الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه البيهقي (9/ 95) من طريق الأ عمش عن إبراهيم
…
به.
وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:
"إن المرأة لَتَأْخُذُ للقوم"؛ يعني: تُجير على المسلمين.
أخرجه الترمذي (1579)، وقال:
"حديث حسن غريب. وسألت محمدًا (يعني: الإمام البخاري)؟ فقال: هذا حديث صحيح".
168 - باب في صُلْحِ العَدُوِّ
2470 -
عن المِسْوَر بن مَخْرَمَةَ قال:
خرج النبي صلى الله عليه وسلم - زمن الحُدَيْبيَّةِ - في بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً من أصحابه، حتى إذا كانواب (ذي الحُلَيْفَةِ)؛ قَلَّدَ الهَدْيَ، وأشعره، وأحرم بالعمرة
…
وساق الحديث؛ قال:
وسار النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان بالثَّنِيَّةِ التي يَهْبِطُ عليهم منها؛ بَرَكَتْ به راحلته. فقال الناس: حَلْ حَلْ، خلأت القَصواء (مرتين)! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما خلأتْ، وما ذلك لها بِخُلُقٍ! ولكن حَبَسَها حابسُ الفِيلِ". ثم قال:
"والذي نفسي بيده! لا يسألوني خُطَّةً يُعَظِّمُونَ بها حُرُماتِ الله؛ إلا أعطيتُهم إياها".
ثم زَجَرَها؛ فوثبت، فعدل عنهم؛ حتى نزل بأقصى (الحديبية) - على ثَمَدٍ قليل الماء؛ فجاءه بُدَيْلُ بن وَرْقَاءَ الخُزَاعِيُّ، ثم أتاه - يعني - عروة بن مسعود، فجعل يُكَلِّمُ النبي صلى الله عليه وسلم. فكلما كلَّمه؛ أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف، وعليه المِغْفَرُ، فضرب يَدَهُ بِنَعْل المسيف؛ وقال: أَخِّرْ يَدَكَ عن لِحْيته! فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة. فقال: أيْ غُدَرُ! أَوَلَسْتُ أَسْعَى في غَدْرَتِكَ؟ ! وكان المغيرة صَحِبَ قومًا في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أما الإسلام؛ فقد قَبِلْنا. وأما المال؛ فإنه مال غَدْرٍ لا حاجة لنا فيه
…
". فذكر الحديث.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اكتب: هذا ما قضى عليه محمد رسول الله
…
"، وقص الخبر؛ فقال سُهَيْلٌ: وعلى أنه لا يأتيك مِنَّا رجل - وإن كان على دينك - إلا رَدَدْتَهُ إلينا. فلما فرغ من قضية الكتاب؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
"قوموا فانْحَرُوا، ثم احْلِقُوا".
ثم جاء نسوة مؤمنات مهاجرات
…
الآية (1)، فنهاهم الله أن يَرُدُّوهن،
(1) أي: فذكر الآية، وهو اختصار شديد من المؤلف رحمه الله! ويعني: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
…
}.
وأمرهم أن يَرُدُّوا الصَّداق.
ثم رجع إلى المدينة، فجاءه أبو بَصِيرٍ - رجل من قريش - يعني: فأرسلوا في طلبه، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به، حتى إذا بلغا ذا الحليفة؛ نزلوا يأكلون من تَمْرٍ لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله! إني لأرى سيفك هذا يا فلان! جيدًا، فاستلَّه الآخر؛ فقال: أجلْ قد جَرَّبْتُ به. فقال أبو بصير: أَرِني أَنْظُرْ إليه! فَأَمْكَنَهُ منه، فضريه حتى بَرَدَ، وفرَّ الآخر؛ حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لقد رأى هذا ذُعْرًا".
فقال: قد قُتِلَ - والله! - صاحبي، وإني لَمَقْتولٌ! فجاء أبو بصير فقال: قد أوفى الله ذِمَّتَكَ، قد رَدَدْتَنِي إليهم؛ ثم نجَّاني الله منهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ويلُ أمِّهِ! مِسْعَرَ حَرْبٍ؛ لو كان له أحدٌ! ".
فلما سَمعَ ذلك؛ عَرَفَ أنه سَيَرُدُّةُ إليهم. فخرج حتى أتى سَيْفَ البحر، وينفلتُ أبو جَنْدَلٍ فَلَحِقَ بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عِصَابَةٌ.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه البخاري مطولًا، وهو وابن الجارود مختصرًا).
إسناده: حدثنا محمد بن عبيد: أن محمد بن ثور حدثهم عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير محمد بن ثور - وهو الصنعاني -، وهو ثقة.
وهذا إن كان ابن عبيد: هو ابن حِسَابٍ البصري.
وإن كان ابن محمد المحاربي الكوفي؛ فليس من رجال مسلم، وإن كان ثقة، ولم يتعين أيهما المراد عندي؛ لأنهما كليهما يرويان عن ابن ثور، ويروي عنهما المؤلف، كما في "التهذيب". والله أعلم.
وقد أعاده المصنف بطرف من الحديث في "السنة" قبيل "باب في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".
والحديث أخرجه البيهقي (9/ 228) من طريق المؤلف.
ثم أخرجه (9/ 218 - 221)، والبخاري (1694 و 1695 و 1811 و 2731 و 2732)، وعبد الرزاق (9720)، وعنه ابن الجارود (505)، وأحمد (4/ 328 - 332) من طرق أخرى عن معمر
…
به مطولًا ومختصرًا.
ثم أخرجه البخاري (2711 و 2712 و 4178 و 4149 و 4185 و 4181)، والبيهقي (9/ 223 و 228 - 229) من طرق أخرى عن الزهري
…
ببعضه.
ورواه أحمد (4/ 323) من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري
…
مطولًا، وصرح بالتحديث في "السيرة"(3/ 356).
وعزاه المنذري (4/ 77) لمسلم أيضًا، وهو من أوهامه!
2471 -
وفي رواية عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم:
أنهم اصطلحوا على وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيهن الناس، وعلى أن بيننا عَيْبَةً مَكْفُوفةً، وأنه لا إسلال ولا إغلال.
(قلت: حديث حسن).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء: ثنا ابن إدريس قال: سمعت ابن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة و
…
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن إسحاق، وهو حسن الحديث، لولا أنه عنعن، لكنه قد صرح بالتحديث في بعض الروايات عنه؛ فالحديث حسن.
والحديث في "السيرة"(3/ 356 - 366): قال ابن إسحاق: حدثني ابن شهاب الزهري
…
به الحديث مطولًا جدًّا، نحو الذي قبله؛ ذكر المؤلف طرفًا منه.
ومن طريق ابن إسحاق: أخرجه البيهقي (9/ 221 - 222 و 227 - 228)، وأحمد (4/ 323 - 326).
2472 -
عن حَسَّانَ بنِ عَطِيَّةَ قال: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن مَعْدَانَ، ومِلْتُ معهما، فحدثنا عن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ قال: قال جبير:
انْطَلِقْ بنا إلى ذي مِخْبَرٍ - رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -، فأتيناه، فسأله جبير عن الهُدْنَةِ؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ستصالحون الرومَ صلحًا آمنًا، وتَغْزُونَ أنتم وهم عدوًّا من ورائكم".
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: ثنا عيسى بن يونس: ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية.
قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري؛ غير ذي مخبر، وهو صحابي معروف.