الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسنده صحيح.
155 - باب فيمن أسهم له سهمًا
[تحته حديث واحد. انظره في "الضعيف"]
156 - باب في النَّفَلِ
2445 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر:
"مَنْ فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا".
قال: فتقدَّم الفتيانُ، ولَزِمَ المشيخةُ الراياتِ فلم يَبْرَحوها. فلما فتح الله عليهم؛ قال المشيخة: كنا رِدْءًا لكم، لو انهزمتم لَفئْتُمْ إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى! فأبى الفتيان وقالوا: جَعَلَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا. فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ
…
} إلى قوله: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} ، يقول: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا فأطيعوني؛ فإني أَعْلَمُ بعاقبة هذا منكم، - زاد في رواية: فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسَّواءِ -.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي - دون الزيادة -، والضياء في "المختارة").
إسناده: حدثنا وهب بن بقية قال: أخبرنا خالد عن داود عن عكرمة عن ابن عباس.
حدثنا زياد بن أيوب: ثنا هُشَيْمٌ: أخبرنا داود بن أبي هند عن عكرمة
…
ثم
ساق نحوه. وحديث خالد أتم.
حدثنا هارون بن محمد بن بَكَّارٍ بن بلال: ثنا يزيد بن خالد بن مَوْهَب الهَمْدَانِيُّ قال: ثنا يحيى بن أبي زائدة قال: أخبرني داود
…
بهذا الحديث بإسناده؛ قال: فقسمها.
قلت: إسناده صحيح من طرقه الثلاث، مدارها على داود بن أبي هند، وهو ثقة من رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقًا.
وعلى العكس من ذلك عكرمة - وهو مولى ابن عباس؛ احتج به البخاري، وروى له مسلم مقرونًا.
والحديث أخرجه الحاكم (2/ 131 - 132) من طريق أخرى عن وهب بن بقية الواسطي
…
به، وقال:
"صحيح؛ فقد احتج البخاري بعكرمة، ومسلم بداود بن أبي هند". وخالفه الذهبي فقال:
"قلت: هو على شرط خ"!
فما أصاب؛ لأن ابن أبي هند لم يحتج به البخاري؛ وإنما روى له تعليقًا كما ذكرت آنفًا، وكذلك ذكر الذهبي نفسه في "الكاشف".
ورواه البيهقي (6/ 291 - 292) من طريق الحاكم.
ثم رواه (6/ 315) من طريق المؤلف عن زياد بن أيوب.
ثم رواه (6/ 292) من طريق أخرى عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
…
به.
ثم أخرجه هو (6/ 315)، وابن حبان (1743)، والحاكم (2/ 326 - 327)، والضياء في "المختارة" (64/ 37/ 2) من طريق المعتمر بن سليمان قال: سمعت داود
ابن أبي هند
…
به؛ دون قوله: يقول: فكان ذلك
…
وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي هنا.
ومن هذا الوجه: رواه النسائي في "تفسير الكيرى"(6/ 349/ 11197)، وابن جرير (9/ 116).
2446 -
عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:
جئتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يومَ بدر بسيفٍ، فقلت: يا رسول الله! إن الله قد شَفَى صدري اليومَ من العدوّ، فهب لي هذا السيف! قال:
"هذا السيفُ ليس لي ولا لك".
فذهبتُ وأنا أقول: يُعْطاهُ اليومَ مَنْ لم يُبلِ بلائي! فبينما أنا؛ إذ جاءني الرسول فقال: أجب. فظننت أنه نزَل فيّ شيء بكلامي، فجئت، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنك سألتني هذا السيفَ، وليس هو لي ولا لك، وإن الله قد جعله لي؛ فهو لك"، ثم قرأ:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} .
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه الترمذي والحاكم والذهبي. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما"، دون قوله:"وإن الله قد جعله لي، فهو لك"؛ وقالا: فنزلت هذه الآية
…
).
إسناده: حدثني هنَّاد بن السَّرِيِّ عن أبي بَكْرٍ عن عاصم عن مصعب بن سعد.
قلت: وهذا إسناد حسن صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ وفي أبي بكر - وهو ابن
عياش - كلام يسير لا يضر.
ونحوه عاصم - وهو ابن أبي النَّجُودِ -، وقد توبع كما يأتي، فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه الترمذي (3080) - وقال: "حسن صحيح" - والحاكم (2/ 132) - وقال: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي -، والبيهقي (6/ 291)، وأحمد (1/ 178)، والطبري في "التفسير"(9/ 117) من طرق عن أبي بكر بن عياش
…
به.
وتابعه أبو الأحوص عن عاصم
…
به: أخرجه الطبري.
وتابع عاصمًا: سِمَاكُ بن حرب عن مصعب بن سعد
…
به نحوه، دون قوله المذكور آنفًا: أخرجه مسلم (5/ 146 و 7/ 125 - 126)، وأبو عوانة (4/ 103 - 104)، وابن حبان (9/ 67/ 6953)، والبيهقي أيضًا، والطيالسي (208)، وأحمد (1/ 185 - 186)، والطبري أيضًا، وأبو يعلى (1/ 199 - 200 و 208 و 224)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 279) من طرق عن سِمَاك
…
به نحوه؛ وزاد الطيالسي في آخره:
وهي في قراءة عبد الله هكذا: يسألونك عن الأنفال.
وأخشى أن تكون هذه الزيادة مدرجة في الحديث؛ لأنها لم تقع في شيء من الطرق، لا عن عاصم، ولا عن سماك. وهي عنده من روايته عن شعبة؛ وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة وغيرهما عنه بدونها، وقد علقها المؤلف كما يأتي.
ثم إني أرى أن فيها تحريفًا؛ لأنه لا فرق في سياق الحديث عنده بين القراءتين، فلعل الصواب في قراءة ابن مسعود:(يسألونك الأنفال) - بإسقاط حرف التعدية: (عن) - كما هو عند المؤلف وابن جرير وغيره، كما يأتي، وعليه يدل كلام العلامة أبي حيان في "البحر المحيط"(4/ 456)؛ فليراجعه من شاء.