضُهم؛ أَبْعَجُ به بَطْنَهُ! فأخبر بذلك أبو طلحة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذا قال الحاكم والبيهقي والذهبي. وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه" بتمامه، ومسلم بقصة أم سُلَيْمٍ؛ وزاد في رواية أخرى عن أنس في آخره: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه الطيالسي (2079): حدثنا حماد بن سلمة
…
به وأتم منه؛ فيه قصة أبي قتادة، وقتلِهِ للمشرك المتقدمةُ آنفًا، وزاد في آخره:
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن طريقِه: أخرجه أبو عوانة (4/ 368 - 319)، والبيهقي (9/ 306) دون
الزيادة. وقال البيهقي:
"إسناده صحيح على شرط مسلم".
ثم أخرجه هو، وأبو عوانة وأحمد (3/ 190 و 279)، والبزار في "مسنده"(2/ 1835/351) من طرق أخرى عن حماد
…
به.
وكذا رواه ابن حبان - كما في "الموارد"(1671 و 1705)؛ ولكنه لم يَسُقْ قصة أم سُلَيْمٍ.
وكذلك رواه الحاكم (2/ 135 و 3/ 353) - مفرقًا - وصححه أيضًا على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرج منه مسلم (5/ 196) قصة أم سليم.
وقد أخرجها أيضًا هو، وأبو عوانة (4/ 317)، وأحمد (3/ 286) من طريقين آخرين عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
…
به؛ وزاد مسلم الزيادة المذكورة آنفًا.
وهي عند الطيالسي من الطريق الأولى كما تقدم.
وقرن البزار في رواية (1836) - مع حماد -: شعبة.
وسنده صحيح.
والقصة رواها أحمد (3/ 108 - 109) من طريق حميد عن أنس.
ومرجعها إلى رواية ثابت، كما هو معروف عند المهرة في هذا الفن.
وقصة أبي طلحة مخرجة في "الإرواء"(1221) بفوائد أخرى.