الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإبراهيم هذا: هو ابن الفضل، وهو متروك؛ كما في "التقريب".
15 - باب في فضل من مات في الطاعون
2723 -
عن جابر بن عَتِيكٍ:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلِبَ، فصاح به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم يُجِبْهُ، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"غُلِبْنا عليك يا أبا الربيع! ".
فصاح النِّسْوَةُ وبَكَيْنَ، فجعل ابن عَتيك يُسَكِّتُهُنَّ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دَعْهُنَّ؛ فإذا وَجَبَ فلا تَبكِيَنَّ باكيةٌ".
قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ ! قال:
"الموت".
قالت ابنته: والله إنْ كنتُ لأرجو أن تكون شهيدًا؛ فإنك قد كنت قضيت جِهَازَكَ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل قد أوقع أجره على قَدْرِ نِيَّتِهِ. وما تعدون الشهادة؟ ".
قالوا: القَتْلُ في سبيل الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الشهادة سَبْعٌ - سوى القتل في سبيل الله -: المطعون شهيدٌ، والغَرِقُ شهيدٌ، وصاحب ذات الجَنْبِ شهيدٌ، والمبطون شهيدٌ، وصاحب الحَريق شهيدٌ، والذي يموت تحت الهَدْمِ شهيدٌ، والمرأة تموت بِجُمْعٍ شهيدةٌ".
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والمنذري والذهبي وغيرهم).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عَتيك بن الحارث بن عَتيك - وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه - أنه أخبره أن جابر بن عَتيك أخبره ..
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير عَتيك بن الحارث هذا، فلم يوثقه غير ابن حبان (5/ 286)، ولكنه ذكر أنه روى عنه الناس، يعني: غير عبد الله هذا - الراوي عنه هذا الحديث -.
بيد أنني أشك فيما ذكره؛ لما بينته في "تيسير الانتفاع"! لكن الحديث صحيح على كل حال لما يأتي ذكره.
والحديث أخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 232 - 233)
…
بإسناده ومتنه.
وأخرجه الحاكم والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 191/ 1779) من طريق أخرى عن القعنبي. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!
وأخرجه النسائي وابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي (4/ 69)، وأحمد من طرق أخرى عن مالك
…
به.
وقد خولف في إسناده، فقال أبو العُمَيْسِ: عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن أبيه عن جده:
أنه مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده
…
الحديث نحوه.
أخرجه ابن ماجه (2803) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة: ثنا وكيع عن
أبي العميس.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة"(5/ 332).
وذكره الحافظ في "الإصابة"من رواية ابن منده، وقال:
"وفيه اختلاف كثير، ورواية مالك هي المعتمدة. ويرجحها ما روى أبو داود والنسائي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن ابن جابر بن عتيك عن أبيه مرفوعًا: "إن من الغيرة ما يبغض الله
…
" الحديث. وإسناده صحيح"!
قلت: كذا قال! وابن جبر هذا؛ إن كان هو الذي في إسناد مالك - كما هو ظاهر كلامه -؛ ففيه ما عرفت من الجهالة. وعليه يدل قول الحافظ في "التقريب":
"مقبول"، أي: لين الحديث، وهو الذي يدل عليه صنيعه في ترجمة (عبد الله بن جبر) من "التهذيب"، وفي "باب من نسب إلى أبيه أو جده
…
" بعد الكنى منه.
وإن كان غيره - كما كنت ذكرت عنه في تخريج حديث الغيرة المذكور في "الإرواء"(1999)، وقد مضى في "الجهاد"(2388) -؛ فهو مجهول أيضًا لا يعرف فأنى لإسناده الصحة؟ !
ثم إنه لم يظهر لي وجه كون هذا مرجحًا لرواية مالك؛ وفيها الحارث بن عتيك بين ابن جابر وبين صحابي الحديث جابر بن عتيك! !
ثم إن الحديث - مع ما فيه من الجهالة والاضطراب -؛ فإني لا أشك في صحته؛ لأن له شواهد كثيرة متفرقة، كما كنت ذكرت ذلك في "أحكام الجنائز"(ص 40)، وخرجت فيه كثيرًا من الأحاديث التي تشهد مفرداتها لمفردات هذا الحديث. وأتمها حديث الربيع الأنصاري: في "الطبراني الكبير"؛ (5/ 65/ 4607)؛ وسنده صحيح إن شاء الله.