الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذلك رواه إسحاق الحنظلي- كما في " سنن البيهقي " - عن بقية بن الوليد
عن الأوزاعي
…
بهذا الإسناد عن عمر بن الخطاب
…
به.
ورواه إسحاق عن عيسى بن يونس عن زيد بن عبد الحميد عن أبيه:
أن عمر بن الخطاب كانت له امرأة
…
فذكره. قال البيهقي:
" وهو منقطع بين عبد الحميد وعمر ".
قلت: وقد رواه الحكم بن عتيبة عن عبد الحميد هذا عن مقسم عن ابن
عباس
…
مرفوعاً بلفظ:
" يتصدق بدينار أو نصف دينار "؛ هكذا على التخيير.
وإسناده صحيح، فانظره في الكتاب الآخر (رقم 257) .
107- من باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع
44-
عن عبد الرحمن- يعني: ابن زياد- عن عمارة بن غُراب: أن
عمةً له حدثته: أنها سألت عائشة قالت:
إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد؟
قالت: أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فمضى إلى مسجده
- قال أبو داود: تعني: مسجد بيته-، فلم ينصرف حتى غلبتني عيني،
وأوجعه البرد، فقال:
" ادْنِي مني ". فقلت: إني حائض! فقال:
" وإن! اكْشِفِي عن فخِذيْكِ ". فكشفت فخِذيّ، فوضع خده وصدره
على فخِذِي، وحنيْتُ عليه، حتى دفئ ونام.
(قلت: إسناده ضعيف؛ عبد الرحمن بن زياد- وهو ابن أنعم الإفريقي-
ضعيف، وشيخه عمارة بن غراب أشد ضعفاً، وعمة عمارة مجهولة) .
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة: نا عبد الله- يعني: ابن عمر بن غانم-
عن عبد الرحمن- يعني: ابن زياد-.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن زياد: هو ابن أنعم الإفريقي،
ضعيف من قبل حفظه.
وشيخه عمارة بن غراب؛ قال أحمد:
" ليس بشيء ".
وذكره ابن حبان في " الثقات "! وقال:
" يُعْتبرُ حديثه من غير رواية الإفريقي عنه ".
وعمة ابن غراب لم أعرفها! ولم يوردها الحافظ في " فصل بيان المبهمات من
النسوة على ترتيب من روى عنهن رجالا ونساء "! فهي مجهولة.
وأما قول المنذري في " مختصره ":
" عمارة بن غراب، والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي،
والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم؛ كلهم لا يحتج بحديثه "!
ففيه نظر؛ فإنه بدل أن يحشر مع هؤلاء، عمة عمارة؛ جعل مكانها عبد الله
ابن عمر بن غانم! وليس بجيد، فإن ابن غانم ثقة جليل، والمنذري تبع ابن حبان
في " تضعيفه "، فقد قال في ترجمته من " الضعفاء ":
" روى عن مالك ما لم يحدث به مالك قط، لا يحل ذكر حديثه، ولا الرواية
عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار ".
وذكر له عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه: " الشيخ في قومه كالنبي في
أمته ". قال الحافظ:
" وهذا موضوع. ولعل ابن حبان ما عرف هذا الرجل لأنه جليل القدر ثقة لا
ريب فيه. ولعل البلاء في الأحاديث التي أنكرها ابن حبان ممن هو دونه ".
وقال الآجري- عن المصنف-:
" أحاديثه مستقيمة ".
وأخرج الترمذي (1/210- 211) ، وابن ماجه (1/204) ، والحاكم (1/154)
عن حريث بن أبي مطر عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من الجنابة، ثم يستدفأ بي قبل أن أغتسل.
وقال الترمذي:
" ليس بإسناده بأس "! وقال الحاكم:
" صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي!
وحريث ضعيف، كما في " التقريب ".
45-
عن أبي اليمان عن أُمِّ ذرّة عن عائشة أنها قالت:
كنت إذا حِضْت؛ نزلت عن المثال على الحصير، فلم نقْرُبْ رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم ندْن منه؛ حتى نطْهر.
(قلت: إسناده ضعيف، أبو اليمان- واسمه: كثير بن يمان- مجهول الحال،
والحديث منكر؛ لأنه خلاف ما صح عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا- إذا كانت حائضاً- أن تتزر، ثم يضاجعها
زوجها.
أخرجه الشيخان في " صحيحيهما "، وهو في الكتاب الأخر من طرق عنها
(رقم 261 و 263 و 264)) .
إسناده: حدثنا سعيد بن عبد الجبار: نا عبد العزيز- يعني: ابن محمد- عن
أبي اليمان.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل أبي اليمان هذا؛ فإنه ليس بالمشهور، ولم
يحدث عنه غير اثنين- أحدهما مختلف فيه-، ولم يوثقه غير ابن حبان؛ ولذلك
قال الحافظ في " التقريب ":
" مستور "، يعني: مجهول الحال؛ فإنه قال في مقدمة الكتاب:
" الطبقة السابعة: من روى عنه أكثر من واحد، ولم يوثق؛ وإليه الإشارة
بلفظ: مستور، أو: مجهول الحال ".
وأم ذرة أشهر منه، وهي مدنية، مولاة عائشة، روى عنها اثنان آخران- غير
أبي اليمان-، ووثقها ابن حبان. وقال العجلي:
" تابعية مدنية ثقة ". وقال الحافظ:
" مقبولة "؛ أي: لينة الحديث. وقال ابن حزم في " المحلى "(2/177) :
" وأما هذا الخبر؛ فإنه من طريق أبي اليمان كثير بن اليمان الرحال، وليس
بالمشهور، عن أم ذرة، وهي مجهولة؛ فسقط ".
ورد عليه ابن القيم في " التهذيب "، فقال:
" وما ذكره ضعيف؛ فإن أبا اليمان هذا ذكره البخاري في " تاريخه "، فقال:
سمع أم ذرة، روى عنه أبو هاشم عمار بن هاشم، وعبد العزيز الدراوردي. وذكره
ابن حبان في " الثقات " وقال: يروي عن أم ذرة وعن شداد بن أبي عمرو. وكذا أم
ذرة؛ فهي مدنية روت عن مولاتها عائشة وعن أم سلمة، وروى عنها محمد بن
المنكدر وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص وأبو اليمان كثير بن اليمان. فالحديث
غير ساقط ".
قلت: والحق ما ذهب إليه ابن حزم: أن الحديث ساقط. وما ذكره في الرد
عليه إنما يُخْرِج الراويين عن الجهالة العينية إلى الجهالة الحالية، وتوثيق ابن حبان
وكذا العجلي فيه تساهل معروف، ولذلك ترى الحافظ لم يعرج على توثيقهما في
هذين الراويين وفي غيرهما ممن سبق ذكره، ومجهول الحال لا يحتج به إلا إذا
توبع، كما قرره ابن القيم نفسه في " تهذيب السنن " - في الحديث الذي قبل
هذا-، وقد نقلنا كلامه في ذلك عند الحديث المشار إليه فما الكتاب الآخر (رقم
260) ؛ فراجعه.
ولا بد من أن ننقل منه ما يناسب المقام؛ قال رحمه الله:
" والراوي إذا كانت هذه حاله- يعني حالة السّتْرِ- ولم يجرحه أحد؛ إنما
يخشى من تفرده بما لا يتابع عليه، فأما إذا روى ما رواه الناس، وكانت لروايته
شواهد ومتابعات؛ فإن أئمة الحديث يقبلون حديث مثل هذا، فإذا صاروا إلي
معارضة ما رواه بما هو أثبت منه وأشهر؛ عللوه بمثل هذه الجهالة وبالتفرد ".
قلت: وأبو اليمان هذا قد روى هذا الحديث بإسناده عن عائشة، مخالفاً لجميع
الثقات الذين رووه عنها بلفظِ ومعنىً مخالفِ لحديثه هذا، وقد ذكرنا آنفاً عقيبه
حديثاً واحداً للدلالة على ذلك. فلا أدري كيف ذهل ابن القيم رحمه الله عن
ذلك، وحاول أن يقوي الحديث مع هذه النكارة الواضحة؟!
نعم؛ قد روى الإمام أحمد في " المسند "(6/91) حديثاً آخر عن عائشة رضي
الله عنها، لو صح إسناده إليها لكان دليلاً قوياً في الجمع بين هذا الحديث
والأحاديث الأخرى:
وهو ما أخرجه من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن
قيس عن ابن قريظة الصّدفي قال:
قلت لعائشة رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاجعك وأنت حائض؟
قالت: نعم إذا شددت علي إزاري، ولم يكن لنا- إذ ذاك- إلا فراش واحد، فلما
رزقني الله عز وجل فراشاً آخر؛ اعتزلت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا إسناد ضعيف لا يصح؛ وذلك لأن ابن لهيعة سيئ الحفظ، فلا يحتج به
إذا تفرد، فكيف به إذا خالف؟!
وابن قريظة الصدفيُ أورده الحافظ في " فصل فيمن أُبهم، ولكن ذكر اسم أبيه
أو جده أو نحو ذلك " من " التعجيل "؛ ولم يزد على أن ذكر ما جاء في هذا
الإسناد. فهو مجهول العين.